fbpx

إيمانويل ماكرون كـ”زعيم محليّ” في الانهيار اللبنانيّ

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

أسباب الخيبة من ماكرون تمتد الى أكثر من عامين ونصف العام، المسار الزمني لجريمة لا تزال قيد التحقيق. أسباب كان اللبنانيون قاصرين عن تقصّيها لحظة انفجار كبير، بحثوا فيه عن “قشة” نجاة، فكيف وأن نجاتهم تبدّت حينها في رئيس من وزن الرئيس الفرنسي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في ٤آب/ أغسطس 2020، حدث انفجار مرفأ بيروت. وفي السادس من الشهر ذاته، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يستلب من المكان ذاته وجداناً لبنانياً عارماً.

 كان ينقص ذلك اليوم افتعال مفاضلة بين ماكرون، وبين الشخصيات السياسية والدينية اللبنانية التي تدَّعي رعايتهم. وغالب الظن أن  مفاضلة كتلك كانت لتفضي إلى هامش وجداني واسع لصالح الزائر الفرنسي.  اكتشف اللبنانيون راهناً أن ماكرون يعبُر في وجدانهم كنسخة فرنسية عن النماذج السياسية والدينية الرديئة التي تحكمهم.

   تشريح رئيس فرنسا بين وقائع 6 آب، وبين الوقائع الراهنة، يفضي إلى المسلمة التالية. ماكرون خيبة لبنانية جديدة. أسباب الخيبة من الرجل تمتد لأكثر من عامين ونصف العام، المسار الزمني لجريمة لا تزال قيد التحقيق. أسباب كان اللبنانيون قاصرين عن تقصّيها لحظة انفجار كبير،  بحثوا فيه عن “قشة” نجاة، فكيف وأن نجاتهم  تبدّت حينها في رئيس من وزن الرئيس الفرنسي. 

إنها خيبة ناجزة جناها اللبنانيون من ماكرون، وتنكبها الأخير في الشكل والمضمون.

   كان الشكل حاضراً بقوة في وقائع ذلك اليوم من شهر آب، فيما المضمون بدا مساراً تصاعدياً. وإن التبست وقائعه على لبنانيين كانوا تحت صدمة الموت، فراهنه لا يترك مجالاً للالتباس.

   بقميص أبيض مرفوع الأكمام، تعمد ماكرون حينها أن ينزع عن الزيارة رسميتها. أرادها محاكاة لتقليد غربي عن المماهاة بين المواطن والحاكم. وفي غياب تماهٍ كهذا في بلدهم، كان اللبنانيون المحتشدون حوله، أو الذين يشاهدون وقائع الزيارة، يقترفون بحسن النية فيه، أول بوادر الخيبة به.

 استدرج ماكرون الشكل للاستثمار في المأساة، واستثمار وقعوا اللبنانيون عليه يوماً من أحد صنَّاع حقبات البؤس.

 في 13 شباط/ فبراير 2011، وفي ذكرى اغتيال والده، سبق سعد الحريري الرئيس الفرنسي باستدراج الشعبوية إلى الحدث المأساوي.  نزع الحريري يومها “الجاكيت” و”الكرافات”، في محاولة  لاستدراج وجدان المحتشدين في ساحة الشهداء. كان ضمور السياسة في المأساة الحريرية بلغ أوجه. وحين تخذل السياسة أصحابها، فالمتاح قميص أبيض متخفف من “الرسميات” وحُجُبها بين المواطن و”الزعيم”.

    في آب 2020، فعلها ماكرون ولم ينتبه اللبنانيون الى أن تقليداً كهذا في لبنان، يسيَّل غالباً في الاستثمار السياسي. كان ينقص اللبنانيون قدحاً للذاكرة يجنب وجدانهم لحظة استلاب أخرى.

  راهناً، يخلع ماكرون “قفازات” النفاق. نحن والحال أمام رئيس فرنسي يردم كل الوقائع الملتبسة التي خدعنا بها في 6 آب 2020.

 في نجيب ميقاتي وإيمانويل ماكرون تتقاطع عقليتين متخففتين من الأخلاق. إنها عقلية التاجر الذي لا يرى في الوطن إلا حقائب من المال. بهذا المعنى، ميقاتي هو النموذج المثالي الذي يفضله ماكرون في السلطة.

 مرشح إيمانويل ماكرون الوحيد لرئاسة الجمهورية هو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فيما الأخير هو الوصي السياسي على وزير الأشغال الأسبق يوسف فنيانوس، أحد المتهمين بقضية الانفجار الذي جعل في أحد الأيام من رئيس فرنسا طوقاً لعدالة الضحايا.

     في 6 آب/ 2020، كان مضمون الخيبة من ماكرون مستتراً تحت هول الانفجار، وفي “قصر الصنوبر” كان رئيس كتلة نواب “حزب الله” محمد رعد، الشخصية السياسية الوحيدة التي تحدث إليها ماكرون في لقاء جانبي.

   بدا اللقاء حينها طبيعياً، إنه ثقل “حزب الله”  في السلطة، وكان الأمر ينطوي على تفسير مبستر لتأثير الأخير على مكوناتها. يبدو الأمر أكثر وضوحاً الآن، إذّ يصر ماكرون على مرشح “حزب الله”، وفي السياق ذاته،  يتحول يوم الرابع من آب إلى مجرد ذكرى يتلاشى التحقيق فيها بتواتر ملحوظ، ومن دون أن “يقبع” مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا المحقق العدلي  المدعوم فرنسياً طارق البيطار.

  عودٌ على بدء إلى الوقائع الشكلية ليوم ماكرون اللبناني الطويل. وجد الرئيس الفرنسي حينها وقتاً لم يرده مستقطعاً ليزور السيدة “فيروز” في منزلها، وكان على الأرجح يتعمد على تخوم الحدث الدموي، تلك المفاضلة بين صورتين. صورته مع من غنت  يوماً  “بحبك يا لبنان”، ومثيلتها مع سياسيي لبنان في “قصر الصنوبر”. هنا باشر ماكرون أيضاً تواطؤاً على وجدان اللبنانيين الذين  اكتشفوا متأخرين مآله. 

  سبقت زيارة إيمانويل ماكرون إلى بيروت تغريدة “بحب لبنان”، وباللغتين الفرنسية والعربية. راهناً، وكتكثيف للخيبة، يرصد أهالي ضحايا انفجار المرفأ، كما غالبية اللبنانيين، أن حب ماكرون يفيض ممانعةً. وأن الاستثمار في الدماء التي أريقت في بيروت ومرفئها، يفترض أن يُسيل نفطاً وغازاً من حقل قانا.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.