fbpx

The Last of us: هل تصلح الحلول الفرديّة للنجاة من نهاية العالم؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

النجاح الذي تلقاه المسلسل يتجاوز كونه نوستالجيا للعبة القديمة، فالأكثر أهمية هو النظر إليه كدراسة ورهان استكشافي لما يمكن أن يفعله الناس في الأوقات الخطرة والحدود التي يمكن أن يتجاوزها سعيهم للنجاة من الموت والوباء.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أعلنت شبكة HBO عن التحضير لموسم ثان من مسلسل The Last of us، الذي يمثل أملاً جديداً في نجاح الاقتباس التلفزيوني من ألعاب الفيديو بعد تجارب أثبتت فشلها على نطاق واسع (Mortal kombat, Warcraft)، نستثني منها Tomb Raider، إذ  بدا المسلسل الذي يحمل اسم واحدة من أنجح ألعاب الفيديو التي أطلقتها منصة “نوتي دوج” عام 2013 تجربة مغايرة أشعلت حماسة الجمهور والنقاد على حدّ سواء.

 تدور أحداث اللعبة والمسلسل بعد 20 عاماً من انتشار عدوى فطرية غامضة بين البشر، تُحوّلهم إلى مسوخ أشبه بالزومبي. وفي ظل هذه الفوضى، يسعى بطل اللعبة والمسلسل جويل (بيدرو باسكال) إلى تهريب إيلي (بيلا رامزي) ذات الـ14 سنة من منطقة الوباء، وشقا طريقهما عبر الولايات المتحدة من أقصاها إلى أقصاها الآخر، على أمل أن تكون الفتاة المنقذ الوحيد للبشرية بعد الوباء. 

تبدأ السلسلة بوضع سيناريو الفطريات الطفيلية، الذي ناقشه المهتمون في برنامج حواري عام 1960 نراه ضمن المسلسل، قبل الانتقال إلى عام 2003، حيث تصبح الفطريات دون غيرها مصدر الوباء الحقيقي على البشر، إذ  نجد أنفسنا أمام مجتمع واقع في أيدي نظام عسكري استبدادي يقاتل الجماعات المتمردة المصنفة إرهابية، محاولاً الرهان عليها كمجاز لما يُعاش على أرض الواقع، وربما من هنا يمكن الانطلاق من حبكة المسلسل كعمل سياسي.

لماذا هو عمل سياسي؟

النجاح الذي تلقاه المسلسل يتجاوز كونه نوستالجيا للعبة القديمة، فالأكثر أهمية هو النظر إليه كدراسة ورهان استكشافي لما يمكن أن يفعله الناس في الأوقات الخطرة والحدود التي يمكن أن يتجاوزها سعيهم للنجاة من الموت والوباء. هذه الفرضيّة في قراءة المسلسل كـ”عمل سياسي”، تشابه ما تقدّم به أستاذ الأدب المقارن يورجن فيرتهايمر وفريقه الصغير من علماء الأدب للجيش الألماني.

 اقترح  فيرتهايمر إنه من خلال النظر في الأعمال الفنية التي تنشر، يمكنه وفريقه تحديد الحروب الأهلية بشكل مسبق، بحسب صحيفة “الغارديان”، نجح الاقتراح في الحصول على موافقة الجيش، وتمت تسميته بمشروع كاساندرا، واستوحي اسمه من كاهنة طروادة وفقاً للأسطورة اليونانية التي تمتعت بالبصيرة. 

المشروع كاساندرا هذا يهدف إلى تسليط الضوء في وقت مبكر على التحولات في السياقات المجتمعية للسماح بالتنبؤ بالتصعيد المحتمل للصراع بين الأفراد. وكل منها يساهم في الإشارة إلى توجهات الدعاية المحتملة من الأنظمة أو قمع بعض الموضوعات أو حدوث تحول في الرأي العام بناءً على هذه  الأعمال، ومن خلال دراسة الكثير من الكتب من مناطق مختلفة، تمكن العلماء من تحديد درجة لمدى احتمالية اندلاع الصراع في منطقة ما. 

ثمة درس كبير مستفاد من ردود الأفعال والتفاعل مع أعمال فنية مثل the last of us وغيره وفقاً للمشروع كاسندرا، يتعلّق الأمر بتصوّر ردود أفعال الناس في أوقات الخطر الشديد التي خرجت من دون سابق إنذار من دائرة الخيال إلى الواقع ربما لتدمّره، يبدو بحث البطل والفتاة الصغيرة عن النجاة دليلاً استرشادياً لكل مشاهد يشاهد نهاية عالم موازٍ، وهي الفكرة الأكثر مركزية لصنّاعه منذ البداية. 

كل تصاعد درامي فيما بين الحلقات التسعة كان يقدم اختبار من نوع ما للتمرد على قوات الأمن، التي لا ترى في الجميع سوى وسائل لتحقيق الأهداف.

ردود الأفعال المتداولة للعمل كانت ملفتة نوعاً ما؛ وأغلبها تقارن حركة وحياة الأبطال في المسلسل  بحياة شبيهة عاصرها المشاهد على اختلاف عمره أو دولته أثناء وباء “كورونا” الأخير، وربما الخوف من وقوع ما يشبه ذلك مرة أخرى. 

على سبيل المثال، التعاطف مع قتل الأبطال للأشخاص “الآخرين” الذين يواجههم أبطال المسلسل، برر باعتباره معركة تمثل خطراً وجودياً، وهذا ما تبين في الكثير من التعليقات التي كان “تويتر” يحذفها باستمرار، لأنها تعليقات عنيفة كانت تبرر بناءً على ذلك رفض تقديم المساعدات أو قبول طلبات اللجوء في هذا الوقت باعتبار أن اللاجئين، مصدر خطورة، لذا لا يبدو الوباء في المسلسل واللعبة كخطر أبدي، وربما في استطلاع موازٍ لم يبدُ فايروس “كورونا” الخطر الوحيد وسط نزاعات سياسية أوسع تهدد وتقتل بدم بارد. 

في الحلقة الأولى يسعى البطل لإنقاذ ابنته التي تموت في سياق غامض نوعاً ما، وسط شكوك من عصابات وقتلة ومصابين، بينما يرضخ لتعليمات قوات الأمن/ الجيش، مع رحلة طويلة يخوضها البطل للنجاة والتجربة الثانية التي يعيشها مع الفتاة الصغيرة الأخرى التي تذكره بابنته في الحلقة الأخيرة يخالف رؤية قوات الأمن/ الجيش ليحمي ابنته هذه المرة من الأوامر التي تفرق بينهما.  

كل تصاعد درامي فيما بين الحلقات التسعة كان يقدم اختبار من نوع ما للتمرد على قوات الأمن، التي لا ترى في الجميع سوى وسائل لتحقيق الأهداف، لا تدين تلك الأهداف بشكل مباشر لكنها تترك مساحة للنقاش فيما يبدو من الأمر من وجاهة أو مجرد مساحة للسيطرة.

لكن هل على كل هذه التكتلات أو “العصابات” كما يسميهم الجيش أن يرضخوا للقوة الأكبر/ الجيش لمحاربة الوباء؟ هل يقدم الجيش/ قوات الأمن تصوراً مناسباً للنجاة من المأساة؟ هل ثمة إشارة إلى أن النجاة الفردية لن تحدث على الإطلاق؟ 

يسعى البطل وابنته الأخرى للنجاة الفردية وربما في ذلك ما يصبح مساحة حرب شخصية مع قوات الأمن التي تقول إنها تقدم مصلحة البشرية الأكبر فوق كل نجاح شخصي. يمكن أن تضحي مقابله بكل فرد يمكن أن يقف عائق أمام ذلك. 

أسئلة مفتوحة تطرحها رحلة البطل الشخصية الموازية لانتشار الوباء، وربما في قلبها بشكل واعٍ أو غير واعٍ، توحّد جمهوراً واسعاً مع المسلسل وحكاياته الفرعية التي تصب كلها في قلب سياق سياسي: هل تصلح الحلول الفردية التي يخلقها الأشخاص للنجاة من مأساة جماعية مثل الوباء كحل مثالي؟ وما الذي يمكن أن يُفيد لو راهن الإنسان بحياته وأحبابه أمام حل أكبر لن يفيده شخصياً؟ وما الذي يحدد اهتمام البشر في لحظة مصيرية؟ ولماذا على الجيش/ قوات الأمن وحدهم تحديد ما يجب فعله وما علينا الحذر منه؟  

إرهاب في كل مكان من جماعات تشبه جماعات شاهدناها في الواقع، ورعب يصاحب رؤية كل إنسان جديد تماماً كالرعب الذي نراه يومياً في التعامل مع اللاجئ العربي على سبيل المثال، ورؤية واحدة للنجاة يطرحها المسيطر في النهاية، وسعي فردي من كل إنسان لتجنب ذلك. ما شاهدناه في المسلسل واللعبة يصلح كإسقاط سياسي نعيشه في ظل الوباء وربما من دونه أيضاً، والإجابة الفردية من كل إنسان على الأسئلة السابقة باتت ضرورية لتحديد البوصلة.

سامر المحمود- صحفي سوري | 23.04.2024

“مافيات” الفصائل المسلّحة شمال سوريا… تهريب مخدرات وإتجار بالبشر واغتيال الشهود

بالتزامن مع تجارة المخدرات، تنشط تجارة البشر عبر خطوط التهريب، إذ أكد شهود لـ"درج" رفضوا الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، أن نقاط التهريب ممتدة من عفرين إلى جرابلس بإشراف فصائل الجيش الوطني، وتبلغ تكلفة الشخص الواحد نحو 800 دولار أميركي، والأشخاص في غالبيتهم خارجون من مناطق سيطرة النظام، متوجهون إلى تركيا ثم أوروبا.