fbpx

انسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس… خطوة تكتيكيّة أم استعداد لاقتحام رفح؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بعد أربعة أشهر من هجوم الجيش الإسرائيلي البري على مدينة خان يونس، انسحبت القوات الإسرائيلية من المدينة بشكل مفاجئ مخلفةً دماراً هائلاً في آلاف المنازل والمستشفيات والمدارس والبنية التحتية للمدينة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ووثّق “درج” بعد الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس، تحوُّل آلاف المباني في المدينة إلى كومة من الحجارة، وحجم الدمار الكبير في المدينة بدءاً من منطقة المخيم غرباً، ثم المناطق الشرقية والشمالية للمدينة.

ويرى متخصصون ومواطنون غزيون أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينة خان يونس، يأتي ضمن استعداده لدخول مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، والتي يوجد فيها قرابة مليون ونصف مليون نازح.

إسرائيلياً، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الأحد، أن قوات جيشه غادرت خان يونس تحضيراً لعملية في رفح، إذ قال: “حماس توقفت عن العمل كمنظمة عسكرية في خان يونس، وخرجت القوات من هناك استعداداً لعملية في رفح”.

وأضاف أن “انسحاب القوات من خان يونس تم بعدما شلت قدرات حماس عن العمل كمنظمة عسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة”.

وإلى جانب تصريحات غالانت، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، تأكيدها أن أحد أسباب الانسحاب هو ترك أماكن للنازحين الذين ستطلب منهم مغادرة رفح، مستبعدين أي علاقة بين الانسحاب والضغوط الأميركية التي تمارس على إسرائيل.

وبينت الصحيفة أن الجيش يستعد لمواصلة العمليات ضد كتائب حماس، التي لم يتعاملوا معها بدير البلح ورفح، وأن بإمكان الجيش العودة إلى خان يونس إذا لزم الأمر.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن التقدير لدى الجيش الإسرائيلي “كان أن معركة خان يونس ستنتهي خلال شهرين فقط، لكنها انتهت بعد 4 أشهر”.

بخلاف ما ذكره غالانت، أكد قادة كبار في الجيش الإسرائيلي أن الانسحاب من خان يونس كان بسبب حالة الإرهاق وليس بوادر حسن نية تجاه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى. وأوضح القادة في حديث لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، ألا جدوى من وجود عدد كبير من القوات في غزة، وأنه من دون التقدم الى مواقع قتال جديدة ستتعرض حياة الجنود للخطر.

وتأكيداً لما ذكره قادة الجيش الإسرائيلي، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن الانسحاب من جنوب القطاع يتعلق فقط بتوفير الراحة لمقاتلي الجيش الإسرائيلي، ولا يشير بالضرورة إلى أي عمليات جديدة.

ومدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، كان عدد سكانها 250 ألف نسمة، وتكتظّ الآن بـ1.5 مليون شخص اضطروا في غالبيتهم إلى النزوح إليها سعياً الى الأمان.

“لم تعد للاحتلال أهداف أخرى في خان يونس يمكن تحقيقها، لذلك جاء انسحابه أيضاً متوافقاً مع الرؤية والمطلب الأميركيين”.

استعداد لاقتحام رفح؟

الكاتب والمحلل السياسي، محمود حلمي، يرى أن أحد أبرز أسباب انسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينة خان يونس يعود إلى حاجة ألويته المختلفة وجنوده إلى الراحة ووقف القتال بعد أيام طويلة، والاستعداد لمرحة جديدة من حربه المستمرة على قطاع غزة.

ويوضح حلمي في حديثه لـ”درج”، أن الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس يأتي ضمن تكتيك الجيش الإسرائيلي وإعادة انتشاره، بخاصة بعد الإخفاقات العسكرية في المدينة وعدم تحقيقه أياً من أهدافه المعلنة، بخاصة في ما يتعلق بإعادة المختطفين الإسرائيليين، والوصول الى قائد حركة حماس يحيى السنوار.

ويريد الجيش الإسرائيلي، حسب حلمي، من انسحابه، التقليل من خسائره في خان يونس، بخاصة أن المقاومة الفلسطينية لم تتوقف عن خوض الاشتباكات، وهي مستمرة في إعداد الكمائن للجنود والدبابات، وهو ما شكّل حالة استنزاف للجيش.

ولا يستبعد حلمي أن يبدأ الجيش الإسرائيلي خلال الأيام القليلة المقبلة، عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح، بعد تفرّغ عدد من ألويته لها وإنهاء مهمتهم في خان يونس، وهذا ما صرح به نتانياهو مؤكداً “تحديد موعد” اقتحام رفح.

ويتوقع حلمي أن تكون عملية رفح عنيفة على المستوى الميداني والسياسي، كونها ستكون نهاية الحرب، إضافة إلى وجود قوة عسكرية لحركة حماس فيها، إضافة إلى وجود مخاوف مصرية من إمكانية وصول الاشتباكات إلى حدودها.

ولا يستبعد أن تستمر عملية رفح أشهراً أيضاً، كونها مدينة مكتظّة بمئات الآلاف من النازحين الذين هم بحاجة إلى أيام عدة لإجلائهم إلى أماكن خارج المدينة الصغيرة.

تشكيك فلسطيني 

وحول الأسباب التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي من خان يونس، شكّك مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، في نية “إسرائيل” بشأن الانسحاب، قائلاً في تصريح صحافي له، إن “ما يجري على أرض الواقع يختلف عما يصرّح به الاحتلال لوسائل الإعلام”.

وأشار إلى أن “الاحتلال يغلق جميع معابر غزة، ولا يسمح بإدخال المساعدات، وأن ما يدخل من مساعدات فتات، وأن أعداداً قليلة من الشاحنات فقط دخلت القطاع حتى الآن”.

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، يرى أن الانسحاب من خان يونس بعد أربعة أشهر، يأتي ضمن العملية العسكرية التي بدأت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولم يحقق الجيش الإسرائيلي أياً من أهدافه إلا الكشف عن استعادة جثة مستوطن قُتل خلال الاجتياح البري.

ويقول القرا في حديثه لـ”درج”: “لم تعد للاحتلال أهداف أخرى في خان يونس يمكن تحقيقها، لذلك جاء انسحابه أيضاً متوافقاً مع الرؤية والمطلب الأميركيين”.

يوضح القرا أن نتانياهو يحاول الآن إرضاء الولايات المتحدة من خلال وقف القتال، إضافة إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه الجيش ميدانياً، بخاصة تكرار الخسائر في صفوفه، والتي كان آخرها عملية الزنة وحي الأمل.

يشير القرا أيضاً، الى أن الانسحاب يرتبط بالعملية في رفح، لكن لا يزال ذلك في طور التصريحات والضغط خلال المفاوضات، ويمكن حدوث اشتباكات في مناطق معينة من رفح، بخاصة أن اجتياح المدينة سيكون آخر أوراق الضغط، وسيزداد حجم الضغط الدولي والرفض لعملية عسكرية في رفح.

وحول نية الجيش الإسرائيلي شنّ هجوم بري في رفح، حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيثس، من أن العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تترك العملية الإنسانية الهشة بالفعل- على أعتاب الموت”، داعياً إلى إنهاء الحرب.

وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مراراً، دعواته لوقف إطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن من دون شروط. وشدد على ضرورة أن يكون ذلك أساساً لخطوات حاسمة لا رجعة فيها باتجاه تحقيق حلّ الدولتين بناء على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.