fbpx

“فزعة” عشائر شرق سوريا… في مواجهة “قسد” وتسلل إيران إلى النزاع

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

المجتمع القبلي العشائري في ديرالزور رأى لسنوات، أن امتلاك استقلالية نسبية في المحافظة أمر جيد له على عكس محافظتي الحسكة والرقة، وأن ما تقوم “قسد” به الآن هو خطوة للقضاء على هذه الاستقلالية النسبية في المنطقة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

صباح يوم الخميس 31 آب (أغسطس)، توافد مقاتلو عشيرة العقيدات إلى “ديوان الهفل” في بلدة ذيبان، مقر إقامة بيت الهفل، شيوخ القبيلة التي تقطن مساحات شاسعة من محافظة دير الزور في شمال سوريا. وصل المقاتلون مدججين بالسلاح  بعد إعلان شيخ القبيلة مصعب الهفل “النفير العام” لمواجهة قوات سوريا الديمقراطية، باشر المقاتلون بناء خيمة الحرب، التقليد المتبع لدى القبائل العربية في الأوضاع الاستثنائية.

علت أصوات جموع الرجال والشباب والبنادق المتزاحمة، ما لبثت أن انخفضت مع صوت المنادي الذي يحمل تعليمات الشيخ وقراراته، قبل أن يردد الجمع الهتاف فراداً وجماعات “أبرز أبرز”،  في إشارة إلى نخوة قبيلة العقيدات، التي تعبر شعاراً لـ”فزعتهم”، الكلمة التي يرددونها بعد يتفرقوا إلى جبهات القتال مع استمرار المعارك.

  شرارة الأحداث 

خلال الأشهر الأخيرة كان أحمد الخبيل، قائد مجلس دير الزور العسكري، حذراً بخصوص الذهاب إلى محافظة الحسكة، خاصة بعد تمرده الأخير والصدام العسكري الذي شهدته محافظة دير الزور، بين المجلس وقوات سوريا الديمقراطيّة “قسد”، إذ حاول البقاء في المحافظة وسط قواته وبعده العشائري الذي يؤمن الحماية له.

في نهاية شهر أغسطس الحالي وجهت دعوة للخبيل، من أجل الاجتماع لحل القضايا العالقة بين المجلس وقوات “قسد” في محافظة الحسكة، بداية الأمر لم يتجاوب الخبيل مع الدعوة خوفاً من أن تكون فخاً قد ينتهي باعتقاله، لكن بعد التواصل مع القوات الأميركية في قاعدة العمر، وافق على الدعوة بعد حصوله على ضمانات وتطمينات من الأميركيين بعدم اعتقاله.

في 27 آب (أغسطس )توجه الخبيل مع قادة من مجلس ديرالزور العسكري ومرافقته إلى محافظة الحسكة، بعد وصولهم إلى هناك تم فصل أبو خولة عن بقية قادة المجلس والمرافقة العسكرية له بحجة الاجتماع. نقل أبو خولة إلى مبنى “الايف ستون” أو ما يعرف بقاعدة استراحة الوزير، الواقعة في منطقة حمة الحسكة قرب منطقة السد الغربي، هناك تم اعتقاله وفرض الإقامة الجبرية عليه داخل القاعدة.

بالتزامن مع اعتقال أبو خولة، قامت قوات “قسد” العسكرية، بمحاصرة بقية وفد مجلس ديرالزور العسكري و الحامية العسكرية المرافقة لهم في حي النشوة بالحسكة، كان بين الوفد جلال الخبيل شقيق أبو خولة وكلاً من أبو جبر الشعيطي وأبو الحارث الشعيطي، القياديين في المجلس العسكري عن ساحة هجين. تمكنت قوات “قسد” من اعتقالهم بعد ساعات من حصارهم داخل الحي، لكن جلال الخبيل شقيق أحمد الخبيل، تمكن من إرسال نداء استغاثة طالب فيه العشائر العربية في ديرالزور والمجلس العسكري، بطرد “قسد” من المنطقة و الثورة عليها حتى إطلاق سراح قادة المجلس.

عملية “قسد” كانت محكمة ولم تستهدف فقط قائد المجلس والوفد المرافق له، فخلال عملية “الايف ستون” قامت قيادات “قسد” المتواجدة في قاعدة العمر العسكرية، بدعوة خليل الوحش نائب قائد المجلس إلى القاعدة، هناك تم اعتقاله ووضعه تحت الإقامة الجبرية داخل القاعدة، بالتالي بات معظم قادة الصف الأول والثاني للمجلس تحت الاعتقال والإقامة الجبرية.

 “قسد” حاولت كسب الأفضلية العسكرية في ديرالزور على حساب التمرد المحتمل على خلفية اعتقال قادة مجلس ديرالزور، من خلال إطلاق عملية “تعزيز الأمن” في مناطق دير الزور، وقالت في بيان رسمي لها “أن العملية تستهدف خلايا تنظيم “داعش”، وتعقب المجرمين وإنفاذ القانون وملاحقة المهربين”، بذلك كانت قواتها العسكرية داخل المنطقة، ما أعطاها قوة وانتشار على الأرض قبل بدء وتفاقم حالة التمرد المحتملة. 

المواجهة العسكرية والتحول 

وصل خبر اعتقال أحمد الخبيل وقادة المجلس العسكري إلى ديرالزور، وبدأت التحركات العسكرية لمقاتلين من المجلس وآخرين من العشائر تضرب نقاط سيطرة قوات “قسد”، وحواجزها في المنطقة وتركزت أغلب الاشتباكات في مناطق ريف ديرالزور الشمالي، إضافة لهجمات متفرقة في ريف ديرالزور الشرقي والغربي.

في اليوم الأول، تمكن مقاتلو مجلس ديرالزور العسكري ومقاتلين عشائريين من السيطرة على ريف ديرالزور الشمالي الممتد من مدينة البصيرة وحتى بلدة الصور، بعد إخلاء قوات “قسد” لمواقعها العسكرية الصغيرة هناك، كانت السيطرة طبيعية لكون المنطقة المعقل الرئيسي للخبيل والمجلس العسكري وقبيلته البكير.

شهد اليوم الأول سيطرة مقاتلين عشائريين وآخرين يتبعون للمجلس العسكري على قرى الجيعة والمعيشية وبلدة في ريف ديرالزور الغربي، بعد طرد قوات “قسد” منها، فيما بدأت قوات عسكرية لقسد قادمة من الرقة بدخول ريف ديرالزور الغربي ومحاصرة مقرات المجلس العسكري في الكبر والكسرة وحوايج بومصعة، وبلغت حصيلة القتلى من الطرفين خلال اليوم الأول قرابة 10 قتلى و20 جريحاً من قوات المجلس والقوى العشائرية، بينما قتل 10 عناصر من “قسد” وجرح آخرين في حصيلة غير نهائية.

في اليوم الثاني، بدأت تعزيزات قوات “قسد” بالوصول إلى دير الزور قادمة من الرقة والحسكة، حيث تمكنت تلك القوات من السيطرة على ريف ديرالزور الغربي كاملاً، وبدأت بالتحرك منه إلى ريف ديرالزور الشمالي، بينما التعزيزات القادمة من الحسكة دخلت محور القتال في مناطق الصور ومحيط البصيرة شمال ديرالزور، كما شهدت المنطقة أيضا سيطرة قوات “قسد” على أجزاء من قرية الربيضة مسقط رأس أبو خولة، واستولت على منزله ونشرت حواجز داخل البلدة، فيما استمرت الاشتباكات في مناطق العزبة ومعيزيلة والصور والربيضة والصبحة.

شهد ريف ديرالزور الشرقي في اليوم الثاني هجمات على حاجز الصنور في مناطق عشيرة الشعيطات من قبل عناصر من المجلس العسكري، كما سلم عدد من عناصر ” قسد” أنفسهم للمجلس في المنطقة بعد الهجوم وتعتبر مناطق الريف الشرقي، أقل المناطق المنخرطة في التمرد خلال اليوم الثاني.

في اليوم الثالث 29 أغسطس، استمرت الاشتباكات في ريف ديرالزور الشمالي ولم تتمكن “قسد” من إحراز أي تقدم يذكر، فيما خرجت عشيرة البكير التي ينحدر منها أبو خولة ببيان باسم العشيرة وقبيلة العقيدات، تعطي فيه الإدارة الذاتية مدة 12 ساعة لإطلاق سراح قادة المجلس وعودتهم إلى المنطقة، كما ناشدت التحالف الدولي للتدخل لحل القضية، وأكدت في بيانها أنه في حال عدم تلبية المطالب سوف تعلن النفير العام لمحاربة “قسد”.

في مدينة الشحيل التي تقطنها قبيلة البوجامل، خرج بيان عشائري تلاه عدد من مقاتلي القبيلة، أكدوا وقوفهم إلى جانب المجلس العسكري وأبناء قبيلة البكير وأعطى البيان مدة ٢٤ ساعة لإطلاق سراح المعتقلين وإذا لم يتم الأمر، سوف ينخرط المقاتلين في العمليات العسكرية ضد “قسد”، واستهداف أي آلية عسكرية تحاول العبور من خلال البلدة، التي تربط الريف الشرقي لدير  الزور بريفيها الشمالي والغربي.

من جانب آخر عقدت قبيلة البقارة اجتماع عشائري حضره حاجم البشير، شيخ القبيلة، وعدد من نشطاء ووجهاء القبيلة للتباحث بالأحداث القائمة، خرج الاجتماع بتوصيات للتهدئة والتواصل مع التحالف الدولي وقوات “قسد” لمحاولة حل الأزمة، الأمر الذي رفضه قسم من أبناء القبيلة خاصة المنتمين للمجلس العسكري، الذين طالبوا بموقف حازم والانخراط في العمليات العسكرية ضد “قسد”.

اليوم الرابع 30 أغسطس، توسعت الاشتباكات بين الطرفين ووصلت إلى مناطق جديدة، خاصة في قرى البحرة والطيانة وذيبان واستمرت في مناطق ريف ديرالزور الشمالي حيث تحاول “قسد” دخول مناطق الحريجي والعزبة والربيضة وقرى خط الخابور، كما ارتفعت نسبة عدد القتلى إلى الضعف من كلى الطرفين بينهم مدنيين قتلوا نتيجة الاشتباكات والقصف المتبادل.

في اليوم الخامس 31 أغسطس تغير مجرى الأحداث كلياً، بعد صدور بيان مساء يوم الأربعاء 30 أغسطس من مصعب الهفل شيخ العقيدات، يعلن فيه توحيد جهود القبيلة ووقوفها ضد “قسد”، مطالباً التحالف الدولي بالتدخل وتحقيق مطالب القبائل العربية، كما تلاه صباح يوم الخميس 30 أغسطس، بيان من حاجم البشير شيخ قبيلة البقارة أعلن فيه الدعم الكامل لمطالب قبيلة العقيدات ووقوفهم معهم، حيث باتت القبائل العربية مجتمعة على قرار مشترك في كافة مناطق ديرالزور.

عسكرياً تمكن مقاتلو العشائر والمجلس من السيطرة على معظم قرى الريف الشرقي ومناطق واسعة من الريف الشمالي، باستثناء نقاط جبل البصيرة وبعض الحواجز الكبرى التي تتواجد بها قوات “قسد” ووصل عدد الضحايا بين الطرفين إلى أكثر من 75 شخصاً بينهم مدنيين.

كما ظهرت بعض فيديوات وصور قال نشطاء المنطقة أنها لأشخاص تم اعدامهم على يد قوات “قسد” في قرى العزبة التي سيطرت عليها تلك القوات بعد 4 أيام من المعارك.

الموقف العشائري

مع استمرار الأحداث وتسارعها بات الموقف العشائري متغيراً، ففي الأيام الأولى للحادثة كان الموقف أكثر وضوح لدى عشيرة البكير التي دخلت المواجهة المباشرة مع “قسد” لصالح المجلس العسكري، بينما كان موقف قبيلة البقارة وعشيرتي البوجامل والشعيطات والقرعان مبهم وغير واضح ولم تتدخل في حالة التمرد بالشكل الكافي كما حدث مع عشيرة البكير.

دخول عشيرة البكير في الصراع بشكل مباشر يأتي لأسباب كثيرة تجعل منها رأس الحربة في حالة التمرد، من هذه الأسباب، أن أحمد الخبيل أبو خولة ينحدر من هذه العشيرة ويعتبر أميراً عليها، بعد تنصيبه قبل أكثر من عام أميراً على عشيرة البكير من قبل وجهاء العشيرة في ديرالزور.

ثاني الأسباب، أن ثقل مجلس ديرالزور العسكري وأهم قياداته وأكثر مناطق تمركزه تتواجد في المناطق التي تقطنها العشيرة، إضافة للميزات التي تحظى بها العشيرة اقتصاديا وسياسياً كون أبنائها يتربعون على هرم سلطة المجلس العسكري.

الموقف العشائري دخل مرحلة مهمة في يوم الأربعاء 29 أغسطس، حيث كثفت العشائر من اجتماعاتها لمناقشة الأحداث، وهو اليوم الذي شهد خروج بيان من أبناء بلدة الشحيل التي تقطنها عشيرة البوجامل، يعلن الدخول في حالة الصراع إلى جانب المجلس وعشيرة البكير، كما تجددت الدعوات أيضا من قبل نشطاء وعسكريين من أبناء عشيرة الشعيطات وقبيلة البقارة لإعلان موقف مؤيد للمجلس وعشيرة البكير.

تغير الموقف مساء الأربعاء والخميس الماضي بعد بيان شيخ قبيلة العقيدات مصعب الهفل وحاجم البشير شيخ قبيلة البقارة، اللذان أعلنا النفير العام والوقوف بوجه “قسد”، حيث باتت جميع قبائل المنطقة في صف واحد، وانتقل الموضوع إلى حالة صراع قبائلي عربي مناهض لقسد.

الباعث لدخول العشائر في حالة التمرد ليس دعم أحمد الخبيل، فكثير من تلك العشائر والقبائل تختلف معه، نتيجة فساده والجرائم التي ارتكبها بحق مدنيين من تلك القبائل، لكن انخراطها في التمرد يأتي لقناعتها، أن هدف الإدارة الذاتية هو القضاء على مجلس ديرالزور العسكري، الذي شكل لسنوات طوق حماية للمنطقة وعشائرها من هيمنة القوى الكردية التي تدير “قسد” على المنطقة.

المجتمع القبلي العشائري في ديرالزور رأى لسنوات، أن امتلاك استقلالية نسبية في المحافظة أمر جيد له على عكس محافظتي الحسكة والرقة، وأن ما تقوم “قسد” به الآن هو خطوة للقضاء على هذه الاستقلالية النسبية في المنطقة، ومحاولة لإخضاع المنطقة وتهجينها كما في بقية مناطق سيطرتها شمال شرق سورية، ومحاولة حل مجلس ديرالزور العسكري وتجريد قادته من صلاحياتهم هو ثاني أحد خطوات هذا المشروع.

الدافع الثاني لدخول القبائل العربية في الصراع، هو احتجاز قوات “قسد” لعائلات بعض أبناء ديرالزور بينهم قادة المجلس المقيمة في محافظة الحسكة، وقتلها لمدنيين خلال عملياتها العسكرية، ما آثار غضب تلك القبائل ودفعها لحمل السلاح.

محاولة الشيطنة والهدف من النزاع

يحاول الإعلام التابع لقوات سوريا الديمقراطية وأنصارها، تصوير الأمر في ديرالزور على أنه صراع بين تلك القوات ومجموعات عسكرية تابعة لتنظيم “داعش”، وأخرى تتبع للمليشيات الإيرانية، وأن من يشارك من المدنيين في حالة الصراع، تم التغرير به من أطراف خارجية بغية زعزعة استقرار المنطقة،  مع عدم اعتراف “قسد” بالخطأ الذي ارتكبته وأشعل المنطقة.

هدف الإدارة الذاتية وجناحها العسكري قوات ” قسد”، لا يقتصر على اعتقال قادة مجلس ديرالزور العسكري وإعادة الهيكلية العسكرية في المنطقة، بل أيضاً  حل المجلس ومصادرة جميع أسلحته، بحسب أبو ليث خشام الذي تم تعيينه قائداً مؤقت للمجلس، إذ يرى أن القيادة العسكرية في “قسد”، تريد من جميع الأفواج العسكرية تسليم سلاحها، وحل المجلس من أجل إيقاف العملية العسكرية، ثم التفاوض على المعتقلين من قادته.

وتتخوف العشائر من أن تكون الخطوة الثانية لمخطط الإدارة الذاتية بعد حل المجلس العسكري، هي حل الإدارة المدنية هناك، وإعلان شمال شرق سوريا إقليماً واحدا، وتقسيم هذا الإقليم إلى ثمانية مناطق إدارة محلية، لا تكون مقسمة على أساس جغرافيا المحافظات الثلاثة وإنما مناطق إدارة محلية متداخلة. 

تسلل إيران و”داعش”

حالة الصراع في شرق الفرات وخاصة ديرالزور، تمثل فرصة ثمينة لكل من المليشيات الإيرانية وتنظيم “داعش”، لتعزيز وجود خلاياها في المنطقة ورفع مستوى اختراقها للمنطقة وتنفيذ عمليات إجرامية، مستفيدة من حالة الفوضى وتشتت قوى “قسد” وأبناء المنطقة في الصراع الدائر بينهم.

المعلومات الأولية تشير أن إيران استغلت حالة الفوضى خلال الأيام الماضية، عبر تسلل عدد من مقاتلي ميلشياتها إلى مناطق شرق الفرات، في محاولة لتأمين نقاط تواجد قرب قاعدتي حقل العمر وقاعدة معمل غاز كونيكو، تحضيراً لاستهداف تلك القواعد بهجمات صاروخية وتصوير الأمر بأنه قوى عشائرية منخرطة في الصراع ضد “قسد” هي من قامت بتلك العمليات.

كما فتح النظام وإيران الباب أمام أبناء القبائل في مناطق سيطرتهم خاصة التي تنحدر من قبيلتي العقيدات والبقارة، للعبور والمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب قوات العشائر، كما تفيد بعض المعلومات أن النظام وإيران سهلا عمليات دخول الأسلحة والذخائر عبر تجار محليين إلى مناطق شرق الفرات، لإدخال المنطقة في حالة صراع لا منتهي، تهدف من خلاله إلى إطالة أمد الأزمة على أمل انسحاب القوات الأمريكية منها لكونها منطقة خطرة وغير مستقرة، ما يفتح لها الباب للدخول والسيطرة عليها.

تنظيم “داعش” أيضا استفادة من حالة الصراع الحالي، حيث تم تخفيف الضغط على خلاياه في المنطقة، التي كانت ملاحقة بشكل مستمر من “قسد” ومجلس ديرالزور العسكري، لكن الآن الطرفان في حالة صراع، ما منح التنظيم فرصة لالتقاط أنفاسه وترتيب صفوفه.

تأخر حل الخلاف وإصرار الإدارة الذاتية فرض خياراتها على المجتمع المحلي وفرض إرادتها بالقوة، ذو أثرعلى نشاط ميليشيات إيران وتنظيم “داعش” في المنطقة، إذ يمكن استقطاب أنصار جدد من متضرري تلك العمليات أو الملاحقين أمنيا، نتيجة اشتراكهم في التمرد، إذا ما استطاعت “قسد” حسم المعركة عسكرياً.

أحمد الفخراني - كاتب وروائي مصري | 30.04.2024

التضحية بعيد القيامة في مصر.. مغازلة رسميّة لتفسيرات المسلمين الرافضة قيامة المسيح

عيد العمال في الأول من أيار/ مايو، ذلك أمر عالمي، حدث نتيجة تضحيات وثورات ودماء. لكن رئيس الوزراء المصري قرر ضمّ تلك التضحيات إلى التضحيات المسيحية، ثم الإعلاء عليها بحس ماركسي، أو لا أدري، إذ قرر أن عيد العمال في الخامس من أيار، عوضاً عن إعلانه شيئاً شديد الإحراج، وهو أنه يصادف عيداً مسيحياً، عيد…