fbpx

جورج اسحق: جسر بين جيل السبعينات وشباب ثورة 25 يناير

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

9 سنوات أمضاها إسحق عضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان، لم يكن راضياً عن أدائه، الذي وصفه بالمترهل، وإنما كان يرى أن وجوده ضرورة للضغط والمطالبة بتحسين أوضاع السجناء، وبإخلاء سبيلهم، ومساعدة حالات فردية لا تخرج الى دائرة الشهرة أو النشاط السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“لقد تشرّفت بالاشتراك مع المصريين في ثورة يناير، طالبنا بالعيش والحرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، وسوف نستمر بالمطالبة بهذه الشعارات، لأن الثورة لن تموت”، كلمات كان يرددها السياسي الراحل جورج إسحق، أحد الوجوه المصرية المعارضة، الذي توفي بعد صراع مع المرض، ليترك لأبناء جيله والجيل الجديد ميراثاً كبيراً في الحركة الحقوقية في مصر.

كان الراحل بمثابة جسر يجمع بين الجيل السابق والجيل الحالي، بين كبار في السن وشباب، يملك قوة وشجاعة وأفكاراً غير عادية أو تقليدية تمثّل حماسة الشباب، إضافة إلى الحكمة السياسية، يمكنه التأثير في الشباب بأسلوب يصل لهم، ويستمع إليهم كذلك.

وُلد جورج إسحق عام 1938 بمدينة بورسعيد، إحدى المدن المصرية الساحلية، وتخرّج في كلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1964، حيث درس التاريخ وعمل مدرساً لمادة التاريخ، ليصبح بعد ذلك خبيراً تربوياً. لكن تلك النشأة التي قد تكون تقليدية إلى حد ما، لم تدم طويلاً، إذ بدأ اسحق طريق السياسة والمناداة بالحقوق باكراً، فشارك في حزب العمل عام 1969، وفي تظاهرات عدة حينها.

تعرف المحامي أبو العلا ماضي، القيادي في حزب الوسط، إلى اسحق من خلال حزب العمل، وتوطدت علاقتهما تدريجياً. حتى أعلن إسحق عزمه على تأسيس حركة “كفاية”، التي شارك ماضي في الاجتماعات التحضيرية لها، إلى أن خرجت الى النور.  الصداقة بين الاثنين لم تتوقف مذاك، رغم أنهما كانا يتفقان حيناً ويختلفان حيناً آخر، لكن اللقاءات بينهما لم تنقطع، والتي كان آخرها قبل أيام قليلة من وفاته. يقول ماضي، “كان يدعونا الى لقاء أسبوعي فى أحد الفنادق لشرب الشاي والدردشة، إلى أن سقط مغشياً عليه ودخل إلى المستشفى فى حالة غيبوبة، ثم توفي.

الطريق الذي اختاره إسحق كمدافع عن الحقوق، وصل الى ذروته في 2004، أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ففي 12 كانون الأول/ ديسمبر من ذلك العام، خرج إسحق في تظاهرة ينادي بها “كفاية 24 سنة مبارك”، ليعلن تأسيس حركة “كفاية” لمناهضة التوريث.

استطاع اسحق الجمع بين جيلين من المحبين، الجيل الأول وهو جيله الذي خرج منه وشارك معه في تأسيس “كفاية” ورحلة النضال فيها، أما الجيل الثاني فهو الجيل الجديد الذي خرج مع ثورة يناير.

بداية تأسيس الحركة لم تكن سهلة، إذ تحمّل إسحق الضغوط ومخاوف الاعتقال، حتى اختير منسقاً عاماً للحركة، بعد البيان التأسيسي لأول مؤتمر عقدته في أيلول/ سبتمبر 2004، ورسّخ مؤسسها مبدأ التداول داخلها حين رشح الدكتور عبد الوهاب المسيري، منسقاً عاماً للحركة، خليفة له.

بدأت الحركة بعدد أعضاء وصل إلى 300 شخص ما بين القاهرة والمحافظات، وواصلت الانتشار، حتى بلغ عدد أعضائها أكثر من 20 ألفاً، وجمعت تيارات سياسية مختلفة، اتفقت في ما بينها على رفض التجديد لمبارك لفترة رئاسية خامسة. كما رفضت ما اعتبرته مناورات سياسية وتشريعية وإعلامية هدفها التمهيد لتولي جمال مبارك، نجل مبارك، الرئاسة من بعده، فرفعت شعاري “لا للتمديد”، “لا للتوريث”.

انتشرت الحركة في 22 محافظة مصرية، من أصل 26، فقابل الأمن هذا الانتشار حينها بحملة اعتقالات في تلك المحافظات، قابلتها مساندة الصحف المعارضة مؤسسي الحركة والمنتمين إليه آنذاك. وتعاملت الحركة مع هذا الضغط كله بتعزيز وجودها، ما شكل بداية أو تمهيداً لمزيد من الحركات الأخرى، التي تتفق معها في المطالب، وتبحث عن مشاركين من أطياف مختلفة بمطالب واحدة، مثل حركات “شباب من أجل التغيير، عمال من أجل التغيير، صحافيون من أجل التغيير، طلاب من أجل التغيير”، كما عمّت المطالب المهنية محافظات مصر، فخرج من عباءة الحركة عدد من الكوادر والأفكار التي استفادت منها حركات سياسية في نشاطات موازية.

استمر النضال الحقوقي للحركة برعاية مؤسسها الراحل ودعمه، حتى اندلعت ثورة 25 يناير عام 2011، فساهمت الحركة، بالتعاون مع الحركات الأخرى التي خرجت في التوقيت نفسه، ومع الشباب أيضاً، في اندلاع شرارتها الأولى. فكانت “كفاية” حاضرة بقوة حتى تنحّي الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعدها وقف إسحق يحمي المصلين بميدان التحرير في صورته الشهيرة التي أصبحت أيقونة في ما بعد.

ومع انتقال جماعة الإخوان الى الحكم عقب ثورة يناير، لم يتلوّن إسحق، ووقف موقف المعارض للسلطة، وشارك في تأسيس الحركة المدنية في 2012، التي كانت ترفض سيطرة جماعة الإخوان على مؤسسات الدولة، والتي استمر كواحد من أبرز قياداتها حتى وفاته. كان الهم الأكبر لإسحق في فترة حكم الإخوان، ألا يهيمن الإخوان على الدستور الجديد حينها، ولأنه يرفض مبدأ الاستبعاد والإقصاء، كان يرى في هذا الفصيل نية لاستبعاد من لا يوافقهم الرأي.

يروي الدكتور مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية، حين كان حاضراً في جلسات التحضير للإعلان عن الحركة المدنية الديمقراطية، وعن  صديقه الراحل: “عندما كان أميناً لحركة كفاية، قلت إن الحركة تضرب مثلاً طيباً بكون أمينها العام شخصية مسيحية، وهنا انتفض جورج ومعه كثيرون من الحضور لكي يتساءلوا من هو المسيحي هنا؟ طبعاً كان ذلك دليلاً على أن الجميع كانوا يرون في جورج الوطني المصري الذي يسمو فوق كل اعتبارات الانتماءات الجزئية لكي يكون ولاؤه الأول لمصر والعروبة والإنسانية، دونما أي تناقض بين كونه يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد أو لا يذهب”.

9 سنوات أمضاها إسحق عضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان، لم يكن راضياً عن أدائه، الذي وصفه بالمترهل، وإنما كان يرى أن وجوده ضرورة للضغط والمطالبة بتحسين أوضاع السجناء، وبإخلاء سبيلهم، ومساعدة حالات فردية لا تخرج الى دائرة الشهرة أو النشاط السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي.

“لا أحد يستخدمني”، كانت واحدة من عباراته، إذ كان يرفض استغلاله أو استغلال اسمه، وما يفسر ذلك أنه كان معارضاً لثلاثة رؤساء، بداية من حسني مبارك مروراً بمحمد مرسي ووصولاً إلى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. وخلال فترات حكم الرؤساء الثلاثة، كان اسحق يلقّب بالسياسي المعارض للسلطة.

كان إسحق يرى أن دور “كفاية” قد انتهى، ولا تمكن العودة الى الوراء، لكن يمكن استحداث كيانات جديدة، وخلق مساحات أخرى للنضال من أجل الحقوق. وبرغم أن الحركة لم يعد لها وجود، إلا أنها لا تزال حاضرة في أذهان كثيرين، ربما لأنها كسرت حاجز الصمت، وفتحت أبواباً أمام حركات مماثلة لخوض الطريق بشجاعة أكبر.

مارس الراحل أدواراً عدة في تاريخه السياسي العامر، ما بين قائد في الميدان يوجّه المتظاهرين ويحميهم، ومستمع بشده لآراء الآخرين، يسير هنا وهناك في أدوار شتى، قائداً ومعلماً ومستمعاً ومشاركاً، يحارب الزمن الذي يريده أن يتوقف، ليحقق كل ما يتمناه من عدل سياسي يطبق مبادئ الثورة التي عاش مؤمناً بها، ومات وهو متمسكاً بها.

استطاع اسحق الجمع بين جيلين من المحبين، الجيل الأول وهو جيله الذي خرج منه وشارك معه في تأسيس “كفاية” ورحلة النضال فيها، أما الجيل الثاني فهو الجيل الجديد الذي خرج مع ثورة يناير، وكان يرى في إسحق مناضلاً ومثلاً أعلى، بل كان يتواصل معه من خلال باب لم يغلق أبداً في وجه أحدهم، بل كان مفتوحاً طوال الوقت، بين إسحق والشباب. وفي وداعه، حضر الشباب وكأنهم يعدونه بإكمال مسيرة النضال للمطالبة بالحقوق.

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 16.05.2024

“مفاتيح دبي”: عن علاقة إلياس بو صعب ببرج نورة الإماراتي!

برز الياس بو صعب كشخصية محورية في لبنان في السنوات الأخيرة الماضية وضجّت مؤخرًا وسائل الاعلام بخبر فصله من التيار الوطني الحر. تكشف وثائق مشروع "مفاتيح دبي" بالتعاون مع مشروع "الإبلاغ عن الجريمة المنظّمة والفساد" OCCRP، عن امتلاك بو صعب ستة عقارات في برج نورة الاماراتي. تبلغ القيمة التقريبية للعقارات نحو 6.5 مليون دولار أميركي.