fbpx

عبدالمسيح حنون: سيرة مختصرة لجندي لاجئ وطاعن أطفال في فرنسا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قال عامل في المنتزه إن حنون كان يجلس على المقعد نفسه كل يوم، ويرتدي الثياب ذاتها، وأضاف: “لم يكن بادياً عليه أنه عنيف أو انتقامي؛ كان يمكث في المنتزه من الصباح إلى المساء، سواء كان الطقس مشمساً أو ممطراً”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الزوجة السابقة لمنفّذ الطعن بسكين في منتزه في فرنسا، قولها إنها كانت قد حذّرت السلطات من حالته النفسية المتدهورة، وأنه على الرغم من مساعيها، تجاهلت السلطات الفرنسية والسويسرية تحذيراتها المسبقة، ما أدى إلى وقوع الحادث المأساوي.

وأضافت الصحيفة، أن الزوجة السابقة للاجئ السوري، عبد المسيح حنون، 31 عاماً، حذرت السلطات الفرنسية والسويسرية بشأن زوجها قبل أشهر من الهجوم، الذي نفذه صباح 8 حزيران/ يونيو الجاري في مدينة أنسي جنوب شرقي فرنسا. وجُرح في الهجوم ستة أشخاص بينهم أربعة أطفال أعمارهم بين 22 شهراً وثلاث سنوات؛ ورجل في الـ 78 من عمره. ومن بين الأطفال، طفلة بريطانية وطفل هولندي.

وقالت السيدة السويدية من أصول سورية، إنها انفصلت عن زوجها بعدما غادر منزل الأسرة فجأة قبل ثمانية أشهر. وقال صديق مقرب من حنون: “كان عليهم أن يصغوا إليها حين اتصلت بهم. ربما كان من الممكن منع حدوث هذا الأمر”.

حنون متّهم بجرم الشروع في القتل، ويواجه عقوبة السجن المؤبد، وهو موضوع تحت الحبس الاحتياطي. وأوردت “ديلي ميل” أن حنون يعاني صدمة نفسية إثر مشاركته في القتال في الحرب السورية. 

وكشف صديق العائلة، الذي يعيش بالقرب من مدينة يوتوبوري غرب السويد، أنه ومنذ ثمانية أشهر، ترك حنون زوجته وابنته ذات الأعوام الثلاثة بعد رفض منحه الجنسية السويدية. وطلب بعدها اللجوء في سويسرا وفرنسا. وفي كلتا المناسبتين، بحسب المصدر ذاته، أبلغت زوجته دائرة الهجرة أنه ليس على ما يرام، لكن “تم تجاهل مكالماتها ورسائلها الإلكترونية”.

وعبرت والدته المقيمة منذ 10 سنوات في الولايات المتحدة الأميركية، عن صدمتها من فعلة ابنها. وقالت إن زوجته السابقة ذكرت لها سابقاً أنه كان مكتئباً بسبب رفض السلطات السويدية طلبين تقدّم بهما للحصول على الجنسية.

وصرحت الزوجة السابقة بأنه اتصل بها قبل نحو أربعة أشهر، وأنه كان يعيش في كنيسة. وتابع الصديق: “ندين ما فعله. لا يمكن أحداً أن يبرر سبب فعلته تلك”. 

وشرحت الصحيفة أنه “أثناء أدائه الخدمة العسكرية في سوريا عام 2012، تعرض حنون ومجموعته لهجوم من جماعة جهادية”. وأردف صديقه بالقول، إن حنون “كان الناجي الوحيد في تلك المجموعة، وإنه بعد ذلك بفترة قصيرة، هرب إلى تركيا، ومكث في مخيم للاجئين قبل أن يصل إلى السويد”.

ليست للرجل سوابق جنائية في أي بلد أوروبي. إلا أنه، ومنذ عام، صدر بحقه حكم مع وقف التنفيذ عن محكمة مقاطعة إسكيلستونا لارتكابه جرماً ماليأً متعلقاً بتلقّي مساعدات حكومية.

بيّن الصديق أن زوجة حنون السابقة لم تكن تعلم بتورّطه في هجوم أنسي حتى اتصل بها صحافي فرنسي. وأضاف: “أسرعَت إلى المنزل مترنّحة من غير أن تخبر زملاءها عن وجهتها. لم تصدق ما رأته في الأخبار، ولم تستطع مشاهدة مقطع الفيديو الذي يظهر فيه مهاجماً الأطفال. لم يسبق أن تصرف بتلك الطريقة في حياته. لقد أحب ابنته أكثر من نفسه”.

وفقاً للسجلات المدنية السويدية، عاش حنون لفترة في مقاطعة سودرمانلاند، في منطقة فينوكر، الواقعة على بعد 160 كيلومتراً إلى الغرب من ستوكهولم. ثم انتقل إلى العاصمة السويدية عام 2014. وبعد بضع سنوات، عاد إلى سودرمانلاند واستقر في إسكلستونا، على بعد نحو 110 كيلومترات غرب ستوكهولم.

يملك حنون عنواناً في السويد في مدينة ترولهاتن، والتي تبعد نحو 420 كيلومتراً من العاصمة ستوكهولم. ويبدو أنه انتقل إلى هناك خلال صيف العام الماضي.

ليست للرجل سوابق جنائية في أي بلد أوروبي. إلا أنه، ومنذ عام، صدر بحقه حكم مع وقف التنفيذ عن محكمة مقاطعة إسكيلستونا لارتكابه جرماً ماليأً متعلقاً بتلقّي مساعدات حكومية.

صدر الحكم عليه بناء على تقديمه طلباً وحصوله على ما يقرب من 50 ألف كرونة سويدية (4619 دولاراً أميركياً) على شكل إعانات حكومية للبطالة ما بين عامي 2019 و2020. وفي تلك الأثناء، كان يحصل على دعم مالي للطلاب من المجلس السويدي لدعم الطلاب المعروف اختصاراً باسم “سي إس إن”. ويعاقب القانون السويدي على تلقّي مساعدات مالية من أكثر من جهة حكومية في الوقت ذاته.

ذكر حنون أنه في ذلك الوقت، كان يمر بظروف مالية عصيبة اضطرته لبيع مجوهرات زوجته لتحصيل المال. وفقاً لملف المحكمة، ولأن الرجل لم يسبق له أن أدين بجناية أو جرم في السابق، جاء الحكم مع وقف التنفيذ إلى جانب إلزامه بدفع غرامات يومية بدلاً من السجن.

يحمل حنون تصريح إقامة دائمة في السويد منذ نيسان/ إبريل، والتي أقام فيها طيلة العقد الماضي. لكنّ طلبين قدمهما للحصول على الجنسية السويدية قوبلا بالرفض، وقد تقدّم بطلب ثالث العام الماضي.

كذلك، تقدم بطلب لجوء في فرنسا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، كان قد رُفض قبل أربعة أيام من الهجوم، وكان أمامه شهر آخر لاستئناف القرار.

قررت الحكومة السويدية في أيلول/ سبتمبر 2004، عدم منح الجنسية لطالبها إذا كان له نشاط أو تأثير تحكمي على منظمة تمارس انتهاكات جسيمة وممنهجة واسعة النطاق ضد حقوق الإنسان. ويشمل ذلك، التعذيب والقتل والإعدام خارج نطاق القضاء. ومنذ تشرين الثاني 2020، تعتبر دائرة الهجرة السويدية الجيش السوري الحكومي ممارساً لتلك الانتهاكات. كما يسري القرار على المنتسب إلى مجموعة شاركت في أعمال إرهابية.

ووفقاً لمصدر منخرط في التحقيقات، تردد حنون خلال الأسابيع الأخيرة إلى المنتزه ذاته يومياً. وكان يفترش ليلاً صندوقاً كرتونياً ليستريح، ويستهل صباحه بالذهاب للسباحة في بحيرة أنسي، ثم يمضي يومه في المنتزه.

قال عامل في المنتزه إن حنون كان يجلس على المقعد نفسه كل يوم، ويرتدي الثياب ذاتها، وأضاف: “لم يكن بادياً عليه أنه عنيف أو انتقامي؛ كان يمكث في المنتزه من الصباح إلى المساء، سواء كان الطقس مشمساً أو ممطراً”.

وأوضحت النيابة العامة في أنسي، أن دوافع المهاجم ما زالت غامضة “ومن دون وجود دافع إرهابي واضح”. كما أكدت أن أياً من المصابين لا يعاني من تشخيص طبي خطير.

وكشف تسجيل مصوّر، أن حنون هتف “باسم المسيح” مرّتين باللغة الإنكليزية أثناء تنفيذه الاعتداء. وخضع حنون لفحص نفسي سمح بتوقيفه، كما تبيّن أنه لم يكن تحت تأثير المخدرات أو الكحول أثناء تنفيذه الهجوم. ومثل حنون أمام القضاة لكنه رفض الإجابة عن الأسئلة.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.