fbpx

لتكون موظفاً ناجحاً… إليك إرشادات أساسية حول استخدام الحمام!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

كنت أعتقد، مخطئاً بالطبع، أن استخدام الحمّام مهارة إنسانيّة عابرة للثقافات والقناعات الفكريّة شيء يتعلّمه الإنسان خلال طفولته كالكلام والمشي وحبّ السيد الرئيس. لكنني اليوم، وبناء على تجربة وبحث قائمين على الملاحظة المباشرة وإجراء الاستبيانات أقرّ ليس بخطأ اعتقادي السابق فقط وإنما بجهلي المطلق في هذا الإطار.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

إثر تجربة في عالم العمل تمتدّ لنحو 18 سنة، بتّ لا أستغرب أن أصادف، على سبيل المثال لا الحصر، موظّفاً في شركة أدوية لا يعرف الفرق بين السيتامول والرجل الاصطناعيّة، أو موسيقيّاً يمسك الكمان ويبدأ بالنفخ فيه، أو صحافيّة لا تجيد كتابة خبر من أسطرٍ ثلاثة، على رغم من أنها تكتب تقارير ممتازة ومطوّلة وتفصيليّة للإدارة، أو رجل مبيعات يهوى ضرب الزبائن وشتمهم (للحقّ… يا لها من هواية)، أو نادلاً لا يميّز بين مياه الشرب النّقيّة والسمن البلديّ، أو معماريّة تستغرب أن الأبنية تحتاج إلى أساسات، وما إلى ذلك من أمثلة عن موظفين وعمّال وأصحاب أشغال لا يعرفون ألف باء مهنتهم.

لكنّ ما أعجز فعلاً عن فهمه وأنا أقترب من منتصف عمري الحقيقيّ والمهنيّ، هو وجود موظّف، بغضّ النظر عن سياق عمله ومكانه ومنصبه ومهاراته وجدارته وأحقّيته وسيرته الذاتيّة، لا يجيد استخدام الحمّام في مكان العمل (وأنا سأكرر غضّ النظر للمرة الثانية خلال أقلّ من ثلاثة أسطر لأتجاهل إن كان يجيد ذلك في بيت أهله الذين خلّفوه أم لا).

كنت أعتقد، مخطئاً بالطبع، أن ذلك (أي استخدام الحمّام)، مهارة إنسانيّة عابرة للثقافات والقناعات الفكريّة والمراتب الوظيفيّة والطبقات الاجتماعيّة والأجيال، شيء يتعلّمه الإنسان خلال طفولته كالكلام والمشي وحبّ السيد الرئيس. لكنني اليوم، وبناء على تجربة وبحث قائمين على الملاحظة المباشرة وإجراء الاستبيانات وتنفيذ المقابلات وتنظيم الاختبارات، أقرّ ليس بخطأ اعتقادي السابق فقط وإنما بجهلي المطلق في هذا الإطار.

وإن كنت لا أعرف تماماً من أين نبتت هذه المشكلة، وكيف تحوّلت إلى ظاهرة خطيرة تهدّد سلامة المجتمعات عموماً وبيئات العمل خصوصاً، إلّا أننّي، وكموظف نجيب لا يقرّ مديروه وزملاؤه بنجابته وحصافته وحسن نياته، لن أكتفيَ بتوصيف المشكلة، بل سأنتقل إلى اقتراح حلّ لها، وإن كان في اقتراحي تعدّياً على مساحة الزملاء، بل من هم أكثر من زملاء، الأخوة والأخوات من موظفيين وموظفات في أقسام الموارد البشريّة القريبين من القلب المحبوبين دائماً من موظفي كلّ الأقسام الأخرى- فليسامحوني على ذلك إن كانوا يعرفون معنى كلمة تسامح.

والحلّ المقترح يبدأ من مقابلات العمل، التي يجب أن تتضمّن مجموعة جوهريّة من الأسئلة منها:

احك لنا عن تجربتك في شدّ السّيفون.

إذا واجهت مشكلة بضغط المياه وأنت داخل الحمّام، ما هو أول شيء ستفعله؟

كيف تتحقّق من وجود صابون أو أي مادة لغسل اليدين في الحمّام؟ (بناء على لغة الجسد في هذا السّؤال التي تجب مراقبتها جيداً، على من يجري المقابلة أحياناً أن يقفز إلى السؤال التالي: هل تغسل يديك عادة بعد استخدام الحمّام؟ أو ربما: هل تغسل يديك؟ هل سبق أن خضت هذه التّجربة؟).

إذا كنت ملحداً، ما رأيك بمقولة النظافة من الإيمان؟

في حال حصل خطأ ما (والأخطاء طبيعة بشريّة طبعاً ونحن في مكان العمل هذا ندرك حصول الأخطاء ونتفهّمها ونحسم نصف راتبك بناء عليها) ولوّثت “البيديه”، الذي تجلس عليه أو تقف قبالته، باللّون الأصفر، هل تتحمل مسؤوليّة خطأك وتحاول أن تزيل آثار هذا الخطأ وارتداداته على بقية الزّملاء؟

لنفترض أنك بموقع إداريّ وعرفت أن موظّفين اثنين يرغبان بدخول الحمام الشاغر في الوقت نفسه، كيف تحلّ الخلاف بينهما؟

في أي مرحاض ترى نفسك بعد خمس سنوات؟

وفي حال اجتاز المتقدّم إلى الوظيفة المقابلة الأولى، بناء على أجوبته بالطبع، وليس بناء على المدير الذي يريد تعيينه كما في حالات من النادر جدّاً جدّاً أن تحصل، يمكن أن تكون المرحلة الثانية اختباراً كتابيّاً كالتالي:

تسعى مؤسستك إلى التوسّع في حجم أعمالها وقائمة مصنوعاتها وجودة منتجها وجمهورها المستهدف، اكتب مقترحاً من ألفي كلمة كحدّ أقصى لمموّل مفترض تشرح له الحاجة الماسّة إلى وجود بكرات كافية من ورق التّواليت في المراحيض لأن بعض الزملاء يقومون عادة بالتهامها أو سرقتها.

ومن ثمّ إن كان طالب العمل هذا من نخبة النخبة القادرة على اجتياز المرحلتين الأولى والثانية، بالإمكان الختام بمقابلة شفهيّة يتم فيها تحديد راتبه واقتطاع جزء منه،

 لأن المؤسسة ستتكفّل بتوفير حمامات نظيفة له خلال ساعات عمله، وهي ميزة لا يعرفها إلا من فقدها.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.