fbpx

لماذا مصر قلقة من معركة رفح؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

باتت مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، العنوان الجديد في الحرب الإسرائيليّة، إذ تضغط إسرائيل عسكرياً لاقتحام المدينة المحاذية للشريط الحدودي بين مصر والقطاع، وتضم حالياً مليوناً و400 ألف فلسطيني من السكان والنازحين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يعد الهجوم على رفح يُعد خرقاً واضحاً لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وما تشهده رفح ينسجم مع نوايا إسرائيلية ظهرت منذ بداية الحرب على غزة، وهي دفع السكان باتجاه “ترانسفير” جديد نحو مصر، وهذا مثار قلق واسع في مصر، عبر عنه الرئيس السيسي بوضوح حين رفض تهجير سكان القطاع نحو سيناء بوصفه “تصفيّة للقضية الفلسطينيّة”.

النظر إلى المعطيات الحالية يكشف أن إسرائيل حققت أهم أهدافها السياسية بتدمير شبه كامل لقطاع غزة، وتخريب البنية التحتية وخلق معاناة هائلة لسكانه تجبرهم على النزوح والرحيل. كما أن أحد أبرز أهداف إسرائيل هو السيطرة على محور فيلادلفيا وفي القلب منه مدينة رفح، ومن ثمّ محاصرة القطاع من جميع النواحي.

يقع محور فيلادلفيا على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ويشكل شريطاً عازلاً  بطول “14 كم” بين مصر والقطاع، وأنشئ عليه معبر رفح البري، الذي يمثل المنفذ الرئيسي للغزيين على العالم الخارجي. السيطرة الإسرائيليّة على المحور والمعبر، تعني محاصرة القطاع بالكامل، والتحكم في كل ذرة هواء تدخل القطاع، بالإضافة إلى التحكم في تنقلات الأفراد.

الأرجح أن الخطة الإسرائيلية تسعى الى خلق هذه الحالة الكارثية في القطاع، أي جعل الحياة لأكثر من مليونَي فلسطيني جحيماً، لإجبارهم على القبول بأي شيء يُمنح لهم، سواء كان إدارة محلية تضعها إسرائيل، أو دفعهم الى التهجير الطوعي والإجباري نحو مصر.

التهجير… أكبر من حمام دم 

استهداف المساحة الضيقة (55 كيلومتراً) والمكتظّة بالغزيين، قد يؤدي إلى تدفق النازحين عبر الحدود إلى مصر، وهو ما تخشاه مصر التي عززت الأمن على حدودها على القطاع عبر إرسال عشرات الدبابات وإقامة جدار خراساني تعلوه أسلاك شائكة وأجهزة مراقبة. 

يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن اجتياح رفح سينتج منه “نزوح إجباري” إلى الحدود المصرية، وهو ما يدفع الى توتر العلاقات المصرية – الإسرائيلية، ما سيجعل مصر “مضطرة لتعليق اتفاقية السلام والسماح للفلسطينيين بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل من على أرضها”.

شدّ الحبال على محور “فيلادلفيا”

نقلت الإذاعة الإسرائيلية أخيراً أن المسؤولين المصريين أبلغوا الجانب الإسرائيلي، بأنهم لن يعملوا على منع أي عملية عسكرية في رفح، طالما أُجريت من دون المسّ بالمدنيين الفلسطينيين هناك. 

 ردت وزارة الخارجية المصرية ببيان، في اليوم نفسه، حذرت فيه مما وصفته بـ”العواقب الوخيمة لمعركة رفح”، وما يكتنفها من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

أحدث هذا الشد والجذب الإعلامي بين الجانبين بلبلة، بين من يرى في التصريحات الإسرائيلية وسيلة للضغط بحجة حصول الجيش الإسرائيلي على ضوء أخضر مصري لاجتياح المدينة، وبين من يرى أن مصر لا تملك الأدوات اللازمة لثني إسرائيل عن اجتياح رفح.

الباحث في العلوم السياسية محمود هدهود يقول لـ “درج”، إن مصر أعطت الموافقة فعلاً كما تقول إذاعة الجيش الإسرائيلي، “لأن مصر لا تملك الرفض أصلاً، وليس لديها أدوات ضغط لمنع أي خطط إسرائيلية، لذلك لا بد من أن تنتهي إلى إقامة تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي تضمن تخفيف تبعات الهجوم المباشرة على الحدود المصرية من جهة، والتبعات الإقليمية من جهة أخرى”.

يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أيمن الرقب، في حديثه لـ”درج”، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يستخدم ورقة الاجتياح للضغط على حماس كي تخفف شروطها في التفاوض، كما أن مصر ترفض احتلال محور فيلادلفيا لتبعات ذلك على الأمن القومي المصري، إذ طالبت القاهرة أن يكون هناك ضغط أميركي لوقف هذه العملية خشية أن تتطور الأمور الى أكثر من دخول رفح.

الرفض المصري لسيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا يفسره الباحث محمود هدهود  بكونه عائداً إلى أن السيطرة على محور فيلادلفيا يعني تصفية النفوذ المصري في ملف غزة، وهو نفوذ مهم تستفيد منه مصر على المستوى الدولي في ظل التراجع الشديد في حضورها الدولي والإقليمي.

هل تفقد مصر القرار في القطاع المحاصر؟

هناك تخوفات مصرية بأن تكون الرغبة الإسرائيلية في بسط سيطرتها على الحدود تمتد الى ما بعد نهاية الحرب، وهي تخوفات يراها هدهود بلا أساس واقعي، فالسيطرة على محور فيلادلفيا تضر مصالح إسرائيل أكثر مما تنفعها، لأنها تجعلها مسؤولة بالكامل عن إعاشة قطاع غزة، وتعني عملياً إعادة احتلال القطاع وعدم فك الارتباط كما فعلت إسرائيل منذ 2005، لذلك فإن الوضع الأفضل لإسرائيل هو بقاؤها في موقع “المتحكم من دون مسؤولية” كما هو حاصل حالياً.

تسعى إسرائيل الى تضييق الحصار على القطاع الذي يضم 7 معابر، منها 6 معابر تحت سيطرة تل أبيب بشكل تام، والمعبر الوحيد الخارج عن السيطرة الإسرائيلية هو معبر رفح الحدودي الذي يربط غزة بمصر، وفقدانها السيطرة عليه، يعني غياب أي قرار مصري في ما يخص القطاع.

وفي هذا السياق، تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن حكومة نتانياهو ترغب في نقل موقع معبر رفح ليكون قريباً من معبر كرم أبو سالم، ومن ثم تستعيد إسرائيل سيطرتها الأمنية على المعبر.

يتفق هنا هدهود مع الرقب في أن اجتياح رفح يعني اندفاع أعداد ضخمة من اللاجئين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، ولا يمكن فعلياً إيجاد طريقة لإجلاء المدنيين من رفح كما تدعي الولايات المتحدة وإسرائيل غير تهجيرهم إلى سيناء.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.