fbpx

التضحية بعيد القيامة في مصر.. مغازلة رسميّة لتفسيرات المسلمين الرافضة قيامة المسيح

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عيد العمال في الأول من أيار/ مايو، ذلك أمر عالمي، حدث نتيجة تضحيات وثورات ودماء. لكن رئيس الوزراء المصري قرر ضمّ تلك التضحيات إلى التضحيات المسيحية، ثم الإعلاء عليها بحس ماركسي، أو لا أدري، إذ قرر أن عيد العمال في الخامس من أيار، عوضاً عن إعلانه شيئاً شديد الإحراج، وهو أنه يصادف عيداً مسيحياً، عيد القيامة، ما يعني أنه قرر التضحية بالعيد نفسه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في الحقيقة، تلك النكتة أفضل من نكتة سابقة بشأن عيد القيامة، ويُحسب ذلك لمصطفى مدبولي، إذ يملك وحده، بوصفه رئيس الحكومة في الجمهورية الجديدة، سلطة أن يعلي سقف النكات الرسميّة.

نكتة العام الماضي هي أنه بدلاً من إعلان إجازة عيد القيامة، أُعْلِنَت إجازة لمنع التكدس، كأسلوب احترازي للحد من انتشار فيروس “كورونا” المستجد، ما يجعل المرء مُترقباً بشأن نكتة العام المقبل، والتي قد تكون – على سبيل التخمين- الإلحاح على ترحيل عيد العمال عالمياً إلى الخامس من أيار، في كل عام، وتسميته “عيد قيامة العمال”.

على عكس حكومات مبارك المتعاقبة في الجمهورية القديمة، تأتي الجمهورية الجديدة بما هو متناقض في تصريحات مسؤوليها، إذ ظلّ ظاهرها غير باطنها. ففي الظاهر الرسمي، الأقباط هم أخوة في الوطن، وكان مسؤولو مبارك ليجدوا تصريحاً أكثر دهاء من هذا لمراوغة التفسيرات الإسلامية الشائعة، التي تؤمن بميلاد المسيح وليس بقيامته.

لا حقوق للعمال ولا للأقباط

عاشت الجمهورية القديمة في عهد مبارك لثلاثة عقود، بسبب إدراكها الشعرة الفاصلة بين الهزل والجد، وإخفاء أن الملك يسير عارياً، واعتماد الظاهر الذي يجب ألا يتعدى الباطن، ما ترك الأقباط مرئيين في التصريحات الرسمية وليالي الدراما التلفزيونية الساحقة.

عاشت الجمهورية القديمة على دفن المكبوت في حفرة عميقة، إلا أنها كانت تملك شيئاً من الآداب العامة، وسلوكيات الذوق العام، أما أن يأتي ذلك التصريح علنياً مختلفاً عما تقرّه أروقة الدولة خارج أبوابها المغلقة.

نعرف شيئين على وجه اليقين، حكومات الجمهوريتين لا تعترف بحقوق العمال أو الأقباط، وكل ما يعنيهما منهم ألا تثير أوضاعهم ثورة حقيقية، وأن تظل حقوقهم مكبوتة، لا بأس بالاحتقان، طالما أنه لا يؤدي إلى الانفجار في وجه أسباب ذلك الاحتقان، بل يرتدّ إلى الداخل، علّ صاحبه يموت بكمده.

النكتة الأشهر بعد إعلان مدبولي مفادها: “إيه يا حكومة هو يعني عشان كان نجار”، في إشارة إلى أن تطابق العيدين سببه أن يسوع الناصري كان نجاراً.

الهوس بالكلام!

كان الصمت على الأقل سيعفي مدبولي من حرج المداورة غير الذكية، لكن في الجمهورية الجديدة، الهوس بالكلام داء المسؤولين، نتيجته  بحر من التصريحات غير المعقولة.

 أختار من هذه التصريحات عشوائياً، تصريحاً لأحمد أبو الغيط، وزير الخارجية وأمين جامعة الدول العربية الحالي، يقول فيه إن الكهرباء تنقطع في قريته “نامول” الواقعة بمركز طوخ في محافظة القليوبية، لمدة تتراوح ما بين 45 دقيقة إلى ساعة خلال فترة معينة في اليوم.

يعلق على ذلك بقوله: “أنا مستعدّ للتحمل عندما أرى أن المجتمع يحس بكرامته وقيمته ووضعيته، وأؤمن له الخير، إمبارح في أثناء عودتي إلى القاهرة أقسم برحمة أبويا شفت 4 أطفال مصريين ماشيين بجوار مصرف يرتدون أجمل الملابس البنات مضفرة شعرهم بفيونكة (ربطة شعر) لطيفة، حتى لفتت نظر زوجتي والناس اللي معايا، قلت لهم شايفين منظر الطفلة المصرية عام 2024، في مقابل أن الكهرباء تقطع ساعة وأشوف هذه الطفلة في تلك الصحة والرعاية فأنا أعطي حياتي لها”.

ما إن قرأت هذا الكلام حتى اطمأن قلبي، فماذا لو لم تكن هناك فيونكة، يمكن لنا أن نتخيل عالماً بلا كهرباء، حيث النور مكانه في القلوب، أما عالم بلا فيونكات فذلك أصعب مما يمكن للمرء تحمّله.

أو كما قال كارل ماركس: “يا فيونكات العالم… اتحدوا/ أنيروا”.

نكتة العام الماضي هي أنه بدلاً من إعلان إجازة عيد القيامة، أُعْلِنَت إجازة لمنع التكدس، كأسلوب احترازي للحد من انتشار فيروس “كورونا” المستجد، ما يجعل المرء مُترقباً بشأن نكتة العام المقبل، والتي قد تكون – على سبيل التخمين- الإلحاح على ترحيل عيد العمال عالمياً إلى الخامس من أيار، في كل عام، وتسميته “عيد قيامة العمال”.

هل تأخذ السلطة نفسها على محمل الجدّ؟

منذ أن أخبرنا طفل أن “الملك عار”، وثمة حدود تاريخية واضحة: للسلطة الجد، ولنا الهزل منها.

لكن ماذا تبقى لنا، منذ أن كفت السلطة عن أخذ نفسها على محمل الجدّ، سوى كآبة الجدية، وخطر تحوّل الهزل إلى طقوس فارغة من المعنى، فإدراك التناقض شرط السخرية، لكن أين تجده في مسخ يعلم أنه يواجهك عارياً من كل زينة؟

ما استولت عليه “الفاشية الجديدة وصنوها “فاشية النقاء الثوري” ليس رداء الملك، بل رداء المهرج. هزلنا ليس إلا محاولة يائسة لعقلنة الأمور، لإعادة الجدية إلى الملك في السلطة، في التوك شو، في المذياع، في الصحيفة، في الأدب، في المقهى. استعادة يائسة للنقطة صفر، أن تستعيد السخرية قدرتها على تعرية الملك.

نكتتنا لا تخبر المسخ أن كابوسه لا يرعبنا. نحن نهمس لأنفسنا: لعل يد الغدر، لم تصل إلى كل مكان بعد. كلماتنا ليست إلا صدى الغرفة المعزولة، أنين يائس، زفرات حقد على المهرج الأكبر، نعلم أننا لن نجد حركات أكثر تشويقاً من عرضه اليومي.

لا دولة خارج النكتة

نكتة لأحد الظرفاء على “فيسبوك”: “طب تعرف المسيحيين هيتحاسبوا إزاي يوم القيامة؟/ إزاي؟/ هيتحاسبوا باليومية”.

خارج النكتة لا يمكن لك أن تفهم الدولة، وداخل النكتة نحاصر بالكمد والموت البطيء. نتذكر أحياناً شيئاً عن المواطنة والاستحقاق، على رغم ما ذكرته سابقا أن نكتتنا لم تعد ترعب النظام، إذ صار هو نفسه صاحبها وقائلها، يشير إلينا بوضوح: أنتم العراة. لكن ما الذي يعنيه أن يخشى رئيس الحكومة المصرية القول صراحة إنها أجازة لمناسبة يوم عيد عند شريحة كبيرة ومهمة من المواطنين المصريين.

الديانة المسيحية، بعد الإسلامية، هي الديانة الأكثر انتشاراً واعتناقاً بين المصريين، وكلاهما يساهمان في تشكيل ثقافة المجتمع. هل هو اعتراف من رأس الدولة بأنهم غير قادرين على مواجهة تيار الإرهاب الفكري، والقول صراحة إنهم دولة قادرة على إعطاء مواطنيها إجازة رسمية في الأعياد المسيحية، مثلها مثل الأعياد الإسلامية.

 هذا النظام نفسه يصرف مئات الملايين في مسلسلاته منذ عقود، على أسطورة الأخوة في الوطن والتعامل المثالي بين شركائه في الحارة المصرية الأصيلة التي صارت عشوائيات، وهجر سكانها إلى حي الأسمرات في الحقيقة. بل إنه حكمنا بالحديد والنار لعقود بدعوى أنه يحارب التيارات الظلامية، لكن يبدو أن تلك القوى تتحكم حتى في أبسط قرارات الحكومة، حتى في إقرار يوم إجازة.

يقول الظرفاء إن الاحتفال بعيد العمال سيكون في كاتدرائية الحديد والصلب أو كما قال كارل ماركس: “طوبى للعمال بالروح… لأن لهم أوفر تايم”.

كم عدد الأقباط في مصر؟

لا أعلم ما الذي تبقّى سوى إخفاء الأقباط أنفسهم، وهو ما فعلته الدولة على مدار عقود، في بيانات التعداد. في مقال للكاتب حمدي رزق بعنوان “كم عدد أقباط مصر”، كشف أن التعداد السكاني لمصر لا يهتم بتحديد عدد الأقباط لأسباب سياسية.

 يوضح حمدي ساخراً: “التعداد السكاني الأخير شوق عموم الأقباط وطائفة من المراقبين إلى معرفة العدد الرسمي للأقباط في مصر، التعداد جاء خلواً من هذا الإحصاء الذي تضاربت الأرقام من حوله لأسباب سياسية ملتحفة فى باطنية البعض بطائفية بغيضة، وقانا الله شر الطائفية ما ظهر منها وما بطن في التعداد السكاني الأخير”.

يثير تعدادُ الأقباط أزمة مستمرة، فعام 2012، أجرت مصر أول إحصاء رسمي لتعداد المسيحيين، عبر جهازها المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وكانت النتيجة أن تعدادهم 5 ملايين نسمة.

 كان العدد ضئيلاً لا يرضي الكنيسة، ولا يرضي أحداً، فهي تؤكد أن تعداد الأقباط يتجاوز الـ 15 مليوناً، عبر كنيستها المرقسية، أو على لسان البابا تواضروس، الذي يعلن ذلك مراراً.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 16.05.2024

“مفاتيح دبي”: عن علاقة إلياس بو صعب ببرج نورة الإماراتي!

برز الياس بو صعب كشخصية محورية في لبنان في السنوات الأخيرة الماضية وضجّت مؤخرًا وسائل الاعلام بخبر فصله من التيار الوطني الحر. تكشف وثائق مشروع "مفاتيح دبي" بالتعاون مع مشروع "الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد" OCCRP، عن امتلاك بو صعب ستة عقارات في برج نورة الاماراتي. تبلغ القيمة التقريبية للعقارات نحو 6.5 مليون دولار أميركي.