fbpx

كانت سنة انقلابية… 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لقد كان 2022 بالفعل عام الانقلابات التي ذهبت في كل اتجاه، لكن المؤكد أن الاتجاه الأسوأ كان هو الغالب بفارق يصعب التستر عليه. وهذا ما يجعل كثيرين يستقبلون العام الجديد، 2023، بكثير من الخشية والحذر.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل نكون من المبالغين حين نقول إن العام المنقضي، 2022، كان عاماً انقلابياً يتحدى الكثير مما نعرف ونعتقد ونظن؟

هذا الإحساس بالانقلابية داهمنا في الماضي القريب أكثر من مرة، وربما كان انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة في 2016 أبرز أمثلته. لكن عام 2022 ذهب أبعد كثيراً، بحيث لم يعد الانقلاب مجرد حدث أو حدثين منفصلين بل غدا وجهة عريضة وبالغة المتانة.

فالغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير، فيما العالم يتعافى ببطء وتعثر من جائحة “كورونا”، جاء يؤكد أن أوروبا الآمنة التي ظُن أنها وضعت الحروب وراءها، ليست كذلك، وأن تهديد الدول وحدودها وسياداتها لا يزال مبدأ معمولاً به حتى في تلك القارة، فيما الاقتصاد العالمي مرشح لأزمة ليست فقط غير مسبوقة، بل قد يستغرق حلها زمناً أطول مما هو معتاد في تذليل الأزمات الاقتصادية.

أوضاع النساء في العالم انطوت أيضاً على انقلابات متعددة المصادر والأشكال. فمن الذي كان يظن أن المحكمة العليا في الولايات المتحدة ستصدر، في حزيران/ يونيو، ذاك القرار الذي يحرم المرأة الأميركية حقها في الإجهاض، وهي الضمانة التي استمر العمل بها في الولايات المتحدة قرابة خمسين عاماً؟ بل من الذي كان يظن أن المرأة الإيرانية سترد على مصرع الشابة مهسا أميني، في أيلول/ سبتمبر، بانتفاضة لا تلبث أن تتحول ثورة عابرة للجماعات والإثنيات، متحدية بعض مقدسات النظام القائم منذ 1979؟

هل نكون من المبالغين حين نقول إن العام المنقضي، 2022، كان عاماً انقلابياً يتحدى الكثير مما نعرف ونعتقد ونظن؟

الانقلاب اتخذ أشكالاً أخرى في أمكنة أخرى: ففي بلد كاليابان، مستقر سياسياً، اغتيل رئيس الحكومة السابق شنزو أبي في تموز/ يوليو، بينما البلد الذي هو أكثر استقراراً، أي بريطانيا، تحول فيه تشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة رئيس الحكومة بوريس جونسون في أيلول، إلى مهمة مستعصية. هكذا حلت ليز ترس محل جونسون لتستقيل بعد ستة أسابيع فحسب تاركةً منصبها لريتشي سوناك. أما إسرائيل فتشكلت فيها حكومة تمثلت فيها، للمرة الأولى منذ نشأة الدولة في 1948، الأحزاب الدينية المتطرفة التي يُتوقع أن تغير بعض أساسيات التركيبة السياسية والاجتماعية في الدولة العبرية.

لكن الصين هي التي ختمت العام بحدث انقلابي آخر. ففي ذاك البلد المحكوم بصرامة مركزية مشهورة، ظهرت احتجاجات لم يُعرف مثيل لها، منذ قمع ساحة تيان أن مين في 1989، على سياسة “صفر كوفيد”. وقد وجهت تلك الاحتجاجات اتهامات قوية وصريحة للقائد والقيادة الحزبيين.

والبيئة لم تكن بعيدة من التعرض للنهج الانقلابي. صحيح أن ما من سنة انقضت في العقد الماضي إلا وسجلت كارثة بيئية أو أكثر، لكن ما شهدته باكستان يندرج في الأحداث الأشد استثنائية ومأساوية. ذاك أن تضافر التغير المناخي والفساد وسوء الإدارة تأتى عنه إغراق ثلث البلد وتأثر 33 مليون إنسان بالفيضانات.

وظهر من يقول إن الأدب تعرض أيضاً لانقلاب من خلال منح الكاتبة الفرنسية أني إرنو جائزة نوبل للآداب على رواية هي أقرب إلى السيرة الذاتية منها إلى المعنى السائد للرواية. أما الرياضة فكان مونديال الفيفا في قطر مجالاً لاستعراض الانقلاب الذي شهدته في العام الفائت. ذاك أن المونديال تم للمرة الأولى في بلد عربي، مصحوباً بأرقام مالية فلكية تم تداولها، والأهم أنه شهد ظاهرات لم تتفجّر على هذا النحو المعلن والصريح من قبل، خصوصاً ما شاهدناه مما وصفه بعض الإعلام العالمي بانفجار “حرب ثقافية وقِيمية”.

واقع الحال أن حدثاً كبيراً واحداً من أحداث العام الماضي لم يكن انقلابياً. فقد جاءت وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وجنازتها، ثم تطويب نجلها بوصفه الملك تشارلز الثالث، إعلاناً عن استمرارية واستئناف لتقاليد الماضي ولولاءاته على نحو لم يكن أحد ليتوقع حجمه. لكنْ هنا أيضاً، ما لبث مسلسل “نتفليكس” عن الأمير هاري وزوجته ميغان (6 حلقات) أن لطخ الصورة التي كانت الملكية قد كسبتها لنفسها أيام جنازة الأم وتنصيب النجل.

لقد كان 2022 بالفعل عام الانقلابات التي ذهبت في كل اتجاه، لكن المؤكد أن الاتجاه الأسوأ كان هو الغالب بفارق يصعب التستر عليه. وهذا ما يجعل كثيرين يستقبلون العام الجديد، 2023، بكثير من الخشية والحذر. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.