fbpx

رشيدة طليب “عصفورة حديدية” تدافع عن فلسطين من داخل الكونغرس الأميركي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تعتبر رشيدة أن قوتها تكمن في أنها حرة طليقة فهي تصف نفسها بـ”العصفورة” وبـ”المرأة الحديدية” في الآن عينه، جامعة بين العطف والانسانية والقوة والتحدّي ورفض القيود والإقصاء والظلم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

كواحدة منا، نحن البشر العاديين، تجلس على الأرض في منزلها وتوضّب الغسيل المتراكم في سلّة إلى جانبها. تلعب قليلاً مع ابنها الذي ألصق رسوماته على الثلاجة، ثم تذهب إلى الصلاة مع والدتها وهي تضع الحجاب. هذه نماذج من صور نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2018، خلال الحملة الانتخابية التي خاضتها مرشحة “الحزب الديمقراطي”، فلسطينية الأصل رشيدة طليب في ولاية ميشيغن. 

قربها هذا من حياة معظم الأميركيين ومعظم البشر، اكتسبته من تربيتها في منزل حرص فيه الوالد على نقل نبض يساري إلى أولاده: “عندما بلغت الثامنة عشرة لم يقل لي والدي كل عام وأنت بخير، اول كلمة قالها لي: سجلي لتنتخبي! كان مع الحزب الديمقراطي لأنهم يدعمون النقابات ويقفون مع العمال وبابهم مفتوح للمهاجرين وللفقراء وللأشخاص الذين يشبهونني ويشبهون أبي”. تستدرك رشيدة بشيء من النقد الذاتي: “اعرف أنهم ليسوا مثاليين لكنهم الحزب الذي فتح لي الباب”. 

عن علاقتها بالسياسة وبالشأن العام، تقول رشيدة في المقابلة التي أجرتها معها قناة “الجزيرة” باللغة العربية، أنها تعلمت من “النساء السوداوات” في مدينتها ديربون “كيف أسيطر على رجفة صوتي. كنّ يقلن لي: لا تسمحي لأحد بإسكاتك”. هذا كان درساً فتح عينيها على مدى الشبه بين معاناة الأميركيين السود و”معاناتنا كفلسطينين، ولهذا أردت أن أصل إلى الكونغرس لإيصال صوتنا”.

وهذا ما حصل. أوصلت رشيدة صوتها، وصوت شعبها، طوال فترة وجودها في الكونغرس وكان مسموعاً. كان صوت رشيدة، الأم العزباء لولدين والابنة لمهاجرَين فلسطينيين من الضفة الغربية إلى أميركا والأخت الكبرى لـ13 أخاً وأختاً، هو الحدث في ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام، بعد الجدل الذي أثاره منعها من تنظيم أمسية في مبنى الكابيتول تهدف إلى “الارتقاء بتجارب الفلسطينيين الذين عانوا النكبة، وتوعية أعضاء الكونغرس وموظفيه بهذا التاريخ والنكبة المستمرة التي تواصل إسرائيل إخضاع الفلسطينيين لها”، كما جاء في التعريف الخاص بالأمسية.

“أنا فلسطينية، وفخورة بأنني فلسطينية أميركية، فخورة بابنيّ المسلمين، فخورة بأنني من ديترويت وبكوني ابنة لمهاجرين وبكوني ابنة سائق تابع لنقابة السائقين”، تقول “العصفورة الحديدية”.

كان من المقرر أن تكون رشيدة ضيفة خاصة في الأمسية، لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي منعها، “لأنها تتبنى سرديات معادية للسامية”، على حدّ تعبيره، وحجز المكان واستضاف فيه احتفالاً بمناسبة مرور 75 عاماً على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

رشيدة ردّت بتغريدة قالت فيها: “يريد رئيس مجلس النواب مكارثي إعادة كتابة التاريخ ومحو حقيقة وجود الشعب الفلسطيني، لكنه فشل في ذلك”. وذلك بعدما تلقّت دعماً سريعاً من السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي تدخّل لإقامة الأمسية في مكان آخر، خارج نطاق نفوذ مكارثي.

هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها رشيدة طليب للهجوم والانتقاد، فقد تعرضت سابقاً لانتقادات شديدة من قبل الجمهوريين والديمقراطيين الموالين لإسرائيل بسبب وصفها (إسرائيل) بـ “نظام الفصل العنصري”، وبسبب دعمها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال العسكري من خلال ممارسة الضغط الاقتصادي على إسرائيل. وقد وُصفت بأنها معادية للسامية لانتقادها السياسات الإسرائيلية. هذا الأسلوب اعتمده سياسيون موالون لإسرائيل حتى في نقد منظمة، كـ”العفو الدولية” لدى إصدارها تقارير تتهم إسرائيل بالاتهامات نفسها التي ساقتها طليب.

في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في آذار/ مارس 2022، لحظت الكاتبة أن “وصول طليب إلى النيابة تزامن مع انفتاح، وإن كان صغيراً، داخل الحزب الديمقراطي لتحدي سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل”، وأضافت الكاتبة أن “القضية الفلسطينية أصبحت جزءاً ملحوظاً من سياسة اليسار الأميركي”. وأن طليب “وجدت نفسها في قلب هذا التحول”.

تقصّدت طليب أن تظهر بالزي الفلسطيني أثناء أداء قسمها أمام الكونغرس، وقالت إن ذلك لـ”تكريم والديها الذين هاجرا من فلسطين بحثاً عن حياة أفضل”. 

لكن على الرغم من “الحالة” التي شكلتها رشيدة، إلا أنها لا تريد أن يتم اختزالها بـ”فلسطينيتها”: “أشعر بأن لا أحد يريد أن يراني إلا فلسطينية”، تقول في المقابلة نفسها. وتضيف: “أعتقد أنني كنت ساذجة، لأنني لم أفهم مدى انتشار الإسلاموفوبيا في الكونغرس”. تروي كيف اقترب أحد الزملاء من النائبة المسلمة الأخرى في الكونغرس إلهان عمر ولمس حجابها، كما لو أنه ظاهرة من عالم خارجي. تقول طليب، في تفسير هذا الأمر، أنه “إلى جانب الجهل أعتقد أن هناك قدراً هائلاً من الخوف”.

رشيدة التي شاركت في حراك مناهض للرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب عام 2016 وتم اعتقالها بسبب دفاعها عن حق المرأة بالاجهاض عام 2022، تحكي كيف نشأت وهي تسمع قصصاً عن أفراد من أسرتها أجبروا على ترك منازلهم. في سن الثانية عشرة، زارت الضفة الغربية ورأت بنفسها الجدران ونقاط التفتيش: “لا أعلم إذا كنت سأترشح إلى انتخابات الكونغرس لو لم يكن ترامب هناك. كل ما كان يجول في خاطري أنه لا يمكنني أن أسمح له بالتقليل من شأن مجتمعي” تقول. وقد سبق لترامب أن وصفها بـ”المجنونة والطائشة والشريرة”، في المقابل لم تتردد هي بوصفه بـ”اللعين والوغد” وقادت حملات للاطاحة به: “عند التفكير باحتمال عودة ترامب عام 2024 لا استطيع الا القول “بعيد الشر”.

تعتبر رشيدة أن قوتها تكمن في أنها حرة طليقة فهي تصف نفسها بـ”العصفورة” وبـ”المرأة الحديدية” في الآن عينه، جامعة بين العطف والانسانية والقوة والتحدّي ورفض القيود والإقصاء والظلم: “أنا فلسطينية، وفخورة بأنني فلسطينية أميركية، فخورة بابنيّ المسلمين، فخورة بأنني من ديترويت وبكوني ابنة لمهاجرين وبكوني ابنة سائق تابع لنقابة السائقين”، تقول “العصفورة الحديدية”.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.