fbpx

إسرائيل وأميركا… حرب المناوشات مع إيران في سوريا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يبدو النظام السوري بعيداً عن اتخاذ خطوات عسكرية تجاه إسرائيل، فبينما تقصف الأخيرة غزة، ينشغل هو وحليفته روسيا بقصف مدينة إدلب، معقل المعارضة السورية المسلحة، في شمال غربي سوريا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

المخاوف من حرب إقليمية في المنطقة ما زالت قائمة إلى حد تداول أقاويل عن حرب عالميّة ثالثة. عملية “طوفان الأقصى” فتحت أبواب الانتقام الإسرائيلي على غزة، كما فتحت حرباً غير معلنة تماماً على سوريا، حرب المناوشات والأخذ والرد والحفاظ على مسافة الأمان الوهمية التي قد تؤدي إلى حرب إقليمية.

 إنها حرب “من الأقوى؟”، والتي تضم سوريا وإيران وأميركا وإسرائيل، وفي الحقيقة سوريا هي المسرح، ولا تشكّل طرفاً يستهان به في هذا الصراع. تسارعت حدة الضربات وزمنها في سوريا بعد بدء الحرب على غزة، وكانت على محورين أساسيين، ضرب إسرائيل مواقع ومطارات، واستهداف القواعد الأميركية في سوريا.

تذكير أميركا بقوتها العسكرية في الشرق الأوسط

تتعرض القواعد العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة أميركا في سوريا والعراق، منذ بداية “طوفان الاقصى”، إلى استهدافات متكررة عبر طائرات مسيّرة أو صواريخ. المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي،  قال إن إيران ووكلاءها يقفون خلف ارتفاع هذه الهجمات على القواعد الأميركية، لكن وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان قالفي، قال في مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ” الأميركية أمس، إن لا علاقة لبلاده بالجماعات التي هاجمت القوات الأميركية في سوريا، وإن الميليشيات المنتشرة في المنطقة تتصرف من تلقاء نفسها ولم تتلقّ أي توجيهات من طهران، كما نفى توجيه أي قوات جديدة إلى سوريا، لافتاً الى أن بلاده تتصرف تبعاً لما تتطلبه “الحكومة السورية” من مساعدة في ما يُدعى “الحرب على الإرهاب”.

منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، استُهدفت قواعد أميركية في سوريا والعراق لأكثر من 13 مرة، وتبنت “فصائل المقاومة العراقية” جزءاً من هذه الاستهدافات، بحسب وكالة سانا السورية الرسمية. وفي سوريا، تركزت الاستهدافات على قاعدتين رئيستين، وهما قاعدا “التنف” شرق حمص، و”حقل كونيكو” شرق محافظة دير الزور. وأدت الهجمات إلى إصابة ما لا يقل عن 24 جندياً أميركياً ومقتل مقاول مدني. وكان أحدثها اليوم، إذ استهدفت طائرات مسيرة  قاعدة “الشدادي” الأميركية في الحسكة، شمال شرقي سوريا، وتبنت “المقاومة الإسلامية في العراق” الضربة، كما تعرضت ثلاث قواعد أميركية أمس، على مقربة من الحدود العراقية، إلى قصف مشابه.

في أول تدخل عسكري أميركي من نوعه منذ اندلاع الحرب بين “حماس” وإسرائيل في 7 تشرين الأول، شن الجيش الأميركي في 27 تشرين أول غارات جوية على موقعين في شرق سوريا مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، في تطور جديد، ينطوي على إظهار أميركا استعدادها لمشاركة قواتها بشكل مباشر في الأزمة التي عقبت “طوفان الأقصى”. وقال البنتاغون إنها أصابت منشأة لتخزين الأسلحة وأخرى لتخزين الذخيرة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وميليشيات يدعمها.

الغياب الأميركي في الشرق الأوسط وتخفيض قوته بشكل ملحوظ بعد الانسحاب من أفغانستان، قد يدفعان أميركا الى ردات فعل عسكرية عنيفة للحفاظ على آخر قواعدها وعلى هيبتها العسكرية في الوقت ذاته، في ما يبدو رسائل تذكير لإيران، التي حصلت على مجد إضافي في ظل الغياب الأميركي من جهة والتحالف الاستراتيجي مع النظام السوري من جهة أخرى، ناهيك بروسيا التي استضافت ممثلين من حركة “حماس” التي ترى روسيا” بلداً صديقاً جداً”، بلداً يحتل سوريا وله قواعد فيها ما زال دورها غير واضح.

أبرز ما تقوله الضربات الأميركية الأخيرة إن واشنطن موجودة، وغض بصرها عن الضربات المتكررة لا يعني بأي حال ضعفها ولا يتعلق الأمر بشكل أساسي بإسرائيل، بل بالقوة الأميركية في الشرق الأوسط، ولذلك أمر بايدن بتوجيه حاملتي طائرات إلى المتوسط. ووصف وزير الدفاع لويد أوستن ضربات أميركا يوم الجمعة بأنها “ضربات الدفاع عن النفس”، وقال إن بايدن وجه الضربات “لتوضيح أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات وستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها”.

قال تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لصحيفة الغارديان، إن الهجمات أظهرت أن إيران لديها شبكة واسعة ومسلحة بشكل جيد وعدوانية ومنسقة بشكل جيد في جميع أنحاء المنطقة، فيما يرى محللون أن ما تفعله إيران هو المخاطرة بالدخول في المستوى الثاني من حرب غزة.

ما زال الحضور الإيراني غير واضح، إذ لم تتبنَّ إيران مشاركتها في عملية “طوفان الأقصى” رغم الشكوك الإسرائيلية في أن لإيران الدور الأكبر في ذلك، وهذا ما تؤكده تقاريرأفادت بأن إيران حذرت إسرائيل عبر الأمم المتحدة من أنها ستضطر إلى “التدخل” إذا غزت إسرائيل غزة.

منشورات تحذيرية لنظام الأسد

في العادة، لا تُصدر  إسرائيل أي بيانات حول استهدافها نقاطاً في سوريا، لكنها قالت إنها استهدفت مطاري حلب ودمشق، في 12 تشرين الأول الجاري، وإن الهدف من الضربات هو “توجيه رسالة إلى إيران بألا تتدخل في حرب غزة”، والتي تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق، ما اضطر طائرته إلى تغيير مسارها لتعود إلى طهران، بعد تعذر هبوطها في المطارات السورية جراء القصف الإسرائيلي.

كانت لمطار حلب حصة كبيرة من الضربات الإسرائيلية، إذ استُهدِف أربع مرات خلال أسبوعين فقط، كان آخرها يوم 25 تشرين أول. ويعتبر مطار حلب ثاني أكبر مطار بعد مطار دمشق الدولي وله مدرج طيران واحد، ولا يلبث أن يعود المطار الى العمل حتى يقصف مجدداً، وقصف منذ بداية العام نحو ثماني مرات.

اعترافات إسرائيل باستهداف نقاط في سوريا، يبدو كتذكير للنظام بحدوده، هو الذي لم يقم بأي ردة فعل على الضربات سوى “الاحتفاظ بحق الرد”، ففي يوم 25 أيضاً، قامت إسرائيل بغارة استهدفت نقاطاً عسكرية في محافظة درعا جنوب سوريا، ما أدى إلى مقتل ثمانية عسكريين وجرح سبعة آخرين، إلى جانب بعض الخسائر المادية بحسب رواية النظام الرسمية، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى مقتل 11 من العسكريين السوريين، بينهم 4 ضباط، بينما أصيب ما لا يقل عن 10 آخرين بجروح، وبعد القصف ألقت طائرات إسرائيلية منشورات ورقية في ريف درعا تحذّر النظام السوري، وتتهمه بالمسؤولية عن إطلاق صواريخ باتجاه الجولان.

وجاء في المنشورات، بحسب موقع “الحرة“: “إلى قادة وعناصر الجيش السوري، تستمر الفصائل الفلسطينية الإرهابية بإطلاق الصواريخ من الأراضي السورية تجاه الأراضي الإسرائيلية. إن قادة الجيش وبالأخص قائد اللواء 112 (في مدينة نوى) يتحملون المسؤولية الكاملة عن كل الأعمال التخريبية التي تنطلق من سوريا… وكل عمل تخريبي باتجاه دولة إسرائيل سيقابل بيد من حديد وقد أعذر من أنذر”.

لاحقاً، تبنت إسرائيل القصف، مشيرة إلى أنه جاء رداً على إطلاق الصواريخ من سوريا باتجاه أراضيها، وقصفت الطائرات المقاتلة البنية التحتية العسكرية وقاذفات هاون تابعة للجيش السوري.

تستهدف إسرائيل نقاطاً، تقول إنها تابعة لإيران وميليشياته في سوريا، منذ 13 عاماً، وبحسب موقع Times of Israel، في تقرير له، يبدو أن  إسرائيل تستهدف المطارات السورية لمواجهة استخدام إيران الرحلات الجوية التجارية لجلب الإمدادات العسكرية إلى سوريا، والتي يتم نقلها لاحقاً إلى لبنان لاستخدامها من “حزب الله”. من جهة أخرى، استهدفت الكثير من ضربات إسرائيل قياديين فلسطينيين يقيمون في سوريا، معظمهم أعضاء في “حركة الجهاد الإسلامي”.

بحسب مركز “جسور للدراسات”، كان عدد الضربات الإسرائيلية على سوريا خلال عام 2022، 28 ضربة، واستهدفت 235 موقعاً، منها 68 نقطة لقوات النظام السوري، و224 هدفاً للميليشيات الإيرانية.

يبدو النظام السوري بعيداً عن اتخاذ خطوات عسكرية تجاه إسرائيل، فبينما تقصف الأخيرة غزة، ينشغل هو وحليفته روسيا بقصف مدينة إدلب، معقل المعارضة السورية المسلحة، في شمال غربي سوريا، وهي إشارة الى انشغال نظام الأسد بالداخل، وعدم رغبته أو قدرته على الزج بنفسه في حرب ليس جاهزاً لها لا عسكرياً ولا اقتصادياً، فلا قدرة له على خطوة كهذه مع انهيار الاقتصاد السوري من جهة وما تبقى لديه من الجيش المتهلهل من جهة أخرى. وتبقى القذائف التي انطلقت من الداخل السوري أشبه بتحقيق انتصارات وهمية على حساب الحرب الكبيرة على غزة.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.