fbpx

دعوة الراهبة اللبنانيّة مايا زيادة إلى الصلاة للجنوب تثير موجة تحريض وتضامن “منسّق”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أدت دعوة الراهبة مايا زيادة إلى الصلاة لنصرة مقاتلي حزب الله في الجنوب، أثناء المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، إلى إثارة الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي، وصاحبت ذلك نشاطات إلكترونية تنتقد الراهبة وأخرى تتضامن معها، تخللتها منشورات من حسابات وهميّة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

دعت الراهبة اللبنانية، مايا زيادة، طلاب مدرسة “الحبل بلا دنس” في جبل لبنان ذات الغالبية المسيحية، إلى الصلاة “للجنوب ولأطفال الجنوب، لأهالي وأمهات الجنوب، ولرجال المقاومة”، حسبما ظهر في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في 10 آذار/ مارس.

عكست ردود الفعل حالة الانقسام السياسي والطائفي في البلاد، وأثار الفيديو حملة انتقادات ضد مايا زيادة، فيما ظهرت حملة تضامن واسعة معها، تخللتها منشورات من حسابات وهمية.

تحريض ضد الراهبة 

لم تكن هناك وسوم محدّدة موجّهة ضد مايا زيادة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، لكنها كانت في مرمى هدف انتقادات أطلقتها حسابات مؤيدة لقوى سياسية مسيحية، لا سيما حزبَي القوات والكتائب اللبنانية، وحملت هذه التدوينات خطاباً تحريضياً ضد زيادة. 

استدعت الحسابات مشاهد مصوّرة من اشتباكات مسلّحة وقعت في السنوات الأخيرة بين أنصار حزب الله وحركة أمل الشيعية من جهة، ومسلحين آخرين في منطقة عين الرمانة، حاضنة حزب القوات اللبنانية.    

رافقت الصور المنشورة تعليقات تحريضية وهجومية تصف مايا زيادة بأنها “راهبة مضلَّلة ومضلِّلة”، “كافرة”، “منحرفة”، “هبلة”، “جاهلة”، و”مدسوسة بالكنيسة”، ومن “الشياطين”. كما تنتقد دعوتها الى الصلاة لـ”إرهابيين”. 

وسخرت منها حسابات أخرى، قائلة: “وبدك صلّيلك عندما تغزو عين الرمانة شيعة شيعة”. وانتقد بعضهم قراءة الراهبة قصيدة محمود درويش “جواز سفر”.

كما يُظهر محتوى الحسابات انخراط بعضها في حملات منظّمة مناهضة لحزب الله، تدعو إلى إنهاء نفوذه. وبرز نشاطها في وسوم منسّقة عدة، عاودت الظهور إلى الفضاء الافتراضي في الآونة الأخيرة؛ مثل: #سيد_الانتصارات_الوهمية، #حزب_الله_الارهابي، #لبنان_لا_يريد_الحرب، #طرد_حزب_الله_و_ايران، #حزب_الله_سرطان_لبنان.

كما روّجت حسابات لمعلومة غير موثوقة تفيد بأن إدارة المدرسة قرّرت منع الأخيرة من التعليم نهائياً ونقلها من مدرسة الغبالة إلى مكان آخر، وهو ما نفته إدارة المدرسة في بيان لها، نظراً الى أن “زيادة لا تنتمي الى الهيئة التعليمية في المدرسة”.

تضامن منسّق مع الراهبة

مع تصاعد الهجوم ضد الراهبة، ظهر وسم #متضامن_مع_مايا_زيادة، بدعم من أنصار حزب الله وآخرين، واجتذب الوسم أكثر من 8 آلاف تدوينة على “إكس”، وشُوهد 533 ألف مرة، مع احتمالية وصول إضافية قوامها 4 ملايين مشاهدة. 

وشهد الوسم  8756 حالة تفاعل منذ ظهوره في 11 آذار، حسب إحصاءات أداة Meltwater الرائدة في تحليل محتوى الشبكات الاجتماعية.

ظهر الوسم إثر دعوة على قناة  “ملتقى الإعلام المقاوم – سيميا” على تطبيق “تلغرام”، بالتدوين باستخدام الوسم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفق رصدنا ما تنشره هذه القناة، فإنها ترتبط بنشاطات حزب الله الإلكترونية، وعادة ما تكون بداية الحملات المعبّرة عن مواقف الحزب واتجاهاته منها؛ بما في ذلك حملات التشويه والتصيد. 

يملك الملتقى حسابات مختلفة على الشبكات الاجتماعية، تنشط بشكل متزامن عند إطلاق الحملات. على سبيل المثال، كان الفاصل الزمني بين منشوري الدعوة إلى الحملة على “تلغرام” و”إكس” دقيقة واحدة فقط.

نسخت حسابات عدة محتوى الدعوة للتدوين عن مايا زيادة؛ بما في ذلك نسخ لقطة الشاشة التي تحمل شعار ملتقى الإعلام المقاوم (سيميا)، وأعادت نشرها على “إكس”.

وحشد حساب “مركز نسيم للإعلام المقاوم في منطقة البقاع” لحملة التضامن مع مايا زيادة. ودشن “نسيم” حملته من “تلغرام”، مستخدماً محتوى “سيميا” نفسه.

فيما كرّرت حسابات وهمية نشر محتوى موحد، أتبعته بوسم “مركز نسيم”. ويتّضح من مؤشرات نشاط الحسابات أنها آلية، نظراً الى تشابه المحتوى المنشور وقلة عدد المتابعين وكثافة النشر والانخراط في قضايا إقليمية ترتبط بحزب الله وإيران.

يحظى حساب مركز “نسيم” على “إكس” بمتابعة شخصيات كثيرة مرتبطة وقريبة من حزب الله؛ مثل جواد نصر الله، نجل الأمين العام للحزب، وحسين مرتضى، مدير مركز سونار الإعلامي، الذي شارك هو الآخر في الحملة المنسّقة.

إلى جانب ذلك، ظهرت ملصقات مُنتجة عن طريق أدوات تعديل الصور، تظهر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، في هيئة أعضاء تنظيم داعش. وكُتب على الصورة “الدواعش الجدد”، مع وضع شعار حزب القوات.

 شاركت في هذه الموجة حسابات وهمية لتضخيم رسالتها الهجومية على جعجع وأنصاره من مهاجمي مايا زيادة. تضم الحسابات منشورات دعائية لحزب الله، بعضها لا يضع صوراً، والبعض الآخر ينحصر دوره في القيام بالريبوست/إعادة نشر المحتوى. 

حمل وسم #متضامن_مع_مايا_زيادة مؤشرات أخرى إلى التلاعب في سياسات منصة “إكس” بالقيام بنشاطات غير أصيلة؛ مثل زيادة معدل إعادة مشاركة محتوى الوسم (الريتويت/الريبوست) بنسبة 68.5 في المئة من إجمالي المنشورات التي تحتوي على الوسم، بما يوازي 6 آلاف تدوينة، مقابل 585 تدوينة أصيلة فقط. 

كانت هناك مفارقة ثانية، وهي وجود 6 آلاف تدوينة من أصل 8 آلاف تدوينة، صادرة من حسابات غير معروف مكانها؛ وهو مؤشر إلى وجود نشاط منسق غير تلقائي. في حين جاء لبنان في صدارة البلدان التي انطلقت منها تدوينات معروف مكانها، بـ1400 تدوينة فقط، تليه الولايات المتحدة والعراق وسوريا وألمانيا واليمن، بحسب إحصاءات Meltwater.