fbpx

روبرت أوبنهايمر وسينما القنبلة الذرية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مازال فيلم ” أوبنهايمر” لكريستوفر نولان، يشعل الجدل ومخيلة المشاهدين في صالات السينما العالميّة، مُعيداً إلى الذاكرة المخاوف من القنبلة النووية، تلك التي قدمت إلى العالم جماليات وصور للـ”فطر النووي” الذي لم تعرفه البشريّة من قبل، هي صور لدمار حرّك مخيّلة صناع أفلام الخيال العلميّ، وزرع الرعب والدهشة في قلوب المشاهدين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 “عرفنا أن العالم لن يظلّ كما كان مرة أخرى. ضحك البعض، وبكى البعض، وكان معظمهم صامتاً”. السطور من البهاجافاد جيتا، أحد الكتب المقدسة في الهندوسية، وفيها يحاول فيشنو، أحد الآلهة الرئيسية للهندوسية، إقناع الأمير بالقيام بواجبه، وإثارة إعجابه، وحمله على تولّي سلّاحه، قائلاً، “لقد أصبحت الموت، مدمّر العوالم”.

“ضحك البعض، وبكى البعض، وكان معظمهم صامتاً”. بهذه الكلمات أيضاً، علّق جيه روبرت أوبنهايمر، “أبو القنبلة الذرية”، على أول تجربة نووية أجريت عام 1945، والتي تمثل ذروة فيلم “أوبنهايمر” لكريستوفر نولان، كما شكّلت نقطة البداية لتاريخ القنبلة الذرية في السينما.

“كل من رآها دُمِّر (…) وكل من لم يرها دُمِّر أيضاً”. هكذا يختم الراوي في “رؤية قصيرة“، وهو فيلم رسوم متحركة بريطاني مدته 6 ست دقائق، من عام 1956. يُظهر الفيلم القصير آثار القنبلة الذرية على وجه رجلٍ، في مواجهة الرعب، يتحلّل مثل دمية شمعية ذائبة. تصويرٌ لاستحالة (بالمعنى الحرفي، والمجازي أيضاً) النظر مباشرة إلى رعب الحرب النووية.

جلبت القنبلة الذرّية تهديداً وجودياً جديداً للعالم. كانت هيروشيما وناغازاكي، مجرد فكرة أولية عن القنابل الأكثر قوة التي ستتطوّر في العقود التالية وتأخذ معها العالم في قبضة دمار متبادل مؤكَّد. كل حقبة لها رؤاها المروعة، ولكن مع تلك القنبلة المرعبة لم يأتِ مصدر التهديد لحياة البشر ووجودهم على الأرض من السماء أو من الطبيعة أو الحياة خارج كوكب الأرض، بل من الإنسان نفسه.

كافحت الأفلام، التي وصفتها جوليا كريستيفا ذات مرة بأنها “الشكل الأسمى للفنّ من أجل الفنّ”، لتصوير نهاية العالم تلك. ربما ظهرت سحابة الفطر النوويّة بانتظام، لكن تأثيرها ظلّ بعيداً عن الشاشة لفترة طويلة. ربما كان بيتر واتكينز، بفيلمه لعبة الحرب (1966)، أول من صوّر الحرب النووية. لكن فيلمه، تحت ضغط السياسيين، لم تبثه “هيئة الإذاعة البريطانية”، لأنه قد يسبّب الذعر (برغم أن السبب الحقيقي ربما كان منطقياً أكثر: انتقد الفيلم الحكومة وكانت الانتخابات على وشك الحدوث). فقط في الثمانينات، مع ذروة الحرب الباردة، بدا الوقت مناسباً لتعريف الجمهور بالرؤية الكئيبة والناقدة للحرب النووية التي سعى إليها واتكينز (الذي أنجز أيضاً فيلماً وثائقياً مدته 14 ساعة عن الأسلحة النووية، بعنوان ريسان عام 1987).

 “عرفنا أن العالم لن يظلّ كما كان مرة أخرى. ضحك البعض، وبكى البعض، وكان معظمهم صامتاً”.

صندوق باندورا

هذا لا يعني بالطبع أن القنبلة الذرية والخوف منها لم يتجلّ في الأفلام من قبل. لكن هذا كان في الغالب بطرائق مجازية. كما الحال في فيلم “قبّلني بحرارة” (1955، روبرت ألدريتش)، حيث يبحث المحقّق الخاص مايك هامر عن حقيبة غامضة، تبدو للوهلة الأولى مجرد غرض ضروري لسير أحداث القصة ومحفزاً لشخصياتها لكن لا أهمية لها في حد ذاتها. ولكن الحقيقة أن تلك الحقيبة، التي تحتوي على نظائر مشعة، هي الشيء الوحيد المهمّ في الفيلم. فالحبكة البوليسية للفيلم ليست سوى تمويه، والفيلم، في حقيقته، ليس إلا أمثولة معادية للتسلّح النووي، تستعين بإشارات ومراجع كلاسيكية، وفي مقدّمتها قصة “صندوق باندورا“.

ظهرَ “قبّلني بحرارة” فيما كانت الأفلام تعجّ بحشرات وحيوانات متحوّرة إشعاعياً: “هم!” (1954)، “هجوم وحوش السلطعونات” (1957)، “رحلة إلى أعماق البحر” (1961)، “الوحش من عمق 20000 قدم” (1953)؛ “البهيموث العملاق” (1959). تلك الأفلام، التي حضرت فيها الوحوش كاستعارة واضحة للقنبلة نفسها، نشأت عند تقاطع القيمة الترفيهية للتجارب النووية (حينها نشرت الصحف جداول الاختبارات ومواقع المشاهدة المناسبة) والخوف المتزايد من النشاط الإشعاعي. ظاهرة لم يكن بمقدور العامّة معرفة الكثير عنها، لذلك كان بمقدور الناس “تشغيل دماغها” وتخيُّل ما يمكن أن يزحف من صندوق باندورا هذا.

في أواخر خمسينات القرن الماضي، تُرجمت المخاوف المتضخّمة بشأن التجارب النووية وأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 إلى أفلامٍ ظلّ فيها تصوير القنبلة الذرية أسير سيناريوات الخيال العلمي، ولكن مع مقاربات أكثر جِدّية. مثل “الملعونون” (1962، جوزيف لوزي)، حيث يتم إعداد مجموعة من الأطفال تحت الأرض لبناء مجتمع جديد بعد محرقة نووية. و”يوم اشتعلت الأرض” (1961، فال جِست)، حيث أدّت التجارب النووية المتزامنة في أميركا والاتحاد السوفياتي إلى إخراج الأرض عن مسارها، ومن ثمّ حاول الناس تصحيحه، بمزيد من الأسلحة النووية! على رغم الافتراضات السخيفة التي تنطوي عليها السيناريوات السابقة، عكست هذه الأفلام بجدّية تداعيات القنبلة الذرية والحرب النووية المحتملة.

عادة ما تدور أحداث أفلام تلك الفترة إمّا قبل الدمار أو بعده. مثل فيلم “على الشاطئ” (1959، ستانلي كرامر)، الذي يختار لأحداثه أن تدور داخل غواصة بعد أشهر قليلة من حرب نووية دمّرت العالم. في “الخنفساء” (1963، فرانك بيري)، يرسل مدير مدرسة التلاميذ الصغار إلى المنزل عندما يعلن إنذار المدرسة عن هجوم نووي. وتماماً كما تمّرنوا كثيراً، يسيرون مع المعلّم في بيئة وادعة غافلين عمّا قد يكون وشيكاً. حتى اللحظة الأخيرة، يُبقي المخرج على أجواء عدم اليقين عالقة بشكل مخادع في هواء الصيف الثقيل.

سيناريو واقعي

في محاولاتها المبكرة لتصوير الخطر النووي، جاءت الأفلام بخيالات مموهّة وسيناريوهات غير واقعية نسبياً، بما يشبه أحداث فيلم “خمسة” (1951، آرش أبولر)، والذي يبدأ بلقطات لبرج إيفل وتاج محل، من بين معالم وأمور أخرى، ويُسقط دخاناً أسود فوقها. الشيء نفسه ينطبق على فيلمين كلاسيكيين من عام 1964. الأول، “دكتور سترانجلوف”، أو “كيف تعلّمت التوقف عن القلق وأحببت القنبلة الذرية” لستانلي كوبريك، والذي ينتهي بسلسلة لقطات أرشيفية لتجارب نووية يصاحبها، على نحوٍ ساخر، صوت فيرا لين وهي تغنّي “سنلتقي مجدداً“. أما الثاني، ففيلم سيدني لوميت المعنون فشل آمن، والذي يتخيّل اسقاط القنبلة الذرية على نيويورك بسلسلة لقطات قصيرة جداً ذات إطار ثابت تتوقف فيها الحياة اليومية بشكل مفاجئ.

حين النظر للفيلمين، بأثر رجعي، يمكن القول أنهما اختتما العصر الذرّي الأول سينمائياً. فمع تفادي أزمة كوبا وانحسار أخبار التجارب النووية، تلاشى الانتباه العامّ للخطر. لكن في منتصف السبعينيات وبالتأكيد في الثمانينات (زمن الحرب الباردة بين المعسكرين العالميين)، أصبحت الحرب النووية تهديداً حقيقياً بشكل متزايد، واخترقت غرف المعيشة والحياة اليومية. على سبيل المثال، تلعب المنشورات الحكومية التوعوية في المملكة المتحدة دوراً في فيلم الرسوم المتحركة “عندما تهبّ الرياح” (1986، جيمي ت. موراكامي)، حول زوجين ريفيْين متقاعدين. فبينما يتابع الزوج النصائح الواردة في المنشورات بالحرف – يبني ملجأ بأبواب، ويطلي النوافذ بالأبيض– تشعر الزوجة بالقلق بشأن الخدوش على ورق الحائط والطلاء على الستائر. لكن كل ذلك، كما سيتضحّ، بلا جدوى. بعد القنبلة، يعاني الزوجان من مرضٍ إشعاعي، يقاومانه بالأسبيرين والشاي وترطيب الجلد.

تُرجم الخوف الأساسي من الحرب النووية في تلك السنوات إلى مجموعة من الأفلام التلفزيونية في ثمانينيات القرن الماضي امتدت للخطّ الفاصل بين الحقيقة والخيال، مثل الفيلم الكندي عدّ تنازلي إلى المرآة (1984، فريد بارزيك)، حيث لعب مقدّم الأخبار باتريك واتسون دور مذيع أخبار يقدّم تقريراً عن التوتّرات المتصاعدة في خليج عُمان. ظهورات أخرى لسياسيين أمريكيين حقيقيين، مثل نيوت جينجريتش ويوجين مكارثي، تؤكّد واقعية السيناريو المصوَّر في الفيلم.

بدلاً من تضمين الأسلحة النووية في سيناريوات الخيال العلمي أو الأمثولات والهجائيات السياسية، قدّمت هذه الأفلام الهجوم النووي كسيناريو حقيقي. في فيلم وصية (1983، لين ليتمان) – أحد الأفلام النادرة التي أخرجتها امرأة عن القنبلة الذرية – يتحوّل الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى رمادٍ مشعّ. في العام نفسه، أصدر نيكولاس ماير فيلمه “اليوم التالي“. وفيه قدّم، وفقاً للمعايير الأميركية، تصويراً قاتما لحرب نووية شاملة، تزخر بالميلودراما والرمزية، مثل الاحتضان الأخوي بين أنقاض مدينة كانساس سيتي الذي ينتهي به الفيلم. قال مصمّم المكياج مايكل ويستمور لصحيفة “نيويورك تايمز” في عام 1983: “أردنا خلق واقع، وليس رعباً”.

وهذه، بالضبط، مشكلة اليوم التالي، لأن حقيقة الحرب النووية مروّعة. وربما يكون الفيلم الذي صوّر هذا الرعب كما لم يفعل غيره، هو خيوط (1984)، من تأليف باري هاينز وإخراج مايك جاكسون. فهو عمل يرفض فعلياً أي شكل من أشكال الرمزية ويصوّر على نحوٍ مروّع بقدر منهجيته الفترة التي تسبق وتلي حرباً نووية تغلّف بريطانيا في طبقة سميكة من السحب المُشعّة. يقدّر جاكسون فيلم واتكينز السابق ذكره، ويستخدم تقنيات وثائقية مثل الكاميرا المحمولة والتعليق الصوتي تساهم برفد السرد بحقائق وإحصاءات. لا يزال “خيوط” فريداً في تصويره الحرب النووية وعواقبها. فيلم بمثابة تحذير يجب أن يبقى حاضراً.

رؤية للمستقبل

يتكوّن فيلم 23 سكيدو (1964، جوليان بيغز)، ومدته 8 دقائق، بالكامل من لقطات لمدينة مهجورة، مجرَّدة من أي شكل من أشكال الحياة. في منتصفه، يُظهر نصّ أن قنبلة نيوترونية انفجرت، ولم تؤثّر إلا في الخلايا الحيّة. يُعد الفيلم القصير استثناءً في تصويره لمجتمع ما بعد النووي، حيث تبقى الإنسانية حاضرة، بالرغم من أن القنبلة تعمل كشرخ أساسي لما تبدو عليه تلك الإنسانية. شيء يصوّره موراكامي في “عندما تهبّ الرياح“، باستخدام تقنيات تحريك متعددة غالباً في لقطة واحدة من لحظة سقوط القنبلة. وكأن نسيج الواقع قد تمزَّق.

ليس نادراً أن يرسم صانعو الأفلام عالماً مستقبلياً مشعّاً لا تعود فيه الهيمنة بأيدي البشر. مثل المستقبل الذي تستولي عليه الآلات في ذا تيرمناتور ((1984، جيمس كاميرون)، أو العالم الذي يحكمه القرود في كوكب القردة (1968). أيضاً، في سيناريوات الخيال العلمي، مع استثناءات قليلة مثل ستار تريك، يتراجع البشر دائماً إلى حالة بدائية. عاقبة منطقية لحقيقة أن الحرب النووية لا تنته حين تصمت القنابل. يُظهر “خيوط“، الذي ينظر إلى ما بعد هولوكوست نووي بـ13 عاماً، كيف يعيق الإشعاع والشتاء النوويين إعادة بناء الهياكل المجتمعية والاجتماعية.

في الكثير من الأفلام، تجبر توابع الحرب النووية البشرية على النزول إلى ما تحت الأرض. كما الحال في الكوميديا الأسترالية “دخّنها إذا حصلت عليها” (1988)، حيث يجتمع الناجون في مخبأ لمواجهة نهاية العالم، وفي “ولد وكلبه” (1975)، إذ تحصّن النخبة نفسها تحت الأرض، بينما تسود الفوضى أعلاها، وفي الفيلم الرائع “أو-باي أوه-با: نهاية الحضارة” (1985، بيوتر زولكين)، حيث يعيش الناس في قبوٍ منعزل يتداعي، بانتظار وصول السفينة الموعودة المرهونة بها نجاتهم، رغم عدم اليقين بشأن وجودها أصلاً.

النظير الأخفّ لهذه المجتمعات البدائية تحت الأرضية يمكن العثور عليه في كوميديا “غرفة جلوس السرير” (1969، ريتشارد ليستر). بعد حرب نووية دامت دقيقتين و28 ثانية بالضبط، استمرّ العشرات من البريطانيين الناجين في الاحتفاظ برباطة جأشهم والاستمرار في العيش حدّ العبثية. يُحافظ على المؤسّسات بالقوى العاملة المتاحة، بما يعني تحوّل كثير منها إلى مؤسسات فردية. “بي بي سي”، مثلاً، تستحيل مذيعاً يتيماً يجلس خلف أجهزة تلفزيون معطّلة ويقرأ الأخبار من فاتورة، أما شركة الكهرباء فتصير رجلا يدير مولداً كهربياً على دراجة.

في خطابات رجل ميت (1986، كونستانتين لوبوشانسكي)، يقيم مجموعة من الناجين من حرب نووية في قبو متحف تاريخي. وإذا كان خيوط التمثيل الأنجع لتأثيرات مثل هذه الحرب، فالفيلم السوفيتي هو الأكثر فعالية حول كيفية حدوث ذلك. وهو يفعلها، بالمناسبة، دون تقديم إجابة قاطعة. تقترح إحدى الشخصيات: “حان الوقت للاعتراف بأن تاريخ البشرية تاريخ انتحار طويل الأمد لمادّة حيّة منحها حادث كوني قدرة قاتلة على التفكير”. ووفقاً لهذا القول، فالإنسان منكوب بقدرته على فعل ما في وسعه، بما في ذلك، بالطبع، تطوير أسلحة مدمّرة بشكل متزايد. مثل محقّق لا يسعه إلا أن يتبع المسارات حتى يحرق يديه. حين أدرك المحقّق هامر في “قبّلني بحرارة” صندوق باندورا الذي فتحه، تمتمَ نصف اعتذار، “لم أكن أعرف…”، ليردّ عليه قائد الشرطة بقوله، “هل تعتقد أنك كنت ستفعل أي شيء بشكل مختلف إذا كنت تعرف؟”

في فيلم الرسوم المتحركة القصير والغريب “ستأتي أمطار خفيفة” (1984، ناظم تالياخوتسييف)، والمستند إلى قصة للكاتب راي برادبري، يقوم روبوت بأداء مهام يتيمة لبشرٍ دُفنوا في الرماد النووي. هل هذه نتيجة حتمية لوجودنا؟ هل من الحتمي أن يصبح الإنسان (أو ربما يكون بالفعل) مهندس تدميره الذاتي؟ فيلم خطابات رجل ميت يجيب على هذا السؤال بالإيجاب، ولكن ليس من دون تأكيد أن ما يدفع الإنسان لاتخاذ الخطوة التالية مراراً وتكراراً، مع علمه باحتمالية عاقبتها المُهلكة عليه نفسه، يمثّل أيضاً مصدراً للفنّ والإشفاق والحبّ. حسابٌ ومرثية للبشرية في آنٍ. البشرية التي يعلّق على مصيرها أحدهم، قائلاً: “جنسٌ مأساوي، ربما محكوم عليه بالفشل منذ البداية. أحبّهم أكثر الآن لأنهم لم يعودوا موجودين”.

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 17.05.2024

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.