fbpx

  المثْلية الجنسيّة في محاكم التفتيش اللبنانيّة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“الوحدة الوطنية” بين مختلف الطوائف، المضروبة في المجالات كافة، وجدت ضالتها في “كبش المحرقة” المثلي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الحملة “الشعبية” على المثليين لم تبدأ أمس. التحرّش بهم على قارعة الطرق، شتمهم، ضربهم، عزلهم، إخفاؤهم عن نظر “المجتمع والأهل”… هذا كله مسجّل وموثّق. بدت هذه الحملة طفيفة عشية الانهيار العظيم، وأخذت بالتصاعد بعدما فقدَ لبنان روْنقه. ووجد أبناء الرعية التابعون لجميع الطوائف اللبنانية في المراجع الدينية خصوصاً، صكوكاً بالغفران من أي ذنب يرتكبه “مواطن” ضد آخر، لا تروقه هويته الجنسية المغايرة. 

“الوحدة الوطنية” بين مختلف الطوائف، المضروبة في المجالات كافة، وجدت ضالتها في “كبش المحرقة” المثلي. على مواقع اللاتواصل، توحّدت الجيوش الإلكترونية المتخاصمة، حول التنمّر على المثليين، على شتمهم وإهانتهم وضربهم. فعمّ هاشتاغ # الشذوذ الجنسي، وتفوق على الباقين. وكلمة “شذوذ” أي المثلية بلسان أعدائها، تعني أن الناطقين بها يكرهون المثليين، ومستعدون لخوض معارك حامية ضدهم. 

رافقهم في حملتهم هذه كبار رجال الدين، من المفتي السنّي، الشيخ عبد اللطيف دريان، وصحبه من شيوخ المناطق. فضلاً عن شيخّي المجلس الشيعي الأعلى، أحمد قبلان وعلي الخطيب، وشيخ عقل الطائفة الدرزية، سامي أبي المنى. 

وعلى رغم حرص البابا فرانسيس الواضح، على عدم التعرض للمثليين، بأقواله المشهودة، ومنها، “ينبغي الترحيب بالمثليين باحترام في الكنائس الكاثوليكية”، وعلى رغم نصحيته لأهلهم “بألا يرفضونهم”… إلا أن مخالفة البابا فرنسيس جاءت على لسان الأب عبدو أبو كسم، الكاثوليكي، والمطران الياس عودة، الأرثوذكسي، بهجومهما الحاد على المثْليين. وهذا  كله تناغماً مع وزير الداخلية الذي منع انعقاد مؤتمر في بيروت، قال إنه يهدف الى “الترويج للمثلية الجنسية”. مع أن مجلس شورى الدولة أصدر قراراً من بعده يبْطل هذا المنع. فاستمرت المناوشات اللسانية، وكان لتبادل اللكمات بين بعض النواب حول الموضوع وقع الروتين السجالي الذي تعرفه مجالات خلافية أخرى. 

ثم جاء خطاب حسن نصر الله أخيراً، في إحدى المجالس العاشورائية، ليضع هذه المواقف كلها في رفّ اللطيف الهيِّن؛ ويصدر حكماً إلهياً حول الموضوع يتجاوز الشيوخ والأساقفة والهاشتاغات كلها، ويضعهم أمام مسؤوليتهم بأقوالهم الرحيمة هذه. 

الحملة “الشعبية” على المثليين لم تبدأ أمس. التحرّش بهم على قارعة الطرق، شتمهم، ضربهم، عزلهم، إخفاؤهم عن نظر “المجتمع والأهل”… هذا كله مسجّل وموثّق.

ماذا قال نصر الله؟ 

وضعَ نفسه في موقع الناطق باسم السماء، فأعلن أن “الشذوذ” جريمة يجوز “أن يُقام على مرتكبها الحد الإسلامي ويقتل”. وهذه المعركة ضد المثليين حقيقية بنظره: “لا نخترع معركة، ولا نخترع خطراً، هو خطر حقيقي وداهم وبدأ”. نوه بـ”الوحدة الوطنية” التي جمعت المسلمين والمسيحيين في بوتقة واحدة، وأوعز بـ”مواجهة المثليين من دون سقف وبكل الطرق والاستعانة بمتخصصين بالعلاج”. أما الحل الأسلم عنده فهو “الزواج المبكر”، لما فيه “من بركة عظيمة”، مكرراً بذلك دعوته السابقة الى زواج القاصرات.  

اعتاد حسن نصر الله على إعطاء إشارة انطلاق لمعاركه، أو تجميدها. كما كانت إشارته للقضاء اللبناني بوقف تحقيقات جريمة انفجار المرفأ، بذريعة أنها “مسيّسة”، الشرارة الأولى لدفن ملفات القاضي طارق البيطار في مقابر ملفات شبيهة… وبالعكس، أي التجميد: كما هو سكوته التام عن المطلوب الى العدالة الدولية، بأربع مذكرات توقيف دولية بتهم فساد واختلاس أموال البلاد، المصرفي رياض سلامة، بعدما أجّج بيئته ضد “حزب المصرف”، وحرّضها على التظاهر ضده، وبأعلى الصرخات الممكنة.

لذلك، علينا انتظار المزيد من الاضطهاد والملاحقة والضرب والعزل والإخفاء ضد المثْليين… وبيئة صالحة لفشّات خلق موارِبة  كهذه ضد الإفقار والانهيار وانتظار القرارات الإيرانية بخصوص “قواعد الاشتباك” مع إسرائيل… “الجماهير” الجائعة، الغاضبة، الضائعة وسط خطط هذه “القواعد”، ستلتهم أي رجل يبدو على ملامحه شيئاً من الرقة أو العذوبة. إنه الثأر الأنسب من القعر والفقر. ولا عزاء لأولويات العيش. ما يعني فوق هذا، أن حسن نصر الله لا يرى في حياة اللبنانيين “الاجتماعية”، لا انتهاكاً للطفولة ولا سفاح القربى الذائع، ولا الاغتصاب وبيع الأطفال… ولا عدو اً “داخلياً” آخر يستحق معركة القتل إلا المثْليين.  

والأهم من ذلك كله، أن حسن نصر الله بحكمه بالإعدام على المثليين، يقدم لوليّه الفقيه، لمموّله وصاحب قراره، إشارة إضافية إلى ولائه الأيديولوجي المطلق. ففي إيران قانون واضح بتجريم المثلية بالإعدام شنقاً. وهو إعدام علني، تنتشر أخباره على الملأ. كما هي أخباره عن قانون الحجاب الإلزامي. الرقم المتداوَل لضحايا الإعدامات هذه يتجاوز الأربعة آلاف شخص. ولا نعرف تماماً ما إذا كانت الانتفاضة الشعبية الأخيرة ضد سلطة الملالي، هي أيضاً نقمة على قتلهم المثليين. الأرجح أنها، أي النقمة، مبطّنة، أو مؤجّلة، لا يطرحها المنتفضون الآن علناً، ربما هي من بين أسرارهم.

في بداية صعود “حزب الله”، حصل نقاش مع أصدقائي العلمانيين اليساريين، حول وقوفهم الحماسي معه. وكلما ذهبنا بعيداً في النقاش، كانوا يختمون إجابتهم عن أبعاد هذا التأييد، أو أعماقه، بجملة واحدة: نحن مع الحزب لأنه أعطى أولوية لمحاربة الإمبريالية والصهيونية. فيما تركَ لنا مجال “الحريات الاجتماعية”. 

ما هي تلك الحريات؟ 

كانوا يجيبون: السهر، الغناء، الكحول، البحر، البيكيني، السفور، الحرية… ويضيفون عندما يتوغلون خلف السطح، أنهم يؤيدون الحزب أيضاً لأنه يسمح بالحملات الإعلامية المؤيدة للزواج المدني، أو للمتكلمين به، ويسمح للنساء من بقية الطوائف، ومن خارج “بيئته”، بعدم ارتداء الحجاب، وينادي بالمظلومين والمستضعفين… وكان لا يفوت بعضهم أن الحزب أيضاً لا يخوض معارك ضد الهويات الجنسية المختلفة. ما سمح لمدير تحرير صحيفة موالية للحزب، بالإعلان قبل عشر سنوات أنه يدعم المثليين، ويؤيد “حزب الله” في الآن عينه. وبنظره، هذا دليل على حريته الفكرية في دائرة الممانعة. 

هكذا، طوال المرحلة السابقة، كان هؤلاء اليساريون العلمانيون يغضّون النظر عن انتهاك منظّم وأحياناً روتيني لهذه “الحريات الاجتماعية”. كل بند من بنودها دُنّس بشكل أو بآخر: الكحول، الشاطئ، الرقص، الغناء، حتى فيروز نفسها… بل أضيف إليه ارتفاع عدد قضايا الطلاق والحضانة المجحفة بحق الأمهات في المحاكم الدينية التي يسيطر عليها “حزب الله”. 

الآن، ماذا بقي من هذه “الحريات…”؟ 

وقد صار المثْليون مرشحين لحملة “وطنية” في الشارع، في الوزارات، في البيوت، كما في مواقع اللاتواصل، مع جيوش إلكترونية لا تنتظر سوى إشارة الانطلاق؟ وبعدما تحوّلت إيران، مرجع “حزب الله” الأول والأخير، إلى سلطة تقتل شعبها المنتفض، المُطالب بـ”الحريات الاجتماعية” عينها التي تذرّع بها يساريونا وعلمانيونا ليشرحوا أمر انخراطهم في مشاريع الحزب الإلهي؟ 

لم يبقَ شيء تقريباً. يمكنكَ لمسْ هذا الصفر بما يكتبونه أو لا يكتبونه، يعترفون به وسط جماعتهم، أو يمْسكون… إذ يقدمون لوحات من الكلام، تجتمع فيها التبريرات والتمريرات… فداء لتلك الأولوية التي أصبحت حُطاماً: محاربة أميركا وإسرائيل. ونيابة عن دولة إيرانية تدوس على الحريات الآتية من الغرب، ولكنها تلتهم صناعاته الحربية تسهيلاً لنشر سمومها في أقطار رشحتها للاختراق، فنجحت.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 16.05.2024

“مفاتيح دبي”: عن علاقة إلياس بو صعب ببرج نورة الإماراتي!

برز الياس بو صعب كشخصية محورية في لبنان في السنوات الأخيرة الماضية وضجّت مؤخرًا وسائل الاعلام بخبر فصله من التيار الوطني الحر. تكشف وثائق مشروع "مفاتيح دبي" بالتعاون مع مشروع "الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد" OCCRP، عن امتلاك بو صعب ستة عقارات في برج نورة الاماراتي. تبلغ القيمة التقريبية للعقارات نحو 6.5 مليون دولار أميركي.