fbpx

خلافات مصرية – سعودية تنخر التحالف؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي قبل أربع سنوات ضد الرئيس المصري الإخواني، محمد مرسي، بدا أن تحالف مصر والمملكة العربية السعودية (ومعها دولة الإمارات العربية) هو مصلحة للطرفين معاً. فمصر بحاجة إلى المعونات المالية للسعوديين والإماراتيين

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي قبل أربع سنوات ضد الرئيس المصري الإخواني، محمد مرسي، بدا أن تحالف مصر والمملكة العربية السعودية (ومعها دولة الإمارات العربية) هو مصلحة للطرفين معاً. فمصر بحاجة إلى المعونات المالية للسعوديين والإماراتيين، لكن السعودية والإمارات بحاجة إلى وزن مصر في المنطقة والعالم. وبالفعل، كان لوقوف الرياض إلى جانب الوضع الجديد الذي نجم عن إطاحة محمد مرسي، أن وطّد موقع السيسي، وأوجد له متعاطفين في أوساط إسلامية كان بحاجة إليها في مواجهة الإخوان المسلمين.
وقد وجد هذا التحالف تتويجه اللاحق في حدثين كبيرين: نقل المصريين ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، وشراكة الطرفين (التي ضمت أيضاً مملكة البحرين) في النزاع مع دولة قطر، وبالتالي مع جماعة الإخوان. وكان واضحاً أن المزاعم الإمبراطورية المتضخمة لقطر، والتي عزّزها تبنيها للإخوان، واللهجة التحريضية لمحطة “الجزيرة”، تزعج الطرفين المصري والسعودي بالقدر نفسه.
لكن علاقة هذين الطرفين لم تستطع حتى الآن التغلب على عدد من المشكلات (الصامتة) بينهما، وخصوصاً منها (من دون أن تقتصر عليها) النقاط الثلاث التالية:
في اليمن، حيثُ يصر السعوديون على مشاركة برية وجوية من مصر في الحرب الدائرة هناك، وهذا ما تتجنبه القاهرة، التي تملك ذاكرة مؤلمة تعود إلى الحرب اليمنية في الستينات. لهذا تلتف مصر على الموضوع مكتفية بمشاركة رمزية، عبر بعض الفنيين والمستشارين، فضلاً عن تواجد بحري طفيف.
-في سوريا، تنوي السعودية دفع مصر إلى موقف يشبه موقفها في معارضة الرئيس بشار الأسد، الذي لا يخفي الرسميون المصريون تعاطفهم معه وتفضيلهم له على معارضيه “الإسلاميين”. ويرى بعض المراقبين، أن العداء لثورات “الربيع العربي” وتفضيل التعامل الأمني والعسكري معها، هو أمر مشترك، بين نظامي القاهرة ودمشق، بغض النظر عن الاختلاف في درجة القسوة التي يعتمدانها.
في العلاقة بروسيا، تدرك القاهرة أن أي تحول قد يطرأ على موقفها من الحرب السورية، يعرّض علاقتها بموسكو للخطر. هذا مع العلم بأن الطرفين المصري والروسي، توصلا مؤخراً إلى البحث في توفير تسهيلات وقواعد عسكرية روسية في مصر. لقد تحول التوجه إلى موسكو إلى أحد ثوابت السياسة المصرية، منذ أن بدأت تتوتر علاقة القاهرة بواشنطن، كما تتزايد الشكوك بقدرة الولايات المتحدة على دعم حلفائها في المنطقة.
أما الذين يستشهدون بعلاقة الرياض الجيدة بموسكو، وبزيارة الملك سلمان إليها في تشرين الأول/أكتوبر، وكان أول ملك سعودي يزور روسيا ،فيغيب عنهم أن القاهرة تفتقر إلى القدرة الاقتصادية التفاوضية التي تملكها الرياض تجاه الروس.
هكذا يصبح تغيير الموقف الروسي من سوريا، تغييراً للموقف الروسي من مصر، وهو ما لا تحتمله مصر.
ويبدو أن هذه الأزمات الصامتة، صارت أكثر تأزماً مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد  السعودي في حزيران/يونيو الماضي، وتحوله إلى الرجل القوي في الرياض. فولي العهد الجديد أكثر إصراراً على مطالبه، وأكثر تشدداً فيها من سابقيه، خصوصاً منها ما يتعلق بالمشاركة في حرب اليمن. ويبدو أن مصر حاولت أن تميز نفسها عن الخط السعودي في السياسة العربية من خلال لبنان، إذ وقفت إلى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري، متذرعة بوجود إجماع دولي واسع حول هذا الموضوع، وحول ضرورة تجنيب لبنان أي اهتزاز أمني.
وما يخشاه بعض المراقبين، هو أن تنفجر هذه الخلافات المتزايدة تحت وطأة الخط المتصلب حالياً في الرياض، بحيث لا يعود الاتفاق حول قطر كافياً لرأب الصدع. فإذا صحت هذه الفرضية، صار من الجائز التساؤل عن مستقبل “الجبهة السنية” في مواجهة إيران وحلفائها الشيعة، الذين يكسبون يومياً مواقع جديدة على مدى رقعةٍ جغرافية واسعة. فبعد خروج قطر والإخوان المسلمين، والغموض الذي يحيط بالسياسة التركية، لن ينجم عن انفجار خلاف مصري – سعودي إلا الانهيار الكامل لتلك الجبهة.[video_player link=””][/video_player]

جلبير الأشقر - كاتب وأكاديمي لبناني | 06.05.2024

بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قضيّته 

ظهور حركة جماهيرية متعاطفة مع القضية الفلسطينية في الغرب، لا سيما في عقر دار القوة العظمى التي لولاها لما كانت الدولة الصهيونية قادرة على خوض حرب الإبادة الراهنة، يشكّل تطوراً مقلقاً للغاية في نظر اللوبي المؤيد لإسرائيل.