fbpx

“إجازة” في سوريا… ناجون من الزلزال التركي في زيارة مشروطة إلى قراهم 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

في أقرب نقطة على الحدود السورية- التركية وتحديداً عند معبر باب السلامة، جلست صالحة ناصيف على كرسيها المتحرك، تنتظر لساعات طويلة مع زوجها وأحد أبنائها، العبور نحو الجانب السوري، هاربة من الزلزال المدمر الذي وقع في تركيا.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

عشرات الأسر تجمعت عند المعابر الحدودية، للنزوح من المناطق المنكوبة، مع بعض الأمتعة والكثير من الحزن، وفق الإجازة المشروطة التي سمحت بها السلطات التركية عقب الزلزال.

وقفتُ من بعيد أراقبهم، اقتربت نحو صالحة الستينية وجلست على الأرض بالقرب من كرسيها، رفعت رأسي وقبل أن انطق بأي كلمة، بدأت هي حديثها بعينين ملأتهما الدموع. حدثتني عن معاناتها مع السكر والضغط و”الديسك” وعن عجزها عن الحركة، وعن العملية التي أجرتها قبل أربعة أشهر في ظهرها لعلها تتحسن، إلا أن الزلزال حال دون ذلك فقد أصيبت في أماكن عدة من جسدها.

صالحة كانت هربت إلى تركيا قبل 8 سنوات من مدينتها عندان بريف حلب، استقرت وأصبحت لها حياة وجيران وأصدقاء. 

سألتها، إلى أين تذهبين؟ لم تكن تعرف الوجهة الصحيحة أو حتى منزلاً يمكن أن يأويها داخل تلك البلاد المدمرة أيضاً. صمتت قليلاً وقالت إن لديها صبياً وبنتاً هناك يعيشان في أحد مخيمات إعزاز في ريف حلب، وسوف تذهب إليهما.

تروي أنها “بقيت عشرة أيام في العراء خارج منزلي في ولاية كهرمان مرعش بعد حدوث الزلزال. كانت لحظات مرعبة عشتها، تركت هنا ابني وعائلته لديه خمسة أطفال وقد رفض العودة معنا”. تختم حديثها: “إلنا الله يا بنتي يلي خلقنا ما بينسانا، شو بدنا نعمل. العالم ماتت بمرعش، الله لطف فينا كيف طلعنا من البيت عايشين”.

عشرات الأسر تجمعت عند المعابر الحدودية، للنزوح من المناطق المنكوبة، مع بعض الأمتعة والكثير من الحزن، وفق الإجازة المشروطة التي سمحت بها السلطات التركية عقب الزلزال.

الجميع هنا غير مهتم بموضوع مدة الإجازة التي أعلن عنها والإشاعات التي تقول بأن جميع الداخلين الى سوريا سوف يمنعون من العودة إلى تركيا مجدداً وسيتم إلغاء قيودهم، إنهم يحلمون فقط بالراحة لأيام عند أقاربهم. 

منذ اليوم الأول لموعد فتح الإجازة المشروطة إلى سوريا، عاد مئات السوريين عبر معبر “تل أبيض”، ومع سماح العديد من المعابر الإضافية بعبورهم نحو الشمال، ارتفعت الأعداد لتتجاوز الآلاف.

وكانت معابر “باب الهوى” و”تل أبيض” و”باب السلامة” الحدودية مع تركيا، أعلنت السماح لجميع السوريين المقيمين في جميع الولايات التركية من حملة “بطاقة الحماية المؤقتة” (الكملك) بالزيارة الموقتة إلى سوريا، وفق شروط، على أن تكون أقل مدة لبقائهم شهراً واحداً من تاريخ الدخول، (ثلاثة أشهر عبر معبر باب الهوى فقط)، وألا تتجاوز فترة وجودهم ضمن الأراضي السورية مدة 6 أشهر على الأكثر.

وعبر هذه المعابر، يُسمح فقط للسوريين المقيمين في ولايات غازي عينتاب، كلّس، كهرمان مرعش، هاتاي، العثمانية، أديامان، أورفا، ديار بكر، ملاطيا، أضنة، إيلازيغ (ولاية إيلازيغ باستثناء باب الهوى) من حاملي “بطاقة الحماية الموقتة” من الولايات المنكوبة فقط بالدخول إلى سوريا.

أسباب العودة 

يعتبر السبب الأساسي في اختيار عدد كبير من الأسر السورية العودة هو عدم تأمين مأوى لهم في تركيا وعدم امتلاك كثر منهم أقارب في الولايات الأخرى للجوء إليهم، فضلاً عن غلاء الأسعار والعجز عن استئجار منزل في ولاية ثانية وغياب فرص العمل، وضعف المساعدات المقدمة لهم. 

على مقربة من صالحة كانت سيدة أخرى تحمل رضيعها في حضنها. أتت  من ولاية هاتاي وتحديداً من مدينة اسكندرون، بعدما خسرت منزلها واستقرارها. قالت ليلى إنها ذاهبة نحو مدينة إلى إدلب حيث يعيش أهلها، مع أولادها الخمسة، “لا أعرف ما الذي ينتظرني، وإن كنت سأعود إلى تركيا أم لا”. 

بقينا حتى الساعة الرابعة ونصف من ذلك اليوم، إنما لم يسمح للنازحين بالدخول ليخرج بعدها أحد العاملين بالمعبر وبلغة عربية بالكاد مفهومة ويصرخ بصوت مرتفع، “اليوم خالصين ما بقا في حدا يدخل ارجعوا ليوم الاثنين”. هكذا كان على النازحين أن ينتظروا، علماً أن كثراً منهم لا يملك ملجأ ولا مأوى. 

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.