fbpx

إلا الشيعة!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يبتعد حسين قاووق ومحمد دايخ مثلاً، من النموذج المعارض الذي قدمه لقمان سليم. معارضة الأخير أودت بصاحبها إلى القتل، واستقامت راهناً كعازل سميك بين فن لزج، وبين السياسة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“إلا سيد الشهداء” و”اللغة الشيعية”، “هاشتاغان” انتقد عبرهما جمهور شيعي واسع مشهداً تلفزيونياً عُرض على قناة LBC ضمن برنامج “تعا قلو بيزعل”. ووصل الأمر إلى إلقاء قنبلة صوتية على مبنى الـمحطة في أدما، شمال بيروت.

 متن المشهد هو تعريف مواطنين لبنانيين من طوائف أخرى إلى اللهجة والمصطلحات اللغوية المفترض تداولها في مخاطبة المواطن الشيعي وفق معدّي البرنامج، وبطلا المشهد محمد دايخ وحسين قاووق، وهما بالمناسبة  شيعيان، ما كثّف الإدانة “الشيعية” للمشهد، خصوصاً مع استخدام الممثلين استدلالات تتعلق بشخصيات الشيعة التاريخية مثل الإمام الحسين.

    عموماً، وعلى هامش حرب اللغة المتداولة التي اندلعت أخيراً، لا بأس بدرس عن قواعد اللغة العربية.              

    فحرف الاستثناء “إلا” يُلزم استخدامه إخراج ما بعده من حكم ما قبله،”و”إلا ” التي أضفاها جمهور شيعي على “سيد الشهداء”، لم يعفِ بتر ما قبلها من الحُكم الذي أراده هذا الجمهور. الأخير فسّر السياق الذي ورد فيه اسم “الحسين” من باب التهكّم، وأراد القول أن ما يصحّ في غير “الحسين” لا يمكن أن يصحّ فيه.

     لكن، “إلا سيد الشهداء” لم تكن الاستثناء الوحيد الذي حكم قدرة خصوم الثنائي الشيعي على انتقادهما. غالب الظن أننا أمام طائفة ولّادة للاستثناءات.

    “إلا الرئيس بري”، “إلا السيد” (والمعني هنا أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله)، إلا المقاومة. هذه استثناءات سابقة عايشها اللبنانيون في محطات سابقة، بسبب برامج وتعليقات ساخرة قبل الاستثناء الأخير، وكلفتها اقتضت غالباً ردود فعل تجاوزت في  عواقبها الاستثناء الأخير الذي بقي في راهنه أسير الإعلام ووسائل التواصل، ذماً وشتائم.

“إلا سيد الشهداء” لم تكن الاستثناء الوحيد الذي حكم قدرة خصوم الثنائي الشيعي على انتقادهما. غالب الظن أننا أمام طائفة ولّادة للاستثناءات.

      حسين قاووق ومحمد دايخ شابان لبنانيان يقدّمان غالباً مادة سطحية بالمعايير الفنية، ويؤطران فيها صورة الجمهور الشيعي في حيّز جغرافي يعيشان فيه. وقابلية هذه الظاهرة للانتشار تعود إلى التشظّي المذهبي والطائفي الذي يسود في لبنان، ثم إلى شعور بالعجز في مواجهة التغلّب الذي يمارسه “حزب الله”، وهو ما أتاح للظاهرة أن تتنفس في بيئات مغلوبة حاولت بها شطب وجه “الثنائية الشيعية”، التي يتمدد فيها حرف الاستثناء “إلا” مجرداً من ضابطي اللغة وقواعدها.

     مثلاً، نادراً ما قارب حسين قاووق ومحمد دايخ جوهر الخلاف بين “حزب الله” وخصومه. بمعنى آخر، لم تكن السياسة حاضرة في ما يقدمان، ولجوء المرء إلى مراجعة بصرية مع “أرشيفهما”، لن يُفضي إلى أي أثر يحتمل ذمَّاً بسلاح الحزب الذي يشكل جوهر هذا التنافر. وحده “إسكتش” ساخر لقاووق قارب السلاح بخفر، وكردٍّ على فيديو مبتذل لمحمد كوثراني، أحد النشطاء المؤيدين لـ”حزب الله”.

    يبتعد حسين قاووق ومحمد دايخ مثلاً، من النموذج المعارض الذي قدمه لقمان سليم. معارضة الأخير أودت بصاحبها إلى القتل، واستقامت راهناً كعازل سميك بين فن لزج، وبين السياسة. لكن تفشي المادة التي يقدمها قاووق ودايخ، وتسمينها في بيئات معارضة “للثنائي الشيعي”، يقدمان أيضاً واقعاً معتلاً عن جهات سياسية معارضة للحزب، التقطت لحظة تسطيحية ودفعتها إلى الواجهة.

  لنفترض أن هناك من باشر الدخول إلى وعي بيئات خصوم “الثنائية الشيعية” بحسين قاووق أو لقمان سليم. غالب الظن، ستكون النتيجة كارثية، وتشي بسهولة مواراة معارضة متجذرة كحال لقمان سليم لمصلحة ظاهرة عابرة وملتبسة في اعتراضها يمثلها قاووق. إنه والحال، تلازم الأدمغة المعتلّة الذي يستوي فيه “الثنائي الشيعي” وجمهوره مع الخصوم أحزاباً وجمهوراً و”نخباً”.

   لأكثر من عقد، قدمت الفنانة ميراي بانوسيان المرأة الجنوبية، والشيعية على الأرجح، من خلال شخصية أم طعان، وبنسق لا يفترق كثيراً عما يقدمه قاووق ودايخ. المفارقة أن بانوسيان قدمت تجربتها على الـ LBC أيضاً، وفي البرنامج الساخر”بسمات وطن” .

   في اعتذارهما الذي أعقب ردود الفعل على حلقة “تعا قلو بيزعل”، حاول بطلا الـ”إسكتش” استجداءً، في مرحلة لا يحتملها وعي شيعي مثقل بالاستثناء، كما لو أنه لم ينزلق بين زمنين تبدّد بينهما الكثير من أهوائه.

“للمرة الأولى، يظهر (ممثلون) شيعة بأدوار بطولة في تلفزيون مسيحي، ألم ينتبهوا الى ذلك؟”.

  أعلاه، هو اجتزاء حرفي مما قاله “البطلان”، فيما سؤالهما الاستجدائي يؤسس لفصام مفتعل منهما كابنين للبيئة التي تنكبا رد فعلها. فكيف وهما يدعيان تجانساً طقسياً ولغوياً معها؟

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.