fbpx

ميقاتي في القمة العربية… صورة عن بؤسنا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

من على منبره في القمة العربية، راح نجيب ميقاتي يشحذ المأساة من اللغة، ويشحذ معها كل مرادفاتها، من أجل سعفة مادية من الإخوة العرب. وميقاتي ذو لعاب سيال أمام المال، فكيف والحال أنه في محضر المتمولين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لسنا محكومين بالأمل كما قال المسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس. نحن اللبنانيين محكومون بالبؤس، الذي مثّله راهناً رئيس حكومتنا نجيب ميقاتي.

  واللبنانيون غالباً محكومون أيضاً بالتباس عمن يتمثل بالآخر، البؤس أم نجيب ميقاتي وأمثاله.

  بقامة هيفاء يحتل ميقاتي مقعد الجمهورية اللبنانية الرئيسي في قمة جدة العربية، ويشرح بما أوتي من دهاء مأساة شعبه أمام زعماء العرب. خلفه يظهر عبدالله ابو حبيب وزير خارجيتنا، يمضع “علكة” يغالب بها على الأرجح دهاء رئيسه، وليبث فينا مزيداً من اليأس بسبب النموذج الذي انحدرت إليه أحوال الشخصيات التي يُطل لبنان من خلالها على العالم.

    في قصيدة  “قمم” الرائجة عند العرب، استدرج الشاعر العراقي الراحل  مظفرالنواب المواشي إلى قصيدته. لن نفعلها نحن، إذ يحقَّ للشاعر ما لا يحق لغيره، بل سنثابر على إدراج هذه النماذج السلطوية كبشر منزوعة منهم إنسانيتهم.

   وهو يستجدي العرب، كان ينقص نجيب ميقاتي أن يذرف دمعتين على وطن حوله مع شركائه إلى أطلال. ونجيب الذي له من اسمه نصيب كان فعلها سابقاً في القصر الجمهوري في لبنان كارتكاب وجداني مفتعل عن تحسسه بأحوال اللبنانيين. ولو فعلها لكان جنَّب على الأرجح وزير الخارجية لفت النظر إلى تفاهته.

  من على منبره في القمة العربية، راح نجيب ميقاتي  يشحذ المأساة من اللغة، ويشحذ معها كل مرادفاتها، من أجل سعفة مادية من الإخوة العرب. وميقاتي ذو لعاب سيال أمام المال، فكيف والحال أنه في محضر المتمولين.

  ومؤمن هذا النجيب أيضاً. صار الدين مسحة تلازمه مسترشداً بالآيات القرآنية. وهذه حالة لو صحت وجدانيتها لأفضت بصاحبها إلى رجاء حسن الخاتمة، فيما الرجل يكثف إقبالاً على الحياة وإحدى زينتيها، المال.

  على المسرح رجل برتبة رئيس حكومة تصريف أعمال، ويرتدي زياً رسمياً بربطة عنق، وبمهمة واحدة، استجداء المال والعطف.

  والمشهد في اعتلاله قادر على افتعال مشهديات أخرى تتقاطع في المأساة التي تنكب ميقاتي وشركاؤه صنعها في لبنان، ومثَّلها الرجل في مدينة جدة السعودية، لكن المشهديات تختلف باختلاف “أبطالها”.

   هناك أولاً الزعماء العرب الذين باشر ميقاتي مسرحيته الدرامية أمامهم. وهؤلاء في أحسن الأحوال ممثلون يسكنون وجدان شعوبهم على السوية التي يسكن فيها ميقاتي وجدان معظم اللبنانيين، وهم حين  صفقوا له، كانوا بالضرورة يصفقون لنجابة نموذج يتقاطعون معه في صناعة البؤس.

    على تماس طقسي مع مشهديته في مدينة جدة، وفي لبنان، كان ممثلون سياسيون يشاهدون “زميلهم” نجيب ميقاتي، ويرصدون قدرته التمثيلية في المواءمة بين مهنة “الشحاذ” وسياقاتها اللغوية. وهؤلاء عموماً، وفي انشطارهم بالرجل، وأمام لحظة “البطولة” التي أتاحها له موقعه السلطوي الراهن، كانوا يتقاطعون معه على مأساة اللبنانيين وليس فيها. نحن والحال أمام بطانة من ممثلين سياسيين يستدرجون بمأساتنا أموال العرب.

 ومؤمن هذا النجيب أيضاً. صار الدين مسحة تلازمه مسترشداً بالآيات القرآنية.

    مع هذين النموذجين المصفقين طوعاً أو قسراً، تقف شرائح واسعة من اللبنانيين لتصنع مشهدية يتراكم فيها البؤس على شكل “نجيب ميقاتي”.

   سياسي لبناني أجاد تمثيل مشهد درامي. والجودة تتأتى من معرفته بالكيفية التي صنعت المأساة. يتقن السارق عادة مهنته أكثر من ممثلها، وهو حال الشحاذ واللص، فكيف والحال اننا أمام مشهدية يجتمع فيها الممتهن والممثل معاً.

   أمام العرب، لم ينسَ ميقاتي وهو يجترح حلول البؤس أن يستحضر النازحين السوريين محملاً إياهم مسؤولية لمأساتنا، وعلى مرأى من رأس النظام الذي تنكب أسباب نزوحهم. إنه ديدن السلطة التي يمثلها ميقاتي، والتي تحاول إلقاء الكثير من تبعات الأزمة الاجتماعية على تلك الشريحة المهمشة.

   يُسعَف النازح غالباً بالمساعدات التي تقدمها الدول المستضيفة والمانحة والمنظمات الدولية. ولبنان بهذا المعنى قاصر عن سعفة مواطنيه، فكيف بنازحين لا تني سلطته تشحذ على مأساتهم. وميقاتي كان في القمة العربية “شحاذاً” فوق مأساة اللاجئين واللبنانيين معاً.

إقرأوا أيضاً:

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.