fbpx

انتفاضة الجنوب التي هزّت عرش الثنائي الأبدي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“مش حنخاف مش حنطاطي كل شبيحتك على صباطي وكل زعرانك على صباطي وكل كلابك على صباطي”… هتاف أطلقه الناشط مازن أبو زيد في النبطية، فماذا حصل؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“مش حنخاف مش حنطاطي كل شبيحتك على صباطي وكل زعرانك على صباطي وكل كلابك على صباطي”.

أطلق الناشط مازن أبو زيد هذا الهتاف العفوي في مسيرة احتجاجية في النبطية، رداً على قيام مجموعات تابعة للثنائي الشيعي بحرق خيمة الانتفاضة في المدينة.

إنما كالعادة وكما أصبح متوقعاً، بقي من أحرق خيم المعتصمين حراً طليقاً، فيما تم استدعاء مازن للتحقيق على خلفية الهتاف العتيد.

المفارقة أن الشاب لم يسمِّ أحداً في هتافه الذي يمكن اعتباره من الهتافات العامة والكثيرة التي ملأت ساحات الانتفاضة، لكنّ الهتاف الذي كان يمكن أن يمرّ مرور الكرام في زحمة الهتافات، يبدو أنه أزعج كثيرين واستفزّهم أشد الاستفزاز، من دون أن يسمّيهم أو يسمّي أي أحد! 

ومازن هو شاب من كفررمان، عمره 29 سنة، شارك في التظاهرات منذ بدايتها مدفوعاً بقناعته بأهداف الانتفاضة اللبنانية وبضرورة القضاء على الفساد المالي والسياسي.

يقول مازن لـ”درج” إن القصة بدأت عندما أقدم مجهولون (معروفو الهوية السياسية) على إحراق خيمة النبطية بحجة انتشار الفيديو المسيء عن الشيعة من شخص خارج لبنان، فقاموا بمسيرة تضامنية مع متظاهري النبطية في اليوم التالي. وأطلق مازن الهتاف الشهير وقُطع الطريق رمزياً لمدة 10 دقائق، ما أدى إلى تلاسن وتضارب مع القوى الأمنية.

وعندما سأل مازن عنصر الأمن، “أين كنت البارحة عند إحراق خيمتنا؟”، أتت الإجابة المدوّية: “كنا عم نتفرج عليكن”.

المفارقة أن الشاب لم يسمِّ أحداً في هتافه الذي يمكن اعتباره من الهتافات العامة والكثيرة التي ملأت ساحات الانتفاضة.

يؤكد مازن إنه لم يسمِّ أحداً، “وعندما يعتبر فريق سياسي نفسه معنياً بهتافي، فهذه مشكلته وليست مشكلتي”.

تعرّض مازن للتهديد، وأتى شبان إلى خيمة كفررمان وقالو للمتظاهرين إنهم لا يريدون شيئاً سوى رأس مازن، وذهبوا إلى بيروت وسألوا عنه في أماكن يرتادها، وفي إحدى خيم رياض الصلح أيضاً.

يوضح مازن أنه يحتفظ بجميع التهديدات التي وصلته، وهو بصدد تقديم دعوى ضد كل من هدده مباشرةً أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنه سيستمر في المشاركة في الانتفاضة ومن كفرمان تحديداً، إذ إن أبرز الأسباب التي دفعته للنزول إلى الشارع هو منطق التشبيح الذي يمارَس في المنطقة، عليه وعلى غيره، وهو ليس وليد اليوم، بل عمره سنوات طويلة.

وفي معلومات حصل عليها “درج”، فإن الدعوى بحقه هي دعوى حق عام، من قبل المحكمة العسكرية، ذُكر فيها أن مازن اعتدى على القوى الأمنية، وهو ما لم يحصل بتاتاً، وهو افتراء يشير إلى رائحة فبركة ملف وضغط على القضاء من الجهة السياسية نفسها المنزعجة من الهتاف.

عندما سأل مازن عنصر الأمن، “أين كنت البارحة عند إحراق خيمتنا؟”، أتت الإجابة المدوّية: “كنا عم نتفرج عليكن”.

أهل الجنوب المنتفضون قاوموا خلال أكثر من شهرين من الانتفاضة اللبنانية جميع أنواع القمع التي مورست بحقهم، لنهيهم عن النزول إلى الشارع. فتظاهرات الجنوب أخرجت الثنائي الشيعي عن طوره، وعمد مناصروه إلى الاعتداء على المتظاهرين حتى استخدام السلاح في أكثر من مناسبة، إضافة إلى استخدام الأجهزة الأمنية لفرملة التحرّكات. ووصل الأمر إلى دعاوى قضائية رُفعت بحق ناشطين، كما أن عناصر من شرطة مجلس بلدية النبطية اعتدوا على الناس، ليتحوّل دورهم من تنظيم السير إلى قمع انتفاضة شعبية تطالب بوقف الهدر والفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

هزت الانتفاضة الشعبية في الجنوب ثنائي “أمل” – “حزب الله”، إنما يمكن القول إنها أصابت صورة نبيه بري بضرر أكبر بكثير مما أصابت الحزب. فمنذ الانتخابات النيابية الأخيرة، لم يكن رئيس مجلس النواب ورئيس “حركة أمل” نبيه بري مرتاحاً، وقام باجتماعات عدة لتقييم وضع الحركة، عدا عن وجود خلافات داخل الحركة نفسها. ولولا تصويت مناصري “حزب الله” ربما لكان خسر الكثير من المقاعد الانتخابية. ثم أتت الانتفاضة وكسرت “قدسية” بري التي كانت لا تمس في الجنوب. تلك الهالة جعلت كثيرين يتحمّلون ويسكتون عن تجاوزات كثيرة. من هنا ربما يمكن فهم كمّ الشتائم التي تلقاها بري في أول أيام الانتفاضة في صور والنبطية. ومن هنا أيضاً يمكن فهم كيف لرئيس مجلس نواب شبه أبدي وأمير حرب وصاحب أكبر قناة توظيف وتشغيل في الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأجهزتها وقضائها، أن يخاف من هتاف شاب عشريني لم يسمِّه أصلاً…

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.