fbpx

موسم الرياض الترفيهي… تصفيقٌ رغم الموت في غزّة والعقاب لمن لا يحتفل 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم كل المطالبات والتوقعات بتأجيل موسم الرياض بسبب ظروف الحرب في غزة، استمر الموسم وكأن شيئاً لا يحدث في الجوار.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“أهلاً وسهلاً بكم في موسم الرياض مع نزال أشرس رجل على وجه الأرض”. بهذه العبارة، افتتح تركي آل الشيخ موسم الرياض الترفيهي بنسخته الرابعة في العاصمة السعودية الرياض، السبت الماضي، مع أجواء إبهار وصخب. استضاف خلالها أشهر نجوم العالم في مجالات الفن والرياضة والأزياء والرقص وغيرها، لكن ما كان لافتاً أكثر، الدعاية بأن الموسم يستضيف حصرياً نزالاً مع “أشرس رجل على وجه الأرض”.

أخفت الدعاية تفاصيل المباراة الشرسة، حتى تم الإعلان عن المشاركين فيها في يوم الافتتاح، وكانت المفاجأة لجمهوره المترقب، أن أشرس رجل في العالم هو واحد من اثنين سيفوز على الآخر، وهما بطل العالم في الملاكمة في الوزن الثقيل تايسون فيوري، وبطل العالم السابق في فنون القتال المختلطة فرانسيس نغانو.

لم يرتب تركي آل الشيخ بالتأكيد لهذه المفارقة، لكن واقع الحرب الشرسة التي يتعرض لها أهالي غزة وضعت كل الدعاية التي حضّر لها آل الشيخ تحت المساءلة النظرية، وطرح التساؤلات والمفارقات: كيف يصفّق آل الشيخ والرياض في مباراة نزال واحتفالات ولم يصفّق لمحاولة إنهاء الحرب في غزة أو لإرسال مزيد من المساعدات الى أهالي غزة المحاصرين؟ وكيف يصفّق لأشرس رجل في العالم ولا ينظر إلى الجهة الأخرى في تل أبيب، الى بنيامين نتانياهو، والذي يعد مجرم حرب بامتياز وتزيد شراسته عن أصحاب العضلات المنتفخة على منصة موسم الرياض؟. 

ما حدث في موسم الرياض الترفيهي زاد من حجم الأسف تجاه الثمن الذي يدفعه أهالي غزة وحدهم، من دمائهم الحقيقية، التي ربما يعتبرها آل الشيخ دماءً مصطنعة كتلك التي  تسيل من شخصيات ألعاب الفيديو.

على رغم كل المطالبات والتوقعات بتأجيل موسم الرياض بسبب ظروف الحرب في غزة، استمر الموسم وكأن شيئاً لا يحدث في الجوار. وفي المقابل، وظف رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، احتفاله بمئوية تأسيس تركيا للتذكير والتنديد بأن إسرائيل مجرمة حرب، مع إقامة وقفات تضامنية خلال الاحتفال للتذكير بضحايا غزة. 

في ليلة افتتاح موسم الرياض ذاتها وفيما زاد صخب الموسيقى، كانت تتعالى أصوات عشرات آلاف المتظاهرين في لندن للتضامن مع أهالي غزة لمحاولة إنهاء الحرب ووقف دعم نتانياهو، وإعلاء أصوات المحاصرين في غزة والمعزولين عن العالم.

كان من الممكن أن يبدأ موسم الرياض وينتهي بلا انزعاج كبير، بخاصة أن الجميع يعلم أن الموسم يحقق أرباحاً كبيرة للسعودية بحسب ما صرح آل الشيخ سابقاً، إذ قال إن الموسم حقق في نسخته الثانية 6 مليارات ريال، لكن ما فعله آل الشيخ مع الكوميديان المصري محمد سلام جعل الجدال حول الموسم أكثر حدّة. إذ اعتذر سلام عن المشاركة في موسم الرياض، وكانت أسبابه وجيهة: “كيف أُضحك الناس والناس يُقتلون في غزة، كنت أتوقّع أن يتم إلغاء الموسم أو تأجيله، لكن أنا الآن مضطر للاعتذار”.

بعد اعتذار سلام، ردّ آل الشيخ عبر حسابه على “تويتر” معتبراً من يهاجمون أو ينسحبون من موسم الرياض “تافهين”. إثر ذلك، حُذفت بعض أعمال سلام من على منصة “شاهد”، منها مسلسلا “نيللي وشريهان” و”الكبير”، كما حُذف مسلسل “جات سليمة” من الترشيحات كنوع من العقاب الذي يوقعه آل الشيخ كل مرة في من ينتقده.

أعقب ذلك أيضاً، هجوم واسع على “تويتر” من مواطنين سعوديين على سلام، وانسحب هذا الهجوم بشكل عنصري أيضاً على المصريين من خلال عبارات مكررة تختزل بأن السعودية هي من تمنح المصريين المال سواء من خلال عمالة المصريين في السعودية أو من خلال المساعدات الرسمية. ووصل الهجوم على سلام إلى سلسلة مطالب بمنعه من دخول السعودية، إذ نقرأ على منصة X: “مرتزق جديد على أكتاف القضية الفلسطينية اسمه محمد سلام. منذ أسبوعين وهو يحاول رفع سعر أجره لمسرحيته، ولكنه فشل، فركب الموجة، لتسجيل المواقف على حساب السعودية. أتمنى منعه من دخول السعودية للأبد”.

  حتى الآن، لم يتم الإعلان عن حجم المساعدات التي قد تكون قدّمتها السعودية لإغاثة أهالي غزة من خلال معبر رفح، فغالبية المساعدات قدّمتها مصر والإمارات وتركيا وإيران والأردن، ولا يزال أهالي غزة ينتظرون مزيداً منها.

على المستوى الرسمي، لم تتدخل السعودية لحل الأزمة إلا من خلال تصريحات أدلى بها فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي، معلناً أن القضية الفلسطينية قضية مركزية، وأن الجانب السعودي أوقف المحادثات مع الجانب الإسرائيلي بشأن التطبيع.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.