fbpx

المسيرات الإيرانية… لماذا تقتل السوريين ولا تمسّ إسرائيل؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بعد حوالي 48 ساعة من ليلة “الرد” الإيراني على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة، شنت ميليشيات “محور المقاومة” هجوماً مماثلاً، باستخدام ذات السلاح استهدف غرب مدينة حلب، فلماذا تنجح المسيرات الإيرانيّة بقتل السوريين وتعجز عن إصابة الأهداف في إسرائيل؟.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يجزم محمد السكاف في حديث لـ”درج” أن الطائرة المسيرة التي أطلقتها الميليشيات الإيرانية، وتسببت بإصابة أطفاله في أثناء عملهم في أشجار الزيتون جنوب إدلب، هي من ذات نوع تلك التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل، ويسأل” لماذا لم تستطع الوصول لإسرائيل ليلة الـ 14 نيسان/أبريل؟”.

تساؤل محمد السكاف مشروع بعد ليلة القصف الإيراني المزعوم على إسرائيل بالطائرات المسيرة وصواريخ الكروز، والتي لم تحقق أي إصابة “مجدية” في إسرائيل، بل أسقطت أغلبها فوق الأردن وسوريا، ولم يصل منها إلا بضعة حسب الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي.

صعدت قوات النظام وميليشيات إيران من هجماتها بالطائرات المسيرة على المدنيين، إذ وثقت فرق الدفاع المدني في سوريا خلال الأشهر الثلاثة الفائتة أكثر من 60 هجوماً باستخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، التي استهدفت السكان شمال غرب البلاد، ل لا سيما المزارعين ما تسبب بمقتل 11 شخصاً وإصابة 32 آخرين بينهم 4 أطفال وامرأة.

يقول الدفاع المدني في بيانه الصادر في 16 نيسان\أبريل 2024 إن قوات النظام تستخدم الطائرات المسيرة الانتحارية في سياسة ممنهجة لإطالة أمد الحرب، وقتل المزيد المدنيين، في وقت تتراجع فيه الاستجابة الإنسانية، ويزيد تغافل المجتمع الدولي عن احتياجات السوريين في شمال غربي سوريا.

بعد حوالي 48 ساعة من ليلة القصف الإيراني على إسرائيل باستخدام الطائرات المسيرة، شنت ميليشيات “محور المقاومة” هجوم مماثلاً، باستخدام ذات السلاح، طاول عائلة مدنية في مدينة دارة عزة غرب حلب، ما تسبب بإصابة 5 مدنيين بينهم أطفال بجروح متفاوتة الخطورة.

أصيب عبد الرحمن الستار (12عاماً) إثر القصف بالطائرات المسيرة على مدينة دارة عزة، ما نسف أحلامه بالتعليم وبغد أفضل، بعد إصابته وأفراد عائلته بدون أي ذنب، سوى أنهم وجدوا في منطقة يستهدفها “محور المقاومة” بمختلف أنواع الأسلحة دون رقيب أو حسيب من العالم.

في ليلة الـ 14 نيسان\أبريل تابع السوريون المكلومون من ميليشيات محور المقاومة العملية الإيرانية ضد إسرائيل، وما رافقها من تهويل إعلامي من قبل “محور المقاومة”، بيد أن السوريين كانوا يعرفون أن تلك العملية ستكون بمثابة مسرحية حسب وصف الباحث تركي المصطفى.

يضيف المصطفى: “تتفق أهداف إسرائيل وإيران بالمنطقة، ولا يمكن أن يضر أحدهما الآخر، والطرفان شريكان في حماية بشار الأسد، فإسرائيل تؤمن له الغطاء الشرعي للاستمرار في حكم سوريا، كي يبقى منفذ لأجندتها بالمنطقة، كذلك حال إيران التي وجدت في بشار الأسد مطية لتحقيق مشاريعها التوسعية بالمنطقة العربية”. 

ويرى مصطفى أن الضربات التي تنفذها إسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا تطال قيادات ميليشيات، وليس مسؤولين أو ضباط إيرانيين، والميليشيات “عملة مستهلكة ومتجددة ما دامت بعيدة عن التمثيل الرسمي للدول”، وحتى الضربة الإسرائيلية على السفارة الإيرانية طالت مسؤولاً بالحرس الثوري الإيراني، وليس مسؤولاً دبلوماسياً أو عسكرياً، وعلى الرغم من كل العمليات السابقة لإسرائيل ضد الميليشيات الإيرانية والعراقية لم يكن هناك رد إيراني، إلا حين استهداف مبنى السفارة لحفظ ماء الوجه أمام جمهور المقاومة والممانعة.

 كان الرد الإيراني باستخدام السلاح نفسه الذي يقتل فيه السوريون، الذين يعلمون أن الطائرات المسيرة لن تحقق هدفهاً على المسافات البعيدة، وبوجود القبة الحديدة لدى إسرائيل، في حين أن تلك الطائرات تثخن بالسوريين، وتفتك بهم وبأطفالهم العزل الذين لا يمتلكون أدنى وسائل الحماية والدفاع عن النفس.

يقف مع إسرائيل الكثير من دول العالم المستعدة لفتح معارك ضد إيران إذا أقدمت على تصرف خارج الحدود المسموح بها في ردها على إسرائيل، بينما منذ أكثر من 3 أشهر، الطائرات المسيرة الانتحارية تستهدف سكان شمال سوريا في أثناء عمل بعضهم في حقولهم بحسب المزارع ياسر عبداللطيف، إذ لم يعد ياسر وجيرانه من المزارعين في منطقة سهل الغاب يأمنون على أنفسهم في أثناء عملهم بأراضيهم من المسيرات الانتحارية التي تسببت بإصابة 6 مزارعين بينهم 3 أطفال في منطقة سهل الغاب وتدمير 4 سيارات زراعية.

إيران تلتزم بـ”قوانين الحرب” فقط مع إسرائيل!

لم تقتل طائرات إيران المسيرة في هجومها على إسرائيل أي عسكري إسرائيلي، أو تتسبب بإصابته، وكأنها تبخرت على الطريق، وربما سقطت في سوريا والعراق، وكان ملالي إيران يتضرعون بالدعاء كي لا تصل إلى إسرائيل، وهذا ما اتضح جليا من تصريحات المسؤولين الإيرانيين بأن العملية انتهت وحققت هدفها وساعة انطلاق المسيرات الإيرانية وزمن وصولها لإسرائيل بالساعة والدقيقة.

على الجانب الآخر، جلب قاسم سليماني، زعيم ميليشيا فيلق القدس الإيراني، إلى سوريا حوالي 70 ألفا من الميليشيات الطائفية العراقية والأفغانية والباكستانية واللبنانية، والتي لعبت دوراً أساسيا في تحويل ثورة الشعب السوري إلى صراع طائفي لصالح توسيع النفوذ الإيراني. 

ومن مذابح مدينة القصير إلى تدمير حلب وتجويع مضايا وإشرافه على عمليات التغيير الديموغرافي، عمل قاسم سليماني ضد السوريين منذ العام 2011 وحتى مقتله في العام 2020 على يد القوات الأمريكية، في حين لم يوجه سليماني أي بندقية تجاه إسرائيل، والذي كان يتولى سليماني زعامة ميليشيا باسم المدينة (أي القدس)، التي يمر طريقها على أجساد السوريين القتلى على يد إيران من الحسكة إلى درعا.

مازال أبناء محمد زكريا جنيدي بحاجة إلى الدواء، والكشف المستمر على جراحهم بعد إصابتهم بنيران الطائرة المسيرة الانتحارية العائدة لمحور المقاومة، في أثناء رفقة والدهم على دراجتهم النارية، بعد تجولهم في حقول القمح في بلدة الزيارة غربي حماة في منتصف شهر شباط\فبراير 2024.

الطائرة المسيرة مزودة بكاميرا بغية التعرف على الهدف وتحديده، وعلى الرغم أن قائد الطائرة المسيرة والجالس في غرفة التحكم في معسكر جوين شاهد بأم عينه على الأطفال بصحبة والدهم على الدراجة النارية، إلا أنه أصر على استهدافهم ومحاولة قتلهم بدم بارد، في حين أن ذلك الجندي لم يفكر يوما أن يواجه الطائرات الإسرائيلية التي تحلق وتقصف أهدافاً في داخل سوريا باستمرار.

يخشى السوريون شمال غرب البلاد باستمرار ضربات النظام الانتقامية منهم بعد كل عملية قصف تنفذها إسرائيل على أهداف داخل مناطق سيطرته، لكن هذه المرة حتى إيران استهدفت مدناً سورية بعد هجومها الفاشل على إسرائيل بالطائرات المسيرة، والتي استخدمتها في هجوم مماثل طال عائلة من 5أشخاص في بلدة دارة عزة غرب حلب، لا يزال الـ5 يرقدون في غرف العناية الطبية نظرا لخطورة الإصابة، ليتبادر إلى الذهن السؤال الأهم:”كيف للطائرات المسيرة الإيرانية أن لا تحقق هدف في إسرائيل، ويكون هدفها محققاً على رؤوس السوريين؟.