fbpx

لبنان: “الحرس القديم” في عيون الخصوم والحلفاء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يبعث العونيون ظاهرة “الحرس” بمفارقة لا تخلو من الغرابة. إنها العودة إلى ماضٍ قد يُسعف في الظن حين لا يسعف الحاضر. إنها “النوستالوجيا العونية” تبحث في دفاترها القديمة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“الحرس القديم” بنسخته العونية هو آخر نسخ “الحرس” التي عرفها اللبنانيون في ماضيهم القريب، ويخضعون راهناً لابتذالها.

 قبل اتفاق الطائف، عرف لبنان أقله نموذجين من “الحرس”. ففي بداية سبعينات القرن الماضي، أطلق “الحزب الشيوعي اللبناني”، “الحرس الشعبي” كنموذج عسكري حاكى حينها تقليداً كان سائداً عند أنظمة عربية دعمت اليسار اللبناني، وبخاصة النظام الليبي. فيما حماية القرى الحدودية من الخطر الإسرائيلي هي من أملت تأسيس “حرس شعبي” لم يلبث بعد سنوات قليلة أن انخرط بفعالية  في الحرب اللبنانية.

وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي أيضاً، وبعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، برز في القرى الجنوبية (الشيعية غالباً) “الحرس الوطني”، كظاهرة عسكرية تدور في فلك الاحتلال، وإن بمحاولة ملتبسة للتخفف من “العمالة” من خلال تعويم مسألة حماية هذه القرى من “المخربين”.

  في الظاهرتين الغابرتين، وتأسيساً على تفاوتهما الزمني، كانت أوصال الدولة قد باشرت تفككها مع الأولى، وبلغته مع الثانية. 

 كانت قيامة الظاهرتين إذاً، من خارج الدولة، ثم على أنقاضها. إنها ثنائية “الشعب والمقاومة” وقد كان الجيش خارجها لعوامل تتعلق بموقعه من الصراع العربي الإسرائيلي على ما يشي الحال مع “الحرس الشعبي”، وانقسامه ووهنه على ما تفترض حالته مع “الحرس الوطني”.

راهناً، يبعث العونيون ظاهرة “الحرس” بمفارقة لا تخلو من الغرابة. إنها العودة إلى ماضٍ قد يُسعف في الظن حين لا يسعف الحاضر. إنها “النوستالوجيا العونية” تبحث في دفاترها القديمة.

قدم العونيون “حرسهم” بطريقة مبتذلة شطرت اللبنانيين بين ساخر ومشفق ومتخوف، وبين هؤلاء كان الجمهور العوني وحده المصاب بالحماسة.

  السخرية كانت سمة معظم اللبنانيين الذين تفاعلوا مع صور “الحرس القديم”. خصوم “العونيين” وجدوا فيها ما يكثف من إدانتهم الحالة العونية وفشلها السلطوي، لكنهم استبدلوا الذم بالسخرية هذه المرة. وما وشت به وسائل التواصل الإجتماعي عن حال الخصوم، باشره جمهور “حزب الله” من خارجها. 

وفي سخرية تشي بالتفوق على ما توخاه العونيون من ظاهرة “حرسهم القديم”، بدا مناصرو “حركة أمل” وحزب “القوات اللبنانية” هم أكثر الخصوم احترافاً في الذم على طريقة السخرية.

    فلـ”حركة أمل” حراسها أيضاً. وهؤلاء إضافة إلى نزعة عسكرية متفلتة شائعة عنهم، يرفدهم من داخل السلطة حرس آخر هو “حرس المجلس”. وفصول من مآثر الأخير تفقأ أعين اللبنانيين على أي حال. 

قدم العونيون “حرسهم” بطريقة مبتذلة شطرت اللبنانيين بين ساخر ومشفق ومتخوف، وبين هؤلاء كان الجمهور العوني وحده المصاب بالحماسة.

    مع جمهور “القواتيين” تكتسي المقاربة بعداً دموياً آخر يشحذ وقائعه من الماضي الذي يأتي منه “الحرس القديم”، ويرفده حاضر تنافسي يتقاطع فيه الطرفان مناطقياً. 

   منذ عام، شكلَّت حادثة “عين الرمانة” فصلاً من فصول المنافسة بين “القواتيين” و”العونيين”. وبمعزل عن الوقاىع الملتبسة للحادثة، فقد كثَّف العونيون تسييل الحدث في التصويب على “الميلشياوية” القواتية من حيث امتدادها في الماضي. القواتيون بدورهم سيلوا الحدث في ضرب فكرة تحالف “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، ثم، وهذا الأهم، قدموا أنفسهم كضامن لحماية المسيحيين دون أن يتنكبوا الظهور العسكري المسلح.

 فباستثاء العروض الكشفية في مناسبات حزبية. لم يسجل على”الحراس اللي ما بينعسوا” ما اقترفه “الحرس القديم” في ظهوره غير المدني، والمسلح في آن. لكن “القواتيين” استفادوا من الصورة النمطية التي تختزنها ذاكرة خصومهم عنهم، وزينوها بسخريتهم من ظاهرة قدمت نفسها، اقله بالشكل، بهذه الهزلية.

لكن “الحرس القديم” على ابتذاله صنع مؤشراً خطيراً يُفترض أن يخشى مآله العاقلون.

فمع شعور “عوني” ضمني بالإنكسار الراهن، والذي يرتبط بماضي “العونية” في سياق تعويضه. قد ينحدر هكذا سياق إلى حالة فوضى بشر بها العونيون أصلاً. وقد يكون السلاح الذي تلمس اللبنانيون خطره في الأيام الأخيرة مع ظاهرة “الحرس القديم”، وتحديداً أمام مبنى قناة الـMTV، فاتحةً لمحاولات أخرى قد تتمدد في أكثر من منطقة مسيحية، هي على تماس مع خصوم العونيين. وهو أمر غير مستبعد من تيار كثرت مؤشرات ابتعاده من كل ما هو عقلاني.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.