fbpx

بعد تعليق دعم “الأونروا”… هل تكفي المبادرات الإنسانيّة لإنقاذ الغزيين؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يزداد الوضع قسوة ولا إنسانية في القطاع المحاصر، خصوصاً أن إسرائيل لا تريد فقط تعليق تمويل الأونروا، بل إلغاء وجودها بالكامل واستبدالها بمنظمات أخرى، حسب خطة نتنياهو التي تحمل اسم “اليوم التالي”، في ظل ما سبق، انطلقت عدد من المبادرات التي تسعى للتخفيف من وطأة الحرب والتهجير، ونقص المساعدات الإنسانيّة والطبيّة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اقتربت نهاية الشهر الخامس من الحرب على غزة، وما تزال المعاناة تتجدد يومياً، مع مقتل ما يقارب 30 ألف شخص على يد الجيش الإسرائيليّ، ومسح مناطق بأكملها، مع ذلك الحرب لم تنتهي، إذ حوّلت إسرائيل القطاع المحاصر إلى مساحة لا تصلح للحياة، يُهجّر سكانه من مكان إلى آخر، ويكدّسون في المواصي تمهيداً لما يقال أنه “ترانسفير” نحو مصر.

على الرغم من المآسي الإنسانية ودخول القطاع في دائرة المجاعة، أوقفت 18 دولة دعمها لوكالة الغوث للاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، الجهة الوحيدة المعنية باللاجئين الفلسطينيين في فلسطين ودول الشتات، التعليق الذي جاء بعد مزاعم إسرائيل بوجود 12 شخصاً من موظفي الأونروا شاركوا في عملية السابع من أكتوبر، الاتهام، الذي إلى الآن لم تقدم إسرائيل دليلاً على صحته. ناهيك بأن خطة “اليوم التالي” التي أعلن عنها نتنياهو، تشمل “إلغاء الأونروا واستبدالها بمنظمات إنسانية أخرى”.

المقتلة العلنية ونقص الغذاء والماء، دفع العديد من الشباب في غزة إلى إطلاق مبادرات إنسانية تخفف وطأة الوضع المأساوي الذي يعيشه النازحون في رفح، مستغلين صفحاتهم على مواقع التواصل ومبادرات سابقة قبل الحرب، للحصول على تمويل يساعدهم على تأمين بعض المساعدات الغذائية والصحية، وأغطية وملابس شتوية وحتى كوبونات نقدية إلى جانب إطلاق مبادرات خاصة بالنساء والأطفال.

صندوق مساعدات لأسبوع واحد

الدكتورة هيا حجازي، طبيبة النساء والولادة في غزة، نزحت إلى رفح منذ بدايات الحرب، تقول لـ”درج” إنها منذ بداية الحرب توجهت نحو المبادرات الإنسانية في محاولة للتخفيف للوضع الصعب الذي يعيشه النازحون في مخيمات الجنوب، واستخدمت صفحتها على الإنستغرام للحصول على التمويل لتنفيذ المبادرات المتنوعة التي نفذتها وما تزال تنفذها حتى الآن.

تضيف حجازي “آخر مبادرة ساعدت لا يقل عن 3000 شخص، وشملت المساعدات الكوبونات النقدية وطرود غذائية ومواد تنظيف وملابس وسترات للأطفال وأطعمة مطبوخة، كما وزعت أغطية في ظل البرد والانقلاب الجوي من خلال أكثر من مبادرة”.

ركزت حجازي بدايةً على المبادرات التي تخص النساء، فوفرت قدر الإمكان عدداً من مستلزمات الرعاية الصحية النسائية صعبة التوفير؛ بسبب قلتها وغلائها، ووزعتها على النساء في الخيام.

أشارت حجازي أن “الطرد” الواحد يكفي الأسرة لأسبوع أو 10 أيام، وتبين أنها تتبع سياسة توثيق توزيع المساعدات عبر حساباتها، وهذا ما أعطاها الموثوقية، وشجع الناس على الاستمرار بإرسال التبرعات.

“ارتفعت الأسعار 400%”

يقول محمد قشطة لدرج أنه أطلق مبادرته بالتزامن مع نزوح أعداد كبيرة من شمال قطاع غزة وجنوبه لمدينة رفح التي يعيش فيها، وذلك بعد أن خرج الناس من بيوتهم بدون أي شيء، لذلك ركز في أول مبادرة على جمع الملابس والأغطية من بيوت مدينة رفح وتقديمها لهم، ما سد من خلاله حاجة الكثيرين لكن الأعداد ضخمة ومن الصعب الوصول للجميع.

يضيف قشطة: “ما دفعني لموضوع المبادرة هو إحساسي بمعاناة النازحين وضيق حالهم، رأيتهم في شوارع مدينتنا دون حول أو قوة”، يحصل قشطة على التمويل أيضا عبر صفحته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفيما يخص الحصول على المواد يشرح قشطة صعوبة الأمر، إذ إن أسعار السلع ارتفع بنسبة  400%، ما زاد من تقييد أعداد الحاصلين على المساعدات لقلة ما يمكن الحصول عليه مقارنة بالمبلغ الموجود، كما أنه يضطر أحياناً إلى الدخول لمناطق خطرة على حياته هو ورفاقه، إذ يتوجه إلى سوبر ماركت لا يصله الناس بسبب القصف لشراء المواد التي يريدها.

مشاريع متجددة

“PIOUS project” فريق تم تشكيله في أمريكا، ويضم في غالبه فلسطينيين، هو شريك مع مؤسسة ثانية في فلسطين، ويعمل من خلال عدة مشاريع موجودة قبل الحرب، وفي أكثر من دولة، إلا أنّ مشاريعه تركزت الآن في غزة.

فضّل مدير المشاريع  الحفاظ على سرية اسمه، لكنه أوضح لدرج أن من أهم المشاريع التي يعمل عليها الفريق الآن خلال فترة الحرب، هي كفالة الأطفال الأيتام  حتى عمر 15 سنة بمبلغ شهريّ، مضيفاً أن الفريق كفل إلى الآن ألف طفل، تم اختيارهم من بين عدد كبير جداً، إذ تشير الإحصائيات إنه يوجد 30 ألف طفل فقدوا أهلهم خلال الحرب.

يتابع حديثه عن برامج متنوعة خلال الحرب، منها “التكيات” في مراكز الإيواء وخيام النازحين التي يوزع فيها الطعام المطبوخ، كذلك برنامج توزيع المياه من خلال 4 شاحنات تخرج في اليوم لتوزيع المياه بين دير البلح ورفح، وبرنامج الطرود الغذائية إذ “تم توزيع ما يقارب 20 ألف طرد خلال الحرب بمكونات مختلفة وبناء على ما يتوفر في السوق، فهناك أشياء لم يكن بالإمكان عملها نتيجة غياب المكونات من تدفئة وكسوة”.

يواجه الفريق ظروفاً صعبة، أشدها خطراً  القصف الإسرائيلي الذي قد يستهدفهم أثناء التنقل في الشوارع، إضافة إلى الغلاء والأسعار المتقلبة التي أصبحت تشكل ضغطاً كبيراً فوق ضغط الحرب، ما تسبب بالكثير من المشاكل مع الشركاء  يقول:”كيف نخبرهم عن تغير الأسعار وتقلبه بين يوم والثاني هذا يسبب مشاكل كبيرة، كيف نشرح الاحتكار والضرائب المفروضة على السلع في زمن الحرب، نحن نقع في فخ التجار”.

الإعلام الإنساني

توجه العديد من الإعلاميين بحكم انتشارهم على مواقع التواصل الاجتماعي واتصالاهم الواضح مع جهات داعمة، نحو إطلاق مبادرات إنسانية ونقلها للعالم، فبعض الإعلاميين وازن بين عمله الإعلامي في تغطية الحرب والعمل الإنساني، والبعض الآخر كرس وقته وجهده لمساعدة الناس بشكل ملموس واضح.

طارق أبو إسحاق صحفي من غزة، كرس منذ بداية الحرب على غزة معظم وقته وجهده بين عمله الإعلامي والإنساني، يقول لـ”درج”: “الحمدلله بتبرع كريم من أهل الخير قدمنا مساعدات نقدية لآلاف النازحين والمصابين ومساعدات نقدية لعمال النظافة في مستشفى ناصر بالإضافة لتقديم وجبات طعام وخبز وحطب وطحين وأغطية وحليب للأطفال الرضع وكفالة الأطفال المصابين مجهولي الهوية وتوزيع مياه حلوة على النازحين في محافظتي خانيونس ورفح”.

أشار أبو إسحق أن عمله في مجال المبادرات الإنسانية بدأ قبل الحرب، وكان لظروف الحرب القاسية دور كبير في الاستمرار بجمع المساعدات من فلسطينيين في الخارج، وبناء جسور من الثقة معهم بتوثيق ما يقوم به على صفحته الشخصية. 

أكد أبو إسحاق على ما قاله الكثيرون حول ارتفاع أسعار  السلع يقول: “اضطررنا لشراء الأشياء الغالية لتعيش الناس ولحاجتها الشديدة لها، وبنوفر بإمكانياتنا” فمثلا لغلاء سعر الخبز تم شراء الطحين وتسليمه للنساء لصنع الخبز وتوزيعه بشكل أوفر.

التهديد بإلغاء الأونروا!

يزداد الوضع قسوة ولا إنسانية في القطاع المحاصر، خصوصاً أن إسرائيل لا تريد فقط تعليق تمويل الأونروا، بل إلغاء وجودها بالكامل واستبدالها بمنظمات أخرى، حسب خطة نتنياهو التي تحمل اسم “اليوم التالي”.

يهدد هذا المخطط ملاجئ المنظمة التي تضم أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة، وتعمل على توفير الغذاء والرعاية الصحية الأولية، فيما يواصل حوالي 3000 موظف أساسي من أصل 13 ألفا في غزة القيام بمهامهم، ويعملون على منح المجتمعات هناك شريان حياة يمكن أن ينهار في أي وقت الآن بسبب نقص التمويل. كما تتجاوز أهمية الأونروا بالنسبة للفلسطينيين فكرة المساعدات والخدمات، هي بالنسبة لهم ترتبط بالحفاظ على حقوقهم كلاجئين بالعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948.

ديانا مقلد - صحافية وكاتبة لبنانية | 13.05.2024

قضية شادن فقيه: لسنا جاهزين للسخرية لكننا مستعدون لهدر الدم!

في بلدنا، يتم إعلاء شأن الانتماء الطائفي وجعله محوراً للحياة السياسية والاجتماعية، ما يجعل لتهمة ازدراء الأديان حساسيتها وسطوتها في آن، فيسهل إشهارها في وجه أي شخص يخرج عن السياق العام الخاضع لتلك المنظومة، فكيف إذا كان هذا الشخص "امرأة" لها هويتها الجنسية المثلية المعلنة لتكون هدفاً سهلاً يودّ كثيرون رجمه.