fbpx

إيلون ماسك بين سيرته الذاتيّة واستطلاعات الرأي: إنقاذ البشرية… لا البشر!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ليس هناك من سيارة في العالم منذ “فورد” يرتبط اسمها باسم صاحبها أو رئيس مجلس إدارتها، كما هي الحال بين تيسلا وماسك.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عاد إيلون ماسك ليشغل الإعلام الأميركي والعالمي مع صدور كتاب سيرته الذاتية التي كتبها المؤلف والتر إيزاكسون. الكتاب الذي صار متوافراً بخدمة التوصيل عبر “أمازون” من خلال الطلب المسبق، سيكون متوافراً قريباً أيضاً في المكتبات، يعرض مجموعة من المعلومات والوقائع عن شخصية ماسك وسلوكه الفوقي ونزعته إلى إدارة شركاته بطريقة تعسّفية وديكتاتورية، وأكثر من ذلك إلى فرض رغباته الشخصية على مسار الأحداث في العالم، وتدخّله كطرف في الحرب الروسية – الأوكرانية لصالح الروس.

الكتاب يكشف أن ماسك طلب قطع إنترنت القمر الصناعي “ستارلينك” عن مسيرات أوكرانية فيما كانت تحاول مهاجمة الأسطول الروسي في البحر الأسود. وقد عاد الكاتب إيزاكسون ليوضح على موقع “أكس”، أنه على عكس ما كتبه في كتابه، فإن ماسك لم يأمر بإطفاء الإنترنت، بل رفض طلباً أوكرانياً لتوسعة تغطية الإنترنت في المنطقة التي تُجرى فيها العمليات.

 هذا التصحيح يبدو غريباً من كاتب سيرة ذاتية ينقل حرفياً ما يقوله الشخص مدار السيرة. ومعروف عن الكاتب أنه كتب سيرات ستيف جوبز وليوناردو دا فينشي وبنجامين فرنكلن وآينشتاين قبل أن يعمل على سيرة ماسك، الذي يبدو أنه مأخوذ به في الكتاب، ويكتب السيرة بما يرضي غرور صاحبها الذي يطرح سلوكه، بالإضافة إلى تصريحاته، تساؤلات كثيرة عن أخلاقياته ومدى صدق ما يدّعيه عن خدمته للإنسانية عبر مشاريعه الأرضية والفضائية. 

قبل صدور الكتاب بأسابيع عدة، أجرت منصة “بلومبرغ” استطلاعاً للرأي حول ماسك وسيارة تيسلا وعلاقة الناس بالرجل الذي التصق اسمه التصاقاً غريباً بهذه السيارة. حتى أنه ليس هناك من سيارة في العالم منذ “فورد” يرتبط اسمها باسم صاحبها أو رئيس مجلس إدارتها، كما هي الحال بين تيسلا وماسك. وبالفعل، هل يعرف أحد اسم صاحب شركة “تويوتا”؟ أو صاحب شركة “فولكس فاغن”؟ أي أحد؟

الاستطلاع يسأل عن مشاعر أشخاص يملكون سيارة تيسلا تجاه الرئيس التنفيذي لشركة “تيسلا” إيلون ماسك، خصوصاً أن ماسك في الفترة الأخيرة كان يثير الضجة تلو الأخرى حول سلوكه وتصرفاته ومواقفه. ويبحث الاستطلاع، الذي شمل آلاف المشاركين، في ما إذا كانت آراء الناس (ممن تملّكوا سيارات تيسلا) تغيرت بماسك بعد آرائه وتصرفاته الأخيرة، خصوصاً أن هذا الاستطلاع يأتي بعد سنوات من استطلاع سابق أجرته بلومبرغ في العام 2019، وهدفت من ورائه إلى المقارنة بين نظرة الناس الذين اشتروا سيارة تيسلا إلى ماسك في 2019 ونظرتهم إليه في العام 2023. كما استطلعت “بلومبرغ” آراء أشخاص تملّكوا سيارة تيسلا للمرة الأولى حديثاً. 

“امتلاك ملعب لن يمنعك من التعرض للتنمّر، إذا فكرت في الأمر، فإن امتلاك ملعب لن يحقق لك الكثير من أي شيء على الإطلاق”.

في استطلاع 2019، كان الناس يشعرون بأنهم يقودون سيارة “رائعة” COOL CAR ليس فقط لأنها سيارة إلكترونية بالكامل، بل لأنهم كانوا يظنون بأن إيلون ماسك رائع. لكن في الاستطلاع الجديد، تبين أن كثيرين كانوا يبنون ثقتهم بسيارة تيسلا على ثقتهم بماسك، وأن ذلك تغير بالنسبة إلى جزء كبير منهم، الذين لم يفقدوا ثقتهم بالسيارة لكن لم يعد ماسك يعني لهم. فيما قال جزء آخر  منهم إن ماسك هو السبب الرئيسي في عدم رغبتهم في شراء سيارة تيسلا مجدداً، وهؤلاء أكدوا أنهم يحبون السيارة لكنهم لا يريدون دعم شخص لديه هذا النوع من الشخصية المتكبرة. 

وقد لاحظ القيّمون على الاستطلاع عند سؤال المستطلَعين في عام 2019 عما يميّز تجربتهم مع قيادة تيسلا، أنها كانت في معظم الأحيان مادة لفتح حديث عن ماسك وإنجازاته المثيرة للاهتمام. لكن حينما سئلوا في العام 2023، أجابوا بأنهم باتوا يشعرون بأن امتلاكهم تيسلا يضعهم في إطار سياسي معيّن، وأن عدداً منهم لا يحبذ أن تكون سيارته سبباً لفتح نقاش حول ماسك. ومع ذلك، فإن المستطلعين في غالبيتهم، حتى وإن كانوا غير معجبين بسلوك ماسك وتصرفاته في موقع “إكس” وبآرائه السياسية، لا يزالون يثقون بشركة “تيسلا” كمنتج للسيارات الإلكترونية، وإن كان بعضهم يفضّل ألا يرتبط اسم الشركة باسم ماسك إلى هذه الدرجة. 

بالعودة إلى الكتاب، قدمّت الكاتبة جينيفر سزالاي في “نيويورك تايمز”، نقداً لاذعاً لماسك ولكاتب سيرته على السواء، تحت عنوان “إيلون ماسك يريد أن ينقذ البشرية. المشكلة الوحيدة هي البشر”، تشير فيه إلى إطاحة ماسك آلاف الموظفين وعائلاتهم واستخفافه بتضحيات العمّال تحت ذريعة أنه يعمل لإنقاذ البشرية والبحث عن كواكب أخرى، حتى ولو خلّف وراءه خراباً على الأرض. تنقل سزالاي من الكتاب أن إيزاكسون يعتقد أن “ماسك أراد شراء تويتر لأنه تعرض للتنمر عندما كان طفلاً”، وأنه “الآن يمكنه امتلاك الملعب”. 

إنها استعارة غريبة، بحسب سزالاي، ولكن “هذا أيضاً ما يجعلها مثالية”. وتضيف متوجّهة إلى ماسك: “امتلاك ملعب لن يمنعك من التعرض للتنمّر، إذا فكرت في الأمر، فإن امتلاك ملعب لن يحقق لك الكثير من أي شيء على الإطلاق”.

جلبير الأشقر - كاتب وأكاديمي لبناني | 06.05.2024

بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قضيّته 

ظهور حركة جماهيرية متعاطفة مع القضية الفلسطينية في الغرب، لا سيما في عقر دار القوة العظمى التي لولاها لما كانت الدولة الصهيونية قادرة على خوض حرب الإبادة الراهنة، يشكّل تطوراً مقلقاً للغاية في نظر اللوبي المؤيد لإسرائيل.