fbpx

مندوبو النازحين في غزة… المال مقابل المساعدات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أكد عدد من النازحين جنوب قطاع غزة، في حديث مع “درج” أن عدداً من مندوبي الخيام المعتمدين لدى عدد من المؤسسات الدولية والمحلية الإغاثية، يشترطون على المستفيدين من المساعدات دفع المال مقابل تسليم المساعدات العينية التي تقدّم لهم بالمجان. برّر المندوبون ما يتقاضونه بأنه كلفة تخزين المساعدات ونقلها قبل توزيعها!.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أكد عدد من النازحين في مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة، أن عدداً من مندوبي الخيام المعتمدين لدى عدد من المؤسسات الدولية والمحلية الإغاثية، يشترطون على المستفيدين من المساعدات دفع المال مقابل تسليم المساعدات العينية التي تقدّم لهم بالمجان.

وثّق “درج” عدداً من الحالات، ولم ينفِ مندوبون تقاضيهم أموالاً لقاء المساعدات، مبرّرين ما يتقاضونه بأنه كلفة تخزين المساعدات ونقلها قبل توزيعها!

أوضح النازحون الذين التقيناهم في “درج”، أن مندوبي الخيام يطلبون منهم مبالغ متفاوتة على كل حزمة مساعدات تصل إليهم، ويرفضون تسليمهم إياها قبل تسديد المبالغ المحددة وبشكل فوري. فمثلاً، يُطلب مبلغ 3 شيكلات مقابل تسليم بيضتين وحبة بسكويت واحدة، ومبلغ 5 شيكلات مقابل تسليم عبوة زيت نباتي واحدة سعة ليتر واحد، وعشر شيكلات مقابل الكرتونة المقدّمة من برنامج الأغذية العالمي.

وبيّن نازحون أنهم يدفعون المبالغ التي يطلبها المندوبون كونهم مجبورين على ذلك ولا خيار آخر لهم، بخاصة في ظل عدم توافر الطعام والشراب لهم، والسلع الأساسية والاحتياجات الضرورية.

ابتزاز وسرقة

النازح محمد أبو رزق، اتّهم مندوبي مخيمهم في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، بممارسة الابتزاز والسرقة منه ومن النازحين حين يواصلون طلب مبالغ مالية على كل مساعدة قبل تسليمها لهم.

وقال أبو رزق: “منذ الأيام الأولى لنزوحنا من مخيم خان يونس إلى المواصي عند البحر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، شُكِّلت لجنة مكونة من 6 أشخاص، وهي مسؤولة عن 460 نازحاً، ولديها مهمة التواصل مع المؤسسات التي تقدم مساعدات لتسليمها للنازحين بنظام ومن بدون أي فوضى”.

وأوضح أبو رزق أن المندوبين في خيام منطقتهم التزموا خلال الشهر الأول بتسليم النازحين المساعدات التي تصلهم من دون تحصيل أي مبلغ مالي مقابل ذلك، بخاصة أنها تصلهم من خلال شاحنات المؤسسات التي تقدمها إلى المخزن، من دون دفعهم أي تكاليف حول النقل أو التخزين.

وبيّن أن المندوبين بعد الشهر الأول من النزوح، أصبحوا يطلبون أموالاً من عائلة مسجّلة لديهم مقابل تسليمهم المساعدات لها، في خطوة تُعتبر بمثابة سرقة وابتزاز للنازحين الذين هم في أمسّ الحاجة الى كل شيء، خصوصاً بعد توقّف دخلهم الشهري.

وأردف أبو رزق: “لا يُعقل أن يطلب المندوبون 5 شيكلات مقابل تسليم عائلة واحدة عبوة زيت نباتي واحدة، ومبلغ شيكلين مقابل تسليم بيضتين، هذه سرقة واضحة ويجب أن تتوقف وتراجع الجهة التي تقدم المساعدات ما يحدث”.

وأشار إلى أن مندوبي منطقتهم جمعوا في يوم واحد خلال تسليمهم طروداً غذائية، مبلغ 3400 شيكل (900 دولار) من نازحي المنطقة.

راجع معدّ التقرير مندوبي منطقة أبو رزق، حول تحصيلهم مبالغ مالية من النازحين المسجلين لديهم كشرط قبل تسليهم المساعدة، وأكدوا أن المبالغ التي يجمعونها هي مقابل تكلفة النقل والتخزين.

غياب الرقابة

أكد أبو أحمد الذي اشترط ذكر كنيته فقط، أن المساعدات التي تصلهم تحتاج إلى أجرة العمال الذين ينقلون المواد الغذائية من شاحنات المؤسسات الإغاثية، وكذلك التخزين الذي يحتاج بدوره إلى أجرة.

ولا تخضع المبالغ المالية التي يجمعها المندوبون للرقابة من أي أحد، سواء كانت الجهة التي تقدم المساعدات لهم، أو لجنة أخرى من المندوبين، بل تُصرف وفق المندوبين أنفسهم.

تابع أبو أحمد: “نجمع مبالغ زهيدة جداً من كل عائلة عند تسليم المساعدات لها، ويختلف المبلغ حسب حجم المساعدة، فمثلًا الطرد الغذائي الكبير يحتاج نقله وتخزينه إلى مصاريف عالية، لذلك نحصّل مبلغ 10 شيكلات مقابل كل طرد، أما البيض فشيكلين، وهناك مساعدات لا نحصل على أموال من الناس مقابلها”.

وأضاف أبو أحمد ألا أحد من المندوبين لديه القدرة على تحمّل تكاليف التخزين وتنزيل المساعدات التي تصل لهم، لذلك يتم اللجوء إلى جمع مبالغ زهيدة من النازحين.

وفي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، أكد النازح محمد معمر، أن مندوب منطقتهم اعتاد على أن يحصل منهم على مبالغ مالية كشرط عند تسليم المساعدات التي يسلِّمها للنازحين، قائلاً: “نضطر إلى دفع المبالغ المالية التي يطلبها مندوب مخيمنا عند الحدود المصرية، لأنه لو لم ندفع لن نستلم الحصة الغذائية أو مواد التنظيف، ونحن في أمسّ الحاجة إليها في ظل حياة النزوح”.

وأوضح أن المساعدات التي تُقدَّم لهم قليلة جداً وغير دورّية، بل تأتي على فترات متباعدة، ربما تصل الى أسبوعين وأكثر.

أشار معمر إلى أن غالبية المساعدات التي تصلهم هي عبارة عن لفة تواليت واحدة، وحبة بسكويت، وبيضتين، وذلك كله يتم تحصيل مبالغ مالية عنه تبدأ من شيكل واحد وتصل إلى 6 شيكلات، كشرط لتسليمه.

كذلك، أكد النازح خالد أبو عودة، أن مندوب المخيم الذي نزح إليها من شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح، يطلب منهم قبل تسليم أي مساعدات لهم، مبالغ مالية، مبرراً ذلك بأنه مصاريف نقل وتحميل.

وقال أبو عودة: “المساعدات التي تصل تقوم شاحنات تابعة (للأونروا) ومؤسسات أخرى بإيصالها إلى مكان خيمة المندوب، بالتالي لا يوجد أي تكلفة عليه، وعلى رغم ذلك يطلب من العائلات أموالاً كشرط عند تسليم المساعدة”.

وأوضح أن المندوب أخبرهم بأنه ليس وحده الذي يحصّل أموالاً من النازحين قبل تسليم المساعدات، بل يقوم المندوبون في غالبيتهم بذلك، معتبراً أن غياب أي جهة رقابية حكومية أو غيرها جعل مندوبي خيام النازحين يحصلون على الأموال من دون معرفة أين تذهب تلك المبالغ.

ابتزاز حتى ضمن المبادرات الدوليّة

في خيم الصحافيين بجوار المستشفى الكويتي، قدمت عملية الفارس الشهم 3 الإماراتية، تموراً ومياهاً، وطلبت لجنة الصحافيين التي تولت التوزيع دفع مبلغ 5 شيكلات مقابل تقديم تلك المساعدة. كذلك، أعلن موقع العملية، أنها وزّعت تموراً ومياهاً على النازحين في مراكز الإيواء خلال شهر رمضان ضمن حملة “إفطار صائم”، وذلك في إطار المبادرات الإنسانية والخدمات الأساسية التي تُقدمها دولة الإمارات بهدف التخفيف من معاناة النازحين  في ظل الأحداث المؤسفة في غزة.

الصحافي علم الدين صادق اضطر لدفع مبلغ 5 شيكلات مقابل كرتونة التمر وصندوق المياه اللذين حصل عليهما من الجهة الإماراتية. وعبّر عن استيائه من تحصيل أموال من النازحين مقابل تسليم مساعدات لهم، كونها مؤمنة من الجهات التي تقدّمها.

كذلك، أكد الصحافي عبد السلام مرتجى، دفع مبلغ قدره 5 شيكلات مقابل حصوله على طرد مساعدات من جهة إماراتية.

وقال مرتجى: “تحصيل مبلغ مالي مقابل الحصول على طرد هو أمر مرفوض، ويفترض أن تلك المساعدات متوافرة بشكل مجاني للصحافيين، لذلك يجب كشف من جمع تلك الرسوم وعلى أي أساس تُجمع”.

شريف النيرب، رئيس اللجنة الإعلامية لعملية الفارس الشهم 3، أكد أن عملية نقل ما يقدَّم من تمور ومياه للصحافيين، هي مسؤولية الجهة المستفيدة ولا علاقة لهم بها.

فيما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عدم وجود أي تفاصيل لديه حول تحصيل مندوبي النازحين أموالاً منهم مقابل تسليمهم المساعدات.

محمد أبو شحمة- صحفي فلسطيني | 17.05.2024

مدارس “الأونروا” المدمرة مأوى نازحين في خان يونس

على رغم خطورة المكان على حياة أفراد العائلة، بسبب احتمال سقوط بعض الجدارن أو الأسقف على رؤوسهم، قررت العائلة الإقامة في أحد الصفوف الدراسية، وبدأت بتنظيفه وإزالة الحجارة والركام من المساحة المحيطة به، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.