fbpx

فيروز تحتفل بعيدها وروميو يُغلق عينيه… “نسّيني يوم اللي صرنا كبار”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

فيروز ناهزت الـ88 سنة ولبنان الكبير 102 سنة وروميو 92 سنة، إنه جيل واحد من الحنين والعمل والإبداع. جيل نطمئن لأننا عرفناه وعشنا في زمنه، وسط أزماتنا وقهرنا اللامتناهي…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

رحيل روميو لحود، عيد استقلال كئيب آخر، اللبنانيون محرومون من مشاهدة المونديال، فيديو جديد لفيروز التي ناهزت الـ88 سنة.

إنه صباح غير عادي في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022. تستيقظ تعدّ قهوتك، استعداداً ليوم عطلة، فيأتيك منبّه الأخبار ليطلعك على ذلك كلّه، فتشعر مرة أخرى بأن الحياة غير عادلة، وبأن القهوة لا تفعل شيئاً إزاء ذلك.

روميو لحود الرجل الضاحك، هو طفولتنا الزاهية بألحانه التي ما زالت تدفعنا إلى البكاء أو الرقص أو حتى الصمت، وبألوان فساتين سلوى القطريب وفيروز وصباح وغيرهنّ (صممت معظمها بابو لحود شقيقة روميو) واللوحات الفنية الراقصة. إنه المسرح المبهج، الوجه الفولكلوري المختلف في الثقافة اللبنانية، ليس الرحابنة ولا صباح، ليس نصري شمس الدين ولا وديع الصافي، إنه حركة فريدة في الموسيقى والكلمة والتصميم… إنه “خدني معك على درب بعيدة” و”اسأل عليي الليل”، و”دقي دقي يا ربابة”… إنه الحزن والفرح بنكهة مختلفة وخاصة وراقصة. ففي أغنية واحدة يستطيع روميو أن يقتلك من الفرح والحزن في آن.

“يحتفل” لبنان على 79 سنة من استقلاله عن الانتداب الفرنسي، ويودّع واحداً من أجمل وجوهه عن عمر يناهز 92 سنة، ترك خلالها بصمته، خلال أكثر من أربعين عاماً من المهرجانات والمسارح والأغاني.

يوم رحلت سلوى القطريب، جرح جزء من اللوحة، وكذلك فعل رقاد صباح ونصري شمس الدين ووديع الصافي وآخرين، واليوم نشاهد جرحاً آخر في اللوحة، فلماذا تموت الأرواح الحلوة؟ لماذا لم يصدر فرمان إلهي ببقائهم معنا إلى الأبد؟ إنه ظلم لا يمكن وصفه، أن يغلق فنان حقيقي عينيه هكذا ببساطة كأي شخص آخر.

طالب هندسة الديكور في جامعة «موزار»، ما لبث أن سرقه الشغف وتحول لدراسة «سينوغرافي ميكانيك» في معهد «مونتكامودزو» في إيطاليا، ليبدأ مسيرته المهنية الفعلية في 1964 عندما أعد أوبريت غنائي بطلب من جمعية مهرجانات بعلبك في إطار برنامجها «ليالي لبنان». وفي 1969، قدّم روميو لحود عروضه في مسرح الأولمبيا في باريس، وهو من بدأ فكرة “المسرح الدائم” عبر استعراض “موال” الذي استمر 11 شهراً.

في هذا اليوم غير العادي وفيما تُرفع الأعلام اللبنانية في كل مكان، يحق لنا أن نتمنى بلداً مستقلاً بالفعل، لا يموت بموت مبدعيه، وأن نتمنى رقاداً هانئاً لروميو وأن تعيش فيروز إلى الأبد…

عام 1995 نال روميو لحود وسام الأرز الوطني برتبة ضابط في عهد  الرئيس الراحل الياس الهراوي، وهو يرحل الآن بعد أيام على انتهاء ولاية ميشال عون الرئاسية وتوزيعه الأرز الوطني كـ”الكشك” على الكثير من العونيين والذين لم يحققوا للبلد إنجازاً واحداً. 

نتوقف قليلاً، نشاهد فيديو لفيروز تحتفل بعيدها، نشرته ابنتها ريما، نبتسم لأنها ما زالت معنا، وما زالت تضحك، ونقول إنها تضحك من أجلنا، نحن الذين يستيقظون على صوتها ويغادرون قصص حبهم على صوتها، ويحبون البلد لأنها طفلته. فيروز ناهزت الـ88 سنة ولبنان الكبير 102 سنة وروميو 92 سنة، إنه جيل واحد من الحنين والعمل والإبداع. جيل نطمئن لأننا عرفناه وعشنا في زمنه، وسط أزماتنا وقهرنا اللامتناهي…

إنه الجيل الذي نستمع لأغنياته ومسرحياته، وفيما تطربنا تعريبة أو تسحرنا لوحة راقصة، ينقطع الانترنت وتخفت الكهرباء، لنتذكر بسرعة أننا عدنا إلى الوراء وهذا الجيل كان سبقنا قبل أن نبدأ…

في هذا اليوم غير العادي وفيما تُرفع الأعلام اللبنانية في كل مكان، يحق لنا أن نتمنى بلداً مستقلاً بالفعل، لا يموت بموت مبدعيه، وأن نتمنى رقاداً هانئاً لروميو وأن تعيش فيروز إلى الأبد…