fbpx

بيت لقيا… سلة رام الله الخضراء المحاطة بجدار الفصل العنصري

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في بيت لقيا، يعيش المواطن الفلسطيني تحديّاً لزراعة أرضه قد يصل حدّ المخاطرة بحياته. بين جدار فصل عنصري واعتداءات مستوطنين بحماية الجيش الإسرائيلي، يقف المزارع محاطاً بجملة من المخاطر في ظل ظروف تعيق الحركة والتسويق وتوفير مصادر مياه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يسكن فايز شكري في قرية بيت لقيا، غرب مدينة رام الله، يمتلك أرضاً زراعية تبعد نحو 500 متر فقط من الجدار الفاصل، ما يجعله معرضاً بشكل دائم للغاز المسيل للدموع الذي يطلقه عناصر الجيش تجاهه  وحملات التفتيش اليوميّة، حاله حال المزارعين في المنطقة عدا عن تكسير معداتهم.

يواجه شكري أيضاً، اعتداءات المستوطنين الذين يحميهم الجيش الإسرائيلي. يقول شكري: “لدي أرض، وعادة كنت أزرعها كنوع من التسلية وكوني أحب الأرض، ولكن بعد توقّفي عن العمل داخل الخط الأخضر توجهت فوراً الى الزراعة. أمتلك دونمي أرض واستأجرت دونمين آخرين، أنا أبٌ لستة أطفال وأريد أن أعيلهم. بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بدأت فوراً زراعة أرضي مستفيداً من خبراتي في المجال”. 

يعاني شكري من محدودية السوق، إذ يقتصر تسويق منتجاته على منطقة رام الله، نظراً الى صعوبة التنقّل بين مناطق الضفة الغربية نتيجة الحواجز والعراقيل الإسرائيلية، بالإضافة إلى شحّ مصادر المياه، لكنّه مصر على البقاء في أرضه التي وصفها بالمقدّسة، مشيراً إلى أنه يمضي يومه كاملاً فيها.

“أمتلك دونمي أرض واستأجرت دونمين آخرين، أنا أبٌ لستة أطفال وأريد أن أعيلهم. بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بدأت فوراً زراعة أرضي مستفيداً من خبراتي في المجال”. 

بيت لقيا سلّة رام الله الخضراء 

قال رئيس جمعية تعاونية بيت لقيا، خضر عاصي، في حديثه لــ”درج”: “نحن كجمعية، أخذنا على عاتقنا فوراً مساعدة العمال الذين توقّف عملهم في أراضي عام 1948، فشجّعناهم على الزراعة وقدمنا المساعدة لهم بالمدخلات الزراعية من معدات وأشتال لزراعتها، كون بيت لقيا منطقة زراعية ويجب أن يتم استغلالها، ونحاول زراعة أصناف غير موجودة في مناطق أخرى”.

أضاف عاصي أن الجمعية التي تشكّلت فكرتها في أواخر الـ 2016 بـ 53 عضواً وعضوة، عدد أعضائها اليوم 121، عقدت آخر اجتماع لها قبل الحرب بشهرٍ واحد وتوقفت الاجتماعات بعد ذلك. لكنها تضم اليوم مئات المزارعين، وتعتبر البلدة اليوم السلة الخضراء لمحافظة رام الله والبيرة.

نوّه عاصي إلى أن أهالي بيت لقيا يعتمدون بشكل أساسي على العمل داخل الخط الأخضر، وبعد الإغلاقات الإسرائيلية وقرار منع العمال من الدخول، شجّعت الجمعية العمال على الزراعة وإنشاء البيوت البلاستيكية كمشاريع خاصة لهم، مؤكداً أن العودة الى الزراعة تُعتبر من إيجابيات توقّفهم عن العمل داخل إسرائيل، لكنهم يواجهون صعوبات كبيرة أبرزها الإغلاقات والحواجز ومنع الاقتراب من الأراضي الزراعية القريبة من جدار الفصل الإسرائيلي، وهجمات المستوطنين، وإشكالية تسويق المنتجات، كون معظم الإنتاج كان يذهب الى المطاعم والفنادق، ولكن بسبب توقف السياحة تراجع الطلب من هذين القطاعين.

دعم المنتج الوطني

من جهته، قال مدير مديرية زراعة رام الله والبيرة المهندس أحمد لافي، في حديث لـ “درج”، إن بيت لقيا تعد منطقة زراعية تنتج الورقيات وتتمتع بظروف جوية مناسبة لإنتاج محاصيل زراعية مختلفة عن باقي المناطق، مثل فاكهة التين وأنواع الخضروات كافة. وتعد مجتمعاً ريفياً منتجاً يمتلك أيضاً مساحات شاسعة من الزيتون، بالإضافة إلى الدواجن.

وأشار لافي إلى أن وزارة الزراعة الفلسطينية تقدم الإرشادات الممكنة كافة للمزارعين، ووزعت في إطار مشروع “تخضير فلسطين” أشتال زيتون وبستنة، على أن تبدأ في توزيع أشتال خضروات قريباً، منوهاً إلى أن الوزارة تعتمد سياسات تحظّر إدخال المنتج الإسرائيلي الى السوق الفلسطينية في إطار دعم المنتج الوطني.

يُذكر أن بلدة بيت لقيا تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة رام الله، وتبعد عنها 21 كم، وتبلغ مساحتها الكلية نحو 8500 دونم، معظمها صالحة للزراعة، وتُزرع فيها الحبوب والبقوليات والخضار والأشجار المثمرة الأخرى، وفيها مساحات واسعة مزروعة بالزيتون.

وقعت أراضي بلدة بيت لقيا ضمن مخطط المرحلة الثالثة من إقامة جدار الفصل  العنصري الإسرائيلي، التي بدأت عام 2003 ضمن سياسة توسعية قمعية تقوم على منطق مصادرة الأراضي والسيطرة عليها، بما في ذلك ضم المستوطنات ومحاصرة المناطق الفلسطينية، ما أدى إلى مصادرة جزء كبير من أراضيها.

وعلى الرغم من الانتقادات الدولية المتواصلة التي تعارض بناء الجدار، والتي كان أبرزها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإحالة قضية الجدار إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، وقرار هذه المحكمة بعدم شرعية هذا الجدار، استكملت الحكومة الإسرائيلية وبوتيرة حثيثة أجزاءً إضافية من الجدار لإقرار حقائق على الأرض، خصوصاً في الجدار الذي يقام شرق القدس. 

هذا وينقسم البناء في الجدار إلى ثلاث مراحل، ولكل مرحلة مواصفاتها الخاصة، بالإضافة إلى البناء في غلاف القدس.