fbpx

اعتقال ياسر سبعاوي في بيروت: هدية غير ثمينة من لبنان إلى العراق

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الآن، يفكر اللواء عباس إبراهيم بأنه حسم الالتباس العراقي بشأن “جريمة العصر” وقدم لبغداد تاجاً لرأس نظام العدالة. في الحقيقة، فإن الإعلان اللبناني عن اعتقال عبد الله ياسر سبعاوي، حفيد الأخ غير الشقيق لصدام حسين، تغذية مناسبة للمطبخ الحزبي، المشرف على رواية “سبايكر”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أرسلتُ رابطَ خبرٍ عن اعتقال عبدالله ياسر سبعاوي، حفيد شقيق صدام حسين في بيروت، إلى زعيم قبلي في تكريت. بعد دقائق، اتصل وقال متهكماً، “لبنان يتوقع تنافساً شرساً بين أطراف داخل العراق وخارجه، للظفر بالفريسة (…) على الأغلب، عبد الله سبعاوي هدية سياسية جهزتها الضاحية لطرف في بغداد”. 

في لحظة كتابة هذه القصة، كانت صور السفير العراقي في عمان وزوجته مع المغني اللبناني راغب علامة تجر العراقيين أفواجاً إلى المنصات الرقمية للتفاعل مع خروج العائلة الديبلوماسية عن “اللياقة العراقية”. اللواء عباس إبراهيم لم يتمكن من جذب نصف هذا الاهتمام بين العراقيين، وهو يقدم لهم غنيمة بحجم عبد الله ياسر سبعاوي، بتلميح عن مجزرة سبايكر.  

لكن الجريمة التي ارتكبها مسلحون ملثمون من تنظيم “داعش”، في حزيران/ يونيو 2014، وراح ضحيتها أكثر من 1700 جندي كانوا يتمركزون في قاعدة سبايكر الجوية، لا تزال مادة دسمة للاستثمار السياسي. الفاعلون النافذون في النظام العراقي استفادوا كثيراً من غياب التحقيق المستقل، ومن نقص المعلومات عن مسرح الجريمة الممتد من القاعدة العسكرية إلى المنحر في القصر الرئاسي؛ مطبخ الأحزاب تكفل بملء القدر بحشو مدروس ونظريات مظللة.  

قادة المجتمع السني في محافظة صلاح الدين يترددون كثيراً في إزالة الالتباس الطاغي على رواية المجزرة. ثمة خشية “سنية” من إضافة شهاداتهم على القصة السائدة. يقول أحدهم، إبقاء الكذبة حية أكثر “أمناً” من تدقيق المعلومات.  

ومع غياب التحقيق المستقل ونقص المعلومات، أجريت محاكمات وسجن المئات وأعدم العشرات، ومع احتكار الإعلام الحزبي مصادر القصة، تحول نظام العدالة إلى عامل متحرك لتقوية شبكة الزبائنية السياسية بين أحزاب من بيئة الضحايا والمجتمع المشتبه به على مدار 8 سنوات. يقول الزعيم القبلي عبر الهاتف، إن “أحد المدانين الذين حكموا بالإعدام عرض على السلطات أدلة على دوره في إنقاذ عشرات الجنود، قبل اقتيادهم إلى المنحر”. 

الآن، يفكر اللواء عباس إبراهيم بأنه حسم الالتباس العراقي بشأن “جريمة العصر” وقدم لبغداد تاجاً لرأس نظام العدالة. في الحقيقة، فإن الإعلان اللبناني عن اعتقال عبد الله ياسر سبعاوي، حفيد الأخ غير الشقيق لصدام حسين، تغذية مناسبة للمطبخ الحزبي، المشرف على رواية “سبايكر”.  

 يقول ثلاثة زعماء قبليين من تكريت، إنهم “سمعوا” إشاعات كثيرة عن أدوار لعبها أشخاص من عائلة صدام حسين في مجزرة سبايكر، لكن عبد الله سبعاوي لم يكن واحداً منهم. ثمة مناخ تنافسي داخل المجتمع التكريتي تقوده العائلات السنية المنخرطة في حكومات ما بعد صدام حسين، والتي تَعصِبُ الكوارث برأس عائلة صدام حسين. كأنها عدوى لنشر الالتباس، التباس يضمن للجميع التداول في سوق المجزرة.  

يقول التكريتيون إن حضور السبعاويين في الأحداث السياسية والأمنية توقف عند سمعة طاغية لأيمن سبعاوي لانخراطه في نشاط المقاومة، وهو أحد أعمام عبد الله ياسر، أما والد الأخير فقد اعتقلته القوات الأميركية عام 2003، لتقرر محكمة عراقية تبرئته العام الماضي، من دون تأكيدات عن إطلاق سراحه. 

في بغداد، تدور رواية الأمن اللبناني في مكاتب حزبية بوصفها حيلة سياسية لتغيير أجواء التنافس بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري، وما بينهما حكومة مصطفى الكاظمي. يعبر هذا عن فشل النظام في جمع الحقائق وتنظيم المعلومات والبيانات، لتتحول فرضية لبنانية عن قاتل عراقي محتمل إلى فرصة لتحقيق اختراق في الأزمة السياسية.   

أبرز ما يفكر فيه الفاعلون العراقيون، أن يكون عبد الله سبعاوي هدية لبنانية لطرف سياسي في بغداد، يحاول أن يدفع عنه تهمة الخيانة لإعادة البعثيين إلى السلطة، وإن نجح ذلك فإن “حزب الله” يفتح مساراً جديداً مع شريك شيعي جديد، ويطفئ قلق إيران على محور المقاومة. اللافت في هذه الفرضية التي جاءت على لسان كثيرين إنها ساذجة وتعكس كيف أن الجميع لا يملكون أي حلول، سوى استدعاء عائلة صدام حسين إلى الحلبة من جديد، وبدعوة الأمن اللبناني لحضور الحفلة العراقية. 

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.