fbpx

سليمان فرنجية قائد “جيش التحرير الزغرتاوي” وصديق الأسد وآل رحمة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يُعرف فرنجية بأصدقائه، الذين من بينهم رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومن بينهم أيضاً وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس، فمن ينسى يوم وقف فرنجية مدافعاً عنه، “مش شغلته يعرف إذا النيترات بينفجر”، رداً على الادعاء على فنيانوس في قضية انفجار مرفأ بيروت.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“آل رحمة أصدقائي من 40 سنة، وريمون رحمة صديقي وأخي ونسافر معاً ولا أخجل من ذلك وضميري مرتاح”، هكذا قال المرشح للرئاسة اللبنانية سليمان فرنجية يوم اتُّهم رجلا الأعمال ريمون وتيدي رحمة في التورّط بقضية استيراد الفيول المغشوش قبل 3 سنوات.

الآن، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الأخوين رحمة، وبغض النظر عما إذا كانت هذه رسالة أميركية بأن واشنطن لا تريد فرنجية للرئاسة، إلا أن ذلك مناسبة للتذكير بهذا التصريح الشهير الذي دافع به فرنجية عن صديقيه، بصرف النظر عن المنهبة التي سبباها للدولة التي هو وتياره أحد أطرافها الحاكمة. 

يُعرف فرنجية بأصدقائه، الذين من بينهم رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومن بينهم أيضاً وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس، فمن ينسى يوم وقف فرنجية مدافعاً عنه، “مش شغلته يعرف إذا النيترات بينفجر”، رداً على الادعاء على فنيانوس في قضية انفجار مرفأ بيروت.

إنه فرنجية رجل “حزب الله” ومرشحه الأول والوحيد إلى الرئاسة.

زعيم زغرتا

يصل عدد سكان قضاء زغرتا إلى 53 ألفاً، يعيش نحو ثلثهم في الخارج بسبب الهجرة التي عرفتها المنطقة في أكثر من مرحلة. في هذه البقعة الضيقة من لبنان، امتدت شعبية آل فرنجية على مدى عقود، ولم تستطع أن تتوسّع ولو شبراً واحداً خارج القضاء، الذي تتقاسم حصصه مع عائلات سياسية أخرى، أبرزها آل معوَّض.

 “تيار المردة” (أسسه عام 1968 طوني فرنجية) الذي كان يُعرف بـ”جيش التحرير الزغرتاوي”، والذي يرأسه الآن سليمان فرنجية، لم يستطع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إيصال سوى وليم طوق، وابن سليمان، طوني، في مشهد يعكس التزام آل فرنجية كسواهم بهذه التقليدية المتكررة في السيرة اللبنانية، أن يرث الأبناء مناصب الآباء وعلاقاتهم وأفكارهم وشعبياتهم وكراسيهم.

بعد ميشال عون، عاد “حزب الله” ليفرض مرة أخرى مرشّحه ورجُله لرئاسة الجمهورية، ألا وهو سليمان، سليل آل فرنجية، إحدى العائلات الإقطاعية غير المحبوبة أو المعروفة إلا ضمن منطقتها، أي مدار خدماتها الانتخابية والاجتماعية والتوظيفية.

هذه الشعبية الضئيلة والمحدودة، هي بطبيعة الحال أفضل ما قد يحصل عليه “حزب الله” في مرشحه، ذلك أنها تسهّل عليه فرض أجندته واتخاذ قراراته كما يشاء من دون رادع أو حتى نقاش. فالحزب الذي أتى بعون صاحب الشعبية المسيحية الواسعة والقاعدة النيابية والوزارية الوازنة، استطاع أن يكون الحاكم الفعلي طيلة ولايته، فأي نعيم قد يحظى به في حال وصل سليمان فرنجية بالفعل إلى الكرسي الرئاسي؟

فرنجيّة صديق شخصي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو ما يمنحه سرّ تمسك “حزب الله” به، بغض النظر عن الرفض المسيحي وغير المسيحي له.

سليمان فرنجية (ولد في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 1968) هو نائب سابق ووزير سابق، ويمكن القول إنه أوفى حلفاء “حزب الله” والمحور السوري – الإيراني، كما أنه صديق شخصي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو ما يمنحه سرّ تمسك “حزب الله” به، بغض النظر عن الرفض المسيحي وغير المسيحي له.

يعني ذلك فرض رئيس لا يريده الجزء الأكبر من الناخبين اللبنانيين أو ممثليهم، ويعني بالتالي إسكات أصوات كثيرين وإبطال معنى الانتخاب وجدواه. فما معنى المجلس النيابي المنتخب، إن كان “حزب الله” سيفرض مرشحه وصديقه في نهاية الأمر؟ ويأتي الضغط باتجاه فرنجية على وقع تأييد فرنسي ورفض من جهات عربية عدة منها السعودية وقطر، وتخبُّط لبناني على مستويات عدة، أبرزها الوضع الاقتصادي المنهار.

عام 1970، انتُخب سليمان فرنجية الجد رئيساً للبنان بفارق صوت نيابي واحد، لتندلع قبل عام من نهاية ولايته حرب أهلية انتهت في 1990 قبل عامين من وفاته بعمر 82 سنة. وعلى عهد سليمان الجد، دخلت القوات السورية إلى لبنان، وعلى رغم التقلبات التي شهدتها علاقة الأحزاب والأطراف اللبنانية بالجانب السوري، وعلى رغم كل المجازر والقتلى والمفقودين بسبب النظام السوري وجيشه، إلا أن صداقة آل الأسد (حتى قبل وصولهم إلى الحكم عام 1971) بآل فرنجية – الجد والأب والحفيد – بقيت متينة، ولم تأبه لجراح اللبنانيين والدم الذي سُفك. 

وسليمان فرنجية الحفيد هو ابن مأساة أيضاً، إذ نجا من موت محتم في مجزرة إهدن (نفّذها حزب الكتائب) عام 1978، أي خلال الحرب الأهلية، حين قُتل والده النائب والوزير طوني فرنجية ووالدته فيرا وأخته جيهان. ثم دخل الحياة السياسية وهو في الثانية والعشرين وانتُخب أصغر نائب في البرلمان اللبناني عام 1991. شغل مناصب وزارية عدة، إلا أنها لم تنفع في توسيع شعبيته أو نطاق “تيار المردة” الذي حاولنا عبثاً البحث عن عقيدته أو الأفكار التي يؤمن بها، إلا أننا لم نجد على موقعه سوى تعريف ركيك مملوء بالأخطاء النحوية والصرفية، وكأنّ الأمر برمته غير مهمّ، فمن يهمّه أن يتصفح تعريف “تيار المردة” أو يكتشف أهدافه؟

“تيار المرده”، حزب سياسي لبناني يرأسه حالياً سليمان طوني فرنجيّة الذي تقليدياً قادت عائلته التنظيم. يعتبر قضاء زغرتا – الزاوية معقله التقليدي ويشكل الموارنة غالبية أعضائه. أُنشئ “المرده” سنة 1968، وكان بقيادة طوني فرنجية، نجل النائب آنذاك ورئيس الجمهورية لاحقاً سليمان فرنجية. خاض التيار، والذي كان يُعرف أيضاً باسم “جيش التحرير الزغرتاوي” معارك عدة ضد ميليشيات الحركة الوطنية اللبنانية والفلسطينيين قرب طرابلس وفي بيروت في بداية الحرب الأهلية اللبنانية”، وفق ما ورد في الموقع الإلكتروني التابع للتيار.

عام 2015، طرح رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اسم سليمان فرنجية للرئاسة، مع العلم أن الأخير كان وزيراً للداخلية عند اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005. يومذاك، رفض “حزب الله” تبني فرنجية، وتم التعامل معه كمرشح مؤجل، إذ كانت الاستفادة من شعبية ميشال عون مغرية أكثر من أي شيء. فاختار الحزب عون وأجّل فرنجية حتى اليوم، مبدياً رغبة في القتال به إلى الأبد، مقابل تهميش اعتراض “التيار الوطني الحر”، وعلى رأسه جبران باسيل الموعود بتركة عمّه في الرئاسة. ويمتد التهميش ليشمل كل القوى الأخرى الرافضة تبني ترشيح فرنجية، ومنها القوى التغييرية، ذلك أن وصول فرنجية أكثر ما يحتاجه “حزب الله” وحلفاؤه الآن، على وقع التغيرات في المنطقة والتفاهم الإيراني – السعودي.

ومن ميزات فرنجية، والتي لا تفيد سوى “حزب الله”، أنه يحظى بنفوذ بارز في قضاء زغرتا، ويكاد يكون الأقوى هناك على الأرض، هذا النفوذ يمنح “حزب الله” امتداده الوحيد شمالاً، حيث غالبية سنية في طرابلس وعكار والضنيه، وغالبية مسيحية في مناطق أخرى (بشري، الكورة، البترون)، وهما غالبيتان لا تؤيدانه عموماً، فلا يبقى للحزب سوى سليمان، تأشيرة مرور إلى الشمال اللبناني، إضافة إلى حليف آخر أقل أهمية، وهو “الحزب السوري القومي الاجتماعي” الذي يحظى ببعض النفوذ في عدد من بلدات الكورة وسواها.

ما ميزات سليمان فرنجية، الذي يخوض “حزب الله” معركة محتدمة داخلياً وخارجياً من أجله؟ ميزته أن لا ميزة له، وأنه صاحب زعامة محدودة وشعبية متواضعة، وأنه إقطاعي ورجل حرب ولاعب غير مهم وصديق مجرم ومطلوب للعدالة ومعاقَبين.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.