fbpx

تعرضت لانتقادات لأنها ترسم في الليل:
وجدان الماجد تتحدى “الظلام” بجدارياتها الزاهية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“هذه الجداريات تهدف إلى صناعة الجمال في بغداد من خلال نقل الفن إلى الشارع وإزالة اللون الرمادي و الغبار من شوارع العاصمة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يزدان مدخل منطقة الصدرية الشعبية وسط العاصمة العراقية بغداد بلوحة “بائعة البطيخ” للرسام العراقي الراحل حافظ الدروبي. اللوحة الأصلية بحجم صغير، لكن الفنانة التشكيلية العراقية وجدان الماجد ارتأت أن ترسمها بحجم كبير(جدارية) لتلفت أنظار المارّة في الشارع. رسومات وجدان باتت تنتشر في أكثر من مكان من العاصمة بغداد، وقد بدأت رحلة الرسم على جدران المدينة من جدارية حملت اسم “بغداد” نفّذتها أمام أمانة العاصمة، وبلغ طولها عشرة أمتار، لا يمكن إلا أن تلفت نظر من يمرّ من هناك بألوانها الزاهية وحجمها الكبير.

انطلقت الماجد في رسم لوحاتها الجدارية الضخمة من المطاعم الفارهة والجامعات الأهلية في العاصمة بغداد، ثم ارتأت الانتقال إلى تزيين الأبنية في المناطق البغدادية القديمة بجدارياتها الضخمة. من المعمارية الراحلة زها حديد إلى الشاعرين محمد مهدي الجواهري ومظفر النواب، تواصل الرسامة العراقية الموهوبة إضفاء السطوع على شوارع بغداد من خلال الرسوم الجدارية.

“درج” كان له دردشة مع الرسامة الشابة التي ولدت عام 1973 وترعرعت في بغداد، وهي حاصلة على شهادة الماجستير في فنون الرسم وتقوم بالتدريس في كلية الفنون الجميلة “لأساهم بإخراج دفعات من الطالبات والطلبة وهم يعشقون الرسم لبلادهم”، كما تقول.

وتضيف الماجد أن “التفاعل مع رسوماتي كان أكثر في المناطق الشعبية والمباني المهجورة من العاصمة بغداد، فعيون الناس بدأت بالانتباه إلى الألوان قبل الأسلاك الشائكة لمولدات الكهرباء الأهلية التي تحجب بكثافتها النظر”.

تواصل وجدان الماجد الرسم في الشارع حتى وقت متأخر من الليل وهو ما يعرّضها إلى بعض التعليقات المزعجة، فتحاول فصل نفسها عن هذا الكلام أو بمعنى “أسمع و لا أهتم حتى يعتاد المارة على رؤية امرأة ترسم في الليل أو في النهار”. 

دعم حكومي

وبدعم مالي من أمانة بغداد، بدأت تنفيذ فكرة رسم الشخصيات في الأماكن العامة المتروكة. وكان أمين بغداد علاء معن يقترح بدوره الشخصيات العراقية التي لها بصمة ذهبية في تاريخ العراق بجميع التخصصات، لتكون مادة لريشة الماجد، التي تقوم بتهيئة السكيتش  وتنفيذ أعمالها الفنية على الجدران.

بلغ مجموع اللوحات التي رسمتها الماجد 15 جدارية في بغداد حولت أبنيتها إلى لوحات تُكرم الشخصيات الرائدة في عوالم الهندسة المعمارية و الشعر و الفكر والرسم وغيرها.

ويقول أمين بغداد إن “هذا المشروع الذي انطلق قبل تسعة أشهر جزء من رؤية متكاملة لنهضة بغداد”، ويطمح إلى أن”تشمل تطوير البنى التحتية المتهالكة في العاصمة”.

ويلفت معن إلى أن”هذه الجداريات تهدف إلى صناعة الجمال في بغداد من خلال نقل الفن إلى الشارع وإزالة اللون الرمادي و الغبار من شوارع العاصمة”.

ا

مبادرات جماعية سابقة

ومبادرة الماجد ليست الأولى ولا الوحيدة، فخلال تظاهرات تشرين عام 2019 وبعدها، قام الشبان والشابات المشاركون فيها بحملات تنظيف، فيما قام طلاب وطالبات في معاهد وكليات الفنون الجميلة والتطبيقية في العراق بالرسم على جدران ساحات التظاهر في جميع المحافظات التي كانت تحمل الأمل ورسائل سياسية للاحتجاج على سوء البنى التحتية والفساد والإرهاب والبطالة وغيرها من الأمور التي أخرت تطور العراق.

وتقول سلمى بدري إحدى المتظاهرات والمشاركات في تزيين ساحة التحرير إن “المتظاهرين خصوصاً الذين رسموا على جدران التحرير أعادوا كتابة تاريخ العراق وأمجاد وطنهم بروح الشباب”.

وتضيف لـ”درج”: “اللوحات كانت تعبر عن التظاهرات الحقيقية للشعب العراقي ورسالة لجميع شعوب العالم لرؤية ما يحدث في هذا البلد المظلوم حيث جسدت معظم اللوحات انتفاضة الشعب العراقي ضد دوامة الحروب والفساد والطائفية التي دمرت البلد و أنهكت شعبه”.

إضافة إلى ذلك، كانت هناك لوحاتٌ كثيرة تعبر عن مستقبل العراق من خلال بزوغ أشعة الشمس التي ستشرق بعد انقشاع الغيوم السود التي تمثل الحقبة المظلمة التي عاشها العراق.

وحرصت بدري على المشاركة في التظاهرات وقتها من جانب والرسم على الجدران من جانب آخر، للتعبير عن حقها المسلوب وآمالها بعراق أجمل.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.