“حلوة يا زلمي”..
قالها المسلح، وهو يقف مع رفاق له حول جثة الشابة الكردية، بارين كوباني، بعد أن قتلوها وعروها من ثيابها ومثلوا بجثتها. وقفوا ينظرون إلى جسدها المشوه مرمياً على الأرض، فشرعوا يركلوه ويصوروه، وبدا النظر اليهم والى وجوههم مفزعاً على نحو يفوق فظاعة النظر الى جثة بارين. لقد اختلطت في نفوسهم العليلة غريزة القتل بشهوة مريضة.
كان الفيديو لحظة انحطاط أخرى في محطات المأساة السورية، بل هو واحد من أسوأ تجلياتها.
لم أصدق حين سمعته يقول، “حلوة يا زلمي”، فيرد عليه آخر، ” في وحدة تانية”. أرادوها حتى بعد موتها، وبعد أن أقدموا بكل وحشية على قطع ثدييها وتشويه جسدها، وكأنما بهم ينتقمون مما عجزوا عن فعله وهي على قيد الحياة. لم تهدف الدقائق القليلة التي أرادوا تصويرها، إعلان نصر عسكري أو موقف سياسي. كان الهدف فقط تظهير ذكورة جريحة على نحو بالغ الشراسة.
وبارين، مقاتلة كردية سقطت في معارك مع عناصر سورية من الجيش الحر المدعوم من تركيا في مواجهات على حدود عفرين، لكن هذه الحقائق الثقيلة لا قيمة لها في المشهد، الذي حرص قتلةُ بارين على تصويره. بالنسبة إليهم لم تكن المعركة هنا للقضاء على خصم في السياسة والقناعة. ففي هذه اللحظة، لم تكن مواجهة عربية كردية، بل كانت مواجهة رجال أهانت ذكورتهم امرأة قررت أن تقاتلهم.
قتلوها لأنها امرأة. مثلوا بجثتها لأنهم اشتهوها، تماما كما فعل مقاتل داعش عام ٢٠١٤ في كوباني، حين تمكن من قتل مقاتلة كردية آنذاك، فقطع رأسها وحمله من ضفيرتها الشقراء ووقف بضحكة شيطانية يلتقط صورة. حينها ظهر في الصورة قتلى أكراد رجال، لكن الداعشي لم يتوقف عندهم، كان يريد النيل من المرأة فحمل رأسها الذي عجز عنه وهي حية.
مجدداً، يتكرر مشهد التمثيل بجثث مقاتلات كرديات، وعلى نحو أكثر فظاعة هذه المرة. والتمثيل هنا لا يعني نصراً، فهل من هزيمة تعادل ركل جسد امرأة بالأرجل واشتهائها في آن. ثم أن السؤال عن داعش يلوح مجدداً، فهل صحيح أن هذا المسخ سقط من السماء على رؤوسنا، أم أنه امتداد لشيئ شاهدناه بالأمس في شريط الفيديو الذي صور في عفرين.
الفصام نفسه والتشوه نفسه. امرأة وحيدة في مواجهة رجال مشوهين. والعلاقة بجثة المقاتلة الكردية هي عين تلك الفتوى، التي لم نصدقها حين قالها شيوخ مرضى، عن جواز السطو على جسد الزوجة حتى بعد موتها. هذا تماماً ما حاول قتلة الجيش الحرّ فعله، أرادوا السطو على جسد بارين.
شريط الفيديو لم يكن لحظة عفرينية إنما مشهد تكثفت فيه معاني الذكورة بوصفها الجريمة الحلال وبارين لم تكن الجثة، فهي ستبقى الشابة السمراء الجميلة الباسمة، ونحن كلنا ضحايا هذا المرض وهذا الاغتصاب.[video_player link=””][/video_player]
المقاتلة الكردية هي نفسها في كوباني وفي عفرين
“حلوة يا زلمي”..قالها المسلح، وهو يقف مع رفاق له حول جثة الشابة الكردية، بارين كوباني، بعد أن قتلوها وعروها من ثيابها ومثلوا بجثتها. وقفوا ينظرون إلى جسدها المشوه مرمياً على الأرض، فشرعوا يركلوه ويصوروه، وبدا النظر اليهم والى وجوههم مفزعاً على نحو يفوق فظاعة النظر الى جثة بارين. لقد اختلطت في نفوسهم العليلة غريزة القتل بشهوة مريضة.
حين بدأ القصف الإسرائيليّ وركضت “دهراً” نحو غرفة طفليَّ النائمين..
إبادة البيئة في القطاع… قتل الغزيين على “كل” المستويات
كي لا نشارك في الخديعة
"درج"
“حلوة يا زلمي”..قالها المسلح، وهو يقف مع رفاق له حول جثة الشابة الكردية، بارين كوباني، بعد أن قتلوها وعروها من ثيابها ومثلوا بجثتها. وقفوا ينظرون إلى جسدها المشوه مرمياً على الأرض، فشرعوا يركلوه ويصوروه، وبدا النظر اليهم والى وجوههم مفزعاً على نحو يفوق فظاعة النظر الى جثة بارين. لقد اختلطت في نفوسهم العليلة غريزة القتل بشهوة مريضة.
“حلوة يا زلمي”..
قالها المسلح، وهو يقف مع رفاق له حول جثة الشابة الكردية، بارين كوباني، بعد أن قتلوها وعروها من ثيابها ومثلوا بجثتها. وقفوا ينظرون إلى جسدها المشوه مرمياً على الأرض، فشرعوا يركلوه ويصوروه، وبدا النظر اليهم والى وجوههم مفزعاً على نحو يفوق فظاعة النظر الى جثة بارين. لقد اختلطت في نفوسهم العليلة غريزة القتل بشهوة مريضة.
كان الفيديو لحظة انحطاط أخرى في محطات المأساة السورية، بل هو واحد من أسوأ تجلياتها.
لم أصدق حين سمعته يقول، “حلوة يا زلمي”، فيرد عليه آخر، ” في وحدة تانية”. أرادوها حتى بعد موتها، وبعد أن أقدموا بكل وحشية على قطع ثدييها وتشويه جسدها، وكأنما بهم ينتقمون مما عجزوا عن فعله وهي على قيد الحياة. لم تهدف الدقائق القليلة التي أرادوا تصويرها، إعلان نصر عسكري أو موقف سياسي. كان الهدف فقط تظهير ذكورة جريحة على نحو بالغ الشراسة.
وبارين، مقاتلة كردية سقطت في معارك مع عناصر سورية من الجيش الحر المدعوم من تركيا في مواجهات على حدود عفرين، لكن هذه الحقائق الثقيلة لا قيمة لها في المشهد، الذي حرص قتلةُ بارين على تصويره. بالنسبة إليهم لم تكن المعركة هنا للقضاء على خصم في السياسة والقناعة. ففي هذه اللحظة، لم تكن مواجهة عربية كردية، بل كانت مواجهة رجال أهانت ذكورتهم امرأة قررت أن تقاتلهم.
قتلوها لأنها امرأة. مثلوا بجثتها لأنهم اشتهوها، تماما كما فعل مقاتل داعش عام ٢٠١٤ في كوباني، حين تمكن من قتل مقاتلة كردية آنذاك، فقطع رأسها وحمله من ضفيرتها الشقراء ووقف بضحكة شيطانية يلتقط صورة. حينها ظهر في الصورة قتلى أكراد رجال، لكن الداعشي لم يتوقف عندهم، كان يريد النيل من المرأة فحمل رأسها الذي عجز عنه وهي حية.
مجدداً، يتكرر مشهد التمثيل بجثث مقاتلات كرديات، وعلى نحو أكثر فظاعة هذه المرة. والتمثيل هنا لا يعني نصراً، فهل من هزيمة تعادل ركل جسد امرأة بالأرجل واشتهائها في آن. ثم أن السؤال عن داعش يلوح مجدداً، فهل صحيح أن هذا المسخ سقط من السماء على رؤوسنا، أم أنه امتداد لشيئ شاهدناه بالأمس في شريط الفيديو الذي صور في عفرين.
الفصام نفسه والتشوه نفسه. امرأة وحيدة في مواجهة رجال مشوهين. والعلاقة بجثة المقاتلة الكردية هي عين تلك الفتوى، التي لم نصدقها حين قالها شيوخ مرضى، عن جواز السطو على جسد الزوجة حتى بعد موتها. هذا تماماً ما حاول قتلة الجيش الحرّ فعله، أرادوا السطو على جسد بارين.
شريط الفيديو لم يكن لحظة عفرينية إنما مشهد تكثفت فيه معاني الذكورة بوصفها الجريمة الحلال وبارين لم تكن الجثة، فهي ستبقى الشابة السمراء الجميلة الباسمة، ونحن كلنا ضحايا هذا المرض وهذا الاغتصاب.[video_player link=””][/video_player]