fbpx

الحرب الإسرائيلية على غزة …قمع للحريات في “الغرب” وانحياز لإسرائيل

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

التضامن الغربي مع إسرائيل لم يقتصر على المستوى السياسي، بل تعداه ليشمل وسائل الإعلام العالمية التي اندفعت لتغطية ما يحدث في إسرائيل وخسائرها وترديد روايتها مع تضييق وضبط للمحتوى المدافع عن الحق الفلسطيني.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كتب مايكل آيسن، عالم الوراثة في جامعة كاليفورنيا- بيركلي، ورئيس تحرير المجلة العلمية eLife، على حسابه على منصة X  عن البلاغ الذي تلقاه، والذي ينص على “استبداله” كمحرر للمجلة بسبب إعادة نشر مقالة The Onion التي تسخر من “اللامبالاة” بحياة المدنيين الفلسطينيين.

المقال الذي شاركه آيسن نشر في موقع The onion  الساخر في  13 تشرين الأول/ أكتوبر، أي بعد أقل من أسبوع من عملية “طوفان الأقصى”، حمل المقال عنوان: “انتقاد سكان غزة المحتضرين لعدم استخدام كلماتهم الأخيرة لإدانة حماس”. يسخر المقال من إلحاح مقدمي وسائل إعلام كبرى في مقابلاتهم على تسجيل الضيوف إدانة لهجوم حماس، قبل أي حديث عما يرتكب بحق الفلسطينيين.

بعد إعلان آيزن أنه تم فصله،  قالت لارا أوربان المحررة أيضاً في الموقع، أنها ستستقيل احتجاجاً، وكتبت: “إن طرد مايك بسبب تعبيره عن آرائه الشخصية يشكل سابقة خطيرة لحرية التعبير في مجتمعنا الأكاديمي”.

أعاد آيزن – وهو يهودي – نشر إعلان طرده، وكتب: “أشعر بالرعب من العقاب الجماعي الذي يتم تطبيقه بالفعل على سكان غزة، ومن الأسوأ الذي هو على وشك الحدوث”، سبق ذلك دعوات وصلت لآيزن من الباحثين والعلماء الإسرائيليين تطلب منه الاستقالة، لأنه كما اتهمه البعض مصاب بـ”الإفلاس الأخلاقي”. 

الحادثة السابقة تختزل بعضاً مما يحصل في الساحة الإعلامية الغربية.

“أشعر بالرعب من العقاب الجماعي الذي يتم تطبيقه بالفعل على سكان غزة، ومن الأسوأ الذي هو على وشك الحدوث”

الدعم “الأعمى” لإسرائيل 

منذ اندلاع حرب إسرائيل الانتقامية على غزة بعد هجوم “طوفان الأقصى” الذي نفذته حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، سارعت الدول الغربية إلى إعلان دعمها غير المشروط لإسرائيل و”حقها في الدفاع عن النفس”. 

توحدت لهجة قادة دول الغرب الكبرى وأكد كل من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في بيان مشترك لهم “دعمهم الثابت والموحد” لإسرائيل، جاء في البيان: “سنبقى متحدين وسنواصل التنسيق مع إسرائيل كحلفاء وأصدقاء مشتركين”. الموقف لم يتغير مع تكرار جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل، تلك التي ترتقي إلى حد “الإبادة الجماعية”مع دخول الحرب أسبوعها الثالث. 

التضامن الغربي مع إسرائيل لم يقتصر على المستوى السياسي، بل تعداه ليشمل وسائل الإعلام العالمية التي اندفعت لتغطية ما يحدث في إسرائيل وخسائرها وترديد روايتها مع تضييق وضبط للمحتوى المدافع عن الحق الفلسطيني. 

هذا الدعم وصل في  بعض الحالات النافرة إلى تبني وسائل إعلام غربيّة لروايات إسرائيلية دون التحقق منها، ما اضطر وسائل الإعلام نفسها إلى الاعتذار في أكثر من مناسبة. 

تهديد الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية

تكرر طرد صحافيين وموظفين من أعمالهم بسبب تضامنهم مع فلسطين، واستخدمت ضدهم ذريعة”معاداة السامية”، في تهديد خطير لحرية الرأي والتعبير وازدواجية معايير واضحة، ولكنها ليست شأناً جديداً في التعامل مع القضية الفلسطينية. 

استخدمت الشرطة في ألمانيا القوة لتفريق تظاهرات متضامنة مع فلسطين وغزة، واعتقلت أكثر من مئة متظاهر، أما بلديّة  برلين فحظرت ارتداء الكوفية الفلسطينية في المدارس بذريعة أنها “تهدد السلم المدرسي في الوضع الراهن”. 

سلوك السلطات الألمانية أثار انتقادات واسعة باعتباره انتهاكاً للحقوق الدستورية والحريات وللحق بالتظاهر الذي يُعد حقاً أساسياً في ألمانيا.

على الصعيد الثقافي، ألغى معرض فرانكفورت للكتاب حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، ما أثار موجة انتقادات حادة دفعت بكتاب وناشرين ومترجمين إلى الانسحاب من المعرض باعتباره “يتضامن بشكل تام مع الجانب الإسرائيلي”. 

يقول الكاتب المصري شادي لويس بطرس، أحد الكتاب المنسحبين من المعرض: “ايه معنى ان الواحد يروح يتكلم عن الأدب والناس بتتقتل بالجملة! ومع موقف الحكومة الألمانية الصريح الداعم لجرائم الحرب في غزة، وتزويدها بالسلاح لقتل المزيد من المدنيين والعزل والأطفال، وانتهاجها سياسة العقاب الجماعي بتجميدها المعونات للفلسطينيين، أصبحت مبررات عدم المشاركة دامغة”.

في بريطانيا، اعتبرت وزيرة الداخلية سويلا برافرمان أن “التلويح بالعلم الفلسطيني أو ترديد هتاف يدعو إلى حرية العرب في المنطقة قد يكون جريمة جنائية”، وحثت الشرطة على “قمع أي محاولات لاستخدام الأعلام أو الأغاني لمضايقة أو ترهيب أفراد الجالية اليهودية”.

التهديدات السابقة  لم تمنع خروج عشرات الآلاف إلى شوارع لندن دعماً لفلسطين، ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، وإرسال مساعدات إنسانية شاملة إلى القطاع، إلى جانب شعارات أخرى تدعو إلى تحرير فلسطين. 

في فرنسا، منعت الشرطة مسيرتين تضامنيتين مع فلسطين، وبررت قرارها بأن المسيرتان تشكلان “خطراً على بالنظام العام”، ثم سمح لاحقاً بعدة مظاهرات أخرى تنتصر للحق الفلسطينيّ.

بدوره، طالب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بسحب فوري لتصاريح الإقامة من مرتكبي “الأعمال المعادية للسامية الذين ليسوا من الجنسية الفرنسية بغض النظر عن وضعهم”، وأمر دارمانان بالفعل بترحيل ثلاثة أجانب كانوا من ضمن المحتجزين في حملة اعتقالات بدأتها السلطات الفرنسية في صفوف المتظاهرين دعماً للقضية الفلسطينية.

في مقال له في صحيفة الغارديان، يقول الكاتب والأستاذ الجامعي مصطفى البيومي، أنه إذا تابع المشاهد “الأخبار في الولايات المتحدة للحرب فقد يفترض أن الفلسطينيين دائمًا يبادرون، بينما إسرائيل ترد فقط. وقد يعتقد حتى أن الفلسطينيين هم الذين يستعمرون أرض إسرائيل، وأن إسرائيل التي تمتلك السيطرة الكاملة على حياة 5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة ومع ذلك تمنعهم من التصويت في الانتخابات الإسرائيلية، هي ديمقراطية”.

يشير البيومي إلى ازدواجية المعايير الواضحة التي ظهرت في تعاطي الإعلام العالمي مع الحرب على غزة بالمقارنة مع الحرب على أوكرانيا، قائلاً: “العديد من الأشخاص حول العالم يدعمون مقاومة أوكرانيا ضد الاحتلال، ولكنهم لا يدعمون الفلسطينيين لمقاومة احتلالهم، فحتى وسائل المقاومة اللاعنفية كحملات المقاطعة والعقوبات يتم تجريمها حتى”. 

يسأل البيومي: “بالتأكيد سنسمع الكثير في الولايات المتحدة عن الإسرائيليين الأمريكيين الذين تم قتلهم أو اختطافهم من قبل “حماس”، كما يجب، ولكن هل سترتفع هذه الأصوات بنفس الصوت للأمريكيين الفلسطينيين المهددين والمقتولين في غزة؟ هل طالبوا أيضاً بالإجابات عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار وقتلت الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مايو 2022؟”

ازدواجية المعايير تخدم أيضاً الجانب الإسرائيلي لأنها تسعى لإظهار إسرائيل والفلسطينيين كقوتين متكافئتين سياسياً وعسكرياً، وبالتالي تجعل النظرة إلى الحرب بينهما على أنها حرب متكافئة، فيما تستخدم إسرائيل كل الوسائل المتاحة لديها وبضوء أخضر من دول العالم لارتكاب المجازر في حق المدنيين الفلسطينيين، وتسعى إلى تهجيرهم بشكل كامل على اعتبارهم “حيوانات بشرية” يجب القضاء عليهم بشكل نهائي، كما قال صراحةً وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محاولة إضافية لتبرير العقاب الجماعي المستمر بحق الفلسطينيين، ومنع الماء والكهرباء والطعام والوقود عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

انحياز تام للرواية الإسرائيلية ونشر أخبار مضللة 

إعلامياً، فضحت تغطية وسائل إعلام غربية كبرى لعملية “طوفان الأقصى” وحرب إسرائيل الانتقامية على غزة انحيازاً وقلة مهنية في الكثير من المواقف، وصولاً إلى حد التمهيد والتبرير للإبادة الجماعية في غزة.

في 16 تشرين الأول/ أكتوبر، نشرت “بي بي سي” مادة بعنوان “هل تبني حماس أنفاق تحت المستشفيات والمدارس؟”، بيما سائل إعلام عالمية أخرى سألت وعنونت بشكل مستمر “هل تستخدم حماس المدنيين في غزة كدروع بشرية؟”

الوسائل الإعلامية نفسها ولدى الحديث عن المستشفيات والمرافق الصحية في غزة تحرص على إضافة عبارة “Hamas-run”، أي أنها خاضعة لإدارة “حماس” في محاولة واضحة لشيطنة كل الغزيين، ونزع كل صفة إنسانية عنهم وتأكيد الرواية الإسرائيلية التي تسعى للترويج أن “لا مدنيين في غزة”، وبالتالي تبرير كل عملياتها العسكرية في القطاع والتهرب من أي مسؤوليات عن جرائمها.

ليلة 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وقعت مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في غزة بعد أن لجأ إليه آلاف الغزيين أكثرهم أطفال، وفيه عدد كبير من الجرحى والطواقم الطبية، موقعةً مئات القتلى والجرحى.

هل كان للإعلام المذكور مساهمة بالتحريض على المراكز الصحية، ونزع كل صفة إنسانية عن الغزيين وبالتالي التمهيد لمجازر مماثلة؟, السؤال مشروع خصوصاً مع مسارعة عدد من وسائل الإعلام العالمية إلى تبني رواية إسرائيل التي تقول أن الصواريخ التي استهدفت المستشفى تعود إلى كتائب القسام وانطلقت من داخل القطاع، دون التحقق من المعلومات قبل نشرها والاكتفاء بالمصادر الإسرائيلية كمصادر موثوقة.

سقطات وسائل إعلام عالمية تُعتبر “مدارس في الإعلام” توالت بشكل غير مسبوق، قناة “بي بي سي” اعتذرت عن تغطية مضللة لتظاهرات مؤيدة لفلسطين، إذ قالت القناة أن التظاهرات رفعت شعارات داعمة لحماس، لترجع وتقر أن صياغة الخبر كانت سيئة، والوصف مضلل للمظاهرات المؤيدة للفلسطينيين. 

مراسلة “سي إن إن” سارة سيدنر اعتذرت أيضاً لنقلها خبر قيام عناصر “حماس” بقطع رؤوس أطفال إسرائيليين دون أن تتأكد من حقيقة المعلومة، وكانت مراسلة قناة i24  الإسرائيلية هي من نشرت الخبر للمرة الأولى دون إرفاقه بأي أدلة.

الخبر نفسه استند إليه الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إنه “رأى بالفعل صوراً لأطفال إسرائيليين مقطوعي الرأس”، ليتبين لاحقاً أن الخبر غير صحيح، وتقديم الناطق باسم البيت الأبيض تأكيداً  مفاده أن بايدن لم يطلع على أي صور.

على رغم ذلك، تبنت وسائل إعلام عالمية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي هذه القصة لأيام دون أي محاولة للتحقق منها، وبنوا سردياتهم المعادية للفلسطينيين على أساسها، ووصل بهم ذلك إلى حد تبرير حرب إسرائيل الانتقامية على غزة بشكل كامل.

خبر غير مؤكد عن 40 طفل إسرائيلي قُطع رأسهم، كان كفيلاً بتحريك الرأي العام العالمي وتأليبه على كل الفلسطينيين، لا فقط على “حماس” فقط كما يدعي الإعلام العالمي، لكن أكثر من 2000 طفل فلسطيني تم قتلهم بأبشع الطرق ومباشرة على الهواء على مرأى ومسمع العالم بأسره على مدى أكثر من أسبوعين لم يستدعِ نفس الحراك الإعلامي والرسمي العالمي.

ما سبق محاولات تصب كلها في استراتيجيّة نزع كل صفة إنسانية عن الفلسطينيين في غزة، وإخراج القضية الفلسطينية من سياقها التاريخي الواضح، والتركيز على عملية “حماس” الأخيرة فقط كذريعة لمعاقبة الفلسطينيين جماعياً دون أي اعتبار لذلك السياق، وكل الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الفلسطينيين على مدى عقود. 

قيام صحفيين بتبني أخبار مضللة وترويجها دون التحقق منها، لم يستدع مسائلتهم أو التحقيق معهم، في حين أن “بي بي سي” نفسها أوقفت 6 صحفيين عن العمل مؤقتاً إلى حين الانتهاء من تحقيقها في منشورات وتغريدات لهؤلاء حول الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك على خلفية ادعاءات اتهمتهم بدعم “حماس”، التهمة التي صرحت القناة بأنها “يمكن أن تؤدي إلى إجراءات تأديبية بحقهم”.

 قناة MSNBC استبعدت مقدمين معروفين، وهم: مهدي حسن وأيمن محيي الدين وعلي فيلشي، مؤقتاً عن العمل أيضاً لأنهم أصوات داعمة للقضية الفلسطينية. متابعون أكدوا أن القرار أتى تزامناً مع انتقادات وُجهت للقناة بأنها تبرر ما تقوم به “حماس”، وكان أبرزها ما ورد على لسان مدير رابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات، خلال استضافته في برنامج “مورنينغ جو” عندما تساءل عمن يكتب النصوص في الشبكة؟ هل هي حركة “حماس”؟. لاحقاً قالت الشبكة أنها غيرت جدولة عمل الموظفين الأربعة فقط ولم يتم استبعادهم.

في السياق نفسه أقالت صحيفة الغارديان البريطانية رسام الكاريكاتور ستيف بيل، بعد عمله فيها لأكثر من 40 عاماً،  وذلك على خلفية نشره رسماً كاريكاتورياً يظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

يظهر نتنياهو في الرسم مرتدياً قفازات ملاكمة، ويقطع بمشرط من لحمه خريطة تمثل قطاع غزة، مرفقاً إياه بعبارة “يا سكان غزة، اخرجوا الآن”، في إشارة إلى طلب الاحتلال من سكان شمال القطاع الانتقال إلى جنوبه في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع دون توقف. 

الصحيفة اعتبرت الرسم شكلاً من أشكال معاداة السامية. في تصريح  لصحيفة ،The Morning Star اعتبر بيل أن “الغارديان على ما يبدو بات لديها إجراءات جديدة لفحص المحتوى، وأنه بات من المستحيل الحفاظ على الحرية التي يتمتع بها رسام الكاريكاتور”.

الاعتذار تحت الضغط

عتذار هذه القنوات عن أخطائها لم يأت فقط نتيجة إقرارها بها، ولكن أيضاً نتيجة حملات ضغط واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، قام بها صحفيون وناشطون سعوا إلى كشف حقيقة الأخبار الكاذبة، ومواجهة هذه القنوات التي بات واضحاً انحيازها للسردية الإسرائيلية.

دليل آخر على أهمية النشاط المضاد لهذه السرديات على مواقع التواصل الاجتماعي، هو قيام شركة “ميتا” المالكة لـ”فايسبوك” و”انستغرام” بمحو المنشورات التي تدعم أو حتى تأتي على ذكر القضية الفلسطينية،كما وقامت أيضاً بحذف صفحات بأكملها لأنها تفضح جرائم إسرائيل بحربها المستمرة على غزة.

لاحقاً عادت منصة “انستغرام” واعتذرت عن قيامها بإضافة كلمة “إرهابي” إلى السيرة الذاتية لبعض مستخدمي المنصة الذين يصفون أنفسهم بأنهم فلسطينيون، فيما أكد مستخدمو المنصة، أنه تم “حظرهم في الظل” على إنستغرام بسبب منشورات مؤيدة للفلسطينيين، أي أن قصصهم المتعلقة بفلسطين على المنصة حظيت بمشاهدات أقل من غيرها، ولا يمكن العثور على حساباتهم بسهولة أثناء البحث.

معاداة السامية كتهمة جاهزة وسط تصاعد جرائم الكراهية

على مدى عقود استخدمت “معاداة السامية” كتهمة جاهزة يسوقها بعض الإعلام الغربي والإسرائيلي موجعة للشخصيات الفنية والسياسية والحقوقية التي تتخذ مواقف تدين الاعتداءات الإسرائيلية، وتدعم القضية الفلسطينية.

طالت التهمة منظمات حقوقية كبرى لتبنيها مواقف مشابهة، ومنها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وذلك على خلفية تقرير لها يصف “معاملة إسرائيل للفلسطينيين بالفصل العنصري بموجب القوانين الدولية”.

يساهم تبني الأخبار المضللة ونشرها بوسائل الإعلام الغربية وعلى لسان مسؤولين كبار بازدياد جرائم الكراهية التي تغذيها “الإسلاموفوبيا” من جهة والمشاعر الانتقامية من جهة أخرى، وقد سُجلت بالفعل ثلاثة حوادث، أولهما، مقتل الطفل الأميركي من أصول فلسطينية وديع الفيومي (6 سنوات) في14  تشرين الأول/ أكتوبر، بـ26 طعنة على يد جاره الذي كان يردد “المسلمين يجب أن يموتوا”.

الحادثة الثانية وقعت في 23 تشرين الأول/ أكتوبر أصيب شاب فلسطيني- أميركي في عملية دهس تعرض لها في ولاية كليفلاند، وأبلغ الضحية عن السائق الذي هدده بالقتل وهو يصرخ “اقتلوا كل الفلسطينيين” و”عاشت إسرائيل”. حاول الشاب تجنب السائق إلا أنه عاد ودهسه مرة أخرى، وهو يصرخ “مت”.

وقالت منظمة CAIR-Cleveland التي وثقت الحادثة إنها “سجلت زيادة في حوادث التعصب ضد المسلمين في الأسابيع التي تلت تصاعد العنف في غزة”.

الحادثة الثالثة، مقتل رئيسة كنيس يهودي، سامنثا وول، في مدينة ديترويت بعدة طعنات في جسدها. قال بيان للشرطة إن “دوافع القتل غير معروفة”، إلا أنها تأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين اليهود والمسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهو أمر مرشح للمزيد من التصاعد في حال استمرت حرب إسرائيل على غزة، واستمر معها الشحن غير المسبوق الذي يغذيه مسؤولون ووسائل إعلام عالمية. 

عمّار المأمون - كاتب سوري | 04.05.2024

“رسائل من القرآن” و “فن اللامبالاة”…”القراءة” بين أنفاق حماس وصور الانستغرام!

يقارن هذا المقال بين نوعين من الكُتب الرائجة، الأول هو "كتب الحرب"، كـ"رسائل من القرآن" الذي ظهر في فيديو لكتائب القسام، والثاني هو "كتب السلم"، وتشمل الكتب المترجمة الخاصة بتطوير الذات والترفيه. كلا النموذجين يحوي نوعاً من التعالي على "الحاضر"وما يحيط به من متغيرات، ويترك الفرد أسير نشوته الذاتيّة مُتغاضياً عن الخراب الذي نشهده.