fbpx

مع زيادة التهديدات الإسرائيلية… عائلات تترك رفح

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

للمرة السادسة، اضطرت عائلة أمير أبو عودة إلى تفكيك خيمتها من مكان نزوحها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، والتوجه بها إلى خان يونس التي تبعد عنها قرابة الأربعة كيلومترات، بعد تزايد الضربات الجوية الإسرائيلية على المدينة الحدودية مع مصر، وزيادة التهديدات بقرب تنفيذ هجوم عليها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بصعوبة كبيرة، نجحت العائلة بالوصول إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وبناء خيمتها مجدداً، في انتظار مصيرها، بخاصة مع تعرض المنطقة التي نزحت إليها أيضاً لهجمات جوية إسرائيلية.

يقول أبو عودة الذي ظهرت عليه ملامح التعب واليأس لـ”درج”: “بدأت المئات من العائلات بتفكيك خيامهما من هذه المنطقة، وهي الحدود المصرية، وتوجهت إلى خان يونس والوسطى بعد تزايد الحديث عن قرب دخول الجيش الإسرائيلي الى رفح”.

يضيف أبو عودة: “أريد أن أنجو بأطفالي من هذه الحرب الدموية، لذلك أتنقل من مكان الى آخر بحثاً عن الأمن والهرب من أماكن سقوط الصواريخ والقتال والاقتحامات التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي”.

ويوضح أن الابتعاد من الأماكن التي يُتوقع وصول الجيش الإسرائيلي إليها وقصفها، هو الفرصة الوحيدة للنجاة من هذه الحرب، فالبقاء في تلك الأماكن هو مخاطرة عالية ستكون نهايتها الموت أو الاعتقال أو الإصابة.

وفي كل مرة ينزح فيها أبو عودة من مكان يستقر فيه إلى مكان آخر، يخسر مبلغ 500 شواقل (132 دولاراً) مقابل أجرة نقل، وشراء مستلزمات جديدة للخيمة الذي يشيّدها مجدداً.

وتعد عائلة أبو عواد واحدة من عشرات آلاف العائلات التي غادرت مدينة رفح باتجاه خان يونس والمناطق الوسطى من قطاع غزة، بعد الحديث الإسرائيلي الأخير عن قرب هجومه على المدينة.

وإلى جانب أبو عودة، سارع الشاب الثلاثيني أحمد فرج الى جمع الأغطية والفرش وخيمته من منطقة نزوحه الأخيرة داخل مدينة رفح، ووضعها على “التو توك” الذي خرج به من النصيرات وسط قطاع غزة في منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

يقول فرج لـ”درج”: “هذه المرة الرابعة الذي أنزح فيها خلال هذه الحرب، إذ كانت المرة الأولى من داخل النصيرات إلى دير البلح ثم الى رفح، والآن أخرج منها إلى النصيرات بحثاً عن الأمان”.

ولفرج عائلة مكونة من 4 أفراد، طفل وثلاث بنات مع زوجته، ويحرص دائماً على وضعهم في مكان آمن بعيداً من القصف والاشتباكات.

وبغضب يقول فرج: “ما هو المطلوب منا في هذه الحرب حتى ننجو بأطفالنا ونبعدهم عن الصواريخ والقذائف (..) لم نعد نحتمل كل ما يحدث، ويجب التحرك لإيقاف هذه الإبادة”.

ورصد “درج” في رفح، وجود حركة نزوح عكسية من المدينة المكتظة بقرابة مليون ونصف المليون إنسان، إلى خان يونس والوسطى.

“هذه المرة الرابعة الذي أنزح فيها خلال هذه الحرب، إذ كانت المرة الأولى من داخل النصيرات إلى دير البلح ثم الى رفح، والآن أخرج منها إلى النصيرات بحثاً عن الأمان”.

تقديرات إسرائيلية

كذلك، أكدت هيئة البثّ الإسرائيلية أن ربع مليون فلسطيني غادروا مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة؛ وذلك خشية هجوم وشيك لقوات الاحتلال على رغم التحذيرات الدولية من تبعاته الإنسانية.

وبحسب ما ذكرت الهيئة، السبت الماضي، يأتي ذلك بعدما سحب الجيش الإسرائيلي قواته من مدينة غزة، واتجه إلى منطقة خان يونس والمنطقة الوسطى في قطاع غزة، جنوب خط وادي غزة في المنطقة الواقعة بين النصيرات وخان يونس.

وأشارت الهيئة إلى أن “هذه الخطوة تأتي على ضوء الأنباء المتزايدة عن عملية برية في رفح قادمة لا محالة، وفق الساسة في إسرائيل، لا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي يعتقد أنه من دون دخول رفح لن يكون ممكناً تحقيق النصر”.

وأضافت أن “مركزية رفح تأتي من موقعها الجغرافي المتاخم للحدود المصرية، وعبرها تخرج الأنفاق إلى سيناء، وعبرها أيضاً يتم تهريب الأسلحة”.

ولفتت الهيئة إلى أن “الجيش الإسرائيلي كان يعتزم إرسال إعلانات هذا الأسبوع تدعو سكان رفح إلى المغادرة، ثم جاء قرار نتانياهو بتأجيل الخطوة في اللحظة الأخيرة، بعد تعرض البلاد لهجوم صاروخي غير مسبوق من إيران، وقد رغب نتانياهو في الحصول على الدعم الأميركي الكامل في ما يتعلق بالهجوم الإيراني.

كما تعمل الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتانياهو، على توسيع ما تسميها المنطقة الإنسانية في قطاع غزة، في إطار التجهيزات لعملية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، يوم الاثنين الماضي، عن مصادر تأكيدها أن إسرائيل “ستوسّع المنطقة الإنسانية في غزة وستكون أكبر بكثير من تلك المنطقة الموجودة في المواصي”، مشيرة إلى أن توسيع المنطقة الإنسانية يعني إيجاد المزيد من المساحات لتوجّه النازحين إليها.

وبحسب الهيئة، فإن المنطقة الإنسانية ستمتد من المواصي جنوباً على طول الشريط الساحلي حتى أطراف منطقة النصيرات، وستصل القدرة الاستيعابية للنازحين في هذه المنطقة إلى مليون نازح.

تلميح إسرائيلي

جاءت حركة النزوح الجديدة في رفح بعد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، صادق على خطط تتعلق باستمرار العمليات في قطاع غزة.

وقال هاغاري، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب، الأحد الماضي، إن “رئيس الأركان صادق على خطط لاستمرار العمليات في الجبهة الجنوبية (غزة)”، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال “يتحضر للخطوات التالية للحرب في قطاع غزة”، على رغم مطالبات دولية بوقف إطلاق النار.

وأضاف: “أكملنا هذا الأسبوع في غزة عملية أخرى في وسط قطاع غزة ضد حماس لتدمير بنيتها التحتية”، مشيراً إلى أن “هناك دائماً قوات تعمل داخل غزة، إلى جانب قوات إضافية تستعد للخطوات التالية في الحرب”.

وزاد: “لا يوجد تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية، وإذا كانت هناك أي تغييرات فسنقوم بالتحديث فوراً بمسؤولية وشفافية”.

وجاءت تصريحات هاغاري بعد تهديد نتانياهو، بزيادة “الضغوط السياسية والعسكرية على حماس”.

تكثيف الهجمات

تزامنت التهديدات الإسرائيلية بالدخول الى رفح، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته على المدينة وارتكاب مجازر بحق عائلات كاملة.

وكانت أبرز تلك الاستهدافات وأكثرها دموية، القصف الذي تعرضت له عائلة عبد العالم في رفح، ما أدى إلى مقتل 26 شخصاً، بينهم 14 طفلاً و6 نساء وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

ولا تتوقف طائرات الاستطلاع وفقًا لمراسل “درج”، عن التحليق على علو منخفض في سماء مدينة رفح، وهو ما آثار حالة من الخوف لدى الكثير من النازحين وسكان المدينة المكتظة.

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.