fbpx

شهادات الاعتقال والتعذيب في السجون الإسرائيليّة (1)… خليل الوليد الذي استجوبته “العصافير” 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يجمع  الكاتب مصطفى ابراهيم، النازح في رفح من قطاع غزة، شهادات أشخاص اعتقلهم الجيش الإسرائيليّ، أشباه العراة الذين لم يُعرف عنهم خبر لحين إطلاق سراحهم.  يصفون ما شهدوه في رحلة الإذلال التي اختبروها منذ اعتقالهم حتى إطلاق سراحهم. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هنا حكاية خليل الوليد، المُسعف الذي حاول تفادي الاعتقال، لكنه فشل، لينتهي به الأمر لمدة 40 يوماً بين السجون و”الأقفاص” أمام أجهزة كشف الكذب والحبوب المهلوسة.

ما زالت صور اعتقال الفلسطينيين وإذلالهم في قطاع غزة تُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وقوانين الحرب، تبرره إسرائيل بشبهة “الانتماء الى حماس”، لتقود المعتقلين إلى معسكرات اعتقال مجهولة، يختبرون فيها أنواع التعذيب والإذلال حسب التقارير الصحافيّة، ناهيك بموت بعضهم.

لا يستطيع المعتقلون التواصل مع العالم الخارجي، إذ تمنع إدارة السجون دخول المنظمات الدولية والمحامين وأقرباء المعتقلين، ليكون مصدر الشهادة الوحيد، المعتقلين الذين أفرج عنهم. ناهيك  تفعيل ما يسمى “قانون المقاتل غير الشرعي”، الذي يتيح إصدار أمر باحتجاز” المقاتل غير الشرعي” لمدة 45 يوماً بدلاً من 7 أيام، وأن تتم المراجعة القضائية خلال 75 يوماً بدلاً من 14 يوماً، ومنع المعتقلين من لقاء محاميهم لمدة 180 يوماً. 

الشهادة التالية وثقها الكاتب والناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم، كتبت كلها بضمير المتكلم، وتم تحريرها وإعادة ترتيب الضمائر للضرورة الصحفية، كل ما ورد فيها من وصف، وتفسيرات، وإحالات وأحداث يعود لخليل الوليد.

الهروب من القناص

يعمل خليل الوليد مُسعفاً في جمعية صحيّة، هو من سكان مدينة غزة، متزوج وأب لثلاثة أطفال. يروي لنا  خليل تفاصيل اعتقاله، ومحاولاته تفادي الاعتقال، وما تعرض له حين تمكّن الجنود الإسرائيليون من الإمساك به ومراحل التحقيق والاتهام.

في 13/11/2023، نحو الساعة 10:00 صباحاً، قابل خليل صديقه الدكتور مروان في حي تل الهوى في مدينة غزة، وكان يرتدي زي المسعفين الذي لا يثير اللبس، مريول أبيض عليه خطوط صفراء وإشارات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، كما كان يحمل حقيبة إسعاف أولي.

اتّجه الطبيب مروان والمسعف خليل إلى تل الهوى، لمتابعة جروح 3 مصابين نتيجة القصف الإسرائيلي. بعد الانتهاء من متابعة جروح المصابين، سار الاثنان معاً باتجاه ملعب برشلونة في حي تل الهوى.

بعد نحو ساعة، وصل الاثنان إلى شارع الصناعة، وفي الجهة الشرقية لملعب برشلونة، سمع خليل صوت إطلاق عيار ناري أصاب صديقه الدكتور  في بطنه، يقول خليل: “نظرت باتجاه الغرب، مصدر إطلاق العيار الناري، ولاحظت وجود جنود إسرائيليين في عمارة سكنية غرب ملعب برشلونة. وفي غضون ثوانٍ معدودة، أطلق الجنود الإسرائيليون من القناصة عياراً نارياً آخر (ثانياً) أصاب الدكتور  في رأسه، فسقط على الأرض وظلّ ينزف حتى مات”.

واصل  القناصة إطلاق النار تجاه خليل، فاختبأ خلف مقطورة (شاحنة) كانت متوقفة في المكان، ولم يتعرض للإصابة. أثناء اختبائه، سمع ضجيج مرور الدبابات الإسرائيلية، التي كانت تطلق نيران رشاشاتها وقذائفها المدفعية.

 بقي خليل خلف الشاحنة حتى الساعة 01:00 فجر اليوم التالي/14/11/2023، وتمكن بعد ذلك من قطع شارع الصناعة زحفاً، ودخل شقة في الطابق الثاني في عمارة سكنية خالية، ومكث فيها حتى منتصف الليل(15/11/2023)، حينها سمع صوت انفجارات متتالية، وشاهد وهجاً أحمر أضاء المكان تبعه صراخ.

حين رفعوا العصبة عن عيني خليل، وجد نفسه في منزل يحوي حوالى 20 جندياً يرتدون زياً أخضر اللون مموهاً، ومن دون مقدمات ضربوه على جميع أنحاء جسده بأيديهم لبعض الوقت، ما تسبب في كسر بعض عظام الصدر.

على سطح الفيلا

اقتحم الجنود العمارة التي اختبأ فيها خليل، وفجّروا أبواب الشقق، بما فيها باب الشقة التي كان فيها، فاختبأ في خزانة الملابس. فتّش الجنود الشقة، ولم يعثروا على خليل.

بعد خروج الجنود من العمارة، أطلقوا تجاهها القذائف والقنابل الحارقة، فاشتعلت فيها النار، خرج خليل من الشقة باتجاه المصعد الكهربائي الذي سقط في الطابق السفلي.

مكث خليل في الفيلا بعض الوقت، ومن التعب نام حتى الظهر، ثم صعد إلى سطح الفيلا، حيث شاهد خيماً لجنود إسرائيليين وحولها عدد كبير من الدبابات والآليات، فنزل عن السطح وأرسل رسالتين نصيتين من جواله لزوجه ومدير الجمعية التي يعمل فيها وأخبرهما بالظروف التي يمر بها.

في نحو الساعة 03:30 مساء يوم الأربعاء/15/11/2023، اقتحم الجنود الإسرائيليون الفيلا وهم يطلقون النار، ووصلت أضواء الليزر إلى حيث اختبأ خليل فبدأ بالصراخ : “ريجا.. ريجا” أي توقفوا بالعبرية، و “اتسيلو…أتسيلو”، أي النجدة.

توقف الجنود عن إطلاق النار، وطلب منه أحد الجنود خلع ملابسه، باستثناء اللباس الداخلي السفلي (بوكسر)، والركوع على ركبه والنظر إلى الأرض. يقول خليل: “قيدني الجنود بقيود بلاستيكية خلف ظهري، ووضعوا عصبة على عينيّ، ثم  خرجوا بي من الفيلا إلى منزل آخر”.

حين رفعوا العصبة عن عيني خليل، وجد نفسه في منزل يحوي حوالى 20 جندياً يرتدون زياً أخضر اللون مموهاً، ومن دون مقدمات ضربوه على جميع أنحاء جسده بأيديهم لبعض الوقت، ما تسبب في كسر بعض عظام الصدر.

الركل أمام جهاز كشف الكذب

 يقول خليل إن الجنود أحضروا جهاز كشف الكذب، وأوصلوه بجسمه وسألوه عن سبب وجوده في المنطقة التي اعتُقل فيها، فأجاب سارداً كل التفاصيل. ثم سأله الجندي “هل أجريت اتصالات من جوالك؟”، قال خليل: “نعم”،  فأصدر جهاز كشف الكذب صوتاً مميزاً، فضربه الجنود وصعقوه بالكهرباء. 

صحّح خليل إجابته قائلاً: “لم أتصل من جوالي وإنما أرسلت رسالتين نصيتين لزوجتي ومديري في العمل”، وعلى رغم إجابته الصادقة، ضربه الجنود، ثم عرضوا عليه صور نفق، واتهموه بأنه خرج منه.

يتم “التحقيق” في المنزل، خليل محاط بالجنود، الذين قرر أحدهم بعد انتهاء “الاستجواب”، توجيه تهم عدة الى خليل، وهي: “خطف إسرائيليين وأميركيين، الانتماء إلى قوات النخبة في حماس، نقل معلومات عن الجيش الإسرائيلي، الوجود في منطقة قتال ممنوع الوجود فيها”.

أنكر خليل هذه التهم، فتعرض للصعق بالكهرباء 5 مرات بواسطة جهاز يحمله الجنود، الذين اعتدوا عليه بالضرب الشديد على جميع أنحاء جسمه. يقول خليل:” كان الألم شديداً بسبب كسور عظام صدري والجروح في رأسي، وعدم قدرتي على التحمّل، فاعترفت بكل التهم الموجّهة إلي”.

بعد اعتراف خليل، نُقل مقيّد اليدين خلف ظهره ومعصوب العينين ومن دون ملابس، (باستثناء اللباس الداخلي)، في ناقلة جنود، التي سارت نحو مكان مجهول، ثم توقفت. يقول خليل: “أنزلني الجنود على الأرض، ثم قاموا بضربي مرة أخرى، وبصقوا وبالوا عليّ أيضاً”.

الطريق إلى إسرائيل معبّد بالشتم والركل

أعيد خليل إلى ناقلة الجنود، التي كانت تسير ثم تتوقف عند مواقع تمركز جنود آخرين، وفي كل توقّف، كان خليل يتعرض للضرب، لينتهي به الأمر في منزل مدمر  مكث فيه طوال الليل. 

في المنزل المدمر، أجبر الجنود خليل على النوم على الأرض، حيث الزجاج المحطم وُركام المنزل المدمر. يضيف خليل: “كان الجنود يمشون فوقي، ما تسبب بجروح في أنحاء جسمي، وفي الصباح نُقلت في ناقلة الجنود إلى داخل إسرائيل”.

بامبرز وحبوب هلوسة

عُرض خليل على محقّق، عرّف عن نفسه بأنه محقق عسكري من فرقة جولاني، وأجبره على شرب حبة دواء، يصفها خليل بأنها “حبة هلوسة”، بوعد شربها مع كمية محدودة من الماء، طلب خليل شرب المزيد من الماء لكن المحقق رفض.

 يتابع خليل: “ألبسني الجنود حفاظة (بمبرز) وأفرهول بني أو زيتي اللون، واستلقيت على سرير بعد وضع طوق من الحديد (أسورة) حول رأسي وقيود حديد في قدميّ استُخدمت لصعقي بالكهرباء في رأسي وقدميّ بشكل متقطع”.

بدأ المحقق يذكر كلمات محددة وينتظر من خليل الإجابة مثل (السلاح – حماس – المختطفين – الانفاق – 7 أكتوبر)، وعندما لم يرد أو لم تعجب المحقق إجابة خليل، كان يصعقه بالكهرباء.

يقول خليل وكأن “الحبة” أخذت مفعولها: “كنت أشعر بشيء غريب، كأنني أحلق في السماء،كنت غير واعٍ بدرجة كافية للرد على الأسئلة، وبقيت على هذا الوضع أياماً عدة، أجبر على شرب حبوب الهلوسة وأصعق بالكهرباء، وأتخيل نفسي في منزلنا وأنادي على أهلي”.

لم يقدَّم لخليل الطعام أو الماء، وبقي مرتدياً الحفاظة، ولم يشعر برغبة في الذهاب لدورة المياه، و بعد أيام عدة لم يستطع خليل تحديدها، نُقل إلى معتقل لم يتمكن أيضاً من تحديد مكانه أو اسمه بواسطة حافلة سارت ساعات عدة بينما خليل داخلها مقيد اليدين ومعصوب العينين”.

 عُرض خليل على مجموعة من الأطباء داخل عيادة المعتقل (السجن)، لاحظ الأطباء حالة الإعياء التي كان فيها، فقرروا احتجازه من دون تحقيق لمدة يومين  في غرفة من دون نوافذ وفيها سرير.

أول أمنية بالموت

 بعد مرور اليومين، نُقل خليل الى التحقيق، وقف أمامه محققان،  قال أحدهما إنهما من الشاباك، كان معهم 5 أفراد ملثمين، وقفوا خلف الكرسي الذي قُيدت إليه يداه خلف ظهره، بينما القيود في قدميه تثبّته في في أرجل الكرسي.

قبل بداية الاستجواب والتحقيق، أُجبر خليل على شرب حبة دواء (هلوسة)، ثم جذب الملثمون يديه الى الخلف بقوة لـ”شبحه”، يقول خليل “تسبب ذلك بألم شديد لي، فغبت عن الوعي لبعض الوقت، ثم بدأ استجوابي وتكررت الاتهامات لي بأنني أنتمي الى حركة حماس وعضو في نخبة القسام وشاركت في أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر”.

أنكر خليل كل التهم، فشبح من يديه خلف الكرسي، يقول: “تمنيت الموت للراحة من الألم والعذاب، واستمر ذلك ساعات عدة على فترات متقطعة، بعد ذلك أخرجوني لساحة المقر لبعض الوقت ووضعوا قيوداً بلاستيكية في يديّ (عضاضة)، وكل ما أحرك يديّ تشتد القيود حولها، وهو ما سبب جروحاً فيهما لا تزال آثارها واضحة على المعصمين”.

أُعيد خليل إلى غرفة التحقيق، حيث “شبح” من يديه الى الخلف على طول باب الغرفة لساعات عدة، وبعد ذلك نًقل الى سجن قد يكون اسمه “إيتمار” حسب ما تعرف عليه بعض المعتقلين في ما بعد. 

السجن  الذي بقي فيه خليل عبارة عن أقفاص من الحديد، وكل قفص فيه حوالى 100 معتقل، ويحيط به سلك شائك، وكل المعتقلين مقيدو اليدين للأمام بقيود بلاستيكية ثم قيود حديدية، ومعصوبو الأعين.

يرتدي المعتقلون زياً موحداً رمادياً، ويحصل الواحد منهم على فرشة وبطانية، أما الطعام فـ 3 وجبات قليلة جداً، ولا تكفي شخصاً واحداً،  وبصعوبة يُسمح للمعتقلين بالذهاب الى الحمام.

زيارة من “العصافير”

كان روتين السجن يتكرر بشكل يومي، من الساعة 05:00 صباحاً حتى الساعة 12:00 منتصف الليل، ويجبر الجنود خلالها المعتقلين على الجلوس على الأرض على ركبهم، ويمنعونهم من التحدث لبعضهم البعض طوال الوقت، يتخلل ذلك نقل غالبية المعتقلين الى التحقيق كل يومين.

في إحدى جلسات التحقيق، واجه خليل محققاً قال إنه من جهاز الموساد، وإنه حضر للتحقيق مع خليل بحجة تورّطه في خطف أجانب، بخاصة أميركيين. يقول خليل: “هددني بالقتل إذا لم أعترف، واعتدى علي عدد من المرافقين له بالضرب بأيديهم، ونقلوني إلى غرفة ثانية”.

في الغرفة، يصف خليل ما اختبره تحت تأثير حبّة هلوسة، من دون أن يعلم الحقيقة من الوهم قائلاً : “سمعت صوت إطلاق نار، وتمثل هروب للجنود الإسرائيليين، وسيطرة أفراد من حماس على المكان، ودخولهم الغرفة التي أوجد فيها، وسألوني عن الكتيبة التي أنتمي لها ومكان سكني و المسجد القريب مني”.

يقول خليل إنه كرر إجاباته السابقة، مؤكداً أنه يعمل مُسعفاً، ولا ينتمي الى حماس أو القسام، ويشير هنا إلى أن من “رآهم” يصنفون كـ”عصافير”، التسمية التي تطلق على عناصر استخباراتيّة في السجون الإسرائيليّة، مهمتهم خداع المعتقلين واستخراج اعترافات منهم.

البحث عن السنوار 

يقول خليل إنهم تركوه، دخل بعدهم جنود ونقلوه إلي مكان آخر، حاوية حديدية (كونتينر) فيها محقق، لفت الى أنه من وحدة جولاني. ربط الجنود بعدها قدميّ خليل بجنزير ورفعوهما إلى السقف، ليتدلى رأسه الى الأسفل. يضيف خليل، “غمروني في وعاء فيه ماء، ومن العطش شربت كمية كبيرة من الماء، واستمر غمر رأسي في الماء لبعض الوقت، ثم شبحوني من يديّ وقدميّ بحيث لا تلامسان الأرض على سلك مشبك أمام غرفة التحقيق لساعات عدة، وبعد إنزالي أعادوني إلى الغرفة”.

في الغرفة، رسم المحقق سيارة إسعاف على الحائط، وطلب من خليل الذهاب بها لإحضار السنوار، زعيم حماس. فأجاب خليل: “لا يوجد بنزين في سيارة الإسعاف”، فصعقه المحقق بالكهرباء بواسطة جهاز كان يحمله. يتابع خليل: “مثلت قيادتي سيارة الإسعاف والتوجه الى حي تل الهوى في مدينة غزة، وبعد عودتي قلت له: السنوار ذهب إلى مصر”، ضحك المحقق وقال إنه سيذهب إلى حي النصر في مدينة غزة، ويحضر السنوار. 

بعد ذلك، دخلت مجندة وأعطت خليل قطعة شوكولاته ثم أعادوه إلى “القفص”، وفي إحدى جولات التحقيق، أخرجوه إلى ساحة عارياً  عدا الثياب الداخليّة السفلية، يقول خليل: “سكبوا ماء بارداً على جسمي، وشغلوا مراوح تجاهي فتجمدت من البرد”. يلفت خليل الى أنه أثناء وجوده في القفص داخل السجن، توفي أحد المعتقلين في القفص نفسه، وثار المعتقلون وحملوه، وهتفوا بأنه” شهيد التعذيب “، فاقتحم الجنود القفص الذي يوجد فيه والأقفاص المجاورة وألقوا القنابل الصوتية، واعتدوا على كل المعتقلين بالضرب بالهراوات.

تشييع داخل القفص ثم ركض نحو المعبر

بعد يومين، توفي معتقل ثان من ذوي الإعاقة (مبتور القدم)  في قفص مجاور نتيجة الضرب الذي تعرض له على رأسه خلال اقتحام أقفاص السجن. وعلى الرغم من العصبة على عينيه،  إلا أن خليل كان يلاحظ شبح معتقلين آخرين في البرد والمطر، سواء أثناء التحقيق معهم أو بسبب عقابهم لأنهم تحدثوا مع بعضهم البعض. يقول خليل: “كنت أسمع أسماء معتقلين ينادي عليهم الجنود للتحقيق أو للعقاب أو للشبح، ومن الأسماء التي سمعتها اسم الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء في مدينة غزة، والدكتور سيف الجمل، والدكتور عبد ربه الذي لا أعرف اسم عائلته”.

يؤكد خليل أنه تعرض للشبح على السلك مرتين بسبب حديثه مع معتقل بجواره، وفي آخر ليلة له في السجن، نادى الجنود على حوالى 30 معتقلاً، كان خليل من ضمنهم، نُقلوا بعدها في حافلة سارت بهم ساعات عدة، مقيدي اليدين والرجلين ومعصوبي العينين.

تعرض خليل ومن معه في الحافلة للضرب طوال الطريق، حتى وصلوا إلى معبر كرم أبو سالم في مدينة رفح، وبعد وصولهم طلب منهم جنود حرس الحدود جمع الورق وتنظيف ساحة داخل المعبر لبعض الوقت.

 بعد التنظيف، قال لهم الجنود: أركضوا باتجاه الغرب، نحو نقطة للأونروا، وعندما وصلوا استقبلتهم موظفة في الأونروا من جنسية أجنبية، وقدمت لهم طعاماً وشراباً (أرز ولحوم وبسكويت وشكولاته وشاي وقهوة).  

سار خليل ومن معه حتى وصلوا إلى معبر رفح، هناك قابلوا أفراداً قالوا إنهم من الأمن الداخلي، وسجلوا بياناتهم الشخصية، وسمحوا لهم بعدها بالذهاب، فصعدوا  حافلة صغيرة أوصلتهم إلى مدينة رفح.

 بعد وصوله إلى رفح إلى منزل بعض الزملاء، عرف أن التاريخ هو يوم 23/12/2023، وبذلك تكون فترة اعتقال خليل نحو 41 يوماً.