fbpx

سعد الحريري… يتيم الطائفتين

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

جاءت العودة الخاطفة لسعد الحريري مشابهة لعودة المغتربين في الأعياد، أي أنها تنشط ذاكرة اللبنانيين لما كانوا عليه قبل أن تلم بهم المصائب الأخيرة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 لا كلام كثيرا يمكن للمرء أن يقوله بمناسبة العودة الخاطفة لـ”يتيم” الطائفة السنية في لبنان سعد رفيق الحريري! وعلى رغم هذا الضيق فإن سعداً شغل بعودته مساحة واسعة من اهتمام اللبنانيين، لكنها ليست مساحة للكلام بقدر ما هي مساحة بصرية. 

صوره التي راح لبنانيون كثرٌ يتأملونها، ويعاينون فيها ما طرأ على وجهه وعلى جسمه من تحولات وتغيرات، هي أكثر ما استرعى اهتمام الناس. لا بل أن “محللون سياسيون” ممن تستضيفهم التلفزيونات، راحوا يفسرون ما طرأ على وجه الرجل من قسمات مستجدة، وعلى جسمه من عضلات بدت لهم علامات راحة واسترخاء!.

“نزلو ليرجع”، الشعار الذي اختاره مناصرو سعد كـ”سلوغون” حملة إحياء ذكرى “14  آذار”، يوم اغتيال والده رفيق الحريري في العام 2005، هو أقرب إلى مناجاة أهلية منه إلى شعار سياسي، وهو على كل حال، يشبه ما دأب سنة المدن في لبنان على مخاطبة زعمائهم به، إلا أنه هذه المرة مرآة لضيق حال السنة اللبنانيين، في ضوء ما ألم بهم من نكبات مذهبية راحت تتصاعد منذ اغتيال الحريري الأب.

ثم أن سعد الحريري ليس لديه ما يقوله في معظم الملفات التي تتصدر هموم اللبنانيين. فالرجل كان جزءاً من منظومة الفساد، وفي السنوات الأخيرة من حياته السياسية، راح يتخبط بين علاقاته مع جبران باسيل وخصومته لسمير جعجع، فيما تولت الدائرة الضيقة من حوله استثمار موقعه في صفقات كشفتها لاحقاً تحقيقات استقصائية، وأثمرت لاحقاً عقوبات أميركية على أقرب الناس إليه، أي رجل الأعمال جهاد العرب.

سعد العائد ربما، أو غير العائد، وصل إلى بيروت من خارج السياسة، على رغم الانتظار المرير له، أو لما يمكن أن تمثله عودته من عودة للسنة إلى السياسة. فهذه الجماعة التي من المرجح أنها أكبر الكتل المذهبية في لبنان، وأكثرها استقراراً وأقلها قلقاً، هي اليوم الأقل تأثيراً بين الجماعات الأهلية الكبرى. ممثلها في المنظومة الطائفية الحاكمة، أي نجيب ميقاتي، آثر حماية ثروته على إدارة موقع الطائفة وحصصها في القرار السياسي. ونوابها توزعتهم قوى على رأسها حزب الله، وللعونيين بينهم حصة، وآخرون هم أقرب إلى ممثلين لأندية رياضية أو جمعيات عائلية. وكان من فضائل غياب سعد، أن وصل إلى مجلس النواب خمسة نواب سنة مستقلين، أو “تغيريين”.

لكن سعد، الذي لا نعرف ما إذا كان عائداً، لا يقوى اليوم على رأب هذا الصدع المذهبي الكبير الذي يكابده سنة لبنان، ذاك أنه متنازع بين خصمين لدودين لا يبدو أنهما يريدان له العودة. 

الخصم الأول هو المملكة العربية السعودية، ذلك البلد الذي صدر عنه والده، والذي لسعدٍ أسراراً كثيرة فيه، أفضت إلى الإجراء العقابي الذي صدر بحقه والمتمثل بسحبه من الحياة السياسية، وبإقامته الغامضة في أبو ظبي.

أما الخصم الثاني فهو حزب الله، الذي على رغم سعي إعلامه وهيئاته للترحيب بالعودة الخاطفة لسعد، فهو المستفيد الأول من غيابه، ذاك أن الشريك السني اليوم، أي نجيب ميقاتي، لم يُشعر الحزب يوماً بالحاجة إلى موازنة طغيانه على كل مفاصل الدولة، بالحد الأدنى من ماء الوجه. ثم أن عودة سعد، إذا ما تحققت، فستمثل عودة لما تمثله الحريرية من تقاطعات إقليمية (سنية) لا يشعر الحزب اليوم بعبئها!

صحيح أن حزب الله لم يكن ليعبأ بالتقاطعات السنية، إذا ما حضرت في ظل رئيس للحكومة ممثلاً لها، إلا أن المهمة ستكون أصعب عليه، وهو لن يحظى والحال هذه برئيس للسلطة التنفيذية يذيع بيان فتح الحدود والتحاق لبنان بالحرب، على ما فعل ميقاتي، أو بوزير للخارجية يعلن على الملأ أن قرار السلم والحرب في لبنان هو بيد حزب الله.

لكل هذه الأسباب جاءت العودة الخاطفة لسعد الحريري مشابهة لعودة المغتربين في الأعياد، أي أنها تنشط ذاكرة اللبنانيين لما كانوا عليه قبل أن تلم بهم المصائب الأخيرة، لكن لا يلبث هؤلاء المغتربون أن يغادروا تاركين وراءهم طوائفهم التي أنهكها الانهيار والانفجار، وها هي الحرب تأتي على ما تبقى لهم.

صور سعد التي ملأت السوشيل ميديا جاءت أقرب إلى بطاقة معايدة لجماعة أهلية ألم بها يتم تسبب به “ذوو القربى”، ويبدو أنها لن تلبث أن تركن إلى جانب صور العائلة في إحدى زوايا الصالون البيروتي. 

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 16.05.2024

“مفاتيح دبي”: عن علاقة إلياس بو صعب ببرج نورة الإماراتي!

برز الياس بو صعب كشخصية محورية في لبنان في السنوات الأخيرة الماضية وضجّت مؤخرًا وسائل الاعلام بخبر فصله من التيار الوطني الحر. تكشف وثائق مشروع "مفاتيح دبي" بالتعاون مع مشروع "الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد" OCCRP، عن امتلاك بو صعب ستة عقارات في برج نورة الاماراتي. تبلغ القيمة التقريبية للعقارات نحو 6.5 مليون دولار أميركي.