fbpx

منى زكي “تحت الوصاية”… من الهجوم على خلع السروال إلى انتقاد الحجاب

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الصورة التي ظهرت فيها منى زكي تشبه نساء كثراً نراهنّ في الشارع المصري والعربي عموماً، وتقديم أحكام مسبقة قبل مشاهدة المسلسل، يشي بأن الهجوم يستهدف منى بشخصها. فهي لم تسلم حين خلعت سروالها الداخلي، ولا حين ارتدت حجاباً!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بوجهٍ شاحبٍ تعلوه ابتسامةٌ باهتة وملامح منكسرة وحاجبان عريضان وكثيفان، ظهرت الممثلة المصرية منى زكي وهي ترتدي الحجاب في ملصقٍ دعائي لمسلسلها الجديد “تحت الوصاية” المرتقب عرضه في شهر رمضان. كان مظهر منى كافياً ليتّهمها منتقدو العمل الفني، استباقاً وقبل أن يُشاهدوا أي لقطات منه، هي وفريق عمل المسلسل، بـ”الإساءة الى المرأة المصرية وخصوصاً الدمياطيّة”، و”محاولة تشويه الدين والحجاب”. ‬

منى زكي في إعلان مسلسل “تحت الوصاية”

ومنى، هي نفسها الممثلة التي تعرّضت لحملة مشابهة بعد عرض فيلم “أصحاب ولا أعزّ” على “نتفلكس”. حينها وُجّهت اتهامات الى الفيلم بـ”هدم قيم المجتمع”، وحظيت منى آنذاك بالنصيب الأكبر من الهجوم والانتقاد، لا سيما بعدما خلعت في أحد المشاهد سروالها الداخلي، ما اعتبره البعض “مسيئاً الى المرأة المصرية”. 

النموذجان السابقان دليل على أن الجمهور لا يفصل بين الشخصيات الدرامية والفنان. ففي مسلسل “تحت الوصاية” (إخراج محمد شاكر خضير)، تدور الأحداث حول شخصية “حنان”، وهي سيدة مصرية في منتصف الثلاثين من محافظة دمياط الساحلية، يموت زوجها وتجد نفسها مسؤولة عن طفليها (رضيعة وطفل بعمر التسع سنوات) اللذين تحاول إثبات حقوقهما داخل أروقة محكمة الأسرة، مع اضطرارها للعمل في مهنة الصيد، التي يندر أن تزاولها النساء هناك، بغية توفير حياة كريمة لهما. وما مظهر منى زكي المتواضع في الإعلان إلا جزء من الشخصية، ليتناسب مع أم عزباء مثقلة بالهموم من الطبقة الكادحة. 

ما مظهر منى زكي المتواضع في الإعلان إلا جزء من الشخصية، ليتناسب مع أم عزباء مثقلة بالهموم من الطبقة الكادحة. 

في “تحت الوصاية”، يُناقش الكاتبان خالد وشيرين دياب في 15 حلقة قانون الوصاية على الأطفال بعد وفاة الزوج. إذ يمنح القانون المصري الوصاية المباشرة على الأطفال لوالد الأب المتوفّي أو شقيقه الأكبر إذا كان جدّ الأطفال لوالدهم متوفياً أيضاً، وتأتي الأم في مرتبة متأخرة. كما يعرض المسلسل، وفق القيمين عليه، الصراعات المتعدّدة التي تضطر “حنان” لخوضها دفاعاً عن حقوقها وحقوق طفليها. أولاً، مع أهل الزوج في ظلّ قانون أحوال شخصية يُقيّد سلطة الأم على أطفالها حتّى في حالة وفاة الأب. وثانياً مع بعض الصيادين الذين يرفضون أن تزاول مهنتهم التي يعتقدون أنها مُقتصرة على الذكور، حتّى إنها تخرج بمظهر رجل في بعض الحلقات لتتفادى مضايقاتهم. المفارقة أن حملات الاعتراض والرفض الواسعة، لم تلحظ القانون المصري الظالم بحق النساء، أو المجتمع الذكوري الذي يقيد دور المرأة، إنما صبّ تركيزه على صورة الممثلة وحجابها باعتبار أن الدراما المصرية تُحاول حصر صورة المحجبة في قالب محدّد وأسلوب سردي ينتقص من قدراتها ويظهرها كامرأة ضعيفة مسلوبة الإرادة، علماً أن وجهة النظر تلك يمكن دحضها بسهولة ببعض الأمثلة. 

في مسلسل “عايزة أتجوز”، ظهرت سهير (أم البطلة) كشخصية مرحة ولذيذة، ولم يكن الحجاب سوى جزء من شخصيتها. كما ظهرت شخصيات نسائية أُخرى بالحجاب في مسلسلي “سابع جار” و”بيت العيلة” اللذين حققا نجاحاً كبيراً. ولعبت هند صبري دور “الست الجدعة” في فيلم “أحلى الأوقات”، ولعبت ميّ عز الدين “الشابة الأنيقة” في مسلسل “رسايل”. حتى إن منى زكي نفسها جسّدت دور الفتاة الثريّة في فيلم “سهر الليالي”، وفي تلك الحالات، لم تتم الإشارة إلى الحجاب بأي صورة سلبية أو إيجابية، غير أنه كان جزءاً من شخصية البطلات.

تُشير هذه النماذج وغيرها إلى عدم وجود “تشويه ممنهج” للمحجّبات والحجاب في الدراما المصرية، إنما فرضت “الضرورة الدرامية” هذا المظهر الذي ظهرت به منى زكي وأثار حفيظة البعض. علماً أن المحجّبات ظهرن في صورة درامية للمرأة البسيطة بالفعل. وأبرز تلك الأدوار، دور نيللي كريم في مسلسل “فاتن أمل حربي” الذي عُرض العام الماضي. إذ ظهرت نيللي في شخصية “فاتن”، السيدة البسيطة التي ترتدي الحجاب وتتعرّض للضغوط والإساءة إليها والى طفلتيها على يد طليقها والمجتمع والقضاء ورجال دين.

الحجاب إذاً جزء أساسي من مشهد متنوّع في الدراما المصرية، لذلك يصعب الحديث عن صورة واحدة للمحجّبات يسهل تمثيلها بنموذجٍ معين. الصورة التي ظهرت فيها منى زكي تشبه نساء كثراً نراهنّ في الشارع المصري والعربي عموماً، وتقديم أحكام مسبقة قبل مشاهدة المسلسل، يشي بأن الهجوم يستهدف منى بشخصها. فهي لم تسلم حين خلعت سروالها الداخلي، ولا حين ارتدت حجاباً!

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.