fbpx

“النهار”… صحيفة رياض سلامة وكارلوس غصن؟!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مرة أخرى، لا يبدو مصير “النهار” امتداداً لما أصاب الصحافة الورقية من مصير بفعل الصحافة البديلة، إنما أيضاً هو بفعل فاعل، ذاك الفارق بينها وبين قرينتها الفرنسية l’orient le jour يمثل فارقاً بين الوريثين. فالـ”لوريون” حجزت موقعاً متقدماً في المواجهة مع رياض سلامة، وتعرضت لحصار إعلاني من المصارف، لا بل إن الأخيرة قادت انشقاقاً عنها تمثّل في موقع Ici Beyrouth.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 ليست النهاية المحزنة لجريدة “النهار” اللبنانية، مصيراً متوقعاً لصحيفة ورقية، أسوة بأقرانها من الصحف الورقية!، هذه النهاية جاءت مرافقة لنهايات أبعد من النهايات التي رافقت نظيراتها، فـ”النهار” التي وُلدت مع ولادة لبنان، وكانت صحيفة التجربة اللبنانية، تبدو نهايتها اليوم نهاية موازية لنهاية لبنان. 

“النهار” تواصل الصدور على رغم نهايتها، لكن النهاية التي نشير إليها هي نهاية الوظيفة التي أناطها المؤسسون بالصحيفة، فهي إذ تواصل الصدور اليوم إنما تفعل ذلك من موقع مختلف تماماً عن ذاك الذي أراده لها النظام الاجتماعي والطائفي الذي صدرت عنه. لقد كانت جريدة الخيار اللبناني للمسيحيين ونخبهم المدينية، وانتهت اليوم على يد الأحفاد منتظرةً نشر سبق من نوع “رياض سلامة يخص النهار بالكلمة الأخيرة قبل مغادرته منصبه”!!!. 

نعم، علينا أن نحزن على “النهار” في موازاة حزننا على لبنان، لا بل في موازاة حزننا على الخيار اللبناني للمسيحيين. النهاية واحدة، وإذا كان عجز المسيحيين تحديداً، بقواهم السياسية والاجتماعية، عن تأمين نصاب قضائي يكشف من المسؤول عن انفجار المرفأ، نموذجاً عن موقعهم الهامشي في السلطة وفي النظام، فإن تحوّل “النهار” إلى منبر لرجل تلاحقه ست دول أوروبية بتهم الفساد وتبييض الأموال، هو مؤشر مواز الى هذا الضعف، والى هشاشة موقع الصحيفة، وتصدّع الموقع الذي لطالما مثّلته الصحيفة. 

لم تكن “النهار” يوماً منصّة صحافية يمكن أن نقيس عليها المعايير المهنية بمعانيها الحديثة، لكنها كانت موقعاً صانعاً لرأي عام، ومعبراً عن الموقع المتقدم والمنفتح للمسيحيين في لبنان، وهي إذ انتقلت من ميشال شيحا إلى رياض سلامة، مروراً بالكثير من التقلبات والمسارات، اختارت نهاية سبقت فيها ضمور الموقع المسيحي العام في لبنان. إنه رياض سلامة، الرجل الذي تحفل صحافة العالم بما ارتكبه. وقبل سلامة، اختارت “النهار” أيضاً كارلوس غصن ضيفاً على منصتها على “يوتيوب”، في فضيحة موازية لا تقلّ فداحة عن قرينتها المصرفية.

حتى في زمن رفيق الحريري، بقيت “النهار” تقاوم، على رغم انحيازها في حينها الى مشاريعه التي شكلت انقلاباً على بيروتها!، ففي الصحيفة من قاوم “حريرية” الصفحة الأولى، ومن حرص على ألا يملك الحريري مزيداً من الأسهم تعطيه القدرة على ضبط الخيارات التحريرية. 

 ليست النهاية المحزنة لجريدة “النهار” اللبنانية، مصيراً متوقعاً لصحيفة ورقية، أسوة بأقرانها من الصحف الورقية!

ومرة أخرى، لا يبدو مصير “النهار” امتداداً لما أصاب الصحافة الورقية من مصير بفعل الصحافة البديلة، إنما أيضاً هو  بفعل فاعل، ذاك الفارق بينها وبين قرينتها الفرنسية l’orient le jour يمثل فارقاً بين الوريثين. فالـ”لوريون” حجزت موقعاً متقدماً في المواجهة مع رياض سلامة، وتعرضت لحصار إعلاني من المصارف، لا بل إن الأخيرة قادت انشقاقاً عنها تمثّل في موقع Ici  Beyrouth.

والحال أن حساسية “النهار” التي قُتلت عبر جيل الأحفاد، والمتمثلة بالرغبة المسيحية التاريخية في التماهي مع الغرب ومع قيمه وحساسياته، هي تماماً ما يمكن وصفه بـ”تعريب النهار”، ذلك التعريب الذي رصده حازم صاغية بحزب الكتائب في مطلع ثمانينات القرن المنصرم. فسلامة وقبله بقليل كارلوس غصن، هما قرينا علي حسن خليل ووفيق صفا، مثلاً، بالنسبة الىى إعلام الممانعة، لجهة تصدّرهما هذا الإعلام، الذي لم يطرح على نفسه يوماً مخاطبة الحساسيات التي حفلت بها صفحات “النهار” في غابر أيامها.

والمصادفات تقودنا إلى مزيد من الحزن، فقتل “النهار” على يد “الورثة” يشبه قتل مصرف لبنان على يد رياض سلامة، تماماً مثلما نقلت الحرب الأهلية حزب الكتائب من كونه ممثلاً للطبقة المتوسطة المسيحية ومن كونه “حزب الدولة والنظام” إلى طوره العسكري والحربي. فـ”النهار” و”الكتائب” ومصرف لبنان تشّكل أعمدة في التجربة التي نشهد اليوم أفولها. 

ثم إن “النهار”، التي، لم تكن نموذجاً مهنياً، يمكننا اليوم أن نكون امتداداً له، على رغم دورها الأساسي الذي لعبته على هذا الصعيد، إنما كانت موقعاً سياسياً شديد التقدم لجهة ما تمثله من تقاطع سياسي واجتماعي مديني، بحيث اختارها زعماء بيروت السنة صالوناً سياسياً لهم، هي الصحيفة المسيحية التي لم تخفِ يوماً هويتها، هذه “النهار” هي اليوم بيد انحسر طموحها، وضاقت بكل ما يمت ومن يمت إلى الوظيفة الأولى بصلة. 

“النهار” صحيفة بيروت التي لم تكن طليعة المنابر في معركة انفجار المرفأ على رغم ما أصابها بسببه، وصحيفة الطبقة المتوسطة البيروتية تارة والجبل لبنانية طوراً، التي لم تعنها مخاطبة المودعين الذين تولى نجم الصحيفة رياض سلامة السطو على ودائعهم.

تكتفي “نهار اليوم” من ذلك الإرث بمخاصمة “حزب الله”، وهذا الموقع بدوره ليس امتداداً لموقعها الذي عهده قراؤها، إنما فعلت ذلك تارة بفعل الدعم الإماراتي، وطوراً من موقع أهلي ضيق، يعود ويتداعى أمام حقيقة أن الحزب نفسه هو من أمّن لنجمي “النهار” رياض سلامة وكارلوس غصن دولة تحميهما من العدالة الدولية!.       

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 17.05.2024

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.