fbpx

“التلفزيون السوري” بوصفه مجرد ذكرى! 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

مضى على تأسيس التلفزيون السوري 63 عاماً كاملة. إنها عمر جيلنا المهزوم. لذلك نشعر بأن هذا التلفزيون صديقنا الخائب الذي لم يتطور مع أن بداياته كانت مبشّرة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في الساعة السادسة مساء وبتاريخ 23 تموز/ يوليو 1960، خرج الدكتور صباح قباني أول مدير للتلفزيون السوري ليتحدث إلى المشاهدين المبهورين معلناً بداية الإرسال التلفزيوني وذلك بالتزامن مع بداية البث التلفزيوني في مصر. كان اختيار التاريخ يتوافق مع الذكرى السنوية لثورة الضباط الأحرار لأنه وفي تلك الحقبة البعيدة كانت سوريا ومصر دولة واحدة اسمها “الجمهورية العربية المتحدة”.

أقيمت محطة الإرسال على إحدى قمم جبل قاسيون واستمر إرسالها لساعة ونصف الساعة في البداية من داخل استوديو أنشئ على عجل بجانب المحطة، ثم زادت ساعات الإرسال تباعاً. وكان البث في البداية يغطي منطقة دمشق فقط. وكان العاملون فنيين في هيئة الإذاعة السورية تمّت تهيئتهم من خلال بعثات تدريبية محدودة.

وعلى رغم أن المحفّز الرئيسي لظهور البث التلفزيوني بهذه العجالة كان سياسياً، إلا أن الفقرات التي تلت كانت بمعظمها ترفيهية.

من أول الأسماء التي ساهمت في التأسيس: دريد لحام ونهاد قلعي ورفيق سبيعي ومحمود جبر. وبثّ التلفزيون على الهواء مباشرة فصولاً تمثيلية وسهرات مسرحية تعلّقت بها أنظار المشاهدين.

أذكر أننا كنا ندير الجهاز قبل وقت البث، أذكر  فترة الانتظار بصبر نافذ حيث نراقب صورة الشارة بخطوطها ودوائرها ثم نراقب العلم مع خلفية النشيد الوطني ثم نستمع إلى آيات قرآنية ونحن نمنّي أنفسنا بظهور أفلام الكرتون أخيراً. 

مضى على هذا التاريخ 63 عاماً كاملة. إنها عمر جيلنا المهزوم. لذلك نشعر بأن هذا التلفزيون صديقنا الخائب الذي لم يتطور مع أن بداياته كانت مبشّرة.

صار التلفزيون السوري اليوم خارج التصنيف. على الرغم من أن قنواته بلغت الـ16 قناة بين إذاعة وتلفزيون، كما تجاوزت ميزانيته المليارات لكن متابعيه قلة قليلة ممن يمكن أن تتوافر لديهم وسيلة لتشغيل الجهاز غير كهرباء الحكومة أو لديهم الوقت والصبر لمتابعة برامج لم تتطور منذ عقود وإعلاميين مقيدين بأنماط كلام تقليدية، لا تشبه حياتنا الحالية، ونشرات أخبار تقدم أخبار الكرة الأرضية بالتفصيل، عدا الأخبار المحلية فهي تنقل كما جاء على لسان الناطق الرسمي للحكومة من دون أي تعليق إضافي.

وحتى الدراما التلفزيونية التي تربينا على متابعتها والافتخار بها، سرقتها يد الحرب والظروف الاقتصادية وتقاسمت شركات الإنتاج الكبرى أبطالها لتقدمهم بصورة أساءت بنظرنا إلى تاريخهم الفني العريق. 

في جعبة التلفزيون السوري أرشيف واسع من الأعمال والأفلام التسجيلية الموثقة للفنون والثقافة والأدب في سوريا منذ افتتاحه. إضافة إلى حفلات الفنانين الكلاسيكية والاحتفالات في المناسبات المختلفة. وهذا الأرشيف يخشى أن تكون يد الإهمال وسوء التخزين قد قضت على معظمه مثل غيره من معالم التراث وتاريخ البلاد. 

نشعر اليوم بأن لا علاقة تربط التلفزيون السوري صديق طفولتنا بهذه القنوات المتنوعة التي نحاول استيعاب منهجها عبثاً. لا رابط بيننا وبين إعلاميين تربينا على احترام كلماتهم ومواقفهم، استضفناهم في سهراتنا العائلية وبين مذيعين ومذيعات صارت وجوههم جزءاً من ذكريات وطننا.

منذ فترة قصيرة أوقف برنامج اسمه “الكابتن” لا أدّعي أنني كنت أتابعه ولكنني مثل آلاف غيري عرفت بأزمته، من صفحات التواصل الاجتماعي. أعلنت “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” إيقاف عرض برنامج رياضي اسمه “الكابتن” على قناة سوريا- دراما، بسبب خبر خاطئ في حلقة الأربعاء 12 تموز/ يوليو، متوعدة بمعاقبة المسؤولين عن ذلك بموجب نتائج التحقيق. وفي حلقة البرنامج كان الإعلامي محمد الخطيب يقرأ مقالاً من جريدة البعث الحكومية، حول الاستثمار في مطار دمشق الدولي، وظهرت في خاتمة الخبر عبارة فحواها “تساءل الكثيرون عن هوية الشركة الخاصة المستثمرة في ظل السيطرة الإيرانية والروسية على المناطق الحكومية”.

ارتبك الخطيب وقال: “الخبر حاطينو غلط، في شي غلط تحت”. وأوقف البرنامج.

هل تساءلتم لم الارتباك؟ ربما لأن المعلومات التي وردت ترصد رأي الناس ببساطة وهذا ما يهرب منه الإعلام.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.