fbpx

“مهرجان ليالي قلعة دمشق”… قصف إسرائيلي والتذكرة بسعر فروج

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اختُتم “مهرجان ليالي قلعة دمشق” في السادس من آب/ أغسطس، الحفلات التي بلغت سعر تذكرة الواحدة منها ثمن “فروج”، تركت الكثيرين أمام سؤال، هل يجوز لأحد مصادرة حق الناس بالفرح، ولو لليلة، بعيداً عن البؤس وسنوات الحرب الثقيلة ؟!.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اختتم مهرجان ليالي قلعة دمشق في السادس من آب دورته الرابعة، وعادت الأسئلة القديمة-الجديدة والجدل السياسي والاقتصادي تطفو على السطح، ابتداء من سؤال التطبيع مع “إسرائيل” وصولاً إلى الوضع الاقتصادي، ومحاولة النظام تعويم نفسه بأي طريقة، وليس انتهاء بحق السوريين في الداخل بالفرح.

الغناء في دمشق بينما إسرائيل تقصف

افتتح المهرجان كلٌّ من زياد برجي ومحمد المجذوب يوم 2 آب/ أغسطس. وأحيا جوزيف عطية حفلاً غنائياً في اليوم التالي، بعده غنت كارول سماحة في 4 آب، تبعها مروان خوري يوم 5 آب، واختُتم المهرجان في 6 آب صابر الرباعي. 

الحفل الذي تنظمه شركة “مينا” منذ عام 2018، أقيم في قلعة دمشق الأثرية، التي تعرضت قبل فترة، إلى قصف إسرائيلي أحدث أضراراً كبيرة في المعهد التقاني للفنون التطبيقية والمعهد التقاني للآثار المجاورين للقلعة، في تناقض يعكس الفوضى التي تعيشها البلاد في ظل حكم الأسد. حتى في ليلة اختتام المهرجان، قصفت إسرائيل محيط العاصمة، ما أدى إلى مقتل 4 جنود تابعين للنظام السوري، وهذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل دمشق، إذ باتت الهجمات أمراً روتينياً، إلا أن تجاهل النظام السوري هذه الضربات و”الاحتفاظ” بحق الرد ومتابعة إقامة الحفلات كأن البلاد بخير، يختصر رغبته المحمومة في تعويم نفسه وإظهار الوضع طبيعياً وآمناً.

وبينما كانت الأيادي تصفق وتلوح فوق الأرض، كان هناك مئات آلاف المخفيين قسراً في أقبية النظام، التي لا تبعد كثيراً من مكان إقامة المهرجان. لكن أيعني هذا مصادرة حق الناس بالفرح والخروج ولو لليلة من البؤس وسنوات الحرب الثقيلة! لا يجوز لأحدٍ مصادرة هذا الحق، والحقيقة إذا كان هناك أمر إيجابي وحيد لهذا المهرجان، فهو إتاحة الفرصة لبعض السوريين للتنفس والفرح ونسيان أنهم عالقون في واحد من أفقر البلدان في العالم، لكن هل هذا كافٍ حقاً؟ 

التذكرة بسعر الفروج

قد يثير تصريح “أسعار التذاكر تعادل سعر فروجة” استهجاناً خارج سوريا، التصريح أتى على لسان المدير الفني للمهرجان فراس هزيم. في سوريا، تقارن أسعار التذاكر بسعر الفروج، وهي مقارنة تُظهِر حجم الكارثة الاقتصادية التي يعيشها السوريون، ولا تعني رفاهية انخفاض أسعار التذاكر! فلا وجود بالأصل لثمن الفروج ليكون ثمن التذكرة موجوداً.

بدأت أسعار تذاكر حفلات مهرجان قلعة دمشق بمبلغ 75 ألف ليرة سورية (نحو 7 دولارات أميركية) للدرجة الثالثة، و 100 ألف ليرة للدرجة الثانية (نحو 10 دولارات أميركيو) و 300 ألف ليرة لدرجة VIP(نحو 30 دولاراً أميركياً)، قد تبدو هذه الأرقام زهيدة، لكن بمقارنتها بمتوسط دخل السوريين ستظهر الكارثة، إذ يبلغ متوسط دخل الموظف السوري اليوم نحو 15 دولاراً أميركياً.

 بطبيعة الحال، لن يستطيع أي شخص حضور حفلة يتمناها إلا إذا كان يمتلك أكثر من مصدر دخل، أو أرسل إليه الأقارب حوالة خارجية أو إن استعد لهذه الحفلة منذ بداية العام، وهو ما قاله هزيم: “إن أصحاب الدخل المحدود الذين لا يمتلكون مورداً آخر، لا يستطيعون حضور المهرجان”، وهنا يستثني هزيم فئة كاملة من السوريين ويحرمهم من حقهم في اختيار حضور حفلة والاستمتاع بليلة موسيقية.

في سوريا، المقايضة ليست بين الموسيقى والطعام، فلا طعام ليتمكن السوري من مقايضته بالموسيقى، ومن استمتعوا حقاً بالحفلة هم جزء صغير من شعب كامل، فلا يجب أن تختلط الأمور ويبدو الوضع طبيعياً والبلاد تعيش في رفاه وسلام، وهو ما يحاول النظام الترويج له باستماتة.

هذه الأسئلة مشروعة في حين يقبع أكثر من 90 بالمئة من السوريين تحت خط الفقر، فإذا تمكن 10 بالمئة من حضور حفلة، فهذا لا يعني أن البلد بخير.

ارتداء العلم ذي النجمتين “واجبٌ”

التناقض هو سيد الموقف، ورغبة النظام ومؤيديه في بسط سلطة هشة هي الهدف الأساسي، ولم يكن بالحسبان أن يعترض مؤيد على استضافة فنان لولا انتشار رفض واسع لحضور الفنان التونسي صابر الرباعي بحجة التطبيع مع “إسرائيل”، رافقته مطالبات بإلغاء حفله احتراماً لدماء “الشهداء”، لكن الحفل لم يُلغ. علماً أن الحملة بدأت بعد استرجاع صورة قديمة جمعت الرباعي بضابط إسرائيلي خلال إحدى حفلاته في فلسطين المحتلة عام 2016.

 ورغم توضيح الرباعي سابقاً بأن الضابط عرّف عن نفسه على أنه “هادي الخطيب” وأنه فلسطيني والمسؤول عن التنسيق لدخوله هو وفرقته إلى الأراضي الفلسطينية، إلا أن الإعلامية المؤيدة فاطمة جيرودية تقدمت بدعوى قضائية ضد كل من دعا وسهّل حضور الرباعي، أي  أنها رفعت دعوى ضد جهات تابعة مباشرة للنظام السوري ابتداء من وزارة الثقافة وصولاً إلى شركة “سيرياتيل”، في موقف يختصر جهل المؤيدين بطبيعة نظامهم الذي يتغنى بتحرير فلسطين نهاراً، بينما تقصفه “إسرائيل” ليلاً!

ورغم أنه من المفترض أن يضم المهرجان فنانين من الوطن العربي، إلا أن حصة الأسد كانت للفنانين اللبنانين، الى جانب فنان واحد من تونس وفنانين سوريين. في كل الأحوال، يحرص نظام الأسد على دعوة فنانين لن يترددوا في دعمه، فلم ينس جوزيف عطية التطبيع مع النظام حين أعطوه علم سوريا ذي النجمتين وهو على المسرح فارتداه قائلاً: “جبتولي العلم ع القد لأن بالغنية بتقول أنتي خلقتي للفرح، هيدي لسوريا”، ومثله فعلت كارول سماحة، وكأن ارتداء العلم الذي مات تحت رايته الآلاف، أمر طبيعي وواجب لا بد منه، علم يبدو أنه محضّر بشكل مسبق لمنحه للفنان! 

في مكان آخر غير سوريا، قد يمرّ مهرجان كهذا من دون “شوشرة” أو تعليقات، لكن في سوريا تعكس كل فعالية وحتى إن كانت موسيقية، “حرباً” جديدة.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.