fbpx

الخبز حُلم يوميّ في غزة على رغم القصف

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“كنا نلجأ لمخبز العائلات الذي يعد الأكبر في المدينة وكان  يسد احتياجات المواطنين، لكن اليوم بعد قصف لوحاته الشمسية أصبحنا نقوم بجولة خطيرة تحت القصف للحصول على الخبز بشكل يومي”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“يوجد في بيت أقاربنا ما يزيد عن 70 شخص، بينهم أكثر من  30 طفلاً، ويجب أن نوفر لهم الخبز بشكل يومي. لا يوجد دقيق لإعداد الخبز على الحطب، حاولت مراراً الحصول على الدقيق إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل”، هكذا وصف خالد علي معاناة الحصول على الخبز في قطاع غزة.

بعد دخول الحرب الدموية التي يشهدها قطاع غزة شهرها الثاني، تزداد حالة سكان القطاع سوءاً، إذ أصبحت ربطَة الخبز أو حتى الطحين، شأناً شديد الصعوبة، فيقف الغزيّ ما يزيد على خمس ساعات في طابور طويل أمام المخبز ليحصل على ربطة خبز واحدة مخصصة له تداري جوعه، هذا إن نجا من القصف الذي يستهدف المخابز.

استهدف الجيش الاسرائيلي منذ بداية حربه على غزة  في 7 أكتوبر/ تشرين الأول  11 مخبزاً مركزياً في القطاع، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يبلغ عدد المخابز في القطاع 2120 مخبز بين آلي ويدوي، تستهلك ما يقدّر بـ 14000 طن من القمح شهرياً.

الخبز حلم الغزيين

خالد علي، نازح فلسطيني من تل الهوا، لجأ إلى منزل أقاربه في مدينة دير البلح عقب قَصف منزله.  يخرج خالد يومياً برفقه كافة أفراد أسرته وأبناء أعمامه للبحث عن الخبز، بسبب عدم توافره في المخابز داخل المدينة. يقول :”الحصول على ربطة خبز أصبح إنجازاً عظيماً،  يشارك بالسعي إليه كل فرد من الأسرة”، مضيفاً أن عملية الحصول على الخبز معقدة، إذ يقوم وأقرباؤه بتوزيع أنفسهم على المخابز لأجل الحصول على أدنى مما يكفيهم خلال اليوم.

الشاب محمد السماعنة من سكان الشمال، نزح نحو مدينة غزة، يقول أنه يخرج يومياً كل صباح بحثاً عن الخبز في المدينة التي تشهد معارك دموية، يضيف “كنا نلجأ لمخبز العائلات الذي يعد الأكبر في المدينة وكان  يسد احتياجات المواطنين، لكن اليوم بعد قصف لوحاته الشمسية أصبحنا نقوم بجولة خطيرة تحت القصف للحصول على الخبز بشكل يومي”.

من جانبه، أكد صاحب أحد المخابز  في القطاع على أن الوضع أصبح صعبا بسبب أزمات الغاز والسكر وغيرها من متطلبات صناعة الخبز، إذ لا يوجد بضائع داخل القطاع وكافة المساعدات لا تصل إلى مدينة غزة،  وفي الجنوب أيضا يوجد عقبات أمام حصول المخابز على الدقيق والمستلزمات الأساسية لإعداد الخبز. الأكثر تعقيدا في الأمر، عدم توفر تيار كهربائي لتشغيل المعدات والآليات الخاصة بالمخابز، إذ قام الجيش الإسرائيلي بقصف اللوحات الشمسية الخاصة بالمخابز التي تساعد على توليد الطاقة.

هذه المخاوف كلها تأتي بالتزامن مع تحذيرات أطلقها برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من مليون شخص يعانون من الجوع في غزة مع نفاد إمدادات الغذاء والمياه، والمخابز التي لم يطالها قصف الغارات الإسرائيلية غير قادرة على العمل بسبب نقص الوقود والدقيق.

 الخبز المنزلي هو الحل

 محاولات الشاب ياسر عبد الرحيم  للحصول على الخبز باءت بالفشل على مدار ثلاثة أيام، على الرغم من وقوفه ما يزيد عن 5 ساعات يومياً في الطوابير أمام المخابز في مدينة خان يونس. لم يحصل ياسر على رغيف واحد، ليعود للمنزل الذي يتواجد به قرابة 30 شخصا خاوي اليدين، ما دفع والدته ومن معها لإعداد بعض أرغفة الصاج على الحطب بعد بقائهم لثلاثة أيام بدون خبز.

يذكر أن القوانين الدولية تجرم منع القمح عن المدنيين أثناء الحرب، لكن إسرائيل لا تأخذ ذلك بعين الاعتبار، إذ تعرقل دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ويتزامن ذلك مع وجود الطحين في مستودعات الأنوروا، التي قامت مجموعة من الغزيين باقتحامها للحصول على المواد الأولية في ظل النقص الفادح والجوع الذي يهدد سكان القطاع.

الفقر يهدد القطاع

تواجه غالبية الأسر في قطاع غزة، صعوبات بالغة في توفير الأموال اللازمة لشراء احتياجاتها من الطعام، بسبب ارتفاع معدلات الفقر، فقبل الحرب كانت نسبة البطالة في غزة تصل لـ 50% فيما نسبة الفقر فاقت الـ 65%، كما تعتمد 80% من الأسر على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتها.

يواجه سكان القطاع حالياً، بمن فيهم من نزحوا من مدينة غزة إلى مناطق “جنوب وادي غزة”، أوضاعاً صعبة، إذ تشير الشهادات والتقارير إلى عدم توافر النقود لشراء الخبز والطعام لسد جوعهم وجوع أسرهم وأطفالهم.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة قد أكد في وقت سابق أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد قصف محيط المخابز أثناء اصطفاف عشرات المواطنين على أبوابها لشراء حاجتهم من الخبز، ما أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى.

تقدر المنظمات الأممية عدد النازحين سواء في مركز الإيواء أو عند الاهل والأصدقاء من سكان القطاع بنحو 1.4 مليون نسمة، من أصل مليونين و300 الف من سكان القطاع.

ما يصل غزة لا يكفي

 مدير “الانوروا” في غزة توماس واست ، قال إن الإمدادات في السوق تنفذ، في حين أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة على متن شاحنات من مصر “غير كافية وغير متسقة”، وأشار إلى أن نظام القوافل الحالي “مهيأ للفشل”، وأضاف: “إن قلة عدد الشاحنات، وبطء العمليات، وعمليات التفتيش الصارمة، والإمدادات التي لا تتوافق مع متطلبات الأونروا ومنظمات الإغاثة الأخرى، وفي الغالب الحظر المستمر على الوقود، كلها وصفة لنظام فاشل”.

من بين  569 شاحنة دخلت غزة عبر معبر رفح منذ 21 من الشهر الجاري، حوى ما يقارب ثلثها على الأقل مواد غذائية، بما في ذلك الأطعمة الجاهزة للأكل مثل التونة المعلبة واللحوم المعلبة وغيرها من المواد غير القابلة للتلف. يتم توزيع كافة المواد الغذائية في ملاجئ إيواء تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ومنذ 11 من الشهر الماضي، تعاني غزة من انقطاع كامل للكهرباء، في أعقاب قيام إسرائيل بوقف إمدادات الكهرباء والوقود إلى غزة، الأمر الذي أدى بدوره إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 17.05.2024

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.