fbpx

الانتخابات اللبنانية: لماذا القوات؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هو وحده ما قد يعطي الانتخابات العتيدة الموعودة بعض المعنى. وهذا ناهيك عن أن التصويت لهم قد يُنتج تحولاً ملموساً، مهما كان نسبياً. فللقوات، حضور شعبي لا بأس به يمكّنها من تحقيق تمثيل نيابي ذي ثقل ملحوظ. أما التصويت لبعض أصحاب النوايا الحسنة والرغبات الحميدة، ممن ينعتون أنفسهم بـ “الاستقلالية” أو “المجتمع المدني”، فلن يوصل إلى مكان على الأرجح. فشعار مكافحة الفساد الذي يضعه هؤلاء في صلب برامجهم الانتخابية، شعار خاوٍ، والدليل على ذلك أن الجميع يتبناه!. وهذا ناهيك بالطبع عن أن أبرز مرشحي “المجتمع المدني” يصرون على النأي بالنفس عن الأهمّ في السياسة والأخلاق، سلاح حزب الله والمأساة السورية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لست ممن يعوّلون على هذه الانتخابات التي ستُجرى في لبنان في أيار (مايو) المقبل، ولا من المراهنين على تحولات كبرى قد تترتب عليها. مع هذا، أميل بقوة  إلى دعم “القوات اللبنانية”، من خلال التصويت لمرشحيها، وذلك لأسباب ثلاثة على الأقل:
الأول والأهم أن موقفها الإيجابي من الثورة السورية والمتعاطف مع مأساةشعبها، وبالتالي موقفها السلبي من نظام بشار الأسد ورفضها التطبيع معه، لم يتزحزح منذ 2011، وقد استمرهذا الموقف حتى بعد أن أصبح واضحاً أن نظام الأسد، قد كسب معركة البقاء وربما الانتصار.
في تعاطفها مع الشعب السوري، رفضت القوات مقولة الخطر السني وتهديده للأقليات المسيحية وغيرها، على رغم أن الموقف القواتي المذكور ليس شعبياً في البيئة المسيحية التي تمثلها أو تسعى إلى تمثيلها. بهذا المعنى تتقدم دلالة موقف “القوات اللبنانية” من مظلومية الشعب السوري، على موقف “تيار المستقبل” مثلا الذي يجمعه الرابط الطائفي بعموم الجمهور السوري.
الثاني، أن خط القوات، النظري كما العملي، من المسائل الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق يقضايا المرأة،  ظل متقدماً بالمقارنة مع مواقف معظم سائر الفرقاء السياسيين. يمتد هذا الخط من طرح وتبني القوانين المجرِّمة للعنف الأسري، والرافضةلتزويج القاصرات وتزويج المغتصبة للمغتصب بديلاً عن العقاب.
والثالث، أن قائد القوّات، سمير جعجع، يبدو انه راجع تجربته الميليشيوية السابقة، وتعلم منها واستخلص دروسها، على عكس باقي القادة الميليشيويين في لبنان. جعجع هو الوحيد بين القادة السياسيين الذي قدم اعتذاراً حقيقياً عن أخطاء واقترافات فترة الحرب الأهلية.  إن تجربة جعجع، في هذا المعنى، أقرب نسبياً من الموقف الألماني الذي راجع ذاته بعد الحرب العالمية الثانية. أما السياسيون الآخرون فتجربتهم هي مصغّر عن الموقف النمساوي أو البولندي الذي لم يتعرّض لأيّ مراجعة أو إعادة نظر، وأصر على ادعاء دور الضحية الخالص.
طبعا هناك أيضا رفض القوات الثابت لسلاح حزب الله، أو أي سلاح آخر خارج الدولة. لكنها في ذلك تتقاطع الى حد ما مع عديد من القوى السياسية اللبنانية. لكن يبقى موقف القوات في هذه المسألة الأكثر وضوحاً وثباتاً، لحزب سياسي ذي قاعدة شعبية واسعة.
لهذه الأسباب، يبدو لي أن التصويت لمرشحي “القوات اللبنانية” هو وحده ما قد يعطي الانتخابات العتيدة الموعودة بعض المعنى. وهذا ناهيك عن أن التصويت لهم قد يُنتج تحولاً ملموساً، مهما كان نسبياً. فللقوات، حضور شعبي لا بأس به يمكّنها من تحقيق تمثيل نيابي ذي ثقل ملحوظ. أما التصويت لبعض أصحاب النوايا الحسنة والرغبات الحميدة،ممن ينعتون أنفسهم بـ “الاستقلالية” أو “المجتمع المدني”، فلن يوصل إلى مكان على الأرجح. فشعار مكافحة الفساد الذي يضعه هؤلاء في صلب برامجهم الانتخابية، شعار خاوٍ، والدليل على ذلك أن الجميع يتبناه!. وهذا ناهيك بالطبع عن أن أبرز مرشحي “المجتمع المدني”  يصرون على النأي بالنفس عن  الأهمّ في السياسة والأخلاق، سلاح حزب الله والمأساة السورية.
[video_player link=””][/video_player]

كريم صفي الدين - شربل شعيا | 10.05.2024

‎تحرّك الجامعات في ظلّ إسقاطات “الممانعة” ونقيضها: من يحدّد عنوان المعركة؟

اعتُقل 88 طالباً من جامعة السوربون بعد احتلالهم قاعة من قاعات جامعتهم مساندةً لغزة، ورفضاً للإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي. المشهد ليس استثناءً، إذ تشهد الجامعات الأميركية اعتصامات وتحركات طلابية واسعة أدّت إلى توقيف أكثر من 1000 طالب وطالبة. وأكثر من أي وقت مضى، يتضح أننا أمام قرار سياسي بقمع كل الأصوات الرافضة للحرب، والمطالبة…