fbpx

بيار ضاهر ووليد جنبلاط: المصاهرة كاستثمار مُتعثر 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يبدو “حزب الله” عاجزاً عن فرض مرشحه، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية. هو عجز يستقي مناعته من رفض جبران باسيل تحديداً، لكنه بالمقابل يؤسس لرفض موازي للائحة باسيل الرئاسية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

انتهى ما عُرف باتفاق مورفي- الأسد إلى نتيجة مفادها “مخايل الضاهر أو الفوضى”، المفاضلة التي سبقت انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بعد نهاية عهد الرئيس أمين الجميل عام  1988.

 راهناً، هناك من يحاول أن يتقمص دور السفير الأميركي حينها ريتشارد مورفي، معتقداً أن دور حافظ الأسد في الإتفاق المذكور مرهون  لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

 لم تعد لائحة الأسماء التي يطرحها جبران باسيل لرئاسة الجمهورية سراً من أسرار الآلهة. ولم يعد سراً أيضاً أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر من ضمنها. 

 أثناء اللقاء الأخير بين باسيل وجنبلاط، وبحكم المصاهرة المستجدة بينها (داليا جنبلاط تزوجت من جوي الضاهر مؤخراً)، أراد باسيل استدراج مضيفه إلى مقاربة رئاسية تشبه تلك التي سبقت الفوضى قبل أكثر من ثلاثين عاماً. شاءت الصدفة أن يتصدر شيخ ضاهري آخر مسألة الاستعصاء الرئاسي الذي يحاول باسيل فكه.

الانطباع الأول عن العرض الباسيلي يفضي بالمرء إلى تكثيف لازمة تقول أن الفكرة لا تموت وإن مات أصحابها. لكن  مات حافظ الأسد، ومات مخايل الضاهر، وربما مات مورفي، لكن الفكرة الرئاسية التي أُنتجت ذات لقاء بعيد لا تزال قادرة على الانبعاث، وعقل جبران باسيل يبدو الأكثر استقاءً من تلك الحقبة الغابرة التي يريد أن يرثها بعقلية أمواتها، والعقلية التي فرضت استعصاء ما اتُفق عليه حينها. إنها عقلية ميشال عون.

 هناك انطباع آخر يستدرجنا إليه رئيس التيار الوطني الحر. إنه المزاح، رغم أن باسيل لا يمزح بالتأكيد.

 لم تعد لائحة الأسماء التي يطرحها جبران باسيل لرئاسة الجمهورية سراً من أسرار الآلهة. ولم يعد سراً أيضاً أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر من ضمنها. 

أسقط المسيحيون حينها اتفاق مورفي-الأسد. كان ميشال عون أكثر من ساهم في ذاك السقوط، ثم الفوضى التي تلت سقوطه. يفضي بنا سوء الظن إلى نتيجة مفادها أن باسيل مثابر على استيلاد اتفاق جديد، وليكن متنه للمفارقة “بيار الضاهر أو الفوضى”.

لماذا تطأ الفكرة وعينا علماً أنها أقرب إلى المزاح الثقيل؟ لأن ما يعتقده باسيل فعلاً مزاح،  يبدأ من اسم المرشح وقابلية تسييله محلياً، فكيف والحال عند “خارج” تُرك له غالباً، وبمشيئة السياسيين المتنافرين،  صنع تسوية  تشي كل المؤشرات أنها ستضع اللبنانيين أمام قدر مستحدث عن ذلك القدر الذي خلفته فوضى ما بعد رفض مخايل الضاهر  والتي قادت الى انتخابات رئاسية صورية متكررة، اليوم يبدو أنه ضمن حظوظ قائد الجيش جوزف عون.

 عموماً، إلى أن يضعنا هذا” الخارج”، وعلى الأرجح أيضاً،  أمام معادلة جوزف عون أو الفوضى، سيكون أمام جبران باسيل وقت مستقطع ليشاغب فيه الخصوم والحلفاء بمبادرات لن تأتي برئيس للجمهورية كبيار الضاهر أو زياد بارود، أو جهاد ازعور،  بل تلك التي سيعود  من خلالها  إما حاكماً في  الظل، وقد فعلها مع ميشال عون، أو صانعاً للرؤساء، وتلك سمة أتيحت فقط لـ”حزب الله”، ومع ميشال عون أيضاً، وحيثيات لا يملكها نائب البترون.

أراد جبران باسيل  مع وليد جنبلاط أن يستثمر في المصاهرة بين ساكن المختارة وبيار الضاهر، وفشل. فكيف والحال مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فيما لو أتيح اللقاء بينهما. إنه لقاء مستعصي راهناً بوقائع ماضية، ومشاغبة باسيل  باسم بيار الضاهر، ولو خارج معراب، ستكون أكثر عسراً للهضم عند جعجع من خيبة “اتفاقها”. إنه النزاع على ملكية المؤسسة اللبنانية للإرسال التي رفعت الضاهر ليكون أحد مرشحي جبران باسيل لرئاسة الجمهورية.

 انطباع أخير 

 يبدو “حزب الله” عاجزاً عن فرض مرشحه، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية. هو عجز يستقي مناعته من رفض جبران باسيل تحديداً، لكنه بالمقابل يؤسس لرفض موازي للائحة باسيل الرئاسية.  فباسيل بنظر الحزب هو من يخرج الإستحقاق الرئاسي من بعده “الوطني” إلى بعد خارجي سيكون الحزب مكرهاً به، حتى ولو كان الناخب اللبناني الأكثر حضوراً في أي تسوية خارجية، سيكون أكبر خاسريها جبران باسيل نفسه، وهذه غالباً أقدار المشاغبين.

  بالمناسبة، هناك من يستعجل تسوية رئاسية مستعصية حرصاً على استثماراته المالية في قطاعي النفط والمصارف، ويوفر لجبران باسيل هذا الكم من التفاعل مع خصوم ليس بينهم راهناً سعد الحريري، وهذا غالباً من حسن حظ اللبنانيين، إنه علاء الخواجة الاسم الجديد الطارئ على الحياة المصرفية والسياسية في لبنان.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.