fbpx

بلد عاجز عن تحمل عاصفة يريد شنّ حرب على إسرائيل!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إيفان التي يوحي اسمها بشيء من الرقة والحلم والرومانسية، قضت على مساحات زراعية واسعة في عكار وأتت على حي التنك في مدينة الميناء- طرابلس، حتى بدا المكان وكأن طائرة قصفته، بيوت غارقة وناس لا يعرفون إلى أين يذهبون.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم تكن الحرب… كل ذلك الدمار ارتكبته العاصفة، انجراف طرق وسيول وفيضانات، وناس عالقون داخل سيارتهم، فيما آخرون غرقت بيوتهم وأصبحت “بيسين” (حوض سباحة)، كما أخبرتنا سيدة طرابلسية، محاولةً قلب المأساة إلى فكاهة، لعلّها تصبح أخف.

إنها مجرد عاصفة واحدة، اسمها “إيفان”، إلا أنها لم تشتهر باسمها هذه المرة بعكس العواصف الأخرى التي تحولت أسماؤها إلى هويات فعلية، حتى بتنا لا نقول “العاصفة فلانة”، بل “فلانة” مباشرة. لكن هذه التي تضرب لبنان حالياً، نسينا اسمها وبقيت “العاصفة”، على “ألا تهب مرتين”، وتتحول إلى ما يشبه مسلسل شكري أنيس فخوري القديم.

إيفان التي يوحي اسمها بشيء من الرقة والحلم والرومانسية، قضت على مساحات زراعية واسعة في عكار وأتت على حي التنك في مدينة الميناء- طرابلس، حتى بدا المكان وكأن طائرة قصفته، بيوت غارقة وناس لا يعرفون إلى أين يذهبون. وأقفلت إيفان طرقات جبلية ولكن أيضاً طريق أنطلياس! أنطلياس يا إلهي! وكما العاصفة التي سبقتها قررت توسيع نهر بيروت على طريق الكرنتينا، حتى تصبح الطريق كلها نهراً كبيراً. إيفان تحبّ الأنهر!

لكن المشكلة أن المشهد الذي حوّله اللبنانيون على عادتهم إلى نكات ومزاح خفيف وثقيل، هو في الواقع حقيقتنا المزرية، حقيقة أننا نعيش في بلد لا يستطيع تحمّل عاصفة شتائية عادية، ويفكر البعض بدخول حروب وخوض غمارها، كما لو كنا نستطيع ذلك، أو نملك رفاهية الاختيار. لا بنى تحتية ولا فرق إغاثة كافية ولا آليات ولا نظام ولا قانون ولا منطق، بلد يحوي جميع أنواع اللاءات على كل ما هو بدهي وطبيعي وبدائي، كأن تفيض الطرق على بيوت الناس وسياراتهم لأن السماء أمطرت، وكأنّ المطر حدث غير متوقع وهو يفاجئنا في كل مرة ويفاجئ السلطة اللبنانية التي تنهار مع انهيارات الجدران والبنى التحتية!

أما المذهل حقاً فهو هذه الغيبوبة التي تخيّم على الطبقة السياسية، والشعور العميق باللامسؤولية واللامبالاة… “اغرقوا، موتوا، افقدوا منازلكم، أولادكم لا يهم!”. وهي لا مبالاة لا تتوقف عن إذهالنا في السلم والحرب، في الصيف والشتاء، حيث تعاملنا دولتنا ككائنات لا قيمة لها ولا أهمية لها سوى في لحظة الاقتراع.

الآن وقد أشرقت شمس ما بعد إيفان أو لاحت في الأفق، سوف يستأنف كل واحد حياته، وينزل كل وزير إلى مكتبه بغاية الهدوء واللباقة، وسيختار ربطة عنق تناسب مزاجه في يوم كهذا. أما السيدة التي تحوّل بيتها إلى “بيسين” فستكون منشغلة جداً في محاولة إرجاع حياتها إلى مكانها، والبحث مرة أخرى عن طريقة لتأمين “ساندويش” وتفاحة لأطفالها ليذهبوا مبتسمين إلى المدرسة، أطفالها الذين تبللوا في السيول ولا شك في أنهم أصيبوا بالزكام. ولا أحد يعرف إن كانت تستطيع تأمين دواء يعيد لهم العافية الجسدية والنفسية، تخيلوا أن يستيقظ طفل من نومه ويجد نفسه غارقاً أو على وشك الغرق!

إنها أنواع من الطفولة التي لا يمكن القبض عليها إلا في بلد رئيس حكومته يشبه نجيب ميقاتي ومجلس نوابه عاجز منذ أكثر من عام عن انتخاب رئيس للبلاد!

هذا العجز في كل شيء لم تفعل إيفان سوى أن أخرجته إلى الضوء، لتقول لنا “ها هو، شاهدوه، أنتم شعب عاجز عن تحمّل عاصفة، ويتحدث بعضكم عن شن حرب على إسرائيل!”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.