fbpx

هآرتز: المعركة بين إسرائيل وإيران تنتقل من سوريا إلى لبنان

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يشعر الجيش الإسرائيلي بالقلق من تعزيز حزب الله لمهاراته بفضل مشاركته في الحرب الدائرة رحاها في سوريا، وعودة بعض وحداته القتالية إلى لبنان. أما وراء الحدود، تتزايد شكوك اللبنانيين إزاء إسرائيل، مما يحوّل حذرهم إلى تهديداتٍ كامنةٍ.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يشعر الجيش الإسرائيلي بالقلق من تعزيز حزب الله لمهاراته بفضل مشاركته في الحرب الدائرة رحاها في سوريا، وعودة بعض وحداته القتالية إلى لبنان. أما وراء الحدود، تتزايد شكوك اللبنانيين إزاء إسرائيل، مما يحوّل حذرهم إلى تهديداتٍ كامنةٍ.

لقد اتضح أن حادثة الخميس الماضي، التي شهدها المجال الجوي السوري، وبالغت وسائل الإعلام العربية في اعتبارها ذات بعدٍ دراماتيكي، لم تكن سوى حدثاً بسيطاً نسبياً.

وقد أطلقت الدفاعات الجوية السورية، بعد تحديدها ما اعتبرته حركة غير عادية من قبل الطائرات الإسرائيلية في جنوب سوريا، 20 صاروخاً مضاداً للطائرات، لكن، على النقيض من المزاعم السورية، لم تصب هذه الصواريخ أيٍ من الطائرات أو الصواريخ الإسرائيلية.

ولم تقدم سوريا أي معلوماتٍ موثوقة حول أي ضررٍ مزعومٍ ناتجٍ عن الهجمة الإسرائيلية. ولم تدن روسيا الحادث ولم تُصدر حتى تعليقاً رسمياً. ورغم سقوط شظايا صاروخ سوري في الجزء الإسرائيلي من مرتفعات الجولان، لم يسبب ذلك أي أضرارٍ.

وعلى غرار العديد من الحوادث الأخيرة، يبدو الأمر وكأنه رد فعلٍ سوريٍ مبالغٌ فيه. وقد أدى آخر رد فعلٍ مُفرط إلى إسقاط سوريا بطريق الخطأ طائرة تجسسٍ روسيةٍ في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقع حادث يوم الخميس بعد ساعاتٍ قليلةٍ من إدلاء رئيس المخابرات العسكرية السابق عاموس يادلين بتصريحٍ غير عادي.  إذ صرح يادلين، الذي يرأس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، لمحطة إذاعية أن إيران قد غيّرت مؤخراً من سلوكها في المنطقة. وأردف قائلاً “إلى جانب غضب روسيا تجاهنا وإعراضها عنا، أعتقد أنهم وجهوا أيضاً رسائل قوية إلى إيران، تحذرهم من خلالها بأن تحصيناتها العسكرية ومصانع الصواريخ التي أنشأوها في سوريا تضر بالجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في سوريا”.

وأضاف قائلاً أن “سوريا غير المستقرة لا تخدم مصالح الروس. لقد تضاءلت الهجمات الإسرائيلية وتكاد تتوقف تماماً، وأعتقد أن مرد ذلك ليس لأننا لا نريد [تنفيذ الهجمات]، ولكن لأن الإيرانيين غيروا تكتيكاتهم، ويقومون حالياً بنقل كل شيء إلى لبنان”.

 

نتيجة التغيرات التي فرضتها روسيا، انتقلت المعركة الإسرائيلية الإيرانية إلى حدٍ كبيرٍ، لتواصل مجراها داخل أراضي دول أخرى.

 

هكذا يقول يادلين بشكلٍ صريحٍ، ما ألمح إليه العديد من المسؤولين الإسرائيليين مؤخراً، أي أن نتيجة التغيرات التي فرضتها روسيا، انتقلت المعركة الإسرائيلية الإيرانية إلى حدٍ كبيرٍ، لتواصل مجراها داخل أراضي دول أخرى.

تعرب إسرائيل، وفق ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، عن قلقها بشأن الجهود الإيرانية – وحزب الله، من أجل إنشاء خطوط إنتاج للأسلحة بالغة الدقة في لبنان. ويجري الآن تهريب بعض المكونات الضرورية لإنتاج هذه الأسلحة عبر الرحلات المتكررة من طهران إلى بيروت، بدلاً من استجلابها براً عبر سوريا.

يشهد لبنان العديد من التغييرات المقلقة بالنسبة لصناع القرار الإسرائيليين، منها الجهود الساعية إلى بناء مصانع أسلحة دقيقة؛ وتعاظم اهتمام روسيا بالأحداث الجارية في لبنان، بعد تعزيز مظلتها الدفاعية الجوية فوق سوريا؛ وعودة بعض مقاتلي حزب الله من سوريا بعدما ما أصبحت الحرب الأهلية هناك شبه منتهية، وتغيير أماكن انتشارهم في لبنان؛ واستمرار تطوير الحاجز الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية، الذي سوف يقترب من المناطق المتنازع عليها بين البلدين، بالقرب من روش هانيكرا ومنارة.

وسبق أن أعلنت إسرائيل بأنها تعتزم مواصلة بناء الحاجز على الرغم من التحذيرات اللبنانية.

ربما لا يسعى حزب الله إلى الدخول في حرب مع إسرائيل في الوقت الحالي، إلا أن تحسين قدراته الهجومية خلال الحرب الأهلية السورية وعودة بعض وحداته إلى لبنان، يقلق الجيش الإسرائيلي.

وفي هذه الأثناء، تزداد شكوك لبنان حول الخطط الإسرائيلية، الأمر الذي يقود بدوره إلى تهديدات مضادة. وفي هذا الصدد نشر حزب الله في نهاية هذا الأسبوع، فيديو يتضمن تهديدات، يظهر صوراً جوية لمواقع إسرائيلية مختلفة، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ويشمل هذا المقطع المصور تعليقاً بالعبرية يقول فيه “إذا حدثتكم أنفسكم بشن هجومٍ، فسوف تندمون على ذلك”.

وجاء رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على ذلك الشريط باللغة العربية، من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، قال فيه “منْ كان بيته من زجاج، حري به ألا يلقي بالحجارة”.

الجدير بالإشارة أن كل هذه التطورات تحدث بعد أقل من أسبوعين من تحذير نتنياهو في خطابه عن وضعٍ أمنيٍ خطيرٍ. وكان لخطابه دوافع سياسية، حاول فيه بنجاح، إبقاء حزب هبايت هيهودي (البيت اليهودي) داخل الحكومة بعد استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وسحب حزبه إسرائيل بيتنا من الائتلاف الحاكم.

لكنه أثار أيضاً تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تخطط لشن هجوم أم لا، وبما أن موقف نتنياهو من قطاع غزة واضحٌ إلى حدٍ ما، سعياً منه إلى تجنب الحرب مع حماس ما أمكن ذلك، فقد ركز اهتمامه باتجاه حزب الله.

وقد مدت الحكومة مؤخراً فترة مهام رئيس الأركان الفريق غادي آيزنكوت لمدة أسبوعين إضافيين، إلى منتصف يناير/كانون الثاني، وبعد ذلك بفترة وجيزة، أعلن آيزنكوت أنه ألغى رحلة كان يعتزم القيام بها إلى ألمانيا.

ومع ذلك، فكل من يحاول ربط هذه الأحداث ببعضها لاستخلاص نتائج، قد يكون متسرعاً ومستبقاً للأحداث، فلو كانت الحرب متوقعة، لا يمكن تمديد فترة مهام رئيس الأركان لأسبوعين فقط. ولو تم التخطيط للحرب فعلاً، ما كان ليعلن على الأرجح خبر التمديد.

قد يكون التفسير الأكثر ترجيحاً للأحداث الجارية، هو التوقع الفعلي لهذه التوترات، بسبب التغييرات في الشمال وما يبذله حزب الله من جهود للحصول على أسلحة أكثر تطوراً، لكن لا يوجد مع ذلك مسار حتمي يقود لا محالة إلى الحرب.

من الجدير بالذكر أن إسرائيل وحزب الله مرّا بفترات مماثلة في السنوات السابقة، ومع ذلك تمكنا من الحفاظ على وضعٍ شبه هادئ خلال 12 عاماً منذ حرب لبنان الثانية.

 

هذا المقال مترجم عن Haaretz.com ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي