fbpx

هل دمرت الهواتف الذكية جيلاً كاملاً…

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

جيل ما بعد الألفية، أكثر تقبلاً لتواجده على الإنترنت من خروجه للحفلات، كما أن فتيان هذا الجيل أكثر أماناً وسلامةً من الناحية البدنية أكثر من أي وقت مضى. ولكنهم على شفا أزمة صحية عقلية عميقة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

جيل ما بعد الألفية، أكثر تقبلاً لتواجده على الإنترنت من خروجه للحفلات، كما أن فتيان هذا الجيل أكثر أماناً وسلامةً من الناحية البدنية أكثر من أي وقت مضى. ولكنهم على شفا أزمة صحية عقلية عميقة.
يتحدث أبناء هذا الجيل مع بعضهم البعض عبر سناب شات، ذلك التطبيق للهواتف الذكية الذي يتيح لمستخدميه إرسال الصور، ومقاطع الفيديو التي سرعان ما تختفي مرةً أخرى. إنهم يراجعون باستمرار قائمة Snapstreaks، والتي تبين لهم على التوالي عدد الأيام التي تحدثوا فيها معاً على سناب شات. كما أنهم في بعض الأحيان يلتقطون بعض صور الشاشة لأصدقائهم، وعلى الأخص تلك الصور المضحكة.

بريق الاستقلالية الذي كان حافزاً قوياً للأجيال السابقة، أصبح أقل إغراءً لمراهقي اليوم.

في البداية، افترضت أنها مجرد إشارات وهمية عشوائية، إلا أن هذا السلوك استمر لعدة سنوات، وفقاً لما أظهرته سلسلة من الدراسات الاستقصائية الوطنية. فلم تكن هذه التغيرات ترتبط بالدرجة، بل كانت ترتبط بالكيفية. فقد كان الاختلاف الأكبر بين جيل الألفية والأجيال السابقة له، في طريقة نظرتهم إلى العالم، إذ أن مراهقي اليوم يختلفون عن مراهقي جيل الألفية ليس فقط في نظرتهم للعالم من حولهم، بل في كيفية قضاء أوقاتهم أيضاً. فالتجارب الحياتية التي يختبرونها كل يوم، تختلف إختلافاً جذرياً عن تلك التي خاضها من كانوا في نفس أعمارهم من الأجيال التي سبقتهم مباشرةً.

ازدادت المخاوف التي أعقبت سريعاً ظهور الهواتف الذكية، وأشباهها من الأجهزة اللوحية، من مخاطر تأثير الاستخدام “الطويل للشاشات”. فحيثما تواجدت أبراج الهواتف الخلوية، ثمة شباب صغار يعيشون حياة منزوية عبر شاشات هواتفهم الذكية.

ربما يبدو الأمر مزعجاً وغريباً بالنسبة لهؤلاء الذين يتذكرون ما كانت عليه الأوضاع خلال فترة مراهقتهم، ثم يقارنونها بما يعيشه مراهقوا هذا العصر. ولكن، ليس الهدف من دراسة الأجيال هو التحسر على الطريقة التي كانت تُعالج بها الأمور قديماً، بل لفهم ما يعيشه مراهقو اليوم. فبعض التغيرات التي تظهر في الأجيال المتعاقبة يكون إيجابياً، وبعضها يكون سلبياً، وكثير منها يحمل النقيضين. فمراهقي اليوم الذين يفضلون قضاء أوقاتهم داخل غرف نومهم بدلاً من قضائها متسكعين بالسيارات أو في الحفلات، أكثر أماناً من الناحية الجسدية إذا ما قورنوا بمراهقي الأجيال السابقة قاطبةً. فهم أقل عرضةً بشكل كبير لحوادث السيارات، وأقل تناولاً للمشروبات الكحولية من أسلافهم، ومن ثم، أقل عرضةً للإصابة بالأمراض المصاحبة لتناول الشراب.

ولكن، من الناحية النفسية، فهم أكثر هشاشةً من جيل الألفية، فقد ارتفعت معدلات الاكتئاب، ومحاولات الانتحار في أوساط المراهقين بشكل كبير منذ عام 2011. وليس من قبيل المبالغة أن نشير إلى أن جيل آي-جين على أعتاب أسوأ أزمة صحة نفسية منذ عقود. ويرجع السبب في كثير من هذا التدهور إلى هواتفهم الذكية.

على الرغم من التأثير الكبير لبريق الاستقلالية على الأجيال السابقة، إلا أنه فقد كثيراً من  رونقه المغري لمراهقي اليوم، الذين هم أقل ميلاً لمغادرة منازلهم دون صحبة آبائهم. وهو تحول مذهل، فطلاب الصف الثاني عشر لعام 2015، أقل ميلاً للخروج من المنزل من طلاب الصف الثامن في عام 2009.

كما أن مراهقي اليوم أيضاً أقل ميلاً للمواعدة. فالمرحلة الأولى للارتباط العاطفي، والتي كان يُطلق عليها الجيل X مسمى “الإعجاب”، يُسميها شباب اليوم “التحدث” – وهو اختيار مثير للسخرية لجيل يفضل التحدث عبر الرسائل  النصية على الأحاديث الواقعية. فبعد أن “يتحدث” مراهقين لبعض الوقت، ربما ينخرطون في المواعدة. إلا أن 56% فقط من طلاب المرحلة الثانوية لعام 2015، يخرجون في لقاءات غرامية، في حين اقتربت تلك النسبة في الجيل X، أو في جيل طفرة المواليد من 85%.

يأتي هذا الانخفاض في نسب المواعدة مصحوباً بالانخفاض في معدل النشاط الجنسي. إذ يُعد هذا الانخفاض هو الأكثر حدةً بين طلاب الصف التاسع، فقد انخفض عدد المراهقين النشطين جنسياً في هذه المرحلة بما يعادل تقريباً 40% منذ عام 1991.

لماذا ينتظر مراهقو اليوم طويلاً حتى يتحملون مسؤوليات مرحلة الرشد، ويستمتعوا بملذاتها؟ ليس هناك  شك أن التحولات الاقتصادية، والتربية المنزلية تلعبان دوراً كبير في هذا الشأن. ففي ظل اقتصاد المعلومات الذي يقدر التميز والتقدم التعليمي أكثر من دخول سوق العمل في سن مبكرة، يميل الآباء إلى تشجيع أبنائهم على المكوث في المنزل والدراسة، بدلاً من الحصول على وظيفة بدوام جزئي. وعلى الجانب الآخر، يبدو الشباب في سن المراهقة بدوره أكثر ميلا للارتباط بتدابير الحياة المنزلية – ليس بسبب انضباطهم وولعهم بالدراسة، ولكن لأنهم يعيشون حياتهم الاجتماعية عبر شاشات هواتفهم. إنهم ليسوا في حاجة إلى مغادرة منازلهم لقضاء بعض الوقت مع أصدقائهم.

ما الذي يفعلونه إذاً بكل هذا الوقت؟ إنهم يقضون هذا الوقت على هواتفهم الذكية، وحدهم داخل غرفهم، شاعرين بمزيد من الأسى على الأرجح.

أحد أكثر المفارقات الغريبة في حياة هذا الجيل أنه على الرغم من قضائهم أوقات طويلة جداً تحت نفس السقف برفقة آبائهم. إلا أنه من الصعب الجزم بأن مراهقي اليوم أكثر مودةً مع آبائهم وأمهاتهم من أسلافهم. فقد انخفض عدد الشباب في سن المراهقة الذين يلتقون بأصدقائهم بشكل يومي تقريباً بنسبة أكبر من 40% منذ عام 2000 حتى عام 2015، وازداد هذا الانخفاض بشكل حاد مؤخراً. لا تتعلق المسألة بمدى انخفاض عدد الأطفال الذين يذهبون إلى الحفلات فحسب، بل بانخفاض أعداد الأطفال الذين يقضون بعض الأوقات ببساطة في الخروج والتنزه أيضاً. وهو أمر اعتاد معظم المراهقين عليه، سواء كانوا محبوبين أو منبوذين، فقراء كانوا أو أغنياء، متفوقين أو متأخرين دراسياً. فقد اُستبدلت حلبات التزلج على الجليد، وملاعب كرة السلة، ومسابح المدينة، وأماكن الخلوات العاطفية جميعها، وحل مكانها فضاء افتراضي، يمكن الوصول إليه عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ومواقع الشبكة العنكبوتية.

قد يُفهم مما سبق أن هؤلاء المراهقين يقضون كل هذا الوقت في ذلك الفضاء الافتراضي الجديد لأنهم يجدون السعادة فيه، إلا أن معظم البيانات تشير إلى عكس ذلك. وقد جاءت النتائج غاية في الوضوح، فقد كان المراهقين الذين يمضون أوقاتاً أكثر من المعدل الطبيعي في الأنشطة المرتبطة بالأجهزة الإلكترونية، أكثر ميلاً للشعور بانعدام السعادة، أما الذين كانوا يقضون أوقات أكثر من المعدل الطبيعي في أنشطة غير مرتبطة بالأجهزة الإلكترونية، كانوا أكثر ميلاً للشعور بالسعادة.

ليس ثمة استثناء واحد. فقد كانت جميع الأنشطة التي ينخرط فيها الشباب عبر شاشات أجهزتهم الإلكترونية، ترتبط بالقليل من السعادة، أما الأنشطة التي لا علاقة لها بشاشات الأجهزة الإلكترونية، ترتبط بالكثير من السعادة.

كلما قضى المراهقون أوقات أطول مُحدقين في شاشات أجهزتهم الإلكترونية، كانوا أكثر عرضةً لمواجهة أعراض الاكتئاب.

إذا كنت بصدد إسداء نصيحة تتعلق بالسعادة في مرحلة المراهقة استناداً لهذه الدراسة، فيجب أن تكون هذه النصيحة صريحة ومباشرة، بضرورة تنحية الهاتف جانباً، وإغلاق الحاسوب المحمول، والانخراط في عمل شيء – أي شيء – لا علاقة له بشاشات الأجهزة الإلكترونية. لا تُثبت هذه التحليلات بطبيعة الحال أن قضاء الوقت أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يتسبب بالضرورة في انتفاء السعادة، فمن الممكن أن يكون المراهقين الذين لا يشعرون بالسعادة، هم من يقضون أوقات أطول على الإنترنت.
تعدنا شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وما على شاكلته بالتواصل مع أصدقائنا. إلا أن صورة مراهقي الجيل الحالي تشير إلى حقيقة واحدة، ألا وهي أنه جيل مفكك. يجدر الإشارة إلى أن شعور الشباب المراهقين بالوحدة قد قفز إلى معدلات مرتفعة للغاية عام 2013، واستمر على هذا الارتفاع منذ ذلك الحين.

ليس بالضرورة دائماً على المستوى الشخصي، أن يشعر الأطفال الذين يقضون أوقات أطول على الإنترنت بوحدة أكثر من أقرانهم الذين يقضون أوقات أقل على الإنترنت. فالأطفال الذين يقضون مزيداً من الوقت على شبكات التواصل الاجتماعي، يُمضون أيضاً مزيداً من الوقت مع أصدقائهم شخصياً، ففي متوسط، المراهقين الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية عالية، أكثر اندماجاً اجتماعياً في كلا المسارين، الحقيقي والافتراضي، وكذلك المراهقين الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، أقل حضوراً في كلا المسارين أيضاً. ولكن على مستوى الجيل، عندما يقضي الشباب في سن المراهقة مزيداً من الوقت مع هواتفهم الذكية، وأوقات أقل في التفاعل الاجتماعي الشخصي، يُصبح الشعور بالوحدة أكثر شيوعاً.
إنه الاكتئاب إذاً. فتلك الأنشطة المرتبطة بشاشات الأجهزة الإلكترونية تتضمن آثاراً سلبيةً لا لبس فيها، وكلما قضى المراهقون أوقات أطول أمام شاشات هواتفهم الذكية، كانوا أكثر عرضة لظهور أعراض الاكتئاب.
المراهقون الذين يقضون ثلاث ساعات أو أكثر يومياً على أجهزتهم الإلكترونية، أكثر عرضة بنسبة 35% للتعرض لخطر الانتحار، كوضع خطة للانتحار على سبيل المثال. وهو أكثر خطورة بكثير من الخطر المرتبط بمشاهدة التلفاز على سبيل المثال. إذ تشير بعض البيانات التي عبرت بشكل غير مباشر ولكنه مذهل، عن تنامي عزلة الأطفال، بشقيها الجيد والسيء، إلى أنه منذ عام 2007، انخفض معدل جرائم القتل بين المراهقين بدرجة ملحوظة، إلا أن معدلات الانتحار قد ارتفعت بدلاً من ذلك. فعندما بدأ المراهقون قضاء أوقات أقل بصحبة بعضهم البعض، أصبحوا أقل عرضةً لقتل بعضهم البعض، ولكنهم أصبحوا في ذات الوقت أكثر عرضة لقتل أنفسهم. ففي عام 2011، وللمرة الأولى منذ أربع وعشرون عاماً، تجاوزت نسبة انتحار المراهقين نسبة جرائم القتل فيما بينهم.
للاكتئاب والانتحار مسببات كثيرة، ولكن من المستبعد تماماً أن يكون الاستخدام المفرط للتكنولوجيا هو السبب الوحيد. فقد كانت معدلات انتحار المراهقين خلال تسعينيات القرن الماضي مرتفعةً أيضاً، وكان ذلك قبل ظهور الهواتف الذكية بمدة طويلة. كما أن عدد الأمريكيين الذين يتعاطون مضادات الاكتئاب الآن، قد تضاعف أربع مرات، والتي تكون فعالة في علاج حالات الاكتئاب الشديد في أغلب الأحيان، إلا أن هذا النوع من العقاقير له علاقة وثيقة بالكثير من حالات الانتحار.

ما العلاقة بين الهواتف الذكية وظاهرة الضيق النفسي التي يعاني منها الجيل الحالي؟ بسبب بذل كل ما في وسعهم لجذب الشباب ليلاً ونهاراً، ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في تفاقم القلق الناجم عن الشعور بالإهمال الذي طالما عانى منه الشباب في سن المراهقة. فنادراً ما يخرج مراهقو اليوم للمشاركة في الحفلات، وربما يقضون أوقاتا بسيطة مع أشخاص آخرين، إلا أنهم عندما يجتمعون مع أصدقائهم، يسجلون أماكن خروجهم باستمرار – على سناب شات، أو إنستغرام، أو فيسبوك. ومن ثم، يعلم الآخرون من الشباب الذين لم يُدعوا إلى هذه الفعالية أو النزهة، كافة التفاصيل المتعلقة بها. وبناء على ذلك، بلغت أعداد المراهقين الذين يشعرون بالإهمال والتخلي أعلى مستوياتها على الإطلاق في هذه الفئة العمرية. وعلى نفس منوال ارتفاع معدلات الشعور بالوحدة، ازدادت معدلات الشعور بالإهمال بشكل كبير، وبسرعة مذهلة.

كانت هذه الاتجاهات غاية في الحدة، بالأخص بين أوساط الفتيات. فقد ازدادت نسبة الفتيات المراهقات اللاتي يشعرن بالتخلي والإهمال بنسبة 48% عام 2015 مقارنةً 2010، بينما بلغت الزيادة بين جموع الفتيان 27%. فغالباً ما تستخدم الفتيات وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة أعلى، ما يزيد من فرص شعورهم بالاستبعاد والوحدة عندما يرون أصدقائهم أو زملاء دراستهم يجتمعون معاً دون دعوتهم. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تفرض ضريبة نفسية على المراهقين الذين ينشرون الصور أو المواضيع أيضاً، بسبب ما يجدونه من قلق مصاحب لانتظار الآراء عبر التعليقات والإعجاب. فقد أخبرتني أثينا، أنها عندما نشرت بعض الصور على تطبيق إنستغرام، “أشعر بالقلق حيال ما يفكر فيه الناس تجاه هذه الصور، ومما سوف يعلقون به. وعندما لا أحصل على عدد معين من الإعجابات على صورة ما، يصيبني الأمر بشيء من العصبية”.

تستحوذ الفتيات أيضاً على نصيب كبير من نسبة ظهور أعراض الاكتئاب بين الشباب في سن المراهقة هذه الأيام.. كما كانت نسب ارتفاع معدلات الانتحار أكثر وضوحاً لدى الفتيات أيضاً. فعلى الرغم من ارتفاع معدلات الانتحار لدى الجنسين، إلا أن هذه النسب قد ارتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف بين الفتيات التي تتراوح أعمارهن من 12 عاماً إلى 14 عاماً في عام 2015 مقارنةً بعام 2007.

قد يكون الأمر محبباً للبعض، إلا أن الهواتف الذكية تتسبب في اضطراب نوم الكثير من المراهقين، فالكثير من المراهقين الآن ينامون أقل من سبع ساعات معظم الليالي.

لقد لاحظت طفلتي التي بالكاد بدأت تخطو خطواتها الأولى، قد بدأت تتعامل بكل ثقة مع جهاز آي باد.
يبدو أن الأجهزة الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلك قدرة كبيرة على نحو استثنائي في التسبب في اضطرابات النوم. فالمراهقين الذين يقرأون الكتب والمجلات بمتوسط أعلى من المعدلات الطبيعية، أقل عرضةً بنسبة طفيفة لاضطرابات النوم – يرجع السبب في ذلك إما إلى أن القراءة تجلب لهم السكون الذي يقودهم إلى النوم، أو لأنهم يتركون الكتاب الذي يقرأونه جانباً عند التهيؤ للنوم. كما أن مشاهدة التلفاز عدة ساعات في اليوم، ليس له علاقة قوية بنقص عدد ساعات النوم. إلا أن جاذبية الهاتف الذكي غالباً ما تكون قوية لدرجة يصعب التغلب عليها.

يرتبط اضطراب النوم بعدد هائل من المشاكل، منها التفكير والاستدلال المشوش، والقابلية الشديدة للمرض، واكتساب الوزن، وارتفاع ضغط الدم. كما أنه يؤثر أيضاً على الحالة المزاجية، فالأشخاص الذين لا ينالون قسطاً كافياً من النوم، أكثر قابلية للإصابة بالاكتئاب والقلق. وكما ذكرنا سابقاً، من الصعب التوصل إلى المسببات الدقيقة للمشكلة. فمن الممكن أن تتسبب الهواتف الذكية في نقص النوم، والذي يؤدي بدوره إلى الاكتئاب، أو قد تتسبب الهواتف في الإصابة بالاكتئاب، والذي بدوره يؤدي إلى نقص النوم. أو قد تتسبب مجموعة أخرى من العوامل في ارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب واضطرابات النوم. إلا أن الهواتف الذكية، وضوؤها الأزرق الذي يُشع في الظلام، ربما تلعبان دوراً أكبر مما يُتوقع.
إن دلائل الارتباط بين الاكتئاب والهاتف الذكي، قوية بما فيه الكفاية للفت انتباه الآباء لضرورة حث أطفالهم على طرح هواتفهم جانباً. فوفقاً لنيك بيلتون، الكاتب في مجال التكنولوجيا، فإن كثير من التنفيذيين العاملين في وادي السيليكون، يتبعون هذه السياسة. بل إن ستيف جوبز كان قد وضع حدودا لاستخدام أطفاله للأجهزة التي قدمها للعالم.
هذا المقال مترجم ومعد من موقع the Atlantic