fbpx

شهادات الاعتقال والتعذيب في السجون الإسرائيليّة (5)… الصحفي ضياء الكحلوت الذي “شُبح” وأقاربه

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يجمع الكاتب مصطفى ابراهيم، النازح في رفح من قطاع غزة، شهادات أشخاص اعتقلهم الجيش الإسرائيلي وقام بإذلالهم، أشباه العراة الذين لم يُعرف عنهم خبر الى حين إطلاق سراحهم، يصفون ما شهدوه في رحلة الإذلال التي اختبروها منذ اعتقالهم حتى إطلاق سراحهم. هنا شهادة الصحفي ضياء الكحلوت (42 عاماً) مدير ومراسل صحيفة العربي الجديد في قطاع غزة، الذي تم التعرف عليه عبر الصور التي نشرها جنود إسرائيليّون، وقضى 33 يومياً معتقلاً “يُشبح” ويشتم في حضرة الشاباك.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ما زالت صور اعتقال الفلسطينيين وإذلالهم في قطاع غزة تُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وقوانين الحرب، تبرره إسرائيل بشبهة “الانتماء الى حماس”، لتقود المعتقلين إلى معسكرات اعتقال مجهولة، يختبرون فيها أنواع التعذيب والإذلال حسب التقارير الصحافيّة، ناهيك بموت بعضهم.

لا يستطيع المعتقلون التواصل مع العالم الخارجي، إذ تمنع إدارة السجون دخول المنظمات الدولية والمحامين وأقرباء المعتقلين، ليكون مصدر الشهادة الوحيد، المعتقلين الذين أُفرج عنهم. ناهيك بتفعيل ما يسمى “قانون المقاتل غير الشرعي”، الذي يتيح إصدار أمر باحتجاز “المقاتل غير شرعي” لمدة 45 يوماً بدلاً من 7 أيام، وأن تتم المراجعة القضائية خلال 75 يوماً بدلاً من 14 يوماً، ومنع المعتقلين من لقاء محاميهم لمدة 180 يوماً. 

الشهادة التالية كُتبت كلها بضمير المتكلم، كل ما ورد فيها من وصف وتفسيرات وإحالات وأحداث يعود إلى ضياء الكحولت.

يوم السبت الموافق/7/10/2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة بغارات جوية عنيفة من الطائرات الحربية، والتي أسفرت عن تدمير منازل وسقوط شهداء وجرحى من المواطنين، وذلك في أعقاب قيام كتائب عز الدين القسام وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية باقتحام السياج الأمني مع إسرائيل وبلدات الغلاف في عملية أطلقت عليها كتائب القسام “طوفان الأقصى”، وهي عملية فاجأت الجميع، ومع بداية العدوان شرعتُ في متابعة التطورات الميدانية بحكم عملي الصحفي (مدير ومراسل صحيفة العربي الجديد في قطاع غزة).

يوم الثلاثاء/9/10/2023، وبعد يومين من انطلاق طوفان الأقصى، وبداية استهداف إسرائيل لقطاع غزة، أرسلت قوات الاحتلال رسائل صوتية ورسائل نصية على أجهزة الاتصال الخليوية، شبكتي “جوال، وأوريدو” وشبكة الاتصال الثابت “بالتل”، وطالبت من خلالها السكان في عدد من الأحياء السكنية في مدينة غزة وشمال القطاع بإخلاء منازلهم، وكان من بين تلك الأحياء حي الكرامة الذي أسكن فيه، والذي يقع شمال غرب مدينة غزة.

اضطررت إلى إخلاء منزلي بسبب قصف طائرات الاحتلال العديد من المنازل السكنية وهو ما أدى إلى تدميرها وسقوط شهداء وجرحى، وبسبب أيضاً تهديدات قوات الاحتلال بقصف المنازل في الأحياء التي طالبت سكانها بإخلائها.

أعقاب إخلاء منزلي مع زوجتي وأطفالي الخمسة توجهت إلى منزل عائلتي في مشروع بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، ومكثت فيه حتى يوم الخميس/7/12/2023، وبعد قيام قوات الاحتلال بالتوغل برياً في مناطق شمال غرب قطاع غزة، وصلت الدبابات الإسرائيلية والآليات الأخرى إلى مشروع بيت لاهيا وهو المكان الذي نزحت إليه بعد إخلاء منزلي.

حوالي الساعة 09:00 صباح يوم الخميس/7/12/2023، وأثناء تواجدي في منزل عائلتي سمعنا أصوات مرتفعة بواسطة مكبرات صوت يحملها جنود الاحتلال تطالب السكان بالخروج من منازلهم، فخرجنا من المنزل، وكنا حوالي 40 شخصاً (عدة عائلات) غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.

بعد خروجنا من المنزل أمر الجنود النساء وكبار السن والأطفال تحت سن 18 عاماً بالتوجه نحو مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، وبقيت أنا وأخواي طاهر، 40 عاماً، ومحمد،36 عاماً، و9 من أصهارنا وعدد من الجيران في الشارع، وأمرنا الجنود بخلع ملابسنا باستثناء الملابس الداخلية (البوكسر والقميص القطني) وأجلسونا على الأرض، ثم دخل جنود الاحتلال إلى منزلنا، وقاموا بحرقه وحرق عدد من منازل جيراننا بالكامل قبل أن يخرجوا منها.

بعد مرور نصف ساعة أمرنا الجنود بالسير نحو شارع السوق حيث تواجد جنود آخرون كانوا يحتجزون عدداً من المواطنين، وأجبروهم على الجلوس على الأرض، وجلسنا بجانبهم وكان عددنا حوالي 200 مواطناً وأجبرونا كلنا على خلع القميص القطني، ولم نعد نرتدي سوى البوكسر فقط، وكان الجو بارد جداً، ووجه الجنود لنا شتائم وسباب، ثم أحضروا أسلحة (رشاشات كلاشينكوف وقذائف) ووضعوها أمام بعض المواطنين وقاموا بتصويرهم.

قام الجنود بتقييد أيدينا بقيود بلاستيكية إلى الخلف وضعوا عصبة على أعيننا، وأحضروا عدة شاحنات، وصعدنا بصعوبة إلى تلك الشاحنات (في كل شاحنة حوالي 50 معتقلاً) وأثناء سير الشاحنات لمدة ساعة تقريباً كان الجنود يطلقون النار من فوق رؤوسنا، ويصورون فيديوهات بواسطة كاميرات جوالاتهم، وسخروا وسبوا وشتموا المعتقلين، ثم توقفت الشاحنات حسب تقديري في مكان بجوار موقع زيكيم شمال غرب بيت لاهيا.

أنزلنا الجنود من الشاحنات في وقت غروب الشمس تقريباً، وقاموا بتصويرنا وتشخيص هوياتنا عن طريق بصمة العين، وكنا نسمع صوت جرافة والمكان مُضاء بالكامل وطوال الفترة السابقة لم يقدم الجنود لنا الطعام أو الماء، وكان الجو بارداً فملئ الخوف قلوبنا، ظننا أن الجنود  قد يقدمون على دفننا أحياء، أو بعد إطلاق النار علينا وقتلنا، ولكن بعد مرور عدة ساعات تبين أن الجنود يقومون بعملية فرز للمعتقلين قبل إطلاق سراح بعضهم، ومن تبقى تم تحويلهم إلى التحقيق بشكل فردي.

أثناء استجوابي من قبل محقق من استخبارات الجيش أطلق على نفسه لقب كابتن أبو علي، وأنا أجلس على ركبي على الرمل، وهو يقف أمامي، وسألني عن عملي، فأخبرته بأنني صحفي في صحيفة العربي الجديد، فبدأ المحقق يبحث في جهاز يبدو أنه موصول بشبكة الإنترنت عن بياناتي وعن عملي، فوجد تقريراً صحفياً أعددته في صحيفة العربي الجديد في عام 2017 حول فرقة سيرت متكال في الجيش الاسرائيلي، والتي قتل أحد ضباطها بعد اكتشافها من قبل المقاومة الفلسطينية في بلدة بني سهيلة شرق مدينة خان يونس.

عثر المحقق أيضاً على تقارير صحفية كنت أعددتها عندما كنت أعمل سابقاً في موقع الجزيرة نت حول حركة حماس وشعاراتها التاريخية وتقارير متنوعة أخرى في جريدة السفير اللبنانية، وقد لاحظ المحقق أنني مرهق والقيود تؤلمني والعصبة على عيني مشدودة كثيراً، وطلبت منه تخفيف القيود قد ولكنه رفض ودفعني باتجاه الأرض ما أدى إلى دخول الرمل في فمي.

بعد انتهاء الاستجواب الذي استمر حوالي 20 دقيقة أخذني الجنود نحو مكان تجمع المعتقلين وسخروا مني، ومن عملي الصحفي، وتحدث معي أحدهم باللغة الإنجليزية، ثم أغلق فمي بشريط لاصق، وسار بي الجنود مع بقية المعتقلين بعد تقييد أيدينا للخلف وضع عصابات على أعيننا نحو مكان مرتفع قليلاً تقف عنده شاحنات، وهم يشتموننا ويضربونا بأيديهم، وصعدنا بصعوبة إلى الشاحنات، ورموا فوقنا بطانيات رقيقة، وكان الجو بارداً جداً، ثم سارت الشاحنة دقائق معدودة، وأعتقد أنها دخلت إلى موقع زيكيم المجاور للمكان الذي كنا فيه ومنذ هذه اللحظة افترقت عن شقيقاي طاهر ومحمد.

 أنزلنا الجنود من الشاحنات ومشينا، دون أن نرتدي أحذية على حصمة، وقام أحد الجنود بصدم رأسي بجسم صلب بذريعة أنني لا أرى أمامي، وبعد مرور 10 دقائق تقريباً وصلت حافلات، وصعدنا فيها، وفي الحافلة كحيت (عطست) فضربني جندي عدة لكمات بيديه، وأثناء سير الحافلة لمدة ساعتين تقريباً تعرضت للضرب عدة مرات بسبب عدم خفض رأسي للأسفل وأنا جالس على الكرسي.

في حوالي الساعة 11:00 ليلاً تقريباً وصلنا إلى موقع مجهول بالنسبة لنا، وعرضت على طبيب، وسألني إن كنت أعاني من أمراض مزمنة (ضغط أو سكر) فقلت له بأنني مريض بغضروف في الظهر (ديسك) وأعاني من آلام شديدة، وبالرغم من ذلك لم يعطني دواء، وبعد فحص الطبيب الشكلي أعطاني الجنود رقماً (059889) وملابس رمادية اللون (بيجامة) ثم أدخلوني إلى عنبر (بركس) مسقوف على الأغلب بالأسبستوس وأرضيته أسفلت، وبينما كنت أسير ضربني الجنود عدة لكمات بأيديهم، وبعد دخولي العنبر استلمني معتقل فلسطيني (شاويش) وأعطاني فرشة رقيقة وبطانية، ونمت عدة ساعات. 

أثناء اعتقالي في العنبر الذي تحيط به الأسلاك كأنه قفص لاحظت وجود عنابر أخرى وداخل كل عنبر حوالي 100 معتقل مقيدين بقيود حديدة للأمام وقيود حديدية أيضاً في القدمين وعصبة على الأعين، ويمنعوا من التحدث مع بعضهم.

وطوال 25 يوماً متتالياً كنا نجلس على ركبنا على الأرض (الإسفلت) من الساعة 04:00 فجراً وحتى الساعة 11:00 ليلاً تقريباً ويتم عدنا عدة مرات (اسفراه) وكان الطعام قليلاً جداً وهو عبارة عن شرائح خبز ومربى وجبن سائل وتونة والماء أيضاً قليلاً، ونذهب مرة واحدة في اليوم لدورة المياه، وقد تسبب الجلوس الطويل على ركبي على الأرض بإصابتي بالتهابات جلدية ودمامل في الفخذين، ولم يقدم لي العلاج عندما طلبته من الجنود.

كنا نعد الأيام حسب شروق وغروب  (لمدة، وبعد مرور 9 أيام من تواجدي في المعتقل خضعت لجلسة تحقيق من قبل محقق يرتدي زياً عسكرياً، وسألني عن أحداث 7 أكتوبر، وإن كنت قد فكرت بالذهاب إلي بلدات الغلاف الإسرائيلية، وعن شهداء سقطوا في ذلك اليوم وعن قيادات حماس في مشروع بيت لاهيا فأخبرته بأنني لا أسكن في بيت لاهيا ولا أعرف شخصيات قيادية من حماس هناك، وبأنني علقت على منشور على الفيس بوك لشهيد من عائلة لبد كونه من جيران أهلي، ولم أكن أعرف مكان وظروف استشهاده، وكان التحقيق في مكان مفتوح وأنا واقف والمحقق يجلس على كرسي وفوقه شمسية تقيه من الشمس، واستمر التحقيق حوالي 20 دقيقة.

وبعد عدة أيام خضعت لجلسة تحقيق ثانية لمدة 30 دقيقة تقريباً من قبل محقق يرتدي زياً عسكرياً، ووجه لي المحقق أسئلة حول عملي الصحفي في موقع الجزيرة نت من عام 2007 إلى عام 2014، وفي صحيفة العربي الجديد التي لا أزال أعمل فيها حتى الآن وحول مصادري الصحفية، ومن هم القادة الذين أتواصل معهم، فأجبته باسم أحدهم كونه يرد على اتصالاتي دون غيره.

وفي اليوم 25 لاعتقالي نقلت في سيارة عسكرية سارت بي حوالي 15 دقيقة، ثم توقفت ونزلت منها، وسار بي الجنود وأنا مقيد ومعصوب العينين، وألقوا بي على الأرض في مكان لا أعرفه وجلست على ركبتي لمدة 10 دقائق ثم أدخلني الجنود إلى غرفة، وأمروني بخلع ملابسي كلها، وأعطاني جندي حفاظة (بمبرز) وبعد ارتدائها ارتديت ملابسي، واعتقدت أنها مقدمة لجلسة تحقيق مع محقق من جهاز الشاباك، ثم وضعني الجنود في زاوية ممر بعد تقييد يداي خلف ظهري بقيود حديدية وقيود في قدمي وشبحني الجنود (الشبح هو نوع من أنواع التعذيب، سواء بإجبار المعتقل على الجلوس على كرسي صغير منخفض، أو الوقوف ورفع اليدين، أو يد واحدة للأعلى لعدة ساعات بدون نوم، أو التعليق بتقييد الأيدي للخلف وتعليق المعتقل بجنزير في سقف الغرفة أو في الحائط لفترة زمنية طويلة، وما تسببه هذه الأداة من آلام وفقدان الوعي والهلوسة)، على زاوية الممر والشمس فوق رأسي، وكان بجواري معتقلين آخرين تم شبحهم عرفت أن أحدهم قريبي (محسن الكحلوت.

استمر شبحي حوالي 6 ساعات متواصلة وهو ما زاد من آلامي خاصة الكتفين والديسك الذي أعاني منه وسقط أحد المعتقلين المشبوحين على الأرض، وفك الجنود قيوده، وقدموا له الماء، ثم نقلت معه بعد انتهاء شبحي ومعتقل آخر، وعرفت أنه د. أحمد مهنا مدير مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة إلى عنبر جديد، ولم يتم التحقيق معي من قبل الشباك حسب ما كنت أعتقد بعد 6 ساعات من الشبح.

وفي العنبر الجديد فك الجنود القيود الحديدية من يدي وقدماي وضعوا قيوداً بلاستيكية في يدي من الأمام شاهدت قريبي علاء الكحلوت ود. محمد الرن وهو طبيب جراح في المستشفى الإندونيسي في جباليا شمال قطاع غزة، وتعرضنا في هذا العنبر للقمع من قبل الجنود بحجة ارتفاع صوت المعتقلين، وكان القمع عبارة عن اقتحام من قبل وحدة خاصة أمر أفرادها المعتقلين بالانبطاح على بطونهم، ووجهوا لنا سباب وشتائم نابية، ونادوا على المعتقلين الذين اتهموا إثارة الشغب بأرقامهم، وقام الجنود بنقلهم من العنبر إلى عنبر آخر.

مكثت في هذا القسم حوالي 8 أيام اشتدت خلالها آلام الغضروف في ظهري، وفي كتفاي وزاد تنميل القدمين، وفي إحدى المرات سقطت على الأرض أثناء عد المعتقلين (اسفراه) واقترب مني د. محمد الرن وهو معتقل معنا، وطلب من الجنود نقلي إلى مقر عيادة المعتقل، ونقلت على حمالة، وفحصني طبيب العيادة، وأعطاني حبة دواء (مرخي عضلات) خففت قليلاَ من آلامي، وفي نفس هذا اليوم، وفي ساعات الليل أقام الجنود حفلة شواء سبوا خلاها المعتقلون وأجبروا بعضهم على الهتاف “شعب إسرائيل حي”.

وفي اليوم 33 لاعتقالي تم نقلي مع حوالي 120 معتقلاً من مكان اعتقالنا إلى حافلة، وكان من بين المعتقلين رجل مسن ومريض بالزهايمر من عائلة مسلم، ولا أعرف كيف قام جنود الاحتلال باعتقاله وهو بهذه الحالة، وخلال سير الحافلة بنا تعرضت للضرب من قبل مجندة عدة مرات بسبب عدم خفض رأسي للأسفل وأنا جالس على الكرسي وبسبب تحركي، وبعد مرور 3 ساعات توقفت الحافلة، وأنزلنا الجنود منها في معبر كرم أبي سالم جنوب شرق مدينة رفح، وأمرونا بالجري تجاه الجانب الفلسطيني، وكان من بين المفرج عنهم امرأة رفضت الحديث مع المعتقلين الآخرين، ولم نعرف اسمها.

وعندما وصلنا إلى الجانب الفلسطيني شاهدت خيمة للأونروا، واستقبلتنا موظفة في الأونروا من جنسية أجنبية أعتقد أن اسمها “جودي أو جوري” وقُدم للمعتقلين طعام ومشروبات مختلفة، ثم جلست مع موظفين من الصليب الأحمر الدولي، وتحدثت معهم حول ظروف اعتقالي، وعرفت أن اليوم هو يوم الثلاثاء/9/1/2024، وقمت بإجراء عدة اتصالات للاطمئنان على عائلتي، وعلمت أن بيتي قصفته طائرات الاحتلال، ودمرته بالكامل كما استشهد والد زوجتي “رفيق الكحلوت” وأصيب والدي وزوجتي في قصف منزل أحد أقاربنا في مشروع بيت لاهيا.

 وبعد خروجنا من الخيمة باتجاه معبر رفح قابلنا شرطي فلسطيني، وسجل جميع أسماء المعتقلين، وغادرت المكان بعد ذلك باتجاه مدينة رفح في سيارة تابعة للأونروا، وأقيم حالياً في خيم الصحفيين بجوار مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح.