fbpx

في المعضلة اليمنية…عدو عدوك هو عدوك أيضا!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اليمن اليوم عالم فيه عدو عدوك هوعدوك أيضا. بل ربما يكون اكثر عداء لك من العدو المشترك الآن!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كيف يمكن بناء السلام في عالم مليء بالأعداء وخالٍ من الأصدقاء؟
في الخطاب الذي ألقاه مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في حزيران (يونيو) الماضي قال: “القول المأثور عدو عدوي صديقي لم يعد صالحاً للاستعمال… في الشرق الأوسط المعاصر عدو عدوك قد يكون عدوك أيضاً. الشرق الأوسط يؤثر على العالم بأيديولوجياته المتطايرة وبأفعاله.” على سبيل المثال، يدعم الغرب حكومات العراق وتركيا، والميليشيات المدعومة إيرانياً في الحرب على داعش. لكن هذه الأنظمة، والقوى “السنية” و”الشيعية”، ليست صديقةً للغرب رغم عداوتها لداعش. وإذا انهزمت داعش، وهو ما سيحصل عاجلاً، فإن إيران قد تشكل إمبراطورية “الحزام الشيعي”، من طهران إلى بيروت، وهي بدورها تحمل أجندةً معاديةً للغرب. وتركيا التي كانت دولةً علمانيةً ذات علاقة معتدلة مع الغرب منذ نشأتها، تتحول على يد أردوغان إلى دولة تحكمها أيديوجيا إسلامية معادية لأوروبا والغرب عموماً. البديل الآخر أو الموازي، هو تحالف سني من أنظمة وحركات راديكالية، لا تقل معاداةً للغرب عن داعش (مثل الإخوان، والسلفيين). لكن “الحلف السني” يبدو مستحيلاً.  وإذا كان “الحلف الشيعي” قد نجح في تمتين وحدة صفوفه، عبر تبني خطاب سياسي ثوري معادٍ للغرب يتجاوز الخلافات بين المذاهب الشيعية المتحالفة (حزب الله، الحشد الشعبي، الحوثيون، شيعة الخليج)، فإن الحلف السني تبعثر قبل أن يلتئم، مشتتاً بين مركزين: سلفي (تدعمه السعودية والإمارات)، وإخواني (تدعمه قطر وتركيا). تركيا عدوة إيران (ظاهرياً على الاقل)، لكنها ليست صديقة السعوية. فهناك صراع مؤجل على زعامة العالم الإسلامي بين أنقرة والرياض. وقطر “السنية-الوهابية”، تبدو أقرب إلى إيران من جارها الوهابي، بعد الخلاف مع السعودية والإمارات. والإمارات بدورها، تدعم مداً سلفياً قد لا ترضى عنه السعودية. في اليمن، لا يختلف الوضع عن هذا القانون “الكيسنجري” المتشائم. التحالف العربي عدو الحوثيين وعدو الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكنه ليس صديقاً للحكومة “الشرعية”، ولا صديقاً للقوى السياسية المؤيدة للشرعية (خصوصاً حزب الإصلاح، الفرع اليمني للإخوان)، والأسوأ من ذلك، ليس صديق اليمنيين (غارات التحالف مسؤولة عن أكثر من 60% من ضحايا الحرب المدنييين). الرئيس السابق صالح عدو للحوثيين وحليف مؤقت لهم، لكنه ليس صديقاً لأعدائهم. والحوثيون أعداء للإخوان (عدو الخليج)، وللقاعدة (عدو الغرب)، لكنهم ليسوا أصدقاء لا الغرب ولا الخليج. والحراك الجنوبي الذي يطالب بدولة مستقلة في الجنوب عدو للحوثيين ولصالح، لكنه ليس صديقاً للشرعية.  لأن عدو عدوك صديقك، تغير جوهر الحرب في اليمن، مع دخولها السنة الثالثة من عمرها. لم تعد الحرب تدور بين طرفي “الشرعية” و”الانقلاب” بحسب السردية الرسمية والأممية. فقد تجمدت كل جبهات الحروب بين طرفي الحرب في تعز ونهم والجوف وباب المندب ومأرب. وبدلاً من ذلك، نشطت جبهات الحرب بين المتحالفين السابقين داخل كل طرف على حدى. في الجنوب مثلاً، تدور حرب باردة بين الحراك الجنوبي، المطالب بالاستقلال، والحكومة الشرعية. وقد تمكن الحراك من منع “الرئيس الشرعي” من العودة الى عدن، ورفض السماح لطائرته بالهبوط في المطار المدني الوحيد المفتوح. بهذا يكون الرئيس عبد ربه منصور هادي قد طرد من السلطة مرتين: المرة الأولى على يد الحوثيين عام 2014، والمرة الثانية على يد الحراك الجنوبي عام 2017. في تعز، تتصاعد المواجهات بين الإصلاح (أخوان اليمن)، والسلفيين المدعومين إماراتياً، الذين تحالفوا سابقاً لمواجهة الحوثي من دون أن يصمد هذا التحالف طويلاً. وفي صنعاء، تدور حرب اعتقالات وتعيينات وإقصاءات شرسة بين طرفي انقلاب الداخل (المؤتمر الشعبي العام، والحركة الحوثية) اللذين تعاونا على إسقاط العاصمة والحكومة في أيلول (سبتمبر) 2014. اليمن اليوم عالم فيه عدو عدوك هوعدوك أيضاً. بل ربما يكون أكثر عداءً لك من العدو المشترك الآن!. لا يمكن تحويل عالم الأعداء ومصيدة حرب الجميع ضد الجميع، إلى حالة سياسية داعمة للاستقرار والسلام إلا برؤية استراتيجية جريئة وواضحة، تتجاوز الحشد وصناعة الأعداء، إلى التوافق على الصداقة والسلام. حين دارت الحرب الملكية الجمهورية في اليمن بين 1962 و1970، لم تصبح المصالحة ممكنة إلا بعد توفر شرطين داخلي وخارجي. الشرط الأول كان هزيمة أحد اطراف الدعم الخارجي (مصر)، بعد نكسة 1967 وتفرد السعودية بالنفوذ الخارجي داخل اليمن، الأمر الذي مكنها من صياغة اتفاقية المصالحة في جدة عام 1970. والشرط الثاني هو تناقص الأطراف الداخلية المتصارعة (يمين جمهوري، يسار جمهوري، قوة ثالثة، ملكيين)، لتميل كفة الصراع لصالح طرف واحد هو “القوة الثالثة”، المعبرة عن صعود قوة القضاة والمشايخ وكبار العسكريين (الذين استطاعوا تصفية المنافسين تدريجياً في انقلاب تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، وأحداث آب (أغسطس) 1968). بعبارة أخرى ، بعد 8 سنوات من الحرب، تقلص عدد الأعداء-الأصدقاء، إلى عدو داخلي واحد، وعدو خارجي واحد، استطاعا الجلوس معاً والاتفاق على المصالحة وإنهاء الحرب، في حكومةٍ جمعت الملكيين والجمهوريين معاً. يجب أن يتوقف التحالف العربي وإيران عن صناعة أعداء جدد داخل اليمن. لا بد من تقليص عدد الأعداء، إن لم يكن ممكناً زيادة عدد الأصدقاء، للوصول إلى حل توافقي للمعضلة اليمنية.
[video_player link=””][/video_player]

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.