fbpx

اننتُخب ترامب أم بايدن؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

منذ اندلاع الحرب في غزة، والموقف الأميركي “سياسياً” متخاذل، إثر ذلك علت الأصوات الغاضبة دولياً من دون تفرقة بين الموقف المتباين سياسيا وشعبياً، حتى بلغ بعضها حد كراهية بلد بكامله، وهذا العالم لم يعد يحتمل هذه الكراهية كلها، فهي لا تضيف الى الأمر سوى مزيد من الاحتقان.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في ليلة وضحاها، تصدّر اسم آرون بوشنل بلغات عدة محركات البحث ومواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي، بعدما أضرم النار بنفسه أمام عدسته والسفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية واشنطن تنديداً بمجازر غزة. 

بوشنل، أو بوعزيزي أميركا، كما سماه البعض، عسكري تابع للقوات الجوية الأميركية يبلغ 25 عاماً، لم يحتمل العيش وسط الصراع الداخلي الذي نعيشه جميعاً، وبخاصة عندما تكون من بلد له يد أصيلة في هذا الألم كله الذي نتابعه على مرأى العالم. 

خلال العقد الأخير، أدت المنافسة السياسية الأميركية داخلياً إلى توترات وصراعات شعبية قادت البلاد إلى انقسامات عرقية بليغة، بعد عقود من الجهود والعمل المجتمعي على اندماج الأعراق المتعددة، فالديمقراطيون يستحوذون على تأييد غالبية الأقليات الموجودين في غالبيتهم في سواحل أميركا وأطرافها، بينما يرتكز مؤيدو الحزب الجمهوري في الداخل الأميركي من غالبية البشرة البيضاء. تصنيف أنصار الحزبين يشمل عوامل أخرى متعددة، ولكن أسلّط الضوء هنا على التعددية العرقية والمكون الديمغرافي بشكل خاص. 

انجرفت الولايات المتحدة، البلد الذي نشأ على أساس الهجرة، خلال السنوات السابقة نحو لغة التفرقة العرقية، فتوسع الشرخ وسط أحد “أكبر الأعراق” في أميركا نتيجة لجدار المكسيك الذي تبناه ترامب ولغته تجاه المهاجرين من جنوب أميركا، ثم ظهر حراك “حياة السود مهمة -Black lives Matter” بعد تكرار أعمال العنف تجاه أميركيين من أصول أفريقية، كما أدت أخيراً سياسات بايدن المتعلقة بمجازر غزة الى خسارة فادحة للحزب الديمقراطي من الأميركيين ذوي الأصول العربية.

“ثأر ترامب”؟

 مع كل أزمة أو قرارات سياسية متطرفة، تتحد أطراف وتتفك أخرى، ما يجعل الانتخابات الأميركية التي تتأهب لفتح أبوابها، أكثر حرجاً من سابقاتها. لكن ما البديل، وهل هناك أمل للخروج من تحت جناحي القوى المسيطرة على الانتخابات؟

نعلم جميعاً أن الحديث عن منافسة المستقلين لمرشحي الحزبين في الولايات المتحدة أشبه بالخيال، لكن أول الغيث قطرة، وقد تكون الولايات المتحدة في طريقها الى قبول خيارات أخرى تماماً كما تقلبت أحوال الحزبين منذ نأشتهما حتى يومنا هذا. 

انتخابات 2024 ليست إلا نسخة مكررة لسابقتها 2020، ويمكن عنونتها بـ”ثأر ترامب”، فبعدما تشبث الأميركيون بخيط من الأمل إثر تقليد أول رئيس أميركي من أصول أفريقية، يليه اقتراب امرأة للوصول الى البيت الأبيض، نعود اليوم لنعيش المشهد ذاته، مرشحان ذكور من العرق الأبيض للمرة الثانية على التوالي، على رغم التوقعات المرجحة لانسحاب بايدن، وهو ما أميل إليه أو ربما حدوث أي أمر طارئ يغير من مرشح الديمقراطيين!

 أياً كان، هكذا تتجلى الصورة النمطية عن أميركا، بخاصة تلك التي يروج لها ترامب وأشباهه، بأن العرق الأبيض هو “الأصل” في هذا البلد، ثم يدور نقاش حول أصول زوجته ميلانيا وشهادة ميلادها، وعن أصول الرئيس السابق باراك أوباما، ليتم الأخذ بأن ترامب أميركي أصيل، وكأن المحتل الأبيض بات هو الأصل وليس مهاجراً مثله مثل غيره.

مستقبل المرشّحين المستقلّين

 الجديد واللافت هذا العام، هو نمو الالتفاف حول المرشحين المستقلين أكثر من أي عام مضى، فنسختا هيلاري وأوباما تبدوان أكثر إنسانية وأقرب الى الشارع الأميركي، والمقصود مرشّحة الحزب الأخضر جيل ستاين، الطبيبة والناشطة التي شكلت خياراً مناسباً لداعمي الحركة النسوية والحقوقية  في انتخابات 2016، لتسحب أصواتاً من هيلاري كلينتون، فيما يشكل المرشح من أصول أفريقية كورنيل ويست الناشط في العدالة العرقية خطراً أكبر على المرشح الديمقراطي بايدن، وهو الذي برز أخيراً بدعمه القضية الفلسطينية ووقف النار في غزة، ما يجعله خياراً مفضلاً لأنصار الحريات اليائسين من التوجه الديمقراطي، الذي كشّر عن أنيابه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ما سبق  يعني ترجيح خسارة بايدن أمام دونالد ترامب، والذي بدوره يواجه خصماً مستقلاً لا يقل خطورة، وهو جون أف كينيدي جونيور. وعلى رغم أن هذا يجعل من كورنيل وستاين وكينيدي وغيرهم خيارات وآمالاً، مع اليقين المسبق بعدم فوز أحدهم وسط هذه الانشقاقات، إلا أنهم يفتحون الأبواب على مصراعيها للمستقلّين ولثقة الناخبين، وللأشكال المختلفة من السياسات التي ملّ منها المواطن الأميركي.

منذ اندلاع الحرب في غزة، والموقف الأميركي “سياسياً” متخاذل، إثر ذلك علت الأصوات الغاضبة دولياً من دون تفرقة بين الموقف المتباين سياسيا وشعبياً، حتى بلغ بعضها حد الكراهية تجاه بلد بكامله، وهذا العالم لم يعد يحتمل هذه الكراهية كلها، فهي لا تضيف الى الأمر سوى مزيد من الاحتقان. 

الناس ليسوا بخير في أميركا

قاطع الأميركيون في الداخل بتعدّد أعراقهم وأحزابهم، شركات أميركية داعمة لإسرائيل، وساروا وما زالوا يسيرون في الشوارع تنديداً بمجازر غزة والمطالبة بوقف النار، حتى أن آرون فعل ما لم يفعله عربي في بلد من تلك البلاد التي تحتضن أو لا تحتضن سفارات إسرائيل، ولا أشجع لمزيد من تصرّف آرون، ولكن هذا ما يحدث في الولايات المتحدة، الناس ليسوا بخير وهم يتابعون كل هذا الألم، الأميركيون يخوضون حرباً أخرى داخلية لينقذوا أنفسهم وبلادهم، وما تمر به غزة لا ينحصر سياسياً بأميركا، فنحن أمام تكالب على غزة وفلسطين وقضيتها كاملة.

الولايات المتحدة ليست بايدن ولا ترامب، ليست بيضاء ولا شقراء ولا سمراء، هي ذاك المزيج كله، مهما حاولوا من الداخل والخارج تنميط صورتها، ومهما تسلط عليها أشخاص من عرق دون هي بلد شاسع واسع له نجاحات تقنية وطبية وغيرها بقدر إخفاقات ساسياته. الولايات المتحدة هي نحن ، عرب ولاتينيون وأفريقيون وأوروبيون وآسيويون وسكان أصليون وغيرهم، هذه هي أميركا، وما تفعله سياساتها لا يعني وعي مكوّنها الأساسي “الشعب” وقبوله به. 

آرون الشاب الأميركي من ذوي البشرة البيضاء أو ربما الأصول الأوروبية، ليس عاطلاً من العمل ولا أسود ولا مسلم ولم يهاجر من جنوب أميركا أو آسيا، غير أن المنحى الحاد الذي تتّجه إليه الولايات المتحدة منذ عقود، والذي تأزم وبات أكثر وضوحاً بعد تداعيات الجائحة، اقتصادياً وسياسياً على المستويين الداخلي والخارجي، قاد شاباً مثل آرون الى الخروج عن صمته بطريقة مؤلمة وصادمة للأميركيين والعالم. 

لروحك الرحمة يا آرون. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.