fbpx

لوسي ليتبي : كيف تتحوّل ممرضة إلى قاتلة أطفال متسلسلة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قتلت ليتبي 5 أولاد وبنتين في وحدة للأطفال حديثي الولادة بمستشفى كونتيسه تشيستر شمال إنكلترا، على مدى 13 شهراً اعتباراً من 2015، عن طريق حقنهم بالإنسولين أو بدسّ الحليب بالقوة في أفواههم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أعادت محاكمة الممرضة لوسي ليتبي، قاتلة أكبر عدد من الأطفال في سلسلة جرائم في بريطانيا بالعصر الحديث، إلى الواجهة ملف جرائم قتل “ملائكة الرحمة” مرضى من صغار السن وكباره.

وإذا كانت محكمة بريطانية قضت بالسجن مدى الحياة على ليتبي، بعد إدانتها بقتل 7 من حديثي الولادة والشروع في قتل 6 آخرين، فإن الملف مروع ويستحق مزيداً من القراءة. 

قتلت ليتبي 5 أولاد وبنتين في وحدة للأطفال حديثي الولادة بمستشفى كونتيسه تشيستر شمال إنكلترا، على مدى 13 شهراً اعتباراً من 2015، عن طريق حقنهم بالإنسولين أو بدسّ الحليب بالقوة في أفواههم. وكان ضمن من هاجمتهم توائم، فقتلت شقيقين في إحدى الحالات، واثنين من 3 توائم في حالة أخرى، وفي حالتين أخريين قتلت أحد توأمين، لكنها فشلت في محاولاتها قتل التوأم الآخر.

لهذا، قال القاضي جيمس جوس الذي حكم على  ليتبي بالسجن مدى الحياة مع عدم وجود أي احتمال لإطلاق سراحها: “كانت هذه سلسلة جرائم وحشية ومتعمدة وخبيثة لقتل الأطفال، شملت أصغرهم وأضعفهم”. وأضاف: “أفعالكِ انطوت على حقد شديد يقترب من السادية. لا تشعرين بأي ندم. لا توجد عوامل لتخفيف الحكم. ستمضين بقية حياتك في السجن”.

 ليتبي (33 عاماً) هي مجرد اسم آخر في قائمة القتلة الذين كان يُفترض بهم رعاية المرضى! من أبرزهم، الممرض السابق نيلز هوغل. فعندما أدين الأخير بقتل 85 مريضاً في مستشفيين ألمانيين، أصبح القاتل المتسلسل الأكثر إزهاقًا للأرواح في البلاد في زمن السلم.

هوغل الذي سُجن مدى الحياة في 6 حزيران/ يونيو 2019، هو أحد الأسماء في قائمة طويلة من المتخصصين في الرعاية الصحية المسجونين بسبب إزهاق أرواح مَن هم تحت رعايتهم.

وهنا، يبرز سؤال واحد بسيط قبل كل شيء في حالة هوغل وآخرين مثله: لماذا قتلوا؟

نادراً ما يتحدث الجناة، وحتى عندما يفعلون ذلك، فإنه “يجب أن نكون حذرين بشأن تصديقهم”، بحسب إليزابيث ياردلي، أستاذة علم الجريمة بجامعة برمنغهام سيتي البريطانية. وهذا صحيح إلى حد كبير؛ إذ إن أقوال الجناة تكون في هذه الحالة أقرب إلى الأداء الدرامي منها إلى قول الحقيقة. فقد يدعي الجاني بأنه قضى على حياة المريض لإنهاء معاناته.

هكذا برر الممرض الأميركي تشارلز كولين، الذي اعترف بقتل 29 مريضاً على الأقل، سلوكه، على رغم أن هذا التبرير لا مصداقية له لأن بعض ضحاياه كانوا يتعافون.

وقد يقتل آخرون للتخلص ممن يرون أنهم مرضى يصعب التعامل معهم. ففي اعترافٍ لها، وصفت الممرضة القاتلة الكندية إليزابيث ويتلوفر شعورها بالغضب الشديد تجاه ضحاياها الثمانية، الذين حقنتهم بجرعات قاتلة من الإنسولين. واعترفت بالذنب بقتل هؤلاء المرضى المسنين، في محكمة في وودستوك بأونتاريو. وكان ضحيتها الأولى جيمس سيلكوكس، وهو مريض (84 عاماً) يعاني من الخرف، قُتل في أيلول/ سبتمبر 2007.

“أفعالكِ انطوت على حقد شديد يقترب من السادية. لا تشعرين بأي ندم. لا توجد عوامل لتخفيف الحكم. ستمضين بقية حياتك في السجن”.

في دفتر مذكراتها، كتبت ويتلوفر: “في ذلك المساء، شعرت برغبة في منح جيمس جرعة زائدة من الإنسولين، على أمل أن يموت”.

يرى علماء الجريمة أن الممرض القاتل هوغل أظهر علامات “متلازمة مونخهاوزن”، وهو خلل نفسي يختلق المصاب به أمراضاً ووعكات صحية وإصابات أو أزمات نفسية بغرض جذب الانتباه أو التعاطف من الآخرين.

 هذه الإصابات أو الأمراض يُحدثها المصاب في نفسه أو يتسبب بها أو يختلقها اختلاقاً. يُعرف هذا الخلل أيضاً باسم “عَرَض إدمان المستشفيات”، وهو شكل من أشكال إساءة معاملة الأطفال، إذ يقوم مقدمو الرعاية عمداً بتحريض أو تلفيق الأمراض لدى الأطفال للحصول على الاهتمام الشخصي.

وذهب المدعون في القضية إلى أن هوغل اعتدى على المرضى لإقناع الآخرين بمحاولاته إنعاشهم لاحقاً، حتى أنه حصل على لقب “رامبو الإنعاش”.

اللافت، أن خبراء علم النفس الشرعي يشيرون إلى أن هناك اختلافات في دوافع قتل أطباء مرضاهم، مقارنة بالممرضات؛ إذ إن الأطباء كثيراً ما يقتلون بدافع الرغبة في الشعور بإحساس خارق بالقوة على المرضى أو من باب الفضول التجريبي.

الممرضات، من ناحية أخرى، يشعرن في كثير من الأحيان بأنهن يتعرضن للتقليل من قيمتهن ومقدراتهن. ويبدو أن لجرائم القتل اللاتي ارتكبنها دوافع أخرى، مثل جذب الانتباه، والشعور بقدر من القوة والهيمنة، وتهدئة الاكتئاب، والانتقام من “نظام غير عادل”، والعمل على تخفيف الإحباط أو عبء العمل.

ويحدّد خبراء قائمة مرجعية من 22 نقطة من “العلامات الحمراء” التي ارتبطت بقتلة متسلسلين في مجال الرعاية الصحية، تتضمن التنبؤ بموعد وفاة المريض، والانتقال من مستشفى إلى آخر، وتفضيل النوبات الليلية، ومحاولة منع الآخرين من فحص مرضاهم، والارتباط بالحوادث في مستشفيات أخرى.

من الصعب طبعاً تحديد ما إذا كان القتلة المتسلسلون في مجال الرعاية الصحية يدخلون الميدان من أجل القتل -أو الوقوع فيه- إلا أنه من المرجح أن قلة نادرة منهم يدخلون المهنة ليصبحوا “ملائكة الموت”، في حين يتحوّل كثيرون إلى قتلة أثناء العمل.

هل هي متعة الإيذاء أو الإحساس بالقوة؟

ربما.

من الأمثلة على ذلك، بيفرلي أليت، التي قتلت أو حاولت قتل أو آذت بشدة 13 طفلاً في رعايتها خلال فترة 8 أسابيع في لينكولنشاير في عام 1991. وقد أظهرت سلوكاً متحكماً وقسرياً بشكل خاص تجاه شريك سابق قبل ارتكاب جرائم قتل الأطفال.

علامة أخرى من العلامات الحمراء التي يغفلها كثيرون، حتى يقع المحظور، ويزهق ملاك رحمةٍ ما روحاً بريئة، هي خلل أو اضطراب نفسي أو حتى رغبة في الانتقام من الماضي أو المجتمع.